حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 16:22
المحور:
الادب والفن
من وحي قصيدة لسهراب سبهري:
أنا آت ٍ من هذه الدنيا،
لكن ّ حياتي لا تستحق الموت.
فلا أملك بئرا نفطيا،
و لا سهما ناريا في مصانع القتل، أو شركات الاتجار بالرقيق الديمقراطية،
لكنني أعرف تشغيل ماكينة البحث "جوجول"،
فتعطيني دروسا في كيفية تخصيب الماء الصالح للشرب
لصناعة أسهم سامّة!!!!
فمن يدري؟
لقد نشّط فحول الأمة عقولهم،
فتوسع ثقب الأوزون وسع كون الله،
وإنهم منهمكون في إنقاذ أسهمهم و رماحهم و شركاتهم و أموالهم من أي مكروه !
تاركين حرمهم لحفيف الأفاعي،
فما لهم والأوزون وسلامة الأرض،
طالما الحريم موجود!!!؟؟؟؟
فماذا تعني لهم رقرقة الماء، وزقزقة العصافير، على الأرض،
و قد بنوا في المريخ قصورا،
و لهم أرباب على أهبة الاستعداد لانتشالهم من أية حفرة ،
بل لهم الله القدير، أقرب لهم من حبل الوريد،
يقدمون له قرابين ،
ذبائح بشرية،
ودماء اختمرت من أثر بريق السيوف.
أنا من أهل الأرض،
فمنذ امتلأت جمجمتي بالمخ،
استمع إلى فرقعات كروش تدب على الأرض،
مولية الوجوه إلى الوول ستريت و البلاك ووتر و غونتانامو والدا وجونز،
أحبُّ الأشياء إلى قضبانهم: الصلاة، واللحم الطريّ، والفياغرا،
وبين فترة وأخرى يحوك أحدهم قفصا على قمة قنديل أو في أبي غريب،
ربما يعمل
أستاذا جامعيا،
يدّرس في البيت الأبيض، ويحاضر أيضا في مقبرة الصالحين،
أنا من أهل الأرض ،
أراهم يرقصون على رفرفة الطيور الجريحة الساقطة على الأرض،
فأي خيال ! أية فانتهازيا !
كلهم سكارى ،
لكنهم ليسوا عن صلاتهم ساهون،
مسلمون،
هالة الكوندوم عماماتهم،
يتوضئون بدم الصبايا والجواري،
وسجادتهم منسوجة من شرايين الكفار ،
يصلّون التراويح على أنغام اللبرالية ،
وديمقراطية النظام العالمي الجديد..
كعبتهم تتراوح بين لندن، وواشنطن وباريس ، وسقيفة الصحوات.
أنا من أهل الأرض،
وهم ينحدرون ربما من الانجليز،
وربما من آل البيت ،
أو من أولاد عمومتهم،
أو من أمراء جزيرة العرب.....
لكنني، ربما، ينحدر نسبي من أطفال يموت أحدهم كل ثانية من الجوع...
أنا واحد من أهالي هذه الدنيا...
علي ّ الآن الذهاب،
أراهم يبنون سفنا،
يملؤونها رماحا ومتفجرات،
يذهبون الآن لكي يملؤوا موائد الأفغانيين بالحرية،
و موائد العراقيين بالديمقراطية،
وموائد الإيرانيين بالثورة المخملية....
لقد نهض الإمام من النوم،
بريمر غدا حلوا و كتب مذكراته ،
عمّنا صار بشوشا،فصادق على أن تمتلئ شوارع أبي سفيان بالكرامة والعزة القومية،
البقال الذي نصب بسطته في زقاقنا، سألني : لم َ لا تكون مؤدبا في كتاباتك، لكي تستفيد المواقع الأخرى بضعة كيلوغرامات؟
فوجهت له سؤالا مؤدبا: ما سعر كيلوغرام من الشعور الطازج؟
2009-12-05
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟