أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 2 - 2














المزيد.....

تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 2 - 2


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2913 - 2010 / 2 / 10 - 19:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعندما فتشت الادارة الامريكية في ارشيف تحالفاتها في المنطقة لم تعان الكثير في سبيل وجود الحليف العراقي المناسب للعمل ضد ايران ، فكان ملف تحالف النظام العراقي الامريكي ابان الحرب العراقية الايرانية على طاولة الرئيس في البيت الابيض ، وكان ذات لون مميز ، اذ انه ينطوي على المواصفات المطلوبة بالحليف ، الذي يمكن الاعتماد عليه في الصراع مع ايران ، ومثل ما كان الملف جاهزاً كانت بقايا حزب البعث هي الاخرى مبعثرة في الجوار ، وانطلاقاً من توفر اهم المقدمات الضرورية لمثل هذا التوجه ، بدأت الادارة الامريكية بالتحرك ، وبدأت خطوتها الاولى باتجاه المحيط ، اي نحو من كانوا يشتركون بتحالفات مسلحة ميدانية مع البعثيين ، بغية اضعاف تلك البقايا البعثية من جهة ، واغرائها بوعد كسر قيد الاجتثاث عنها من جهة اخرى ، اسفر ذلك عن تشكيل ( الصحوات ) من هذه الاوساط غير البعثية ودمجها في العملية السياسية ، وهنا كان عزف واشنطن على هذا الوتر قد شنف آذان البعثيين وسيل لعابهم لهذه الطبخة الدسمة ، اذ ليس لحزب البعث هم اكبر من الحصول على مواقع السلطة ، وعلى اثر ذلك توقفت اعمال البعثيين المسلحة عن استهداف القوات الامريكية ، وتحولت نحو صدور ابناء وبنات الشعب العراقي ومؤسسات الدولة المدنية ، وبما ان السياسة تعبير عن المصالح فلا عقبات في طريق اللقاء بين من يبحث عن العودة الى السلطة وهوالمجتث دستورياً ، ولا امل في عودته للحياة السياسية في العراق ، وبين من يبحث عن حليف يواجه به النفوذ الايراني المتزايد في هذه البلاد الغنية التي ضحى في سبيل تشكيل حكومة حليفة له فيها بمئات الترليونات من الدولارات واكثر من اربعة الاف جندي من اجل ذلك .
وكانت مظاهر التدخل الامريكي الاخيرة في ازمة المبعدين عن الاشتراك في الانتخابات ما هي الا واحدة من تجليات هذا التوجه الذي تتبعه الادارة الامريكية في بحثها عن حليف لن يتوانىي عن ان يكون كماشة نار ضد عدوها النظام الايراني ، وكبديل عن حلفاء عملية التغيير الذين قد غسلت يديها تماماً عما كانت تأمله منهم ، رغم تقديمها الكثير في سبيل اسقاط النظام الدكتاتوري ، الامر الذي اتاح لهم استلام السلطة في هذا البلد ، وعليه اخذت تعيد حساباتها ، ليس لتبدل البعثيين باحزاب الاسلام السياسي الشيعية ، حيث ان ذلك ليس من السهل تحقيقه في هذه المرحلة ، وانما في اقل تقدير خلق توازن سياسي في تركيبة نظام الحكم ، يعينها على التقليل من النفوذ الايراني في اقل تقدير ، من هذه المنطلقات تسعى الولايات المتحدة الى تفكيك قرار اجتثاث البعث حيث اصبحت كما يبدو نادمة على اصداره ، وان محور هذا المسعى يدور حول ايجاد قوى سياسية حليفة ليست متدينة حتى وان كانت مطلوبة لعدالة شعبها كالبعثيين الصداميين القتلة ، بغية اثقال الكفة المقابلة لكفة احزاب الاسلام السياسي القريبة من ايران ، ومع ان حزب البعث كان يحسب على اليسار القومي ، الا ان الادراة الامريكية قد جربته في تحالف سابق اثناء حربه مع ايران ، فهو مستعد في الانتقال والتلوّن والدوران السريع من اليسار الى اليمين حتى التنكر عما يعلنه من مبادئ وشعارات قومية ، لاسيما اذا ما كان الوصول الى السلطة هو الثمن .
ومن دوافع الادارة الامريكية الاكثر من غيره لتثخين استمالتها لحزب البعث والاستفادة من استعدادته للتعاون معها ، هو الحال السياسية المتردية التي يمر بها هذا الحزب ( الجناح الصدامي ) ، فهو غير موحد في قيادته وقواعده وحتى منهجه السياسي ، وتنتشر اجزاؤه في بلدان عديدة ، مما جعله خاضعاً لاكثر من جهاز مخابرات للدول المتواجد فيها ، ناهيك عن اجتثاثه دستورياً في العراق ، بمعنى انه في حالة تآكل ويمضي نحوالانقراض ، ومن البديهي ان يصل الى هذه الحال فلا يعيش حزب خارج مجتمعه وبلده ، وعليه يتركز مسعى الادارة الامريكية على التلويح لحزب البعث بوجبة السلطة التي هي محراب هذا الحزب وقبلته ، والتي تعجز البلدان الاخرى من تسهيل وصوله اليها طالما الوجود الامريكي في العراق ، الذي هو القادر الوحيد على تقديم الوعود بعودته الى الحياة السياسية ، التي مازال يحلم قادة حزب البعث ويعيشون بعقلية الزمن الماضي ويعزّون انفسهم بخرافة القفز الى السلطة بواسطة الانقلاب العسكري ، دون ان يعلموا ان الشعب العراقي قد ذاق طعم الحرية والديمقراطية والتعددية بعد ان اكتوى بنارهم اربعة عقود من الزمن الرديء ، منذ ان نحروا ثورة 14 تموز 1958 في انقلاب 8 شباط الاسود عام 1963 ، فلن يسمح الشعب العراقي المتحرر لاين كان بالمساس بمكتسباته الديمقراطية على علاتها قطعاً،



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 1 - 2
- موفق الربيعي لم يوفق في دعايته الانتخابية
- قائمة اتحاد الشعب تتألق
- الازمة العراقية ازمة سياسية ام ازمة قيادة ؟؟
- خلافات داخلية وتسارع التدخل الخارجي
- ضجة مضللة على ناصية العملية السياسية
- لا ينبغي تكرار برلمان مصاب بداء نقص النصاب
- الاحزاب الصغيرة وفلك الائتلافات الكبيرة
- ثورة الحشود المليونية الايرانية تعيد مجدها ولكن
- يتصارعون حول تقاسم البيدر قبل الحصاد
- الاموال الطائلة المهدورة وطائلة القانون
- ايران ولذة العدوان على الجيران
- احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!
- الازمة الاعراقية .. سبب و نتيجة وهدف !!
- مقاعد تعويضية ام وسيلة تقويضية !؟
- سقوط وسخط وصمت
- الكتل الكبيرة .. تدحرج بآلية الديمقراطية نحو الدكتاتورية
- صدر قانون الانتخابات التشريعية وبقى مرقعاً
- البرلمان العراقي طريح النقاش
- بعض قوى التيار الديمقراطي العراقي بين حانة ومانة


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - تجليات سياسة الادارة الامريكية في ازمة المجتثين 2 - 2