أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني















المزيد.....

فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2452 - 2008 / 11 / 1 - 07:56
المحور: الادب والفن
    


في فلم الحياة رائعة نشهد على إيمان لا يحد بقدرات الإنسان على تحويل الترجيديا إلى ملهاة ، و اذلال أهل الظلم و العدوان.
فما اروع مخرج هذا الفلم الرائع ، الايطالي روبرتو بينيني عام 1997 !فالأمل في أفلام بنيني هو دائما الغالب على اليأس، فقد اختار أن ينهي هذا الفلم نهاية سعيدة، حيث يجتمع العاشقان مرة أخرى رغم أهوال الحرب. وقد اتخذ بنيني الكوميديا كاطار وأداة للتعبير عن فلسفته في الحياة ونظرته إلى العالم. أنه يلجا إلى اسلوب التغريب في أعماله، مثله مثل بريخت في مسرحياته.
إنها حكاية عن إرادة الإنسان و القيم الإنسانية ، وامكانيات تعززها في معسكرات الاعتقال النازية.فوفقا لفلم " الحياة رائعة" أن الإنسان قادر على تذليل المآسي ، وأن يكتشف روعة الحياة ، وأن يتمتع بها في أية ظروف مهما بلغت من القسوة و المرارة. كما ، أنه فلم يبين مدى جرأة الإنسان على الإيمان بالحياة ، بدون التقليل من شأن المحرقة اليهودية وأهوالها. هذا الفلم ينطوي على دروس هامة في الأخلاق والسلوك، وفلسفة الحياة والقيم، مثيرا السؤال الخطير: ما الثمين في الحياة؟
ما يجبر الإنسان على العيش في ظروف مأساوية قاسية؟
عام 1939 ، يأتي " غايدو" إلى قصبة " آريزو" في " توسكانا" برفقة صديقه " فريسيو" . منذ المشاهد الأولى للفلم، نتعايش شخصا يسقط، لأسباب ما، في أوضاع منافية للعقل والمنطق.
تدخل عربة غايدو" و " ريفسيو" سهوا في موكب الملك الايطالي ، حيث يؤدي القرويون المتجمعون على جانبي الطريق ، التحية الفاشستية له.
وحين يلتقي غايدو لأول مرة " دورا" معلمة المدينة الجميلة، يحدث له شيء مماثل، إذ يسقط من دراجته ، فيقع أمامها وجها لوجه، ليقع في حبها من أول نظرة. و يفتح غايدو محلا لبيع الكتب ، ألا أنه سوف يواجه مشاكل وصعوبات جمة في عمله. وإن دورا التي يدعوها غايدو بالأميرة، مخطوبة أصلا لأحد الفاشست من أهل المدينة. وحين يشرع بالعمل في فندق المدينة، حيث يعمل عمه نالا، يتعرف على طبيب ألأماني يدعى دكتور ليسنغ ، هوايته المفضلة هي حل الألغاز المختلفة، فيمسيان صديقين حميمين. و يستمر غايدو في مساعيه الحثيثة لجذب قلب دورا ، ويقوم بإلقاء محاضرة في مدرستها عن تفوق الجنس الألماني الذي لا يقهر. وينجح غايدو بواسطة الفنون التي تعلمها من دكتور ليسنغ في أن يوقع دورا في شباك قلبه، وأن ينسيها خطيبها الفاشستي. وفي يوم الخطوبة يقومان بركوب صهوة جواد عمه الأبيض ، أمام أنظار الحاضرين الذاهلة، منتقلين إلى بيت فاخر ، سوف يلد لهما فيه الابن غوسوي، فتضحى الحياة لهم حقا رائعة وبهية.
بعد سنوات خمس من اللقاء ، تظلم الدنيا أمامها ، تحجز الحكومة محل بيع الكتب ، وتختم عليه عبارة" شؤون يهودية" ، كما يتعرض غايدو إلى استفزاز و تحرش دائمين. يقوم غايدو بإخفاء الحقيقة عن ابنه ، إذ حين يسأله لماذا ممنوع دخول اليهود والكلاب إلى محل بيع الحلويات في المدينة، يرد عليه بجواب ساخر و ضحك ، إذ يقول لغويسو: ونحن أيضا ، بإمكاننا أن نحدد من له الحق بالدخول إلى محلنا، ويمكننا أن نعلف لافتة نكتب عليها، ممنوع تواجد العناكب هنا، مثلا....
يحاول غايدو ، بمساعدة الضحك و المزاح أن يدين مسرة ابنه وسعادته، وأن يمنعه من الشعور بالتمييز الممارَس بحق اليهود في " آريزو".
وقبل أن تضع الحرب أوزارها بثلاثة أشهر ، يقتحم الشرطة بيته و يعتقلون غايدو و غويسو وعم غايدو و يأخذونهم إلى أحد معسكرات الاعتقال القسرية في ألمانيا، و تلتحق دورا بهم طواعية ، إذ تقفز إلى داخل عربة نقل الأسرى، ألا أنها سوف تنقل إلى قسم النساء المنفصل عن قسم الذكران. ويستمر غايدو في اللعب والمزاح لإبعاد أنظار ابنه عن حقيقة ما يجري لهم في المعسكر ، ويدعي أنهم يشاركون في مسابقة كبرى، وعليهم التحمل لجمع أكبر عدد من النقاط ، وأن الجائزة الأولى عبارة عن دبابة حربية حقيقية....
الحياة القاسية والمملة في المعسكر تنهكهم انهاكا بالغا ، لكن غايدو بقدراته السحرية والفنية يزيل أسباب الملل ، ويخفف من قساوة الاعتقال. وحين يصرخ العريف الألماني بوجههم يتظاهر غايدو بإتقانه الألمانية فيترجم شتائم العريف للسجناء المتعجبين بأنها قواعد اللعبة...
وحين يشتاق غويسو إلى البيت وأمه ، يخاطبه غايدو بأن من يبكي ويتشوف إلى أمه ، أو جاع وأراد حلوى ، سوف يخسر نقاطا .
لكن غويسو ذكي و له حب استطلاع كبير ، فيختفي نهارا، و يطلع على الأخبار يستطلع أسباب تواجدهم في معسكر الاعتقال، ويقوم بنقل الأخبار التي يسمعها من الأطفال الآخرين: إن الناس يموتون بالغاز خنقا، وأن الألمان يصنعون من جثث عظام وعضلات و شحوم القتلى اليهود ، الأزرار والصابون...
تشكل تصريحات غويسو في المعسكر إحراجا لغايدو وتضع كل اكتشافاته و فنونه في امتحان عسير. فكيف يمكنه أن يقنع غويسو بأن ما يعانون عبارة عن مسابقات يشتركون فيها!

يلتقي غايدو صدفة بصديقه الدكتور ليسنغ في الحفل النازي الذي يكلف المسؤولون غايدو أداء الخدمة لهم كنادل، فيشع الأمل عنده في أن ليسنغ سوف يساعده ، لكن الدكتور يهم في حل لغز ، واكتشاف فن البقاء يقظا في الليالي بدون أن ينتابه النعاس، كما يحاول غايدو الاتصال بدورا لإبلاغها أنه وغويسو لا يزالان على قيد الحياة. وينجح غايدو من إيصال رسالة إلى دورا عبر موسيقى اوبرالية ، كانا يوما ما استمعا إليها و تمتعا بها.
تقترب الحرب على نهايتها، ويهرع الضباط والنازيون إلى الهرب من المعسكر، بعد أن صمموا على الإجهاز على الأسرى الباقين على قيد الحياة. في هذه الأثناء كانت النساء ينقلن بالشاحنات ، ويسعى غايدو إلى إنذار دورا بالخطة النازية الجهنمية، و يستجمع كل قوته لإنقاذ دورا وغويسو، فيتنكر بثياب نسائية ، فيمكنه الاقتراب من دورا وإبلاغها بالخطة ، ويبلغ ابنه أيضا بأنهم قد كسبوا ألف نقطة التي يستلزمها النصر والفوز بالجائزة الكبرى.
لكن يظل أمام غويسو امتحان آخر عسير ، إذ يختفي في دولاب صغير حتى يتوارى الناس عنه، و حين يبحث النازيون بمصابيحهم عن الأسرى المختفين، يعثرون على غايدو ، فيأخذونه ، مارين أمام ابنه وهو لا يزال مختفيا في الدولاب، ويرى بعيونه والده ، ولكن تشع في نظراته آمال النصر ، والثقة العالية بإرادة الإنسان.
ونسمع بعد ذلك صوت أطلاقات الرصاص المستهدفة حياة غايدو ، ويسمعه أيضا غويسو، وثم نعلم كمشاهدين استسلام المعسكر ، ويجرأ غويسو على الخروج من الدولاب إلى الشارع ، فتظهر حقا دبابة حقيقية، بالضبط مثلما حكي والده، يقودها جندي أمريكي، فينادي مفعما بنشوة النصر غويسو: لقد انتصرنا، لقد انتصرنا!!!! بينما يهم الجندي برفعه إلى دبابته...
في مقدمة الفلم يظهر غويسو وهو رجل بالغ ، يقوم باسترجاع أحداث حياته السابقة ، و حياة والده وأهله المأساوية / وما جرى لهم من تراجيديا إنسانية، وباختصار شديد إنه يروى معنى الأسر في معسكرات الاعتقال النازية.
‏31‏/10‏/2008






#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية التاريخ ، أم نهاية الريغانية والتاتشرية؟
- أغنية - بطل الطبقة العاملة- لجون لينون
- عشرة أيام هزت العالم
- تأملات في ثورة أكتوبرالاشتراكية العظمى
- The end of the American dream
- حديث التغيير في الانتخابات الأمريكية
- أين اليسار الاشتراكي في كُردستان العراق؟
- قصيدتان للشاعر السويدي أيريك آكسل كارلفيلدت
- عطش في خانقين وتناطح على الثروة والنفوذ
- الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز
- سولجنستن.. رأي آخر فيه
- أهالي كركوك ضحايا القوى المتصارعة على النفوذ في العراق
- برعم الحزن وقصائد أخرى لفروغ فرخزاد
- الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة
- ثلاث قصائد للشاعرة الفنلندية أديت سودرغران ( 1892_ 1923)
- حين تنسف مدفعية الأخوان المسلمين أوثان القوميين
- أمريكا الصغيرة / قصيدة لبابلو نيرودا
- صهيل الأفق الأحمر فوق نهر - مالمو -
- من قصائد قرّة العين(1815_1852)
- يا ابني! للشاعر الشيلي بابلو نيرودا


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني