حميد أبو عيسى
الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 8 - 23:58
المحور:
الادب والفن
شهرٌ مضى والكوَّة ُ الدكناءُ
لا تدري متى يأتي الضياءُ ،
عام ٌ قضى والغيمة ُ البيضاءُ
تحملُ كل َّأوسمةِ السماءِ ولا رجاءُ !
عمرٌ سها
وكأنني نهرٌ
بلا جرفين ِ
يجتاحُ العراءَ
كم ينبغي أن يصمد َالإنسان ُفي وجهِ القضاءِ ؟!
أنا ملعبي كل ُّ الحقول ِ وغايتي خبز ٌ وماءُ
فلِـمَ تهدّدني الميادين ُ الطموحة ُ بالعداءِ ؟!
شمسي أنا صحن ٌ صغيرٌ مثلُ أقراص ِالدّواءِ!
وهويّتي ظمآنة ٌ لهويّةِ الحق ِ المصان ِ
أنا لا أهاجرُ مرغما ًبلْ مرغما ًكان التشبُّث ُ بالأمان ِ
قاومتُ طودا ً كلَّ هزّاتِ الهوان ِ
وجعلتُ أحزاني سبيلا ً للنجاح ِ
فبقيتُ وحدي أمزجُ الألوان َ
في غير ِ اتضاح ِ
حتى تغرَّبت ِالرياحُ
معابرا ً فوق الجناح ِ!
أنا مَن ْ تعلـَّـق َ بالمحطـّاتِ الأصيلة ْ
وأبى هوى ًإلا التغني بالمواويل الجميلة ْ
أنا من عشقت ُ منابع َالوطن ِ السليلة ْ
لكن َّ همي كان َ أعواما ً ثقيلة ْ
فهجرت ُ دجلة ْصوب َأوطان ٍ بديلة ْ !
يا دجلة َالخير ِالمكبَّل ِبالقذارةِ والخـنا
إني أحبُّك َ مثلَ عيسى*مثلَ أيام ِ الهنا
يا دجلة َ الخير ِ المثنى ، بعد َ شعبي ،
ضاقتْ بنا الأيامُ في الزمن ِالمعتَّق ِبالزنى
كل ُّ المسافات ِ الطويلة ِ تنتهي ، مهما نأتْ ،
فعليك َ بالصبر ِ المضمِّد ِ للجراح ِ وعليك َ بالأمل ِ - المُنى
فغدا ً نجدِّدُ دفءَ أيام ِ الهنا
يا أكثر َالأنهار ِ إجهاضا ً لنا
يا أم َّ بستان ٍتمزَّق َ قلبُها في صدرنا !
___________________________
* المقصود هنا إبني وأبي ، وكلاهما عيسى .
#حميد_أبو_عيسى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟