أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يحدد هوية العراق ؟














المزيد.....

من يحدد هوية العراق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2983 - 2010 / 4 / 22 - 21:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الصراعات العديدة التي شهدها تاريخ العراق منذ انبثاقه لا مثيل لها في المنطقة و كانت سببا رئيسيا لعدم استقراره لحد اليوم ، و كانت الصراعات بحد ذاتها من افرازات النتائج السلبية لما سار عليه الشعب و الدولة العراقية جراء عدم توافق مكونات الشعب العراقي بسبب وجود التوجهات المختلفة معتمدة على الاختلاف في تركيبة البنية الاساسية للبلد، و هذا ليس بذنبه لان الدولة اصلا نشات من دون ان يؤخذ براي الشعب العراقي و مكوناته. طيلة هذا التاريخ كان الصراع ناشئا عن محاولة جهة من فرض ما يؤمن به على الاخرو لم ينجح في ذلك، بل كل ما ادت هذه المحاولات في العمل على هذا المسارهو الدمار و القمع و القتل الدائم و لم يثمر شيئا.
الخطا الكبير من الاساس و الذي بني عليه البلد هو الاستناد على المحيط العربي و عدم الاكتراث بطموحات و خصوصيات المكونات الاخرى، و حتى لم يحسب الحساب للعقيدة و الوضع الاجتماعي العام و الاختلافات الموجودة بين تركيبة المكون العربي العراقي ايضا ، و كان الدور الحاسم للدولة المستعمرة و ما تفرضها مصالحها الاستراتيجية في تثبيت هذا التوجه وحتما يحصل ما حصل ونتج عن ما فرض الماسي للشعب العراقي جميعا.
الامر المثبط لعزيمة افراد الشعب هو عدم احترام الاختلافات و محاولة فرض هوية معينة على الجميع دون الاهتمام بخصوصيات المجتمع و ما يمتلك من التعددية من جميع الجوانب، و نجح هذا الامر بهذا التوجه لحد ما و لكن بشكل سطحي و لكن من دفع الضريبة هو الشعب بكافة مكوناته، و كان الدافع الرئيسي لهذا الهدف هو الوضع الفكري العقيدي الايديولوجي لهذه المنطقة و سيطرة التوجه القومي لحد الشوفينية طيلة عقود مضت، وكانت المحصلة النهائية لما يجب ان تكون عليه دول المنطقة لصالح القوى العظمى و من ثم تداعيات الحرب الباردة و الصراعات هي التي اثبتت نفسها و ازاحت طموحات شعوب المنطقة و منها الشعب العراقي .
المعلوم في هذا الشان ان العراق لم يعرٌف نفسه و لم يوضح هويته بقناعة جميع المكونات لحد اليوم، و هذا اصل المسالة وما يدفع الصراعات الى الاحتدام و تُخترق الخطوط الحمر و يصعب الامور كافة و الوضع السياسي للبلد بشكل خاص هو عدم قراءة واقع الشعب و طبيعة مكوناته بشكل علمي دقيق و ضمان ما يعبر عن طموحاتهم.
على الرغم من طول مرحلة محاولة الحكومات المتعاقبة في فرض الهوية الواحدة فوقيا الا انه بسقوط الدكتاتورية تهاوت تلك الصروح التي بنتها العقيدة و الفكر القومي المتشدد في خياله و في لمحة بصر، و اعيدت الاوضاع الى ما كانت و ما تفرضه طبيعة المجتمع الاصلية و الالتزامات التي تفرضها الخصوصيات و الاختلافات الكثيرة في البنية و الشكل.
هذا الصراع و ما تخللته الاحتدامت الدموية و ما استغل من قبل المتشددين و الارهابيين جعل من كل طرف ان يعمل على تثبيت ما يؤمن به، و هو يعتقد انه صراع الوجود و بقاء الهوية الذاتية، و ما عقد الوضع هو التدخل الخارجي من جميع النواحي و الاطراف سوى كانت مذهبية ام قومية و اخرى عالمية تعتقد ان العولمة و الحداثة هي التي يجب ان تفرض نفسها و تتجاوز القيم و الاعتقادات الي مر عليها الزمن، و الدلائل كثيرة و ما نحن فيه من حال و الصراعات و تعقيدات تشكيل الحكومة و التدخلات في دعم و اسناد الكتل حسب المصالح من ابرز ما يثبت كلامنا على محاولة اي طرف فرض هويته التي رسمتها مصالحه و هو يريد ان يلبسها للشعب و كانه يفصل و يصمم ثوبا دون اي اعتبار لعقلية و مطالب و تاريخ مكونات الشعب كافة، و الى جانب هذا التوجه هناك اصرار على تهميش مكونات اخرى و محاولة اعادة الوضع الى ما كان عليه طيلة المراحل السابقة لكونه في صالح القوى الاقليمية و في خدمة بقاء سلطات الدول جاثمين على صدور شعوبهم و خوفهم من ارادة و طموحات شعوبهم.
ما يصعب الامر في فرض التوجه و الفكر الواحد هو عدم التشابه بين مكونات الشعب من حيث الترابط الاجتماعي والثقافي و العادات و التقاليد و الصفات و الحس النفسي المشترك في انتماء الفرد للتاريخ و التربة المشتركة بين المكونات العراق الرئيسية، و هذا بحد ذاته يُفشل كل المحاولات المغرضة للانفراد و السيطر لطرف معين دون غيره ،و ما يزيد الهشاشة و البعد بينهم هو ابراز الانتماءات القومية و المذهبية و عدم طرح اي مشروع مشترك للتقارب ، لا اعلم ان كان هذا لصالح الشعب العراقي ام لا و هذا ما يكشفه المستقبل القريب ربما يكون الضارة النافعة، لا بل على العكس من ذلك فان التدخلات الخارجية الكبيرة ازدادت من الفاصلة و احدثت قنوات عميقة و اجرت الدماء فيها و دعت عدم الاطمئنان و انعدام الثقة مسيطرة على عقول الشعب جميعا.
اذن، مما سبق من طرح ماهو موجود على الارض بكل صراحة يدعنا ان نتذكر الماضي و ما كنا فيه و نذكٌر الجميع بما نفيد و نعتبر منه و ما نحن فيه الان، و نؤكد للجميع ان الصراع السياسي الذي يجري غير المبني على الواقع فلم يثمر شيئا و نحن في بداية بناء الدولة الحديثة ، و يجب ان تكون مبنية على الاسس السليمة و بعقلية منفتحة قارئة للواقع و هادفة لضمان مستقبل آمن للجميع بعيدا عن المثاليات و ما تنسجه الخيال، و العمل لخير و مصالح كافة المكونات بالعدالة ، و الا كل الاحتمالات واردة للعودة الى المربع الاول، و الفوضى ممكنة الحصول و لم يتضرر منها الا ابناء الشعب العراقي انفسهم.
لذا الهوية التي يجب ان يصر عليها الجميع و يعقد العزم على بيانها و توضيحها هي الاستناد على الركائز الداخلية و ما يتمتع به الشعب، و يجب على المكونات كافة قراءة المرحلة و ما فيها و ايجاد الطريقة المشتركة بالمفاهيم الحديثة لضمان العيش الرغيد للفرد العراقي. الشعب اعلم من غيره بامور نفسه و هو من يعلم ان يضمد جرحه و يخطوا لبناء بلد و يرضي الجميع و بهوية حاملة لخصوصيات الكل دون فرض ماهو الفوقي و مستورد ، و لكنه يحتاج الى تنظيم الذات و بمساعدة عقليات النخبة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحتاجه العراق هو الحوار ام المفاوضات ؟
- اهم نقاط التحول في تاريخ العراق الحديث
- التحزب و الثقافة السياسية في العراق
- هل مجتمعاتنا تتقبل الحداثة كما هي بشكلها الصحيح؟
- انفال انفال و ما ادراك ما الانفال
- هل ديموقراطية العراق في الاتجاه الصحيح ؟
- كيفية تدخل الاكاديميين لايجاد الحلول السياسية لما وقع فيه ال ...
- الحداثة و تاثيراتها على الهوية الثقافية في منطقتنا
- ماذا يقدم الاعلام لما يحتاجه العراق في هذه المرحلة
- بعد ترسيخ المواطنة تتفاعل العقلية المدنية
- هل بالامكان اختزال الديموقراطية في العملية الانتخابية فقط؟
- من يتحمل مسؤولية عبور المرحلة القادمة في العراق؟
- ما يرن باستمرار في اذاننا هو العراق الى اين ؟
- الى متى تطول مخاض ولادة الديموقراطية الحقيقية في هذه المنطقة ...
- هل ما نحن فيه ازمة ام صراع مصالح القوى؟
- هل هناك ازمة الشرائح المؤثرة في تنوير المجتمع ؟
- الامن القومي لمجتمع موزائيكي الشكل و التركيب
- مابين الاصلاح و التغيير في اقليم كوردستان
- احذروا تبجح البعث باسم العلمانية
- دور المثقف العراقي في الانتخابات البرلمانية


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - من يحدد هوية العراق ؟