أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!














المزيد.....

احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 17:50
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يذكرنا الوضع السياسي القائم في عراق اليوم ، بخيبة الامل تلك التي جاءت على اثر انتكاسة ثورة تموز 1958 الوطنية ، حين تصدى لها اعداء الحرية والديمقراطية والتقدم وتحرر العراقي من قيود الاحلاف الاستعمارية الجائرة ، ولم يمهلوها وهي ما زالت تحبو ، فاجهزوا عليها بتكالب وغدر خسيس لامثيل لهما في التاريخ السياسي لهذه المنطقة ، مستغلين اخطاء ومساحة السماح الواسعة لدى قائدها المرحوم الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم .
ان ربّاط المقارنة بين تلك وهذه هو الفرح العارم الذي حل لدى ابناء الشعب العراقي حينما سقط النظام الدكتاتوري الظالم ، وراح يحلم كل عراقي بالحرية وبالمشاركة وباسترداد الحقوق المسلوبة ، فضلاً عن العدالة الاجتماعية الضامن الاكبر للحياة الكريمة للجماهير وبخاصة التي طحنتها ماكنة الاستبداد ، الا ان غيوم الخيبة بدأت تتلبد في نفوس العراقيين ، بل وخوف وقلق على مستقبل العملية السياسية ، وذلك من جراء صراعات الاحزاب الحاكمة حول الحصص والنافع الحزبية وتنفيذ بعض الاجندات الخارجية التي بدأت تقضم العراق ارضاً وثروة ومزقت المجتمع العراقي ، ربما تشكل هذه الصورة مقاربة مع اخطاء الزعيم عبد الكريم قاسم ، حينما ترك اعداء الثورة يصولون ويجولون ، وشدد خلافاته مع حلفائه .
ان التحدي الذي يواجه العملية السياسية امسى (حصان طروادة ) ينط من داخلها ، مما يغدو عسيرأ على الاجهزة الامنية الاجهاز عليه في الوقت المناسب ، فضلاً عن ان البعض من هذه المؤسسات الامنية يغلب عليها الطابع الفئوي ، وبمعنى من المعان انها مخترقة حتى النخاع انعكاساً للاختراقات الاجنبية وبخاصة الاقليمية منها ، هذا من جانب ، كما ان خلافات النخبة الحاكمة الطاعنة بالصميم لاستقرار البلد من جانب اخر ، التي تاتي تعبيراً صارخاً عن التحد الداخلي الاكثر خطورة والامضى وسيلة للتهديم ، لكون العوامل الداخلية هي الحاسمة في اي عملية تغير ، يعود ذلك قطعاً الى انعدام الرقابة البرلمانية وغياب المرجعية السياسية ، بسبب تشنج العلاقة بين الرئاسات الثلاث وبعد ان تم اهمال احكام الدستور الذي هو بالاصل يفتقر الى المساواة والعدالة بين المواطنين .
وهنالك افرازات ومظاهر معبئة بالخصومة والتحامل فيما بين الاحزاب المسيطرة على الحكم ، تجعل المواطن العراقي يشعر بان الذين يتصدرون قيادة البلد هم ( الاخوة الاعداء ) او اكثر من ذلك حيث يداس بكل سهولة على مبدأ المشاركة في القرارات المصيرية ، كما يتمترس بعضهم في دائرة مسؤولياته وينفرد بالتصرف بالاموال والاحوال العامة ، مخالفاً بذلك حتى بنود الدستور ، والادهى من كل ذلك يذهب البعض ليتفق مع الدول الاجنبية دون استشارة اي مرجع سياسي رسمي عراقي ، اما التصيد ومحاولات الايقاع بالاخر وحتى الدسائس ، قائمة على قدم وساق .
وسائل يسأل اين هذا التفرد والتمترس السلطوي من منظومة الديمقراطية التي عبرت على ظهرها هذه النخبة الحاكمة ، والتي يفترض ان تنظم وتوحد سياقات الحكم ؟ ، وما احوجها لبلد ممزق مثل العراق ، ولكن الاحزاب الحاكمة بعد ان وصلت ونعمت بمذاق السلطة ومنافعها ، وجهت رفسة الى الديمقراطية خشية واستباقاً لفعلها في تغير هذه الاحزاب ، لقد حصل ذلك عندما شعرت بانها فشلت وخيّبت امال الجماهير ، وباتت عاجزة عن اتخاذ ابسط القرارات دون اشتداد الصراعات البينية حول الحصص الحزبية في القرار المعني ، اما الوطن والشعب فلا حصة لهما قطعاً ، سوى مزيد من الاهمال وتركهما عرضة لعصف المفخخات الارهابية تسحقهما حتى العضام .
ان الدستور هو المرجع الوحيد بالرغم من كونه محاطاً بتحفظات جدية ، كما انه يفترض ان يرعى الآلية الديمقراطية ، فهو العقد الاجتماعي الذي يمثل بوصلة طريق اعادة بناء الدولة العراقية الديمقراطية الجديدة ، غير ان العمل اذا ما جرى خارج هذه الاسس القانونية ، حينها على الجماهير صاحبة القرار ، فعل اللازم في العملية الانتخابية القادمة وتغير الحكّام الذين فشلوا في قيادة البلاد نحو الاستقرار والتقدم وتوثيق وحدة الارض المهددة بالتمزق والشعب العراقي الذي يتعرض للتهميش و للتمزيق للاسف الشديد .

















#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة الاعراقية .. سبب و نتيجة وهدف !!
- مقاعد تعويضية ام وسيلة تقويضية !؟
- سقوط وسخط وصمت
- الكتل الكبيرة .. تدحرج بآلية الديمقراطية نحو الدكتاتورية
- صدر قانون الانتخابات التشريعية وبقى مرقعاً
- البرلمان العراقي طريح النقاش
- بعض قوى التيار الديمقراطي العراقي بين حانة ومانة
- النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة
- قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب
- البرلمان العراقي .. نواب للشعب ام للقطاع الخاص ؟
- إئتلاف زائد إئتلافاً يساوي إئتلافاً واحداً
- محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
- الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
- الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
- الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
- التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
- تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة
- تجاذبات عاصفة لانقاذ ائتلافات تالفة
- اصلاح الامور من خلال اصلاح الدستور
- الامريكان والبعثيون .. مقاربات تمليها مصالح


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - احزاب عبرت على ظهر الديمقراطية ثم رفستها !!