أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تدويل الازمة














المزيد.....

تدويل الازمة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدويل أزمة الانتخابات النيابية العراقية سيؤدي الى تعميق هذه الازمة وسيرفع من سخونة التعاطي السياسي بين الاطراف العراقية المتنافسة والمتصارعة وسيدفع ربما الى مزيد من التصعيد الامني وقد يؤدي الى مزيد من العزلة الدولية للعراق اذا مارفضت الحكومة العراقية أو قائمة رئيس الوزراء الاستجابة لمساعي او مقترحات الاطراف الخارجية التي قد تستدعيها القائمة العراقية للتدخل في الازمة، لكن الاثار السلبية لتدويل الازمة الراهنة أو توسيع هذا التدويل يجب ان لاتخفي عنا كعراقيين ان الوضع العراقي برمته مدول ليس فقط منذ اليوم الذي قادت به الولايات المتحدة حملة الاطاحة بنظام صدام بل منذ ان بدأت القرارات الاممية بشأن العراق تتوالى بعد الثاني من آب 1990 عندما اجتاح صدام دولة الكويت وقد تعزز تدويل الوضع العراقي بتفاعل جميع اطراف المعارضة العراقية السابقة مع اطراف خارجية (دول ومنظمات) للاطاحة بصدام او لكشف جرائمه او حماية عراقيين او مناطق عراقية من بطشه، وتزايد هذا التدويل بعد الاطاحة بصدام مع حشد المؤتمرات الدولية وسيل اللقاءات الاقليمية الدورية التي بدت اعترافا بالتدويل من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة واعترافا بالتورط في الشأن العراقي من قبل دول المنطقة وتعزز تدويل الشأن العراقي عبر سيل اتفاقات التعاون غير المتكافئة والتي بدا فيها العراق بلدا تحت الرعاية حيث تقدم مختلف الدول للعراق دعما في شتى المجالات دون ان يكلف احد نفسه ممن هم في قمة هرم السلطة بالتساؤل عن السياق الذي تأتي فيه هذه المساعدات ولا عن فحوى تكاليفها للعراق.
الاطراف التي دعت الى مزيد من التدخل الدولي والاممي في الازمة العراقية الاخيرة تعرف ان الوضع العراقي مدول اساسا ولكنها تقصد تحريض دول المنطقة والمؤسسات الدولية الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية الاخيرة فيما لو تغيرت النتائج التي سبق اعلانها وكشف عن تقدم طفيف القائمة العراقية نتيجة لاعادة عملية الفرز والعد يدويا في بغداد وكذلك نتيجة لإستئناف اجراءات هيئة المساءلة والعدالة، ويجب ان نعترف هنا بقدرة دعوات التحريض هذه على تأزيم الاوضاع وربما عزل العراق وايقاع عقوبات دولية جديدة به خاصة وان الولايات المتحدة لم تكشف عن موقف حاسم يرفض تدويل الازمة او التحريض الاقليمي ضد محاولات المساس بنتائج الانتخابات.
الاستهانة بنتائج استدعاء التدخل الاممي والدولي بالازمة الاخيرة هو خطأ كبير قد يؤدي الى الحاق خسائر كبيرة بالعراق وستبدو صورة النظام الديمقراطي الجديد مناسبة للاستخدامات المسيئة لهذا النظام كما ستستخدم الاحتقانات القادمة في التحريض الطائفي ليس داخل العراق فحسب بل في المنطقة اجمعها.
المتخوفون على مصير البلاد يمكنهم تلافي المخاطر عبر اجراءات سياسية بعيدا عن اثارة اللغط حول العملية الانتخابية خاصة انه لا يوجد اي قائمة حققت فوزا ساحقا، كما انه لايمكن الحديث عن عملية انتخابية نزيهة تماما في العراق حيث يتورط الجميع بخروقات او يقعون في دائرة الاشتباه، لكن الرغبة بتحقيق كسب ذا شكل قانوني يحرض ائتلاف دولة القانون على الاصرار على المسار الذي لجأت اليه سعيا الى الاحتفاظ بموقع رئيس الوزراء، لكن ماذا لو اصر رافضو المالكي على موقفهم حتى بعد زيادة مقاعد دولة القانون، وماذا لو لم تسفر عملية اعادة العد والفرز يدويا الى تغيير في النتائج؟، الن تكون عملية التفاوض بين الكتل قد ازدادت صعوبة، وادى الامر الى نتائج عكسية حتى بالنسبة لدولة القانون؟.
رفض التدخل الخارجي في الازمة الانتخابية لن يكون امرا سهلا خاصة وان الاشادة الدولية بالانتخابات كانت قبل انطلاق الحملة المضادة التي قادت لاعادة العد والفرز واستئناف اجراءات المساءلة لذلك لا يمكن الاعتماد على الاطراء المبكر في الدفاع عن الاجراءات اللاحقة، كما ان نزاهة الانتخابات العراقية بحاجة الى شهادة اممية باعتبار الدور الاممي الواضح في اجرائها.
الدعوة الى تدويل الازمة الانتخابية تصعيد خطير بحاجة الى مبضع جراح لمواجهته، بدل التصريحات والمواقف التصعيدية المضادة.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلاق سراح الابرياء
- شرعية قيد التشكيك
- متاهة عراقية
- ذبح الاطفال..خبر عابر
- صراع الأحقيات
- العناد السياسي
- الدور الاقليمي في تشكيل الحكومة
- أسس التفاوض والتحالف
- كثير من الضجيج الأجوف
- نتائج حرجة ومثيرة
- عندما لا نفهم النظام السياسي
- إنتخابات بدرجة فوضى
- الانتخابات.. الشك والتأجيل
- حملات ما بعد الانتخابات
- الاتفاق السياسي أولا
- البرلمان القادم
- الانتخابات وأزمة الثقة
- إتهامات بلا حدود
- التهديدات القادمة
- حسم ملف البعث


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - تدويل الازمة