|
مقاعد تعويضية ام وسيلة تقويضية !؟
علي عرمش شوكت
الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 17:58
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
ظلت معادلة الحكم في العراق تمشي بلا قدم ، وتتوغل على الدوام في طريق (الصد ما رد ) كما يقال ، فهل هذه بداية النهاية للحياة الديمقراطية الجديدة التي استبشر بها العراقيون على اثر سقوط النظام الدكتاتوري ؟ ، علماً ان الديمقراطية هي من اهم المكاسب التي يعزي بها العراقيون انفسهم ازاء تداعيات الاحتلال ومخلفات النظام السابق ، وعليه صار استهدافها مزدوجاً من قبل اعداء العملية السياسية من جانب وهذا مفهوم ، ومن جانب اخر والذي يثير الاستغراب حقاً هو الاستهداف المنظم الذي تتعرض له الديمقراطية من قبل اطراف متنفذة في العملية السياسية . لقد سجلت في المشهد السياسي العراقي تجاوزات شرسة تجاه المبادئ الديمقراطية ، ربما هذا الوصف المنطلق من الخشية على مستقبل البديل الديمقراطي المنشود غير كاف ، انما الذي يصيب في الوصف تماماً لهذا التعدي على ارادة الناس هو اعتبار ما يحصل ظلماً سياسياً من طراز مبتكر ، مبعثه شعور الاوساط المتنفذة بانها قد ملكت العراق واهله ، وغدت الجماهير في مفهومها ، ليس الا اداة لا حول لها سوى لعب دور من يحمل التبر ويأكل التبن ، ولم يتغير هذا الاعتبار لدورها طلما ظلت خاضعة لتأثير الولاءات الطائفية و العرقية ، و سوف تبقى كمنتج للاستحقاقات وللقاسم الانتخابي المؤهل للوصول الى قبة البرلمان ليس الا . ويأتي اختطاف المقاعد التعوضية في مجلس النواب العراقي كتعبير فج عن نهج الاستحواذ ، هذا الذي حول التعويض الذي لايعطى عادة الا للخاسر او لفاقد حقوق بغية معالجة اثار الخسارة ، حوله لصالح الرابح بمخالفة مخجلة حقاً ، ومجافية لمنطق الامور كونها لا تستند على اي عرف او سياق قانوني ، مما يدفع بقوة الى كبح احد اهم اركان الديمقراطية المتمثل بالتعددية السياسية ، كل ذلك يتم قبيل الانتخابات العامة التي اول ما تتطلبه هو التحلي بسلوك مدني وانساني مؤداه احترام الرأي الاخر والاقرار بحقوقه ، ان هذا الذي نعيبه لم يأت من دكتاتور حاكم بامره ، انما ينطلق من الهيئة التشريعة المنتخبة ، التي يفترض ان تتركز مهمتها في الحفاظ على الحقوق والحريات السياسية والانسانية ، بل وتحرسها من اي تجاوز من هذا القبيل ، في حين هي التي قامت بالاعتداء على ارادة الاخرين مستغلة قدرتها على تقنين نهج الهيمنة لكتلها المتنفذة في مواقع القرار . نقول مرة اخرى ان هذا النهج الاقصائي يزداد شراسة قبيل الانتخابات التشريعية المزمع اجراؤها في كانون ثان عام 2010 ، وتبعاً لهذه المجريات اللاديمقراطية تزداد الخشية من قساوة تصرف هذه الاوساط السياسية المتجاوزة اثناء عملية الانتخابات ، وان شعورالخوف هذا على سلامة الديمقراطية ، قد حل في ذهن كل عراقية وعراقي يؤمنون بالديمقراطية ويسعون الى بناء العراق التعددي الدستوري الاتحادي المستقر والمتحرر ، ويبدو مما تقدمت الاشارة اليه بان الكتل المتنفذة لا تدرك بان مساعيها في مضمار مكافحة الارهاب - حيث ركن مشروع قانون في هذا الصدد - قد غدت في الكفة الهابطة مقابل كفة مساعيها في لجم الديمقراطية والتعددية والتجاوز على حقوق المواطنين ، كما انها تراجعت حتى عن القوانين السابقة ذات المسحة العادلة نسبياً . وما سميت بالمقاعد التعويضية صار لابد من تغير صفتها التعويضية الى مقاعد تقويضية ، اذ انها تحولت الى وسيلة لتقويض التعددية في النظام السياسي الجديد ، وعليه غدت في نظر المواطنين كونها مقاعد معطوبة لا يرتجى منها اي نفع من قبل القوى السياسية ذات القدرة التصويتية الضعيفة في هذه المرحلة ، التي ينتشر فيها العشو السياسي لدى اوساط عديدة في عراق اليوم ، الذي يجري فيه لوم من ينقض قوانين ظالمة ولم ينتقد حتى بمجرد اشارة الى من اصدر هذه القوانين ، فلمن الشكوى ؟؟
#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سقوط وسخط وصمت
-
الكتل الكبيرة .. تدحرج بآلية الديمقراطية نحو الدكتاتورية
-
صدر قانون الانتخابات التشريعية وبقى مرقعاً
-
البرلمان العراقي طريح النقاش
-
بعض قوى التيار الديمقراطي العراقي بين حانة ومانة
-
النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة
-
قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب
-
البرلمان العراقي .. نواب للشعب ام للقطاع الخاص ؟
-
إئتلاف زائد إئتلافاً يساوي إئتلافاً واحداً
-
محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
-
الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
-
الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
-
الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
-
التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
-
تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة
-
تجاذبات عاصفة لانقاذ ائتلافات تالفة
-
اصلاح الامور من خلال اصلاح الدستور
-
الامريكان والبعثيون .. مقاربات تمليها مصالح
-
خلافات الساسة تضع العراق على سكة الضياع
-
وساطة بايدن بضاعة بائرة
المزيد.....
-
مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق
...
-
فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم
...
-
مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره
...
-
السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية
...
-
جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
-
الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين
...
-
الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر
...
-
كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
-
الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
-
الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين
المزيد.....
|