أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كشكار - تجربة اليابان مع الاحتلال الأمريكي.














المزيد.....

تجربة اليابان مع الاحتلال الأمريكي.


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 2934 - 2010 / 3 / 4 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن لا أحد في اليابان الخارج لتوه من هزيمة عسكرية ساحقة, كان يتصور – بحسب ما يؤكد الدكتور مسعود ضاهر في كتابه " النهضة اليابانية المعاصرة. الدروس المستفادة عربيا" – أن معجزة ستحدث في البلاد, ستقودها بعد الدمار إلى أن تكون ثاني أكبر قوة اقتصادية و صناعية في العالم بعد الولايات المتحدة, فقد كانت الأجواء العامة السائدة طيلة الخمس السنوات الأخيرة من أربعينات القرن العشرين قاتمة جدا. فاليابانيون كانوا خلال هذه الفترة جياعا و مرضى و عاطلين عن العمل في غالبيتهم, و السائد في مؤسساتهم القيادية, قرارات بملاحقة مجرمي الحرب و إقالة المتعاونين مع الحكم الإمبراطوري و حظر للشركات و المؤسسات التي قدمت خدمات لجيوش الاحتلال الياباني في المناطق الآسيوية.
و على الرغم من الجوع و الفقر و المرض و الإهانة القومية. إلا أن السياسات التي اتبعها الساسة اليابانيون الجدد, و في مقدمتهم رئيس الوزراء النابه "يوشيدا", كانت بعيدة كل البعد عن منطق رد الفعل, مستغلة مخاوف الأمريكيين من المارد الشيوعي, لكسب تعاطفهم و مساعداتهم و خبراتهم من أجل بناء اليابان الجديد, الديمقراطي و التعددي و العادل و الناهض اقتصاديا و علميا و حضاريا.
و قد تمكن الساسة اليابانيون من فتح صفحة مشرقة لبلادهم و شعبهم من جديد, باتفاقهم [مع الأمريكان المحتلين] على دستور 1946, الذي جعل من الإمبراطور مجرد رمز للبلاد "يسود و لا يحكم", و الذي أرسى دعائم نظام تعددي ديمقراطي, السيادة فيه للشعب الياباني عبر الانتخابات الحرة و النزيهة, و الذي حرّم على اليابان أن تكون دولة مسلحة و امبريالية, و كذلك برفعهم شعار "عدو الأمس صديق اليوم" في التعامل مع الولايات المتحدة.
و يحسب كل عاقل اليوم, أن اليابان في سيرتها الجديدة المسالمة, قد ثأرت لنفسها أحسن ثأر, و محت آثار هزيمتها باقتدار و دون مزيد من الخسائر في الأرواح و الثروات, و جعلت نفسها ندّا محترما للولايات المتحدة و لغيرها من الدول, و لا يحسب هذا العاقل أن الأمر كان سيأتي بمثل ما أتى لو أن اليابانيين قرروا وسيلة أخرى في التعاطي مع قضية الاحتلال الأمريكي لبلادهم. فالبندقية ليست دائما الوسيلة المثلى لتحقيق الغايات القومية النبيلة, و ماذا يفيد الجائع؟. يد تحمل سلاحا و أخرى تتوسل الناس قمحا أو أرزا يسدّ الرمق [...]
لقد أفلح اليابانيون في إخراج الأمريكيين بالوسائل السياسية و الحضارية و العلمية و الاقتصادية, فيما افلح الفيتناميون في إخراج الأمريكيين بالوسائل العسكرية. و بين فلاح اليابانيين و فلاح الفيتناميين بون شاسع جدا, هو ذلك الذي يفصل بين بلد يحتل سقف الحضارة الإنسانية و قمة الرفاه البشري, و بلد يحتل أسفل قاع التنمية البشرية, يفر أهله منه هربا من ظلم حكامه و فقر اقتصاده, و يركب شبابه قوارب الموت لا يعلمون هل سيدركون شاطئ النجاة في مراكز اللاجئين القذرة في البلاد المجاورة أم ستكون أجسادهم غذاء لأسماك البحر الجائعة؟
المرجع:
د. خالد شوكات
استكمال الاستقلال – من تحرير الأرض إلى تحرير الإنسان
الطبعة الأولى 2006
منشورات مؤسسة المنتدى التونسي في هولندا
صفحة 122 و 123 و 124 و 128
الكتاب في 182 صفحة



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد المهيب صدام حسين.
- العلم و الدين. المواطن العالمي
- الجيوش العربيّة الرسميّة: من تقاتل’ أين تقاتل و لماذا تقاتل؟
- وجهة نظر: تعريف العلمانيين.
- هل المقاومة المسلّحة هي السبيل -الوحيد- لتحرير الأرض و الموا ...
- هل الإيمان بالله وراثيّ أم مكتسب ؟
- مخ المرأة ليس أقلّ من مخ الرجل و ليس مماثلا له


المزيد.....




- ريانا تتألق بإطلالة زرقاء ناعمة في فستان مستوحى من أزياء الس ...
- لماذا قد يُلوث هاتفك المحمول القديم تايلاند؟
- إسرائيل تريد التطبيع مع سوريا ولبنان لكنها -لن تتفاوض- بشأن ...
- رواية -نديم البحر- لحكيم بن رمضان: رحلة في أعماق الذات الإنس ...
- مصر.. تحذير السطات من ترند -الكركم- يثير الانتقادات!
- شاهد.. ملاكم يتعرض لصعقة كهربائية أثناء احتفاله بالفوز
- غزة وتشكيل لوبي عربي في سلم أولويات مؤتمر الجاليات العربية ب ...
- قصف هستيري على غزة يعيد مشاهد بداية العدوان الإسرائيلي
- ترامب: الولايات المتحدة لا تعرض على إيران شيئا
- إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد كشكار - تجربة اليابان مع الاحتلال الأمريكي.