أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - ثمة مبررات للفرح ، ولا مبرر للتفاؤل بإدارة أوباما لأمريكا















المزيد.....

ثمة مبررات للفرح ، ولا مبرر للتفاؤل بإدارة أوباما لأمريكا


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2460 - 2008 / 11 / 9 - 10:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان للانتخابات الأمريكية الأخيرة وفوز أوباما مغزى عظيما للأمريكيين وشعوب الشرق الأوسط والعالم العربي. فالشعب الأمريكي يمر منذ عقد في أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة، كانت ادرة بوش والمحافظين الجدد ونظامهم العالمي الجديد سببا رئيسيا فيها، ما أثار غضب ونقمة الشعب الأمريكي، فصوتوا للديمقراطيين. كما أنها المرة الأولى يصل مواطن أسود إلى أعلى منصب سياسي في الدولة، أي رئاسة الجمهورية ذات الصلاحيات الواسعة.

فمن له اطلاع على البنية السياسية للولايات المتحدة ، يعلم أن الحكومة في هذا البلد واقعة تماما تحت ضغوط اللوبيات الكبرى ، التي تمثل مصالح الشركات فوق القومية . هذه اللوبيات " قوى الضغط" ، على ثلاثة أنواع ، هي الاقتصادية، والسياسية و الاجتماعية-الثقافية، وهي تعمل في تناسق ، وجدلية وحدة وتضاد.
ففي فترة الثمانية أعوام من حكم بوش الابن، كانت اللوبيات الصهيونية ، ولوبيات تصنيع الأسلحة و النفط |، تحظى بنفوذ هائل. و استطاعت الرأسمالية الهمجية خلال هذه الفترة ن بشكل لم يسبق له مثيل، أن تضاعف أرباحها إلى أرقام فلكية، عن طريق النهب والسلب للثروات العالمية، و مصادر المال الأمريكي. لكن هذه الثروة المنهوبة، جلبت لفقر والبؤس للناس العاديين على المستوى الداخلي، و الأزمات المالية والسياسية و المآسي والحروب وانتهاك الحقوق والكرامة والجوع والموت للشعوب المضطهدة في العالم.

ثمة مبررات لدموع الفرح
أكثرية الشعب الأمريكي المتمثلة في العمال والكادحين والشرائح الدنيا، دون شك ناس طيبون و متسامحون و ديمقراطيون ، وأنهم شعب متطور فكريا وخُلقيا, بعد أن تجاوزوا عقدة اللون والعرق وغرابة الأسماء وتواضع الخلفية الاجتماعية. وهي جميعها عقد كبيرة لم تستطع كثير من دول العالم الغربي تجاوزها, فنحن لم نر حتى الآن رئيسا اسود أو حتى نصف أسود في أوروبا، بل لم نشهد إلى يومنا هذا ، حزبا سياسيا سويديا يكون رئيسه من أصول أجنبية غير سويدية، ولا يزال في هذا البلد يمارس تمييز عنصري فظيع بحق لهم أسماء عربية وشرقية . ولاشك أن فوز أوباما ذي البشرة السوداء قد أحرج السياسيين السويديين ، إذ حين سئلت منى سالين رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي متى يرى الناس رئيسا أسود لحزب سويدي ، أجابت أن الدرب إلى هذا لا يزال طويلا في السويد. أجل، الإرث العنصري ثقيل ، ورفعه عن كاهل الحكام والطبقات المهيمنة ، ليس سهلا. فالنجاح و التقدم والقوة يأتي بالانتصار على العنصرية و الغرائز العدوانية و خلق إمكانيات العيش الإنساني المتحضر.
أجل، لقد كان خروج الانتخابات عن النص المعتاد، ورحيل بوش فرحة وتفاؤل عالميين، استشفناهما خلال دموع القس جيسي جاكسون ، ورقصات الشباب الأمريكي ، ولكن على المتفائلين أن لا ينسوا أن هناك الكونغرس ومجلس الشيوخ وهناك طريق مرسوم لابد أن يسلكه جميع من يجلس على كرسي الرئاسة، إنها مسألة المقود وحزام الأمان وطريق الاتجاه الواحد، وحفظ أمن إسرائيل ، و مصالح الرأسمالية ، وخلف كل ذلك أولا واخزا , استعادة الثقة والمصداقية والنضج والتي افتقدتها أمريكا في سنوات بوش و المحافظين الجدد ، كل ما في الأمر انه لابد أن يكون لكل مرحلة لفت انتباه إعلامي يستخدم لحفاظ أميركا على الهيمنة العالمية، و ارتفاع أرباح الرأسمالية الامبريالية بلا حدود. فأوباما مكبل ببرنامج سياسي لن يستطيع الحياد عنه، و لن يقدم أكثر مما قدم كلينتون ، أو أي رئيس أمريكي ،إلا إذا ابتكر شيء لم يسبقه إليه احد من الزعماء الأمريكان، وحدثت معجزة.

الرقص على أنغام الوهم
وإلى متى يرقص مثقفونا و أكثرية سياسيينا على أنغام الوهم ؟ وإلى متى يظلون سائرين في درب ضبابي وعشوائي نحو سراب صنعه من صنعه ، وأوهمهم بأنه أنهار مليئة بالخير والأمان و البن والحليب ؟ فأقسى درجات الوهم أن يستمرأه المرء، ويتلذذ به ويتغنى بألحانه المغيبة للوعي والإدراك . رغم دروس التاريخ القاسية وما زالوا يضحكون على أنفسهم . إن أوباما لا يستطيع حتى تخليص نفسه من أنياب ومخالب نظام جشع و ظالم بعين واحدة ، يهيمن على العالم ومقدرات الشعوب .
منذ إعلان أوباما عن ستاف إدارته وبعد ساعات عن إعلان فوزه برئاسة الولايات المتحدة ، انتاب المتفائلين العرب و الشرق أوسطيين إحباط كبير حول الآمال المعلقة على الرجل الأسود القادم إلى البيت الأبيض. لقد كان أولئك واقعين تحث ثأثير ماكينة الإعلام الأمريكية..فيكفي معرفة أن عدد الصحفيين الذين غطوا هذه الانتخابات زاد عن 4500 صحفي، بالإضافة إلى المؤسسات الإعلامية الأمريكية التي تختار في كل شيء وتنتقي ما يفيد الطبقات الحاكمة ، و ترفع من تشاء و تحط من شأن من تشاء . فاوباما هو صنيعة هذا الإعلام الذي يريد تبييض صفحة بوش المليئة بالدم و القتل والفشل الاقتصادي الذي تجلى في الأزمة المالية التي لا تزال تهدد مصالح العالم الرأسمالي.
فيما يخص العراق في السياسة الخارجية لإدارة أوباما ، فالمستنقع العراقي قضية مصيرية بالنسبة لأمريكا و الحكومة العراقية الحالية. فحسب ما صرح به اوباما فأنه سيشرع بسحب القوات الأمريكية المحتلة بعد 16 شهرا من مباشرة عمله في البيت الأبيض، وسوف يتم تسليم المسؤوليات للحكومة العراقية الوطنية. ويستند اوباما في فكرته لإنهاء هذه الحرب إلى سببين ، هما الإقرار بالأساس الخاطئ لهذه الحرب، واحتلال بلد لم تكن له أية علاقة بهجمات 11 سبتمبر ، والسبب الآخر هو التكلفة الناهضة لخزينة الدولة الأمريكية لاحتلال العراق والبالغة 10 مليا رد دولار شهريا كما اضطرت الإدارة الأمريكية إلى استدانة 1000 مليارد دولار لتغطية أعباء الحرب والاحتلال في العراق.
يرى أوباما أن الأولوية لإدراته هي إعادة الحيثية لصورة أمريكا ، وأن تصرف الأموال في الشؤون الداخلية والبناء و رفاه المواطن بدلا من صرفها في الحروب الخارجية والعدوان.
ومن البديهي أن هذه الإستراتيجية لن تروق لأصحاب مصانع الأسلحة وشركات الأمن والبنتاغون، وتعد ضربة لمصالحهم. وسوف تبدي الأيام مدى قدرة هذه الشركات و مجاميع الضغط على إفشال إستراتيجية اوباما.
ومن المعلوم أنه بالإضافة إلى المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاحتلال ، هناك جماعات مسلحة مشبوهة أيضا، باسم القاعدة، ومشتقاتها تعمل في العراق الذي أصبح ميدانا تمارس فيه قوى مختلفة عمليات التخريب والتشويه وفق أجندات خارجية ، و منها ما يعمل بالنيابة عن السلطات الأمنية والجاسوسية ، من قبيل إسرائيل وإيران والكويت والسعودية وتركيا والأردن وسوريا. فبعض هذه الدول ، ولـتامين مصالحها ، وما يسمى بأمنها القومي، في حالة انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية ، وتناقض مصالحها مع هذه السياسة الجديدة الأمريكية، قادرة على تأزيم الوضع في العراق بشكل كبير ، وإعادة العمليات الانتحارية ، والإرهاب ، لأجل إفشال خطة إدارة أوباما وإستراتيجيته الجديدة.
كمثال على قولنا أعلاه، فعملاء الموساد الإسرائيلي ، الذين يقفون وراء اغتيالات الكثير من العلماء العراقيين والعقول العراقية، يمكنهم التحرك وفق طلب الجهات المساهمة في الصناعات العسكرية ، والخدمات الحربية ، أن يسيروا موجات جديدة من حمامات الدم والرعب والإرهاب في العراق.
‏السبت‏، 08‏ تشرين الثاني‏، 2008




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوباما ، كان لا بد منه
- فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني
- نهاية التاريخ ، أم نهاية الريغانية والتاتشرية؟
- أغنية - بطل الطبقة العاملة- لجون لينون
- عشرة أيام هزت العالم
- تأملات في ثورة أكتوبرالاشتراكية العظمى
- The end of the American dream
- حديث التغيير في الانتخابات الأمريكية
- أين اليسار الاشتراكي في كُردستان العراق؟
- قصيدتان للشاعر السويدي أيريك آكسل كارلفيلدت
- عطش في خانقين وتناطح على الثروة والنفوذ
- الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز
- سولجنستن.. رأي آخر فيه
- أهالي كركوك ضحايا القوى المتصارعة على النفوذ في العراق
- برعم الحزن وقصائد أخرى لفروغ فرخزاد
- الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة
- ثلاث قصائد للشاعرة الفنلندية أديت سودرغران ( 1892_ 1923)
- حين تنسف مدفعية الأخوان المسلمين أوثان القوميين
- أمريكا الصغيرة / قصيدة لبابلو نيرودا
- صهيل الأفق الأحمر فوق نهر - مالمو -


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - ثمة مبررات للفرح ، ولا مبرر للتفاؤل بإدارة أوباما لأمريكا