أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - من يذبح أهالي غزة؟















المزيد.....

من يذبح أهالي غزة؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 10:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بدأت منذ أسابيع موجة جديدة من عمليات القتل و الإجرام بحق الناس الأبرياء في غزة وإسرائيل ، من قبل وكلاء قطبي الارهاب العالمي المهيمنين على الساحة السياسية في المنطقة ولاعبيها الرئيسيين ، أي النظام العنصري والإجرامي الإسرائيلي وعصابات حماس وتوابعها المتحكمة برقاب الجماهير في غزة، ويقوم الطرفان بتبادل الاتهامات لبعضهما ببدء ارتكاب هذه الجرائم . وقالت وكالات الأنباء إن حماس رمت إسرائيل بحوالي 200 صاروخ ، وقتلت 6 أشخاص على الأقل، وخلفت عشرات الجرحى من ساكنة إسرائيل. وتدعي الحكومة المجرمة الإسرائيلية بأنها قامت بالهجوم جوا وبرا على الأهداف العسكرية والأمنية في غزة التي يقدر عدد نفوسها بحوالي مليون ونصف المليون نسمة، ردا على الهجمات الصاروخية لحماس خلال الأسابيع الماضية، ما سبب مقتل 300 فلسطيني لحد الآن . ويدعي المجرمون الحكام في إسرائيل بكل وقاحة وتحديا للرأي العام العالمي بأن هذه الهجمات سوف تستمر، إذ تعهدت الحكومة الإسرائيلية بتوسيع نطاق العملية العسكرية التي تشنها على قطاع غزة إذا تطلب الأمر لوقف إطلاق الصواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل.
وهذا بعينه هو مشهد آخر من الوعود التي تطلقها القوى الرجعية في المنطقة ببدء السنة الميلادية الجديدة 2009.
إن الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة المئات وأصابت مئات آخرين، جاءت بعد أيام من إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس انتهاء التهدئة رسميا مع إسرائيل. و تصر حماس على أنها أقدمت على هذه الخطوة لأن إسرائيل لم تخفف من حصارها على غزة، بينما يقول الإسرائيليون بأن هذا لم يكن من ضمن شروط التهدئة.
و تستخدم إسرائيل بموافقة معظم برلمانها ، مثل هذه القوة والغطرسة والجبروت و أمام مسمع وعيون العالم والرأي العام العالمي . وتفرض إسرائيل حصارا شديدا على الأهالي العزل، وتمنع عنهم الغاز والكهرباء و الطعام و وأخيرا توفر لهم الموت وبالمجان. 400 شهيد وآلاف الجرحى مقابل مقتل 6 إسرائيليين وهلع نفسي. فهذا العدوان غير مبرر إطلاقا وفق كل المعايير، و لا يمكن تبرير قصف المستشفيات و المدارس والمساجد وبيوت الآمنين ، بالمطلق، وإن مصادرة مصير الشعوب ليس له تبرير سوى ما يحصل الآن من مآس جديدة على الشعب الفلسطيني المحاصر من قبل إسرائيل ومن قبل عصابات / مثلها مثل عصابات النظام العراقي السابق والنظام الحالي ، لا شك بأنها تتمتع بموهبة التدمير الكلي لشعبها، ولتحويل شعب إلى درع تختبئ خلفه وتحوله إلى رهينة والى أداة تفاوض وابتزاز من قبل سلطة الملالي في إيران وورقة مفاوضات في يد حاكم دمشق .
وهذه الجرائم الإسرائيلية بحق الأبرياء رسالة صهيونية واضحة إلى نظامي الحكم في إيران وسوريا، وكل من يقوم بدعم حماس وحزب الله من بعيد. وهكذا يكون الأهالي الأبرياء في غزة ضحايا التصارع والتناحر بين كل هذه الأنظمة والقوى الرجعية التي لا تمثل مصالح سوى فئة من المافيات في المنطقة والعالم.
ومثلما قام النظام المصري في عهد الراحل السادات بدعم الشباب الإسلاميين في الجامعة بوجه صعود اليسار والقوى الاشتراكية ، و مثلما خلقت أمريكا العديد من الحركات الإسلامية الرجعية لمحاربة الاتحاد السوفييتي وأصدقائه ،
فإن إسرائيل هي التي أوصلت حماس للسلطة بشكل مقصود، وبأساليب مختلفة ، مباشرة و غير مالفلسطينيين،عاف منظمة التحرير ، وجعلها عاجزة عن تقديم أية منجزات للشعب الفلسطيني عن طريق الحل السلمي، وذلك بالمماطلة والتسويف منذ أيام الراحل ياسر عرفات الذي صمد إلى آخر لحظة من حياته فما كان للشعب الفلسطيني من خيار غير انتخاب حماس.إن إسرائيل كانت تعلم أن وصول حماس للسلطة سوف يدق أسافين التفرقة والاقتتال بين صفوف الفلسطينيين، ما يضعف المقاومة ويظهر القوى السياسية بمظهر المتصارعين على السلطة ويتم تمييع القضية الرئيسية ويبقى الصراع من أجل فك الحصار. فهذا الحصار لم يؤذي القادة والمسؤولين الفلسطينيين ، مثلما لم يؤذي قط الحصار الجائر على الشعب العراقي المسؤولين البعثيين ، بل على العكس فقد جيروه للإثراء والإتخام على حساب البطون الجائعة و جثث الضحايا من الجوع والأمراض وكانوا يسافرون عبر قنوات مختلفة و بمساعدة متننفذين في الأمم المتحدة و الحكومات الغربية للعلاج والاستجمام و غيرهما ، وكانوا يشاركون العصابات الدولية في سرقة قوت العراقيين الجياع وأدويتهم . وهكذا كان قادة حماس أيضا، وإلا من كان يستخدم هذه الأنفاق ويستفيد منها للتهريب و للتنقل والتزود بكل حاجياتهم الحياتية؟ هكذا فهمت من خبر يقول بأن أربعين نفقا دمرتها إسرائيل...!! غزة محاصرة؟؟ حصار على الفقراء والمساكين، لا القادة المتخمين الذين أغلبهم يقيمون بعيدا عن الجماهير المنكوبة، سواء في أوروبا أو سوريا، أو مصر ؟

قطبا الرجعية الصهيونية والاسلاموية القومية يقومان بارتكاب هذه الجرائم في ظروف تم الغاء اتفاقهم لوقف اطلاق النار ، و كالعادة يريد كل طرف الغلبة وكسب ما يستطاع من الغنائم السياسية والاقتصادية من قتل الأبرياء.

هذه هي " مكتسبات" الأنظمة والعصابات البرجوازية في المنطقة والعالم!!!
هذه هي الديمقراطية و البوستمودرنيزم ونهاية التاريخ و عصر اللبرالية والفدرالية !!!!
قبل أسابيع معدودة ارتكبت مجزرة رهيبة في مومباي و هذه الأيام يتحرك محور المجازر مثل محاور الزلازل الأرضية إلى فلسطين وإسرائيل.
ولا تزال أنهار الدماء تسيل في العراق ، وشعبه من الجماهير الفقيرة والكادحة تعاني الجوع والحرمان و انعدام ابسط مستلزمات المعيشة والاستقرار والأمن.
وهكذا يتم تسليم قيادة النظام العالمي الجديد من يد المحافظين الجدد بقيادة بوش إلى لبراليي أوباما . فالمجرمون هم أنفسهم، وان اختلفت الألوان والأشكال. ولماذا يجب أن تخنع البشرية لهؤلاء الأوباش ؟؟ إلى متى يجب على أهالي إسرائيل وفلسطين تحمل هذه الحكومات؟ وماذا تنتظر هذه الجماهير؟ أين القوى التقدمية والإنسانية لتعبئ هذه الجماهير المظلومة وتخلصها من براثن العصابات القومية والاسلاموية ، و تنظمها للمسير باتجاه تحقيق أهدافها؟

فالشرائع وحدود القصاص الإسلامية القروسطية ، التي يريد حماس اجبار عليها المجلس الوطني الفلسطيني على المصادقة عليها وتبنيها، لم ولن تكون حلا للقضية الفلسطينية، بل سوف تضيف مصيبة أخرى إلى المصائب والمآسي التي تذبح الفلسطينيين. وإن حماس وعصاباته يعتبر نقمة على الشعب الفلسطيني.
وإن الحكومة الصهيونية القائمة على أسس عنصرية ودينية ، من الطبيعي أن تستفيد كثيرا من نشاطات الإسلاميين ، و تتخذ من جرائمهم مبررات لأعمالها اللا إنسانية. إن التجربة مع كل القوى البرجوازية بكل تسمياتها القومية والدينية و اليسار -قومية بينت أن قوى التقدم والاشتراكية والماركسية هي المخلصة في عملها لانهاء معاناة البشرية من الارهاب والعدوان والاستغلال و القتل .
إن معالجة معاناة جماهير فلسطين وإسرائيل وآلامها لا وجود لها عند المجرمين. ففي سبيل وضع حد للعدوان الصهيوني و الارهاب الاسلاموي ، يجب أن لا يستمر ممثلو البرجوازية، مهما اختلفت تسمياتها و ألوانها، بطبع السنة الميلادية الجديدة بجرائمهم ، في أية بقعة من العالم. إن البشرية تستمر تعيش مصائبها طالما يتحكم برقابها حفنة من المجرمين الجشعين .

måndag den 29 december 2008






#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل على اليسار الماركسي التحالف مع، أو دعم كل من عارض أمريكا ...
- أغنية تشي غيفارا
- في الذكرى الثامنة والعشرين لاغتيال المغني الإنسان والمناضل ج ...
- من فرسان صلاح الدين إلى مجالس الإسناد ، فموت الفدرالية
- مريم العذراء- قصيدة للشاعر السويدي أريك آكسل كارلفيلدت
- رحلة إيليّا السماوية للشاعر السويدي اريك اكسل كارلفيلدت
- ثمة مبررات للفرح ، ولا مبرر للتفاؤل بإدارة أوباما لأمريكا
- اوباما ، كان لا بد منه
- فلم - الحياة رائعة - لروبرتو بنيني
- نهاية التاريخ ، أم نهاية الريغانية والتاتشرية؟
- أغنية - بطل الطبقة العاملة- لجون لينون
- عشرة أيام هزت العالم
- تأملات في ثورة أكتوبرالاشتراكية العظمى
- The end of the American dream
- حديث التغيير في الانتخابات الأمريكية
- أين اليسار الاشتراكي في كُردستان العراق؟
- قصيدتان للشاعر السويدي أيريك آكسل كارلفيلدت
- عطش في خانقين وتناطح على الثروة والنفوذ
- الجماهير المظلومة ضحايا الصراع الامبريالي في القوقاز
- سولجنستن.. رأي آخر فيه


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حميد كشكولي - من يذبح أهالي غزة؟