أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - نوبل للسلام ، أم لخدمة الرأسمالية؟















المزيد.....

نوبل للسلام ، أم لخدمة الرأسمالية؟


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2803 - 2009 / 10 / 18 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أثار فوز باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام موجات من الدهشة والسخرية وحتى الغضب في العالم ، وخصوصا في المجتمع الأمريكي . وقد اعتبر زملاء حزبه و في الطبقة الحاكمة ، خبر فوزه بالجائزة مزحة العصر.
وقد أعلن اوباما مثله مثل أيّ برجوازي مرائي ، انه سوف يتصدق بقيمة الجائزة البالغة حوالي مليون ونصف المليون دولار أمريكي على المؤسسات الخيرية لمساعدة الفقراء واليتامى ، ما فيه خير كثير ، وتجارة لا تبور ، وسوف يحشر في الآخرة مع الصالحين والصديقين.

ناخبوه ، و ناشطو الحركات المدنية الذين أوصلوه إلى البيت الأبيض ، واغلبهم على دراية تامة بماهية هذه الدمية البرجوازية ، لم يلبثوا يتساءلون عن الانجازات التي حققها اوباما، و عمليات السلام التي أداها ، خلال فترة الثمانية أشهر من حكمه ، ليكرَّم بهذه الجائزة.
فجائزة نوبل بشكل عام ، و نوبل للسلام بوجه خاص ، لم تعني مفهومها الحقيقي أبدا. وإن جائزة السلام ليست أكثر من رسالة تأييد تبثها القيادة البرجوازية العالمية، والأوروبية خصوصا، لأدوار سياسية لعبها سياسيون أو شخصيات معينة بأحسن وجه لصالح الرأسمالية.
نال تشرشل رئيس الوزراء البريطاني إبان الحرب العالمية الثانية جائزة نوبل للآداب لأنه كان رجل أوروبا القوي ، ولدوره المتميز في إلحاق الهزيمة بالقوات النازية .والسؤال الملح هنا هو ، لماذا الآداب؟ وهو السياسي المحنك و، رجل دولة قدير .. فكتابه الأبرز عنوانه " الحرب العالمية الثانية" ليس رواية ، وليس مجموعة شعرية. بينما بومبيدو ، الذي كان أحد رموز التنوير الأوروبي ، وأشجع مكافحي النازية ، حرم من نوبل، سواء للسلام أم للآداب. كما أن عدم منح غاندي جائزة نوبل للسلام بعنبر نقطة سوداء وعار لن بمحي في تاريخ نوبل ولجنته. والجدير بالذكر أن ستالين أيضا كان أحد المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام ، لا لكونه حمامة سلام ، بل لحربه على النازية والانتصار عليها.
الفائزون بهذه الجائزة ، من السادات وكيسنجر ودالايي لاما ، ومانديلا والعنصري ديكلارك ، وشامير و عرفات و غورباتشوف وأمثالهم ، كلهم اشتركوا في أمر واحد وهو أنهم في مرحلة من حياتهم ، لعبوا أفضل دور في سبيل ترسيخ السيادة السياسية والاقتصادية والثقافية للطبقة البرجوازية ، وإضفاء رونق الترويج المضلل على العلاقات الرأسمالية المتحكمة بالمجتمع البشري.
لكن لماذا هذه المرة وقعت القرعة على العندليب الأسمر، دمية مصاصي دماء البشرية ، باراك أوباما ؟
فهذه هي المرة الرابعة التي تعطى فيها الجائزة لرئيس أمريكي ، وقد كان جيمي كارتر ثالثهم ، وقد نالها وهو خارج الإدارة الأمريكية في عهد بوش، ومن منجزاته الكبيرة للرأسمالية ، إجهاضه للثورة الجماهيرية على حكم الشاه في إيران ، وتغيير مسارها التقدمي نحو الرجعية . كما نالها مساعد كلينتون بالاشتراك مع مجموعة المناخ ، رغم كل ما حدث في عهد رئيسه وهو كان نائبه، من كوارث الحروب و تجويع أطفال العراق و قتلهم تحت الحصار.
إن أوباما ليس أكثر من دمية ، كان يرتجى منها إنقاذ الطبقة الحاكمة التي أوصلها بوش والمحافظون الجدد إلى حافة الهاوية، من ثورة محتملة للجماهير الغاضبة، إذ أوصل بوش و المحافظون الجدد " النيوكون" النظام العالمي الرأسمالي إلى حافة الانهيار، كما أن العلاقات الأمريكية مع الحكومات الأوروبية غدت مزعزعة ، وإن كل ما حققوه للرأسمالية كان عبارة عن عشرات الأزمات السياسية و العسكرية والاقتصادية خلال فترة حكمهم البالغة ثماني سنوات.فقد اختل التوازن الدولي بين الأنظمة الامبريالية أثناء فترة وجود بوش الابن على رأس الإدارة الأمريكية. فإن احتلال العراق وأفغانستان عسكريا ، الذي كان الهدف الأساس من ورائه ترسيخ السلطة الامبريالية الأمريكية في الشرق الأوسط ، قد ترك آثاره السلبية على نفوذ القوى الامبريالية الأوروبية والأسيوية ، في السنوات الأولى ، مما أدى إلى زعزعة استقرارالنظالم الرأسمالي عموما.
سياسة العدوان والاحتلال التي مارستها إدارة بوش والمحافظين الجدد انعكست ضد الأهداف المرجوة من ورائها تحقيقها ، إذ أنها أوقعت الحكومة الأمريكية في أزمة مزمنة ، وأضعفتها، وقد تحولت نهاية فترة حكم المحافظين الجدد ، إلى بداية ظهور أكبر أزمة رأسمالية شاملة في العالم المعاصر.
الأزمات المزمنة كانت في نهاية فترة بوش الابن خارج سياق طبيعة النظام الرأسمالي، وغير متوازنة، ومنحرفة عن القاعدة الرأسمالية وأساسها.وقد شهدت العلاقات الأمريكية الروسية والصينية والأوروبية دوامة من التعقيدات والصعوبات، فوصلت إلى طريق مأزوم ينذر بالخطر.كما وصل سباق التسلح إلى ذروته بين الدول متناقضة المصالح وكأنها عادت إلى فترة الحرب الباردة ، إذ باتت المواجهة العسكرية بين روسيا والناتو وعلى الأرض الأوروبية تقوم بها قوى ودول تابعة أخرى بالنيابة. كما إن تجهز النظام الكوري الشمالي وباكستان ومحتملا الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالسلاح النووي زعزع العلاقات بين القوى الامبريالية الكبرى ، بعدما كانت متحدة في محاربة الشيوعية و حركات التحرر لقرن من الزمان ، وخصوصا إبان الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي.

وقد ارتفعت معدلات البطالة إلى مستويات عالية جدا و وانتاب الناس اليأس من مستقبلهم ، وانعدمت الثقة بالحكومات والأنظمة القائمة ، والقوى البرجوازية و أضحت الميول اليسارية نحو الثورة على النظام الرأسمالي ملموسة في بقاع كثيرة من العالم.ولا تزال الحرب مستمرة بين قوى الإسلام السياسي و الحكومات الغربية و الأنظمة الشرقية الموالية لها . الهجوم العسكري لبوش لم يتمكن من إخماد نيران الإسلام السياسي، بل على العكس استفادت الطالبان والقاعدة والنظام الإيراني ،و المجاميع المشتقة منها والمرتبطة بها، من سياسة بوش والمحافظين الجدد . كما أن الاختفاء تحت قناع – الكفاح ضد القوى الامبريالية والاحتلال الأجنبي – أضفى على مقاتلي الإسلام السياسي صفة - المناضلين في سبيل الحرية -، والتي أفسحت لهم مكانة مهمة لدن الشرائح الاجتماعية الاكثر تخلفا في الشرق الأوسط.
في هذه الظروف ، وفي سبيل امتصاص النقمة المتزايدة للشعب الأمريكي و الشعوب الأخرى ، وإيجاد توازن نفسي بين الأجنحة الامبريالية ، قامت الرأسمالية المتنفذة بوضع أوباما وجها لوجه أمام الناس ، ليرفع شعار_ التغيير- فارغ المضمون ، واضعة كبريات وسائل الإعلام في خدمته حتى أوصلوه إلى البيت الأبيض . فدمية الامبريالية العالمية منذ 8 أشهر وهو في البيت الأبيض ، قد ساهم مساهمة فعالة جدا في إعادة الحياة إلى الشركات المالية التي كادت أن تكون مفلسفة ، وذلك بضخها بالمال الوفير ، لكنه لم يحقق أيا من وعوده التي خدع بها الكادحين و الجماهير ،إذ ظلت أزمات الصحة والتعليم والبطالة في حالة تفاقم ، كما أصبح وعده بإغلاق سجن غوانتانامو كذبة ونفاق ، و بإرساله قوات إضافية( 40 ألف جندي) إلى أفغانستان ، استأنف موجة جديدة من سفك الدماء والممارسات البربرية في الشرق الأوسط . كما أن الادعاء بالانسحاب الصوري المضحك من العراق ، وإرجاع قضية الشرق الأوسط إلى الوراء، وايقائها بدون حل ، ولا خطط ولا مشاريع لحل القضية الفلسطينية ، كله دليل على أن أوباما ليس حمامة سلام ، بل أنه مجرد ملاك رحمة للرأسمالية في حل أزماتها.
فسرعان ما خابت آمال منتخبيه من الطبقات والشرائح الفقيرة ، فباتوا اليوم غاضبين عليه ، يشعرون بالندم الكبير ، و يحسون أنهم كانوا في ضلال مبين ، ألا أن النظام الرأسمالي العالمي من واجبه أن يكافئه على خدماته الجليلة للطبقة البرجوازية المتفسخة ، بإنقاذه البنوك والشركات التي وصلت حافة الانهيار والإفلاس ، وبدعمه الحكومات الامبريالية الأخرى للتغلب على أزماتها ما اقتضته مسألة حفظ توازن الرأسمالية العالمية ، مما اقتضى على القوى البرجوازية تأييد لأوباما والأوبامية ، وأن يتحالفوا معه تحت مظلتها.
أجل ، فعلى هذه الأرضية لمعادلة السلطة البرجوازية والجماهير ، والتي رجحها أوباما والإدارة الأمريكية الجديدة لصالح الامبريالية العالمية ، قررت لجنة نوبل منح جائزة نوبل للسلام إلى شخص ، حسب تعبيرهم " يبشر بتغيير العلاقات الدولية ، وتفعيلها " وطبعا لصالح بقاء التفوق الامبريالي ، وفي سبيل مضاعفة أرباح الرأسمالية من امتصاص دماء فقراء العالم وكادحيه. هذه الجائزة لا تليق سوى بأمثال كيسنجر و سوهارتو و بينوشت و ... فما اسعد شخصيات السلام والمحبة الحقيقيين في التاريخ من أمثال لينين ، و روزا لوكسمبورج ، وجون لينون ونداء شهيدة جماهير إيران المنتفضة ، وراشيل كوري التي استشهدت تحت بلدوز اسرائيلي ارادت منعه من هدم بيوت الفلسطينيين الفقراء ، و غيرهم كثيرون ، وأمثالهم ، الذين لم يتلوثوا بهذه الجائزة!!!!!

söndag den 18 oktober 2009




#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوباد جليزاده : نسفّد القُبَل و نشوي النهود
- المرأة مجرمة وفق الأعراف القبلية
- قصيدة - الحب ّ الكلّي- للشاعر الإيراني الكبير أحمد شاملو
- في قطران الليل للشاعر الإيراني سهراب سبهري
- تجربة اليسار الايراني مع الاكليروس ، دروس لا غنى عنها لليسار ...
- الشاعر الإيراني اسماعيل خوئي
- جماهير إيران تسير في طريق الثورة على استبداد ولاية الفقيه
- ترنيمة زهرة الخلود
- عندليب الامبريالية الأسمر : وداعا حقوق الإنسان
- برتولت برشت و الأزمة الراهنة للرأسمالية
- ليكن الأول من أيار هذا العام حافزا لليسار العراقي في إيجاد أ ...
- قصيدة - ترافيك- للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- توماس ترانسترومر وثلاث قصائد
- قصيدة الشاعر الانجليزي وليم بليك(1757-1827) -اسمع ِ الصوت-
- هل تزول أية عقيدة، حتى لو كانت خرافية ، بالعنف والاضطهاد؟
- ثلاث قصائد للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
- أزمة الإتحاد الوطني ليست قضية جماهير كردستان
- في ذكرى ثورة الجماهير الإيرانية على نظام الشاه
- المقاومة في منظور اليسارالماركسي
- لي الحضور المضاغف في شِعر فروغ فرخزاد


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - نوبل للسلام ، أم لخدمة الرأسمالية؟