أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حميد كشكولي - جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي العراقي















المزيد.....

جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي العراقي


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 22:42
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


تصاعدت في الآونة الأخيرة و بالتحديد بعد إعلان نتائج ما يسمى بالانتخابات البرلمانية العراقية حدة الانتقادات ، بل الهجمات على الحزب الشيوعي العراقي و أداء قيادته و كوادره. وتكاد تكون هذه الانتقادات هي نفسها في الجوهر منذ عقود وفي مراحل عديدة مر بها المجتمع العراقي، بحيث يمكنني أن أطلق عليها انتقادات دائرة في حلقة مفرغة..
وإنني هنا لا ابتغي في هذا المقال التحيز للحزب الشيوعي العراقي ، أو تبرير انتكاساته ، بل أريد أن أطرح رأيي لأنني لم ألمس من الانتقادات تلك التي تشبه طحنا للماء ، ما يضع الإصبع على الجرح الحقيقي.

و لا افهم من هذه الانتقادات سوى أن الحزب الشيوعي العراقي لم يتغير في الجوهر شيئا، وان التغيرات التي جرت عليه هي شكلية، فرضتها التغيرات التاريخية على المستوى العالمي و خاصة انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، و جريمة 11 سبتمبر الإرهابية على نيويورك والولستريد ،وإسقاط النظام البعثي و احتلال العراق . , وكثرما كنت ُ أرد على منتقدين و متذمرين بقولي :- ( هذا هو الحزب الشيوعي ، فليؤمن من يشاء، وليكفر من يشاء) .
لكن رغم ذلك ثمة تساؤلات وجيهة و مشروعة ظلت بلا أجوبة مقنعة. لماذا يفوز أحد الشيوعيين في انتخابات بلدية في منطقة القبائل الباكستانية المهيمنة عليها قوات الطالبان ؟ ولا يفوز أي مرشح محسوب على الحزب الشيوعي العراقي في أية محافظة عراقية؟ لماذا ينشط شيوعيون في الهند بين سكان محافظين ، و مؤمنين بعقائد و طقوس رجعية للغاية ، و يحصلون على مقاعد برلمانية، بينما لا يحصل الشيوعيون في بغداد ، مدينة الثقافة والعلم و التمدن على مقعد يتيم؟
وقد نشأ الحزب في كنف الوطنية و الكفاح الوطني والقومي ضد الاستعمار و في كنف التحالفات " المجيدة" مع القوى الوطنية و القومية في سبيل انجاز مهام الثورة الوطنية والتحرر الوطني.
كانت الإرادة الذاتية على الأغلب، و بدعم و توجيه من الكومنترن ، وراء تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ،إذ انتسب فهد إلى الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق في الاتحاد السوفيتي السابق ، وتخرج فيها أواخر الثلاثينات مـن القــرن الماضي ، وبتوصية من (ديمتروف) مسؤول شيوعيي الشرق ، أعاد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي على أسس الشيوعية التقليدية وفقا لتصورات أستاذه ديمتروف المعروف بمنهجه في بناء الجبهات الوطنية و القومية ، سواء ضد الفاشية ، أو ضد الامبريالية. والغريب أننا لم نسمع أو نرى جبهات ضد الإقطاع و الرجعية و السلفية و الاستغلال الرأسمالي.

و أن نظرة على المسميات التي استخدمها الحزب كواجهة لينشط وراءها، والشعارات التي رفعها طوال تاريخه، لم تميزه عن القوى الوطنية والقومية البرجوازية. فالمتتبع لتاريخ الحزب يصبح غالبا مواجها لعناوين وشعارات من قبيل " لجنة مكافحة الاستعمار والصهيونية" و شعارات مقاومة الاستعمار ، والوحدة الوطنية ، وانجاز مهمات الاستقلال الوطني. هذه الأهداف الفاقدة للسمات الطبقية استدعت التعاون والتنسيق مع القوى الوطنية البرجوازية التي تدعي معاداة الاستعمار والصهيونية.

فاليسار التقليدي بما فيه الحزب الشيوعي العراقي كان يبحث دوما عن قاعدة " جماهيرية" في هوامش المجتمع. وقد كان هذا اليسار في مجتمعاتنا الشرق أوسطية نتاجا للحداثة الفوقية المبتورة التي تبلورت في العقود الوسطى للقرن العشرين على هامش الحداثة الأصلية في الغرب.

هذه القوى ( اليسار التقليدي أو الشيوعية التقليدية) لم يكن لها مكان " أصيل" شاغر ما في صلب الرأسمالية الضيق ، المشغول من قبل القوى البرجوازية ذات البرامج الواضحة ، ولم ولن تدعي الأحزاب الشيوعية التقليدية بأنها صاحبة الحداثة المحلية والوطنية والقومية ، وبالتالي انزاحت إلى الهامش والأطراف، و لا تمتلك حتى صفاقة السلفية الدينية الوهابية لكي تعلن بصراحة أمام الملأ أنها تريد إرجاع المجتمع القهقرى إلى الوراء لآلاف السنين لكي تكسب جماعة من المتخلفين والمتزمتين ، الذين ليس في عقليتهم معنى للعمال ولا للطبقة ، ولا يطيقون العامل لأنه خلاق،و يخلق العالم و يغير المجتمع بإرادته و يطوره و يدفع به للأمام ، و هدفه تحرير نفسه والمجتمع من عبودية رأس المال والعمل الأجير.
فدخول الحزب الشيوعي العراقي العملية السياسية و تحالفه مع أية قوة حاضرة في الساحة اليوم ، لا يتناقض مع مبادئه، و لا يتعارض مع منهجه الوطني . وان القوى التي تحكم اليوم و تقود العملية السياسية في ظل الاحتلال لا يمكن وصفهم بغير صفة الوطنية ، لأن حضورها وطني ولا بد منه ، إذ إن الدولة و البلد لا بد من حكومة و برلمان ( موديل العولمة) .
فتاريخ الحزب يقول لنا إن استلام السلطة غير وارد حسب توجيهات الكومنترن التي يلتزم بها الحزب منذ تأسيسه، وإنما تقتصر سياسته ، أسوة بالأحزاب الشقيقة على دعم الحكومات الوطنية و التنسيق مع القوى الوطنية والقومية .


لقد ألفنا كثيرا الشعارات الراديكالية التي تضمنتها في فترات المد الثوري العمالي ديباجات البيانات، التي كانت بمضامين معتدلة ، و محافظة في المطالب التي لم تخرج عن إطار الحل البرجوازي .
لقد كانت الأحزاب الشيوعية التقليدية تتبع تعليمات الكومنترن و تنفذها، وكانت المهمة الأساسية الموكلة لها هي دعم وصيانة الاشتراكية القائمة في الاتحاد السوفييتي والعمل وكأنها ممثليات له ، قبل انهيار الاتحاد السوفييتي.
استغرب أن ينتقد سياسيون مخضرمون الحزب لعدم سعيه استلام السلطة، و استغرب أكثر أن اسمع أن القائد الفلاني و الكادر الفلاني في فترة ما من تاريخ العراق قد اختلف مع القيادة، لإلحاحه على استلام السلطة في العراق.

أما عن انتقاد هامشية الحزب فهي ليست ظاهرة مفروضة بل هي من طبيعته وجزء لا يتجزأ من حراكه الاجتماعي و قد أدمن عليها بسبب الفترة الطويلة التي إصابته.

الانتقادات التي توجه للحزب و تتهمه بالتبعية للأحزاب القومية الكردية ، إنما هي تخرج من منطلقات قومية شوفينية، فالعلاقات بينهما مبنية على أسس مبدئية ، ووفق منهج الحزب .
وليس ثمة من جدوى من انتقادات موجهة من منطلقات يسارية تقليدية، ولا أرى فيها سوى محاربة طواحين الهواء، أو ندف الماء.
أما التنازل للإسلام السياسي، فهو نهج ليس بجديد، وهو نابع من موقفه من التراث والثقافة الوطنية والقومية. فان كان لينين يؤكد على توظيف العناصر التقدمية والإنسانية في الثقافة القومية لصالح الحركة الشيوعية و العمالية العالمية ، فالحزب الشيوعي العراقي و اليسار التقليدي يحترم كل التراث و الثقافة الوطنية بدون تشذيب أو تهذيب.
ولكن لا نلمس من جانب القوى الإسلامية والقومية أي احترام مقابل، بل ربما يحترمون أشخاصا معينين لأسباب غير مبدئية، مثل مداراة هذه الشخصية، ومساعدتها، أو تقديم عون لعائلة فلان.
ورغم التحالف الإستراتيجي المزعوم إلا إن القوى البرجوازية جعلت من التشهير بالحزب الشيوعي العراقي والشيوعية أمام الناس البسطاء وتشويه سمعته ، ركيزة أساسية وزادا يوميا لتوسيع نفوذها و سلطاتها ، مستغلة بساطة الناس وطيبتهم.
إن القوى التي تطرح نفسها كبدائل للحزب الشيوعي العراقي " الرسمي" ، و تحمل اسم الحزب مع لواحق للتميز ، وذلك بالتبعية للقوى الإرهابية والشوفينية و الوقع في أحضانها ، متجرعة الذل والمهانة ، إنما هي الوجه الآخر للتعاون للقوى المتعاونة و العميلة للاحتلال والامبريالية.

وقد بينت التجارب أن الانتقادات هذه لم تنفع لا الحزب الشيوعي العراقي و لا مشتقاته من اليسار المتذمر . و هناك كثيرون تعبوا من النقد والانتقاد ، فلجؤوا إلى أداء أعمال أخرى ، من قبيل العمل في منظمات المجتمع المدني ، أو العمل المباشر والصريح لصالح المحتلين .

إن أفضل انتقاد يساري كما أرى هو العمل و الكفاح في استقلال تام عن طروحات اليسار التقليدي، بعد دراسة التاريخ و الأخطاء التي ارتكبت من قبل الجميع ، وتعلم الدروس والعبر منها .


9 maj -10



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خروتشوف الستاليني الذي أدان ستالين
- في مديح الديالكتيك لبرتولد بريخت
- وقت الرمال الوديع لسهراب سبهري
- أنشودة - إبراهيم في النار - للشاعر الإيراني أحمد شاملو
- ضرورة نقد الدين و الإيديولوجيات المستحيلة إلى أديان
- قصيدة الشاعر الإيراني أحمد شاملو -خطبة في مراسيم دفن-
- حديث في الجنس
- الاتجار بالنساء عالميا عار العصر
- الأسطورة ضرورية للإنسان
- من الشعر الكردي : تفاحات بيروت لجمال غمبار
- مذابح أهالي شمالي اليمن، لمصلحة من ؟
- الحوار المتمدن ولد ليختلف، و يواجه فلول الظلام
- ما سعر كيلو من الشعور الطازج؟
- الحرب.. قصيدة للشاعر الكردي قوباد جليزاده
- جدار برلين كان مسخا للشيوعية و مبادئها الإنسانية
- قصائد للشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون
- نوبل للسلام ، أم لخدمة الرأسمالية؟
- قوباد جليزاده : نسفّد القُبَل و نشوي النهود
- المرأة مجرمة وفق الأعراف القبلية
- قصيدة - الحب ّ الكلّي- للشاعر الإيراني الكبير أحمد شاملو


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حميد كشكولي - جعجعة بلا طحن ... الانتقادات الدائمة الموجهة للحزب الشيوعي العراقي