أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - في ذكرى ثورة الجماهير الإيرانية على نظام الشاه















المزيد.....

في ذكرى ثورة الجماهير الإيرانية على نظام الشاه


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2563 - 2009 / 2 / 20 - 09:20
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    



قبل ثلاثين عاما في مثل هذه الأيام حيث كانت عام دخولي الجامعة التكنولوجية في بغداد ، نتابع ودمنا يفور نحن الشباب التواق إلى الثورة والتغيير لأجل حياة أفضل ، أينما كان ، عبر إذاعات بي بي سي و مونت كارلو ، وعبر الصحف والمجلات العربية التي كانت تصل إلى العراق ، وخاصة مجلتا الهدف للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، و فلسطين الثورة لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وبعد فترة قصيرة وفي سبيل التعتيم، ومنع وصول إشعاعات الثورة إلى العراق، قامت رقابة النظام البعثي بحذف صفحات أخبار الثورة أو تشويهها ، حتى أخذت أخيرا بمنع وصول الصحافة التي تنشر آراء ايجابية عن الثورة الإيرانية و الخميني.
وقد كان الرأي الغالب عن الإمام الخميني أن شعاراته الإسلامية ، وأهدافه المعلنة من إسقاط نظام الشاه ، وإقامة نظام إسلامي ، ليست إلا مسائل شكلية تخفي تحتها مضمونا تقدميا ، وأنه
سوف يحقق نوعا من الاشتراكية الرومانسية ، و نظام العدل والإنصاف إلى حد ما.وإن الإمام في قصائد له يعبر عن رأيه في الفقر والغنى في المجتمع، إذ يراهما ظاهرة مألوفة في
المجتمع الإسلامي. وقد كان الإمام الخميني رغم تأخر ولادته لمئات السنين ، كان يحظى بتأييد أغلب القوى اليسارية التقليدية في إيران والعالم. واليوم نشعر أننا كنا، ومعنا القوى السياسية التي انضوت تحت قيادة الإمام، على خطأ كبير. واليوم نرى الفقر والفساد والبؤس متفشيا في إيران، إذ أن 40% من ساكنة إيران ذات الثروات الطبيعية الهائلة، يعيشون تحت خط الفقر، ونسبة التعاطي بالمخدرات والفحشاء في ازدياد مستمر. إن الثورة قام بها العمال وكادحو المدن والنساء الساخطات على الوضع ، في سبيل تحقيق الرفاهية و الحريات والعدل الاجتماعي ، لا لأجل إقامة جمهورية إسلامية ، و نظام رجعي.
إن بحث دور الطبقات في التغيير السياسي والاجتماعي يعتبر من أهم أسس علم الاجتماع السياسي، وأساس هام وحيوي للتحليلات المادية للتحولات التاريخية ..فالاصطفاف السياسي والاجتماعي في إيران إبان ثورة عام 1979 ، يؤكد على أن القوى التي ناضلت في طليعة الجماهير الثائرة ، وضحت بالغالي والنفيس لأجل انتصار الثورة وتحقيق أهدافها،كانت الطبقة العاملة و الكادحون و الشرائح الوسطى والمتعلمة المدينية. لكن للأسف كانت هذه القوى الجبارة تفتقد إلى تنظيم جماهيري وسياسي، و كانت بدون قيادة واعية ومتماسكة و شرعية تستهدي بها في ميدان النضال السياسي، الأمر الذي أدى إلى انحراف مسير الثورة ، لصالح شرائح التجار ورجال الدين . فالطبقة العاملة وكادحو المدن يعانون اليوم وبعد مرور ثلاثة عقود على قيام الثورة من الفقر و البؤس و القمع والحرمان، لكنهم من جانب آخر اغتنوا تجارب، وتعلموا من العبر والأخطاء التي ارتكبت في بداية الثورة، و يحظون اليوم بقيادات ثورية مناضلة وجماهيرية. وتأخذ الشرائح الثورية الأخرى من الطلبة والمثقفين والجامعيين و الناشطين في منظمات المجتمع المدني والحركات النسائية والعمالية بالالتحاق بالطبقة العاملة ، للمساهمة في رسم التغيرات المستقبلية في المجتمع الإيراني.
لقد كان دور الطبقة العاملة و الكادحين في انتصار ثورة 1979، بارزا وكبيرا بحيث لا يحتاج إلى إثبات ، ليصبح من حكم البديهيات. فلولا المساهمة الفعالة من الكادحين، والعمال، والشباب الثوري المديني، و خاصة عمال قطاع النفط، كان يحتمل احتمالا كبيرا أن لا تنجح الثورة.
وقد ساهمت وسائل الإعلام العالمية البرجوازية مثل البي بي سي ،ومونت كارلو ، وصوت أمريكا في تهميش قوى اليسار وتضليل الجماهير المنتفضة ، كما شاركت القوى اليسارية القومية والتقليدية مثل حزب توده_ أي الحزب الشيوعي الإيراني التقليدي ، والجبهة القومية، وحركة الحرية ، وفدائيي خلق الأكثرية ، , الجمهورية الإسلامية في قمعها للجماهير ، وتحقيق دكتاتورية ولاية الفقيه ، وحروبها ضد الحركات القومية في كردستان و خوزستان و تركمن صحرا ،لكنها اليوم انقلبت على النظام الإيراني ، وأصبحت معارضة لها، وبعضها سقطت في أحضان أمريكا وإسرائيل بأمل الإقدام على إسقاط الجمهورية الإسلامية على غرار إسقاط النظام البعثي العراقي. فهذه القوى لا يمكن حسبانها على قوى الثورة التي سوف ترسم مستقبل إيران ، و هي لا تزال يحدوها الأمل في التغيير والإصلاح من داخل النظام الحاكم ، و هللت و فرحت لانتخاب خاتمي رئيسا للجمهورية ، و الذي خيب آمالهم في فترة رئاسته للجمهورية لثماني سنوات. لقد بينت التجارب السياسية خلال العقود الأخيرة أن هذه القوى والتيارات اليسارية القومية و القومية اللبرالية بعكس الشعارات التي ترفعها، صديقة كاذبة للجماهير.
لقد اقتنعت الجماهير بضرورة القيام بالثورة ووعت ضرورتها و آلياتها ، ووحدتها الأهداف المشتركة ، التي كان أهمها إسقاط النظام الشاهنشاهي ، والقيام بالتغيير تجاه حياة أفضل ، و حرة وكريمة ومرفهة.
كانوا يناضلون في سبيل إقامة مجتمع يكون أفضل من المجتمع السابق. لقد كانت وتيرة الثورة على سرعة بحيث أن أية قوة كانت تسقط في الهامش و تنسحق لو أبدت أقل تراخي و غفلة في المساهمة فيها . و ركبت بعض التيارات الموجة الجماهيرية العارمة في غياب قيادة يسارية واعية و عمالية. لهذا وقعت القيادة بيد القومو دينيين الذين كانوا يكمنون للثورة لتجييرها لصالح شريحتهم.
لقد كانت قيادات التيارات اليسارية منذ شروع الثورة حتى انتصارها ، مرتبكة في طرح شعاراتها وصياغة مواقفها وسياساتها بشكل منظم، ما أدى بالنتيجة إلى أن تصب كل تضحيات الجماهير ومواقفها السياسية و الاجتماعية وردود فعلها على أفعال النظام الشاهنشاهي ، لصالح التجار والملاكين.
بلا شك أنه لأمر مهم و حيوي مدى إمكانية جماهير مشاركة في حركة ثورية، على الانتظام و ممارسة القيادة والزعامة الطبقية. وإن الثورة بعد بلوغها مرحلة الانفجار، فلا ثمة من قوة قادرة على إيقافها من التقدم والمضي إلى نهايتها. بهذا لم تكن ثمة قوة قادرة على إيقاف الثورة الجماهيرية في إيران.
كان يمكن لإجراءات القمع و الحكومات العسكرية تأخير الثورة لفترة، لكنها لم تكن بوسعها إيقافها. لهذا انتشرت الشرارة وشملت كل القطاعات العاملة في المجتمع والجماهير المليونية ، و مضت حتى إسقاط النظام.
ولم يكن ثمة دليل حتى الأيام الأخيرة للثورة على أنها قامت بهدف إقامة جمهورية إسلامية .ومن الأخطاء القاتلة للقوى اليسارية ,والعلمانية قبولهم بالاستفتاء على نوع الحكومة بنعم أم لا على الجمهورية الإسلامية. وكان بإمكان أحزاب توده و فدائيي الشعب- الأكثرية وحركة الحرية والقوى العلمانية الأخرى رفض الاستفتاء وبالتالي كان هناك احتمال قوي بتغيير نوع الحكم إلى غير جمهورية إسلامية ، ولتم التفكير في تغييرات أخرى.فقبل أيام عديدة من هروب الشاه عقد كونفرانس غوادلوب بين دول فرنسا و انجلتره و ألمانيا و أمريكا ، لبحث الأزمات العالمية ومنها أزمة إيران. عقد الكونفرانس في جزيرة غوادلوب في شرق الكاريبي التابعة لفرنسا.
اتفق المجتمعون أن الشاه زائل لا محالة و من الأفضل مجئ بديل معادي للشيوعية ، ولا يمكنه التحالف مع الاتحاد السوفييتي. فجرت اتصالات غير مباشرة بالخميني كحل نهائي
وكلهم أي الحكومات الغربية وتوابعها في الشرق ، كانوا مقتنعين بان بقاء الشاه يعني استمرار الثورة واستمرارها سوف يؤدي إلى مجئ بديل راديكالي جماهيري
2009-02-19




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة في منظور اليسارالماركسي
- لي الحضور المضاغف في شِعر فروغ فرخزاد
- مواقف أردوغان تجاه القضية الفلسطينية تتحطم على صخرة التحالف ...
- شتان بين إرادة الجماهير في فلسطين وإسرائيل وبين أهداف دولة ا ...
- حقيبة حنظلة مرميّة بين أشلاء القمر
- البديل الثالث هو القادر على حل القضية الفلسطينية
- اله الموت يجول من اشويتس ، إلى العراق ، فغزة
- من يذبح أهالي غزة؟
- هل على اليسار الماركسي التحالف مع، أو دعم كل من عارض أمريكا ...
- أغنية تشي غيفارا
- في الذكرى الثامنة والعشرين لاغتيال المغني الإنسان والمناضل ج ...
- من فرسان صلاح الدين إلى مجالس الإسناد ، فموت الفدرالية
- مريم العذراء- قصيدة للشاعر السويدي أريك آكسل كارلفيلدت
- رحلة إيليّا السماوية للشاعر السويدي اريك اكسل كارلفيلدت
- ثمة مبررات للفرح ، ولا مبرر للتفاؤل بإدارة أوباما لأمريكا
- اوباما ، كان لا بد منه
- فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني
- نهاية التاريخ ، أم نهاية الريغانية والتاتشرية؟
- أغنية - بطل الطبقة العاملة- لجون لينون
- عشرة أيام هزت العالم


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حميد كشكولي - في ذكرى ثورة الجماهير الإيرانية على نظام الشاه