أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - يبدو أنّ مهنة الأستاذ المباشر في القسم في طريق الانقراض !















المزيد.....

يبدو أنّ مهنة الأستاذ المباشر في القسم في طريق الانقراض !


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 2946 - 2010 / 3 / 16 - 18:36
المحور: سيرة ذاتية
    


يبدو أنّ الأستاذ المباشر (الأستاذ الذي يحضر في القسم و يباشر التدريس لتلاميذ حاضرين معه) ينفّذ سياسة تربويّة لم يشارك في إعدادها ويبدو أيضا أنّه يتعرّض يوميّا لمشاكل عديدة منها على سبيل الذكر لا الحصر : طول البرنامج و ضيق الوقت المخصّص لإنجازه و اكتظاظ القسم و عدم انضباط التلاميذ و نقص وسائل الإيضاح. لذلك ما زال هذا الأستاذ يستعمل السبّورة العاديّة و يكتب بالطباشير و مازال يمتثل لتوجيهات متفقّد مجاز مثله و لا يتميّز عليه بأيّ شهادة جامعيّة في المجالات الأخرى مثل علوم التربية و الإبستمولوجيا و علم نفس الطفل و علم التقييم و آليات التواصل ( أستثني المتخرّجين الجدد). لذلك آليت على نفسي أن ألفت نظر زملائي و أنا أستاذ مباشر مثلهم إلى بروز منافس خطير على السّاحة التربويّة يدعى الأستاذ غير المباشر (الأستاذ الذي يمارس التدريس عن بعد عن طريق الأنترنات أو عن طريق الرسائل الرقميّة). يمتاز هذا الأخير عن الأوّل بأشياء أساسيّة في الحياة ما فتئ الأستاذ المباشر يناضل من أجل تحقيقهما : التكوين الأكاديمي في المجالات المشار إليها أعلاه و الحرّية في اتخاذ القرار و الأجر المشجّع على الخلق والدعم المادّي و توفير التجهيزات لتأدية رسالته وفق الطرق التربويّة العصريّة.
بعد هذا التمهيد القصير, سنحاول تقديم مقارنة بين الأستاذ المباشر و الأستاذ غير المباشر:

الأستاذ المباشر:
- يحبّ و يكره و يكلّ و يملّ و يغضب و في بعض الأحيان يخرج عن موضوع الدرس حتّى يروّح على تلامذته.
- يختصّ في مادّة معيّنة و لا يلمّ بكل معارفها.
- يقدّم للتلميذ بعض وسائل الإيضاح القديمة.
- يقوم بالتجارب عوضا عن التلميذ لنقص التجهيزات.
- ينفّذ سياسة تربويّة واحدة و يرتبط ببرنامج سنوي موحّد.
- لم يدرس أكاديميّا علوم التربية و لا علم نفس الطفل و لا الابستومولوجيا و لا علم التقييم.
- يعتمد في القسم على نفسه فقط.
- لا يجد عادة الوقت لإنجاز التمارين التطبيقيّة.
- يوفّر للتلميذ وضعيّة تعلّميّة مباشرة فيها تفاعل مع أقران قارّين و مفروضين عليه.
- يدرّس في القسم بمرتّب زهيد.
- لا يختار التلميذ أستاذه المباشر بل يفرض عليه.

الأستاذ الافتراضي في الأنترنات أو الجاهز في الأقراص:
- يقدر على إعادة الدرس ألف مرّة إن شاء المتلقّي. يحترم و يشجّع و لا يكره و لا يغضب و لا يقصي.
- يتقن كلّ الاختصاصات.
- يعرض صورا رائعة و متحرّكة ذات ثلاثة أبعاد.
- يقوم التلميذ بنفسه بالتجارب الافتراضية.
- يختار التلميذ برنامجا يتناغم مع قدراته و مستواه الذهني.
- يعدّ الأسئلة عن دراية و بدقّة مختص في التقييم.
- يستطيع التلميذ أن يستشير عدّة أساتذة افتراضيين.
- ينجز التلميذ كما يشاء تمارين فرديّة و تفاعليّة.
- يوفّر للتلميذ تفاعلا افتراضيّا مع أقران من اختياره يستطيع تغييرهم حسب الوضعيّة.
- جاهز تحت الطلب في كل زمان و مكان دون مقابل.
- يختار التلميذ أستاذه الإفتراضي حسب حاجته و ذوقه أيضا.
بعد هذا العرض السريع و غير الشامل لمزايا التعليم غير المباشر في الجدول المذكور أعلاه, أسوق لكم على سبيل الذكر لا الحصر أمثلة منه في تونس:
- أوجدت وزارة التربية و التكوين مدرسة افتراضيّة في موقع على الأنترنات.
- تقدّم جامعة تونس الافتراضية - التي تسمى سابقا المعهد الأعلى للتربية و التكوين المستمر بباردو - "تعليما عن بعد" يفوق بكثير "التعليم المباشر" في الجامعات الأخرى. يمتاز هذا المعهد بانضباط طلبته من أساتذة ثانوي و معلّمين و قلّة عدد الحاضرين في الحصّة المباشرة مع الأستاذ المحاضر (يحضرها المئات من الطلبة في مدرّجات الجامعات الأخرى) ممّا يزيد التعلّم جودة و فائدة. يختار المعهد أفضل الأساتذة من الجامعات التونسيّة و الفرنسيّة. يختار الطالب فيه نسق تعلّمه بنفسه حسب قدراته و تفرّغه. من شروط النجاح فيه التحصّل على معدّل عشرة في كل وحدة يدرسها الطالب وليس على المعدّل العام ممّا يجبر المتلقّي على عدم إهمال أيّ مادة فيتخرّج ملمّا بجميع فروع اختصاصه. ينظّم المعهد إقامات مغلقة[ séjours bloqués] للقيام بالأشغال التطبيقيّة لصالح طلبة العلوم التجريبيّة. من سوء التخطيط لا يتمتّع هذا المعهد بميزانيّة محترمة و لا بدعاية كافية رغم الخدمات الجليلة التي يقدّمها للتعليم بجميع مراحله في تونس من بنقردان إلى بنزرت. ساعد هذا المعهد " الأساتذة - الطلبة " المنتسبين إليه على الإرتقاء المهني عن طريق التحصيل العلمي و ليس عن طريق الأقدميّة فكان أستاذ التعليم الثانوي أو التقني يرتقي مباشرة إلى رتبة أستاذ اوّل فور حصوله على ديبلوم الدّراسات المعمّقة (DEA ) و هذا الإجراء ساهم في تشجيع المدرّسين على اكتساب العلم و المعرفة. حوالي سنة ألفين, فرّطت في هذا المكسب نقابتنا العامة للثانوي الموقّرة السّابقة و اتّفقت مع وزارة التربية على شرط قضاء سبع سنوات كاملة في الرتبة الواحدة قبل الإرتقاء إلى ما هو أعلى منها حتّى لو تحصّل الأستاذ القديم على شهادة الدكتورا. في الاتفاق الجديد, تمسّكت الوزارة بموافقة النقابة بالإرتقاء المهني على أساس الأقدميّة في الرتبة مع تنفيل الشهادة العلميّةَُ (DEA ) بثلاث نقاط فقط و الدكتورا بخمس عشر نقطة.
- نظام "التعليم عن بعد" بدأ قبل اكتشاف الحاسوب و تطوّر بعد عصر الأنترنات فأصبح يضاهي تقريبا نظام التعليم المباشر. و أنا من خرّيجي النظامين, 15 عام تعليم مباشر و 11 عام تعليم مختلط مباشر و عن بعد.
- يتابع مئات الملايين من طلبة المرحلة الثالثة, في كل الاختصاصات و في كل البلدان من العالم المتطوّر إلى العالم الثالث, تكوينهم عن طريق الأنترنات و لا يقابلون مؤطّريهم مباشرة إلاُ في مواعيد قليلة و رغم ذلك يبدعون كلّ في مجاله.
أتساءل في نهاية المقال : "هل اطمأنّ زملائي إلى أن وظيفتهم التربوية لن تنقرض أبدا ؟" لا بل على العكس, سيخلّدون كمبرمجي الذكاء الصناعي للحاسوب و كركن أساسي من أركان المعرفة مع الركنين المكمّلين و هما التلميذ و المعرفة و ستتحسّن صورتهم عند التلميذ و يزيد عطاؤهم و يتخلّصون من مضارّ الطباشير و عبء الاكتظاظ و التنقّل و ملاحظات المدير و توجيهات المتفقّد و احتجاجات الأولياء.
خلاصة القول: "التعليم الافتراضي" و "التعليم عن بعد" نوعان من التعليم غير المباشر يتمتّعان بخاصّيات متعدّدة منها الحضور السّريع في كل مكان و زمان و التأقلم مع القدرات الذهنيّة المختلفة لدى المتعلّمين لذلك انتشرا بسرعة في كل أنحاء العالم.
أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب - لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع - بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى" ..."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف, لا المادي و لا اللفظي"



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جمنة- الستينات تعطي درسا في الطب النفسي الحديث: -الساسي بن ...
- جمنة- الستينات تعطي درسا في التنمية المستديمة: النظام الغذائ ...
- نساء مناضلات في -جمنة- الستينات
- إرهابنا و إرهابهم؟
- ماذا جنيت بعد ثلاث عشرة سنة تعليم عالي؟
- نقد بسيط للديمقراطية الغربية
- وجهة نظر في الجانب الدنيويّ من خطبة الجمعة
- و شهد شاهد من أهلها.
- تجربة اليابان مع الاحتلال الأمريكي.
- القائد المهيب صدام حسين.
- العلم و الدين. المواطن العالمي
- الجيوش العربيّة الرسميّة: من تقاتل’ أين تقاتل و لماذا تقاتل؟
- وجهة نظر: تعريف العلمانيين.
- هل المقاومة المسلّحة هي السبيل -الوحيد- لتحرير الأرض و الموا ...
- هل الإيمان بالله وراثيّ أم مكتسب ؟
- مخ المرأة ليس أقلّ من مخ الرجل و ليس مماثلا له


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد كشكار - يبدو أنّ مهنة الأستاذ المباشر في القسم في طريق الانقراض !