تأملات سريعة فى الله والدين والإنسان ( 4 )

سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 08:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مازلت أحاول التأمل فى فكرة الله والإنسان والأديان ..ومازال هناك الكثير مما يقال عن أفكار وأحاسيس ورؤي للحياة تتلمس حضورها ... ومازال العقل يحاول الخربشة على صفحة الوجود ليرسم رؤية بدون قوالب وتابوهات مسبقة .


* الفرق بين الإيمان واللإيمان أن هناك من وضع العربة أمام الحصان ..وهناك من يرى أن الحصان يجب أن يكون أمام العربة .

* الحياة هى كم هائل من اللحظات ..نحن نبدد الكثير منها من أجل لحظة لن نوجد فيها .

* الحرية هى قدرتنا على الحركة كنقطة فى داخل شكل هندسى كل أضلاعه وزواياه لم نصنعها ولم نختارها .

* سلوكنا هى المحصلة النهائية لقوى الأضلاع والزوايا المهيمنة على وجودنا .

* الإنسان كائن ذو تاريخ ..ومن لا يقرأ تاريخه عليه أن يبدأ كتابته من أول السطر .

* نحن نمتلك قدرة جميلة على تجميع صور متفرقة فى صورة واحدة ..ومنها أبدعنا عروسة البحر والتنين الحارق والألهة .

* لم يتطور الإنسان ويتقدم إلا بعد أن فهم قانون المادة ولم يعاندها أو يهملها أو يضيف لها أى إضافات غير مجدية .

* الماء لا يجرى فى النهر مرتين ..بتأمل هذا العبارة سنجد عبثية أفكار كثيرة وخرافات أكثر .

* المستحيل بعينه هو وجود صورة فى الوعى بلا شكل مادى ...لو إستطاع أحد أن يثبت أن الوعى يسبق المادة فى الوجود فسيفتح طريقا ً للألهة والأشباح للوجود .

* الإنسان الرائع والقادر على التطور والفعل من يضع فى جمجمته أسئلة كثيرة والقليل من الأجوبة ...فالسؤال ثروة وثورة .

* الإنسان هو الكائن الوحيد الذى يتصور أن كل الوجود صنع من أجله ..يمكن أن تعزى هذا إلى كم محترم من الجهل على كم لا بأس به من الغرور ...أو هو إنفصال الإنسان عن الطبيعة بالوعى ليجد نفسه مراقبا ً وراصدا ً.

* لا يوجد شئ إسمه شر ..يوجد فقط ألم محاط بجهل معرفى ..عندما نعرف ونفهم ونرصد سبب الألم ونتمكن من تجاوزه فلن يوجد شئ إسمه شر .

* الخير هو إدراكنا لتوازن القوى .

* الشيطان هو ضعفنا الذى لا نريد الإعتراف به ..هو الشماعة التى نلقى عليها كل حماقاتنا .

* الخطيئة هى الدائرة الحمراء التى رسمها لنا الأخر صاحب السطوة والمصلحة .

* لماذا يكون الشيطان حاضرا ً بقوة فى الأسطورة والوعى الدينى بينما يكون دور الملاك هامشيا ً مكتفيا ً بدور ساعى البريد ؟!! ..الشيطان هو إسقاط كل مانراه قبيحا ً ذميماً لنبرئ أنفسنا .

* الشعور بالذنب هو البحث عن أى شئ فى داخلنا أغضبت الطبيعة والمادة .

* أيات القتال والعنف بالأديان تعطى قدسية وغطاء لهمجيتنا الرابضة تحت جلودنا لتمنحها فرصة الخروج لنمارس عنفنا بتلذذ ودم بارد .

* الأديان الإبراهيمية لم تجئ إلا لفرض الهيمنة الذكورية وتأكيد أركانها ..هى الإنتصار النهائى لمجتمع ذكورى ..وتبقى كل القصص والعبادات مكملة للديكور .

* الأفكار الضعيفة الهشة تحتاج إلى أنياب ومخالب لتحميها وتجعل لها وجود .

* إذا إمتلكنا أن نستخدم كل أدوات الإستفهام وفى مقدمتهم سؤال " لماذا " سنخترق جدران الجهل والألهة والخرافة .

* العداء للأديان لا يكون كتاريخ ..فمن الغباء أن تعادى حقبة زمنية ..ولكن العداء يكون عندما يراد إسقاط حمولة تاريخ قديم بدوى على واقع معاش تجاوزه .

* الطبيعة تشكل الأديان والمعتقدات فلن نجد أى أسطورة إلا وتكون مفرادتها من الطبيعة ...هى أثر البيئة فى النص .

* الطبيعة تشكل وتصبغ وتصيغ أخلاقنا ..فأخلاقك وسلوكك هو حظك فى أى مكان من الجغرافيا تعيش .

* لا توجد سلوكيات أزلية أبدية ..السلوك والأخلاق محصلة علاقات وقوى الإنتاج فى حينها .

* الحياة كلها صراع على الطعام والإفتراس ..تكون هناك فروقات شكلية لا تنفى الصراع ..فنحن حاليا ً نفترس بعضنا بعضاً ولكن بقفازات حريرية ..قفازاتنا هى البورصة وأليات السوق ..الطريف أن الفريسة لا تعرف من يفترسها .

* العقل الإختزالى هو عقل يختصر الإنسان فى موقف واحد ويسجنه فى هذا الإطار ..ويأتى العقل الدينى كنموذج فريد لنموذج هذا العقل الإختزالى الذى يؤطر الإنسان فى إطار محدد .

* لماذا لم تقم ثورة على أديسون عندما إكتشف الكهرباء مطالبين العودة لعصر المشاعل بينما هناك ثورة عارمة على حاملى مشاعل التنوير ..هناك فى الخلفيات مصالح يراد لها أن تستمر .


مازال يوجد المزيد من التأملات والخواطر ولكن سأؤجلها بعض الوقت للعودة مرة ثانية لمقالات تثير قضايا محددة .
أرجو أن تكون تأملاتى المتواضعة مقبولة لديكم .. ولكم منى خالص مودتى .

#سامى_لبيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل