أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - لكي يكون الواقع هدفنا














المزيد.....

لكي يكون الواقع هدفنا


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 17:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند نقل مباريات كرة القدم الخليجية , في الفضائيات الخليجية أيضا , يجري التركيز في التصوير على ساحة اللعب فقط , ونادرا ما تظهر المدرجات ( الفارغة ) من الجمهور في الصورة , وذلك لعدم وجود قاعدة جماهيرية للعبة , رغم وجود الملاعب الفخمة , والتنظيم العالي للاتحادات والنوادي , وصرف مبالغ خيالية لتطوير اللعبة وبالذات للعقود مع اللاعبين الأجانب , والتي تخجل الحكومات والاتحادات من إعلان ضخامتها , لأنها تكشف الوجه الحقيقي للزيف الرياضي , المفتعل , الذي يراد منه مجارات اهتمامات الشعوب وإضفاء الصفة الحضارية للدخول إلى أسمى روابط الشعوب , الا
وهي الرياضة , وبالذات كرة القدم .

مثلما هو نقل مباريات دول الخليج , أجد أن تعليق الأهمية على بعض الاحتجاجات – وأكثرها كلامية – ويمكن إجهاضها قبل أن تتحول إلى موجة رفض عراقية ضد المظاهر السلبية التي أخذت بخناق كل شئ في حياتهم , واعتبارها إرهاصات, أو بوادر أولية , يعوّل على تراكمها , لتتحول الى قوة احتجاجية تستطيع في المستقبل المنظور ان تفرض إرادتها على الجهات الحكومية والسياسية المتنفذة , فهي لا تختلف كثيرا عن الحدث الذي يجري في ساحات ملاعب الخليج والذي تركز عليه الكاميرات , بدون جمهور ولا مشجعين . ومثلما تسمع المعلقين على هذه المباريات يستخدمون ذات المصطلحات الكروية التي تناقش حدة المنافسات ومهارات لاعبي مانشستر وريال مدريد وبايرن ميونخ وغيرها من النوادي العريقة , نجد بعض المقالات لبعض الأخوة تستخدم ذات الأسلوب , وتناقش وضعية الجماهير العراقية التي خضعت لعقود من الاستلاب والتشويه , وفقدت الكثير من تطبعها الإنساني والحضاري والسياسي , بنفس المنطق الجدلي والعلمي للتطور الطبيعي الذي يرافق نهضة الشعوب , ويضع التراكم الكمي كأساس للتغير النوعي المعوّل عليه .

كل الشعوب ترتبط بأرض تسمى الوطن , وحكومة تنظم الدورة الاقتصادية للبلد , وتعيد ترتيب الأمور الأساسية لهذه الشعوب كلما استجد شئ . الا في العراق , وفي مرحلته الأخيرة الأكثر سوءا , فلم يعد للوطن تلك القيمة التي تثير حمية أبنائه , ويكون وحدة جامعة لمصالحهم , وبدل الوفاء له , أصبح الوفاء للقومية والطائفة والمنطقة والعشيرة . ان تراجع الشعور بالوطنية ظاهرة عالمية جاءت لصالح أولوية الاقتصاد , وهي مرتبطة بالانتصار الذي حققته الرأسمالية في صراعها مع الاشتراكية , ولكنها جاءت بتراجع نسبي لباقي الشعوب , وليس بمثل هذا الاضمحلال والتشوه الذي حدث في العراق , وهي الخسارة الأكبر للعراقيين , و فقدان البوصلة للسير بالاتجاه الصحيح . ومن المرجح إنهم لم يتمكنوا من إعادة انتمائهم هذا في المستقبل القريب, لافتقارهم للوسائل والمؤسسات الجامعة , مثل الجيش , الشرطة , الحكومة الاتحادية الحريصة على إعادة الدورة الاقتصادية وتوزيع الدخل على مجموع السكان , وتنهض بمسئولية إعادة العراقية للعراقيين. وأي متتبع يمكن أن يرى بوضوح : ان أية وزارة عراقية لا يمكنها أن تعمل بذات السياق ( القانوني )في جميع المحافظات , وتختلف من محافظة الى أخرى حسب رغبات مراكز القوى في تلك المحافظات , لابل المديريات العامة التابعة للوزارات في المحافظات, لا تستطيع أن توحد سياقاتها في الدوائر التابعة لها في باقي الاقضية والنواحي .

العراق اليوم ليس أكثر من كمب للاجئين , وإدارة الكمب ( الحكومة العراقية ) تستلم موارد العراق النفطية لتوزعها على العراقيين , حسب الامتيازات التي يتقاتل عليها السياسيون ( الفائزون ) في الانتخابات , والتي أدت الى اعاقة تشكيل الحكومة لأكثر من ثلاثة اشهر , ولا توجد في الأفق بادرة توافق , رغم وصول مبعوث أمريكي عالي المستوى ل( حسم) الخلاف إذ اقتضت الضرورة . ويرى الكثيرون ان من مصلحة الاحتلال الأمريكي ان يستمر الوضع العراقي بهذا الضعف والتمزق , وهو البديل الكفيل لسحب اغلب القوات الأمريكية , والبقاء على قوات نخبة تستطيع إلحاق الأذى بكل من يتعرض للمصالح الأمريكية , او يتصدى لاعادة حق العراقيين باستعادة جميع حقوقهم . خاصة وان هذه القوات تمكنت من ربط أية مقاومة مسلحة للاحتلال , بالقوى التي سقطت بنظر العراقيين , من قاعدة وسنة تكفيريين والحثالات المجرمة للقوى الصدامية , او العصابات والمليشيات الشيعية المرتبطة بالمصالح الإيرانية .

يؤكد البعض , ان ما دام سلطة الاحتلال هي اللاعب الأقوى في الساحة العراقية , فستجري صياغة وحدة العراق بمقاسات مصالح هذه السلطة , ووفق إقرار قانون استثمار النفط والغاز , وما سيترتب عليه من استحقاقات امنية , وتوجهات مدنية للدولة ترافق إيجاد البيئة الآمنة والطبيعية لعمل شركات النفط العملاقة وملحقاتها , وليحكم العراق من يحكم من ( أبنائه ) الطائفيين والقوميين والباحثين عن السلطة والجاه والمال الحرام , وهي وحدة ستكون بمجملها مهلهلة , كسيحة , لا تستطيع النهوض بأية خطوة حقيقية للعراقيين .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسمية الاشياء بأسمائها ضرورة لابد منها
- اليسار بين التهويم والنحت في الصخر
- الاحزاب ليست جمعيات استهلاكية
- بين بشتاشان ودموية النظام
- الحزب الشيوعي والهموم النقدية
- الحزب الشيوعي ليس قبيلة ماركسية
- لكي لانبرر الخسارة, او الانسياق وراء جلد الذات
- بين زمنين
- الشيوعيون وفرح اعلان قائمتهم
- من الذي يؤمن بالدستور والعراق الفيدرالي ؟
- الضياع في كسب السلطة
- علي خليفة والاستعارة من التاريخ
- بين الواقع والكلام
- حسين عبد المهدي والتوحد مع الضمير
- استعدادات مبكرة للأنتخابات
- القوى الديمقراطية العراقية والحراك المشتت
- من يضمن استقلال المالكي ؟
- واخيرا سينتهي الفساد
- 9 نيسان وبوصلة اللحظة التاريخية
- أحد بوابات سدة الكوت


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - لكي يكون الواقع هدفنا