أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - هذا ما أقوله لتلامذتي في الحصّة الأولى.















المزيد.....

هذا ما أقوله لتلامذتي في الحصّة الأولى.


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 2963 - 2010 / 4 / 2 - 13:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


أطرح عليكم هذا الاجتهاد الشخصي حول طرق التدريس و أعرضه عليكم للنقد لأن النقد يصقل و يطور الفكرة.
أهلا و سهلا بكم في قسمكم و معهدكم و أتمني لكم عاما سعيدا يتوج بالنجاح إن عملنا لتحقيق ذالك.
بعد التحية, أعرف بنفسي : أنا أستاذ علوم الحياة و الأرض , عينوني منذ 36 سنة لتدريس هذه المادة و منحوني "ترخيصا مدي الحياة دون قيد أو شرط". لكن أنا آليت علي نفسي أن أحسّن مستواي العلمي و البيداغوجي و التعلمي . لا زلت حتى الآن أتعلم مثلكم و أتعلم منكم أيضا و أنا علي قاب قوسين أو عامين من التقاعد.
نمر الآن إلي المهم و هو "العقد ألتعلمي" (le contrat didactique) الذي يربط بيني و بينكم و هو عقد ضمني غير مكتوب و مسكوت عنه من جل مدرسي الابتدائي والثانوي و العالي دون قصد.
سأحاول شرح هذا العقد حتى تتبين الحقوق من الواجبات.
 سنبدأ بالحقوق التي كفلها لكم القانون و لا تتمتعون بها فعليا إما بتقصير منكم أو بتعسف من غيركم:
 أول حق هو حقكم في الاحترام الكامل من طرف المدرس و الإدارة و العملة يعني ممنوع اللمس و الضرب
و السب و الشتم و الإقصاء المجاني و تخفيض العدد و التدخل في الشؤون الخاصة و التشهير بالأخطاء.
 ثاني حق هو حقكم في فهم الدرس حتى و إن أدي الأمر إلي تأخير في البرنامج.
 ثالث حق هو حقكم في نقاش العدد الذي يسند إليكم و مقارعة الأستاذ الحجة بالحجة بكل أدب و لياقة.
 أما الواجبات فهي الآتية:
 أول واجب هو احترام المدرس و ليس تقديسه لأنك لو لم تحترم المدرس فلن تتركه يقوم بواجبه و لن تستفيد من علمه و لو قدسته فلن تستفيد أيضا لأنك ستصدق كل ما يقوله و أنت مسلوب الإرادة و العلم لا يطلب التقديس بل يطالب بالنقد فهو مبني علي الخطأ و الصواب.
 ثاني واجب هو عدم التأخير في الحضور و عدم تعطيل سير الدروس و الانتباه لكل ما يقوله الأستاذ أو التلاميذ المتدخلون.
 ثالث واجب هو مراجعة الدروس في المنزل ليس لأن المدرس كلفك بها بل لأن المعلومات لا تفهم و لا تستقر في الذاكرة إلا بالمراجعة و الهضم الشخصي المتأني و القيام بالتمارين و الذكاء يكتسب و لا يورث.
 أعود بعد الحقوق و الواجبات إلي طريقتي الخاصة في العمل و التعامل مع التلاميذ و هي وليدة تجربة و علم حيث أقول لهم:
 لن أعاقبكم مهما فعلتم حتى و إن وصل الأمر إلي التعرض لي في الشارع. اشطبوا إذا بالأحمر كلمة " عقوبة" علي الأقل معي أنا, لأنني لست مسؤولا, لا علي زملائي و لا علي الإدارة و لا علي الوزارة. و هذا الموقف من العقوبة ليس طيبة و لا كرما مني بل هو موقف علمي مبني علي اطلاع واسع علي تجارب تربوية في مجتمعات أخري. هذا لا يعني التشجيع علي التسيب لهذا سأقترح عليكم بعض الإجراءات, إن وافقتم عليها ستقوم مقام القانون بيننا: يقصي من القسم كل تلميذ يعطل سير الدرس و لا يستجيب لتحذيرات المدرس المتكررة و كل من يقل أدبه علي زميله أو علي المدرس. الحكمة من هذا الإجراء هو حماية الأكثرية من أخطاء الأقلية و تجنيب التلاميذ الوضعيات غير الحضارية و غير التربوية كالمواجهة الكلامية بين المدرس و التلميذ. بعد خروج التلميذ, يهدأ المدرس و يواصل درسه و يهدأ التلميذ خارج القسم. فإذا كان المدرس مخطئا, يدعو التلميذ إلي الرجوع للقسم و يعتذر له أمام الملأ و إذا كان التلميذ مخطئا, يرجع للقسم بعد دقائق و يطلب العفو من المدرس و يواصل التعلم. يسند واحد علي عشرين لكل من يغش في الامتحان لأنه سيتفوق علي زملائه دون وجه حق و لن أحيله على مجلس التربية لأن لا يعاقب على جرم أجبر على ارتكابه بسبب الضغوطات الخارجة عن نطاقه مثل اكتظاظ القسم و طول البرنامج أو عدم ملاءمته لاهتمامات التلميذ.
 سأقترح عليكم بعض الأدوات المدرسية و أترك لكم حرية اختيار النوعية الغالية منها أو الرخيصة حسب إمكانياتكم إلا الكتاب المدرسي فهو إجباري و ضروري و سنستعمله في القسم و في المنزل للاستفادة من المعلومات و التمارين. تمنيت لو كان الكتاب اختياريا أيضا مثل ما هو موجود في البلدان المتقدمة.
 ألاحظ دائما مستوي متواضعا في اللغة الفرنسية لدي تلاميذ السنة أولى في مرحلة الثانوي بسبب التعريب الكامل في التعليم الأساسي [في تونس يدوم التعليم الأساسي تسع سنوات من الأولى أساسي إلى التاسعة أساسي يعني مرحلة الابتدائي و مرحلة الإعدادي, يدرس التلاميذ باللغة العربية الرياضيات و الفيزياء و التقنية و علوم الحياة و الأرض] لذلك ألفت انتباهكم إلي أهمية هذه اللغة في تكوين مستقبلكم الدراسي و ليس أدل علي ذالك أنكم في مرحلة الثانوي تدرسون بها الرياضيات و الفيزياء و الكيمياء و التقنية و علوم الحياة و الأرض و الإعلامية و في مرحلة الجامعة تدرسون بها الطب و الهندسة والطيران و كل الشعب العلمية دون استثناء. إذا لا تتجاهلون اللغة الفرنسية لأن لا يتجاهلكم العلم الحديث. و أحسن طريقة لتحسين مستواكم هو استعمالها في القسم و خارج القسم. لا تغفلوا أيضا تعلم اللغة الأنقليزية فهي اللغة العالمية الأولى. أما اللغة العربية فهي هويتكم و لغتكم الأصلية و أوصيكم بها خيرا لأن اللغة يفرضها رجالها و نساؤها و تقدم بلدانها و ازدهار تراثها.
 أرى أن "خطأ التلميذ في القسم" [ l’erreur de l’élève en classe ] أصبح شرعيا و هو محرك الدرس. كان وضع الخطأ سلبيا في المنظومة التربوية فأصبح الآن ايجابيا. فكلما أخطأ التلميذ أكثر, استفاد هو و زملائه أكثر, و نجح الدرس أكثر.
 أما تقييم الامتحانات فيخضع إلى ضوابط علمية : لديكم ثلاث فروض كل ثلاثة أشهر, فرض في الأشغال التطبيقية داخل القسم و فرض مراقبة بنصف ساعة يحتوي علي أسئلة مباشرة حول الثلاث دروس الأخيرة و فرض تأليفي في آخر الثلاثي يتكون من أسئلة تخص الذاكرة و الفهم و الرسم و الملاحظة و خاصة توظيف المعلومات.
 أرى أن من حق التلميذ المطالبة بمقياس الإصلاح [barème de correction] في بداية الامتحان حتى يستفيد منه أثناء الإجابة و عند الإصلاح.
 كما تلاحظون داخل القاعة, يوجد مخبر إعلامية خاص بعلوم الحياة و الأرض, سنحاول استغلال الحاسوب و الاستفادة من مزاياه المفقودة عند المدرس والكتاب المدرسي التونسي و هي كثيرة نذكر منها علي سبيل الذكر لا الحصر : الحاسوب لا يضرب و لا ينهر. الحاسوب لا يتعب و لا يمل من الإعادة و التكرار. الحاسوب يوفر أستاذا افتراضيا [ professeur virtuel ] تحت الطلب في المعهد و الشارع و المنزل و في القطار إن شئتم. أستاذ افتراضي يختاره التلميذ من تونس أو من الصين. يملك الأستاذ الافتراضي في الحاسوب من المعلومات ما لا يملكه كل أساتذة العالم. يقدم الأستاذ الافتراضي في الحاسوب صورا علمية تفوق ألف مرة في الدقة و الوضوح و الألوان ما يقدمه الكتاب المدرسي التونسي الوحيد و الإجباري. في الحاسوب, يجعل الأستاذ الافتراضي القلب ينبض أمام عينيك و يحيي افتراضيا العظام و هي رميم فتري الديناصور يقفز و يطير.
أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"..."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف لا المادي و لا اللفظي".



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغفلونا
- التعليم في تونس: هل هو هرم مقلوب؟
- الإسلام المقاتل: من يقاتل, أين يقاتل و لماذا يقاتل ؟
- تبسيط المفاهيم العلمية قد يجر التلميذ إلى الخطأ.
- هل يستطيع التلميذ بناء معرفة علميّة جديدة فوق معرفته غير الع ...
- التصوّرات غير العلمية لا تزول بسهولة.
- حذار من مرض السكر(Diabète) .
- -جمنة- الخمسينات تعطي درسا في التربية الحديثة: التربية البنا ...
- التربية الصحية بين المطلوب و الممكن.
- خواطر في التعليم بلغة لو...
- هل يوجد لدى الطفل مستويان من النموّ الذهنيّ ؟
- يبدو أنّ مهنة الأستاذ المباشر في القسم في طريق الانقراض !
- -جمنة- الستينات تعطي درسا في الطب النفسي الحديث: -الساسي بن ...
- جمنة- الستينات تعطي درسا في التنمية المستديمة: النظام الغذائ ...
- نساء مناضلات في -جمنة- الستينات
- إرهابنا و إرهابهم؟
- ماذا جنيت بعد ثلاث عشرة سنة تعليم عالي؟
- نقد بسيط للديمقراطية الغربية
- وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من خطبة الجمعة
- و شهد شاهد من أهلها.


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد كشكار - هذا ما أقوله لتلامذتي في الحصّة الأولى.