أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حميد كشكولي - المرأة مجرمة وفق الأعراف القبلية














المزيد.....

المرأة مجرمة وفق الأعراف القبلية


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2798 - 2009 / 10 / 13 - 23:44
المحور: ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف
    


يقال إن تكرار المآسي يُكسب الذهنَ المناعة، ويخدره، وهذه المآسي بتكرارها سوف تخفف من شدة ردود الأفعال، أو تقتلها. وثمة حقيقة تكمن في هذه الوحشية، إذ أنكم لو يوميا وفي كل لحظة ، طرقت الأخبار أسماعكم عن الجرائم والاعتداءات، والرجم ، والإعدام، والإرهاب، و المفخخات ، و سكب الأسيد على الأجساد لتشويهها ، وهذه السلسلة الطويلة من التوحش والبربرية ، فلابد أن تكون النتيجة أن يكتسب جهازكم العصبي المناعة و تهون قدرته عن رد الفعل ... أجل، إن كانت تلك في نظر المرء بالأمس فاجعة، تعود اليوم حدثا مألوفا، لا تعار له أهمية. وعالمنا اليوم بتفننه في جنون الإجرام، وخصوصا بحق النساء والأطفال، باتت له نفس الوظيفة في إكساب جهازنا العصبي المناعة ضد الجرائم والصدمات.
أتذكر غالبا خبرا وقع قبل سنوات كلما اقرأ في الصحف السويدية عن حالات الاغتصاب و الاعتداء بحق النساء في السويد، وأفكر في الجحيم الذي خلقته العادات والتقاليد الرجولية للنساء في الشرق. فالخبر يقيني وصادم: بأمر من رؤساء قبيلة " بابا كوت" الباكستانية، تم وأد ثلاث فتيات بأعمار 16و 17و 18!ولكن ، تصوروا ، لماذا؟
لأن رجال قبائل بلوجية باكستانية ، اعتبروا مطلب هذه الفتيات في اختيار أزواج بأنفسهن، بدون فرضهم عليهن غصبا ، عارا و مخالفا "للعادات والتقاليد القبلية المقدسة " ، فأصدروا بحقهن حكم الموت. وبما أن الرجال القبائليين هم حماة قوانين عصور الظلام ، فيقومون بإصدار حكم الموت بحق هذه البنات البريئات ، وكما يرمون أيضا سيدتين أخريين نويتا مساعدة البنات المذكورات، أو أبديتا نوعا ما احتجاجا على الجريمة بشكل ما ، فقاموا بوأدهن وهن جريحات فيهن رمق من الحياة . وبعد هذه الجريمة عادت الأمور ، وكأنه لم يحدث شيء. والأفظع أن مندوبي هؤلاء القتلة انبروا للدفاع على الجريمة ومرتكبيها في البرلمان الباكستاني، وأكدوا أن هذه العقوبات هي عبرة للأخريات ، وهي ضرورية ولا بد منها في سبيل صون قدسية التقاليد العريقة ، وشرف الأمة و كرامتها.
المدافعون عن حرية الرأي و الداعون الى احترام المعتقدات البرجوازيون ، و أنصار النسبية الثقافية و فلسفة البوست مودرنيزم العنصرية يوجدون مبررات " لهذه الجرائم و " تفهما لعادات الشعوب ، لكنني أرى أنه يجب أن يبصق المرء على هذه التقاليد والأعراف ، وممثليها و حماتها. أجل، أصبح لزاما على البشرية أن تدفع غاليا ثمن قبول هذه التقاليد والأعراف و أفكار هؤلاء الرجعيين. والملفت إن عشاق هذه التقاليد وحماتها لا يحددون أية عقوبة " للخطرين" و المجرمين من الرجال . وإنه حتى لو ارتكب الرجال شيئا ما يخالف هذه الأعراف، فأن نساء هم هن يدفعن الثمن، ويتعرضن إلى العقاب. فالمرأة هي المجرمة دوما في عرف هؤلاء الرجعيين المتخلفين، وعليها قبول العقاب، لكي يرتاح شرفهم القذر.
حادثتا " مختار ماي" المثيرة ، و قرية كردية في كردستان العراق قبل أعوام حيث اضطر رجل لقتل ابنته غسلا للعار لأن أفراد قبيلة أخرى متخاصمة مع قبيلة الرجل الجاني نكاية بهم اغتصبوا هذه الفتاة المسكينة ، نموذجان يدلان على الكلام عاليه ، وهما غيض من فيض من بحر حكايات جحيم النساء . فهذه الحادثة في باكستان وقعت في مناطق هذه القبائل الباكستانية عام 2002، لكن الحكاية هذه المرة تختلف كليا. ليس فقط أن رجلا لم يرغب في الشروع بحياة جديدة بإرادته وإرادة شريكة حياته.
‘نها ماساة مرأة اتهمت بممارسة الجنس مع رجل خارج العلاقات الزوجية، فعوقبت المرأة الزانية بالرجم حتى الموت ، لكن الرجل الزاني لم يكن خوف عليه ولا هم يحزنون.إذ أمر رؤساء القبيلة بإتيان أخت الرجل الزاني، لكي يغتصبها ثلاثة رجال آخرين... لماذا؟؟؟ لكي يعاقب رجل كانت له علاقات جنسية مع امرأة أخرى؟؟؟؟ هذه هي منظومة الحق الإلهي هذه وممثليه على الأرض..
وان كان ثمة من تمايز بين أعمال هؤلاء من مكان إلى آخر، فليس هو الفرق في حدة الوحشية والهمجية وحجمها، بل الفرق يكمن في المجتمع والناس الذين يقفون في وجههم هنا وهناك..
والجدير بالذكر أن باكستان تملك القنبلة الذرية والديمقراطية البرجوازية ، و قبل فترة ليست طويلة كادت الراحلة بينظير بوتو أن تصبح نموذجا يحتذي في بقية البلدان الإسلامية.
في الظاهر ارتكبت جريمة قتل أربع نساء ووأدهن في قبيلة، بأمر من شيوخها. وان شيوخ القبيلة ممثلون في البرلمان البرجوازي الباكستاني ، و يعترف بنفوذهم القبلي رسميا. الحدث لم يجري في القرون الوسطى ، بل حدث في العالم الرأسمالي المعاصر.. والسؤال هو لماذا تزيح الرأسمالية أي عائق أمام الربح و تراكم الرأسمال، لكنها تسمح بجرائم ترتكب يوميا بحق النساء باسم الدين والمذهب وشرف الرجال و القبيلة والأمة؟؟
الجواب بكل بساطة هو أن هذا النظام يستفيد من معاداة حقوق المرأة، والجرائم بحقها و تحقيرها...هذا التمييز العنصري والعنف القروسطي ضد النساء ، وحتى في ألطف أشكاله، انعكاس لدستور هذا النظام المبني على الظلم والاضطهاد الطبقيين، اضطهاد المرأة والعنف بحقها ركن أساسي لمستلزمات الربح والرأسمال في العالم المتقدم الرأسمالي.إن الملالي والقساوسة والحاخامات وشيوخ القبائل والرجعيين الآخرين يتغذون من هذا المستنقع،و لا حدود لجشعهم، إلا يوم تنتهي العلاقات المادية الرأسمالية بعلاقات اشتراكية إنسانية.

‏12‏/10‏/2009




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - الحب ّ الكلّي- للشاعر الإيراني الكبير أحمد شاملو
- في قطران الليل للشاعر الإيراني سهراب سبهري
- تجربة اليسار الايراني مع الاكليروس ، دروس لا غنى عنها لليسار ...
- الشاعر الإيراني اسماعيل خوئي
- جماهير إيران تسير في طريق الثورة على استبداد ولاية الفقيه
- ترنيمة زهرة الخلود
- عندليب الامبريالية الأسمر : وداعا حقوق الإنسان
- برتولت برشت و الأزمة الراهنة للرأسمالية
- ليكن الأول من أيار هذا العام حافزا لليسار العراقي في إيجاد أ ...
- قصيدة - ترافيك- للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- توماس ترانسترومر وثلاث قصائد
- قصيدة الشاعر الانجليزي وليم بليك(1757-1827) -اسمع ِ الصوت-
- هل تزول أية عقيدة، حتى لو كانت خرافية ، بالعنف والاضطهاد؟
- ثلاث قصائد للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- أزمة الإتحاد الوطني ليست قضية جماهير كردستان
- في ذكرى ثورة الجماهير الإيرانية على نظام الشاه
- المقاومة في منظور اليسارالماركسي
- لي الحضور المضاغف في شِعر فروغ فرخزاد
- مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية تتحطم على صخرة التحالف ...
- شتان بين إرادة الجماهير في فلسطين وإسرائيل وبين أهداف دولة ا ...


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- العنف الموجه ضد النساء جريمة الشرف نموذجا / وسام جلاحج
- المعالجة القانونية والإعلامية لجرائم قتل النساء على خلفية ما ... / محمد كريزم
- العنف الاسري ، العنف ضد الاطفال ، امراءة من الشرق – المرأة ا ... / فاطمة الفلاحي
- نموذج قاتل الطفلة نايا.. من هو السبب ..؟ / مصطفى حقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف - حميد كشكولي - المرأة مجرمة وفق الأعراف القبلية