أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - مذابح أهالي شمالي اليمن، لمصلحة من ؟















المزيد.....

مذابح أهالي شمالي اليمن، لمصلحة من ؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 20:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أخذت وسائل الإعلام الإيرانية، منذ ما يسمى بالحرب السادسة ، تفضح ضرب الأهالي الأبرياء بالأسلحة الفسفورية من قبل نظامي آل سعود واليمن، وباتت تسكب دموع التماسيح وتتباكى عليهم.
والنظام السعودي مستندا على ادعاءات بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للرجعية الطائفية في شمالي اليمن أخذ يشدد من هجومه العدواني الإجرامي على الناس الأبرياء.
إن الصراع بين النظامين الرجعيين في كل من إيران والسعودية تكمن أسبابه عميقة في مقتضيات المصالح والسياسات الأمريكية الامبريالية في الشرق الأوسط و التنافس الإقليمي بينهما.
إنهما يبثان بذور الفرقة والشقاق، ويمارسان سياسة القتل والإجرام و التخريب والتشريد، و إرعاب الناس وإرهابهم بمختلف الوسائل الدنيئة، والتضليلية، والأكثر تخلفا من أجل تحقيق مآربهما، و تسجيل الغلبة على بعضهما.
وقد خططت إدارة بوش في أواخر أيام حكمه، لسياسة عزل الجمهورية الإسلامية، و محاصرتها، و بدعم مذهبي و مالي من السعودية.و كانت مقومات هذه السياسة عبارة عن: إيجاد حلف بين الدول العربية في المنطقة لمواجهة إيران،و إيجاد بدائل لاستغناء حكومتي العراق وسوريا ، و جماعات حزب الله و حماس عن النظام الإيراني ، و كذلك إضعاف الصدريين في العراق ، و الحوثيين في اليمن، وإذلالهم ، أو دفعهم إلى المساومة على الأقل. ولكن بوصول إدارة اوباما للحكم، غيرت وزارة الخارجية الأمريكية سياسة التهديد والضغط ، بسياسة الجزرة والعصا تجاه إيران.
الضوء الأخضر من النظام الإيراني لأوباما ، بدأ من رسالة التهنئة التي بعث بها احمدي نجاد ، فتوقفت سياسة الضغط على إيران لفترة معينة، و بهذا أعطيت جزرة للنظام الإيراني، لكن سياسة المحاصرة والعزل عادت إلى الظهور بعدما طالت فترة سياسة المساومة، وأصبحت مملة مع الغرب و انكشف مدى هزال النظام الإيراني بعد التحركات الشعبية المعارضة له.
كان نقض اتفاقات الحكومة اليمنية مع الحوثيين , والهجوم عليهم واتهام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدعمهم ، إحدى حلقات مسلسل هذه السياسة الأمريكية الجديدة بعد بوش.
بلا شك أن حكومتي اليمن والسعودية اغتنمتا فرصة ما يعانيه النظام الإيراني من مشاكل ، و ما يشبه انتفاضة شعبية ، لتوجيه ضربة قوية لإحدى الجماعات المرتبطة به، ألا هم الحوثيون.
إن عناصر الحوثي جماعة رجعية إسلامية فرضت سلطتها على أهالي بعض مناطق شمالي اليمن، مدعين تمثيلهم والدفاع عن مصالحهم، ورفع الغبن والاضطهاد عنهم.
فأهالي شمالي اليمن البالغة نفوسهم حوالي 10 ملايين نسمة ضمن 24 مليون من نفوس كل اليمن الموحد، يدينون بالمذهب الشيعي الزيدي . وإنهم مثل بقية شيعة الجزيرة والخليج ، يعانون من التمييز العنصري و الفقر والحرمان و السياسي والاقتصادي ، باعتبارهم " رافضة لمقررات سقيفة بني ساعدة."
تنبع كل معارضة و تذمر هؤلاء الناس من أرضية الفقر و الحرمان التي يعيشونها. فجماعة الحوثي الذين يحظون بدعم مالي و لوجيستيكي ودعائي من النظام الإيراني ، يعتبرون أنفسهم ممثلين لهذه المعارضة الشعبية ، ويرفعون شعارات تدعو إلى ر فع المظالم عن شعب شمالي اليمن ، عن طريق المطالبة باستقلال ذاتي .
وبلا شك أن مطالب أهالي اليمن الشمالي برفع الظلم و الاضطهاد عليهم، و الإدارة الذاتية ، مطالب شرعية ، و جديرة بالدعم و المساندة، لكن جماعة الحوثي الرجعية جعلت هذه المطالب وسيلة للمساومة و اكتساب السلطة ، و تستخدمها في خدمة المصالح الإقليمية الإيرانية.
لقد بدأت الاشتباكات المسلحة بين الحكومة اليمنية و جماعة الحوثي عام 2004. و أدت إلى مقتل الآلاف من الناس الأبرياء ، من ضمنهم الأطفال والناس والشيوخ، و خلفت وراءها ألاف الجرحى والمعاقين،و عشرات الآلاف من المشردين . توقفت الاشتباكات ظاهريا عام 2008 بعد عقد اتفاق صلح بين الطرفين ، ألا أن المواجهات المسلحة الراهنة بدأتها القوات الحكومية بهجومها المكثف ،و بإسناد كبير من السعودية بقصفها مناطق الحوثيين بالمدفعية جوا وبرا وبحرا.
نقلت قنوات تلفزيونية أفلاما تعرض استخدام النظام السعودي للأسلحة الفسفورية و العنقودية ضد الأهالي العزل ، ومنازلهم ومدارس الأطفال، والأهداف المدنية الأخرى.
و إثر هذه الاشتباكات التي تعرف بالحرب السادسة ، تشرد أكثر من 55 ألف ، إضافة إلى 100 ألف من المشردين نتيجة الحروب الخمس السابقة.
إن عدوان هاتين الحكومتين المجرمتين اللتين يحظيان بدعم أمريكا و معظم الدول العربية، ترافقه حملة إعلامية ودعائية واسعة، موجه قسمها الرئيسي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الهدف من هذه الهجمات الإعلامية هو إظهار النظام الإيراني كمشعل لفتيل هذه الحرب السادسة. ومن المعلوم أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبتوجيه منها حزب الله ، كانا لا يتوقفان عن دعم جماعة الحوثي .
هذه الحرب رغم أنها موجهة ضد النظام الإيراني ، و جماعة الحوثي ، و بدعم ، وربما بتخطيط وتوجيه إدارة أوباما، إلا أن ضحاياها هم جماهير الشمال المظلومة العزلاء و المحرومة من كل حقوقها الإنسانية.
إن ما يؤسف له ويحز في القلب ، و ما يجب تعلم الدروس والعبر منه، هو كيف تفرض قوة رجعية منافقة دجالة سلطتها على مقدرات ناس مظلومين مضطهدين، ضحايا دائمين للقوى المتشابكة المتناطحة على النفوذ والسلطة والمال.
ففي قضية شمالي اليمن و لغياب قوة تقدمية طليعية تدافع صادقة عن مصالح الناس المظلومين ، و تناضل لتحقيق أهدافهم المشروعة في حياة حرة كريمة عادلة ، أمسى مصير هذه الجماهير المحرومة لعبة بيد جماعة الحوثي ، و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، حكومات اليمن والسعودية و كل القوى الرجعية في المنطقة.
هذه الصفحة المغلوطة يمكن فقط طيها و رميها بتعزيز القوى الثورية والاشتراكية في المنطقة, الممثلة لمصالح و تطلعات الجماهير المضطهدة المحرومة من حقوقها الطبيعية.
إن قضية أهالي شمالي اليمن تشبه إلى حد كبير قضية الشعب الكردي في العراق ، و قضية شعب التاميل في سريلانكا: إنها قضايا عادلة ، وناس أبرياء يمسون ضحايا لمصالح حفنة من تجار الحروب و أمراء الحرب، يبررون كل جرائمهم بأنهم يمثلون شعبا مظلوما... قضايا عادلة تستخدم ورقة ضغط بيد هذا النظام وذاك . إن الأنظمة التي توالت على حكم العراق كانت مجرمة ، ومستبدة غاية الاستبداد، وكانت تضطهد الكُرد والشيعة غاية الاضطهاد، ما كان نظام الشاه يدرك هذه الحقيقة إدراكا جيدا، فقام باستخدام القضية الكردية ، ومظلومية شيعة العراق ورقة ضغط على الأنظمة الحاكمة في العراق، وتساوم عليها ، وهذه القصة معروفة لكل الناس و لا داعي هنا لتكرارها.
إن على شيعة الجزيرة والخليج عزل رجال دينهم عن السياسة ، و بلورة قادة علمانيين و متنورين ، يساريين ، والتضامن مع كل المضطهدين والشرفاء من المكونات الأخرى للجماهير في الجزيرة والخليج والعالم ، لقيادة نضالهم في سبيل تحقيق أهدافهم المشروعة في مستقبل مشرف ، وحياة حرة كريمة وشريفة .

‏20‏/12‏/2009



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن ولد ليختلف، و يواجه فلول الظلام
- ما سعر كيلو من الشعور الطازج؟
- الحرب.. قصيدة للشاعر الكردي قوباد جليزاده
- جدار برلين كان مسخا للشيوعية و مبادئها الإنسانية
- قصائد للشاعرة الأمريكية إيميلي ديكنسون
- نوبل للسلام ، أم لخدمة الرأسمالية؟
- قوباد جليزاده : نسفّد القُبَل و نشوي النهود
- المرأة مجرمة وفق الأعراف القبلية
- قصيدة - الحب ّ الكلّي- للشاعر الإيراني الكبير أحمد شاملو
- في قطران الليل للشاعر الإيراني سهراب سبهري
- تجربة اليسار الايراني مع الاكليروس ، دروس لا غنى عنها لليسار ...
- الشاعر الإيراني اسماعيل خوئي
- جماهير إيران تسير في طريق الثورة على استبداد ولاية الفقيه
- ترنيمة زهرة الخلود
- عندليب الامبريالية الأسمر : وداعا حقوق الإنسان
- برتولت برشت و الأزمة الراهنة للرأسمالية
- ليكن الأول من أيار هذا العام حافزا لليسار العراقي في إيجاد أ ...
- قصيدة - ترافيك- للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- توماس ترانسترومر وثلاث قصائد
- قصيدة الشاعر الانجليزي وليم بليك(1757-1827) -اسمع ِ الصوت-


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - مذابح أهالي شمالي اليمن، لمصلحة من ؟