أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة














المزيد.....

النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2796 - 2009 / 10 / 11 - 17:38
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يميل المتابعون السياسيون للوضع السياسي العراقي الى احتمال اشتداد الصراع مصحوباً بتداعيات قد تقلب الموازين بين رموز العملية السياسية ، اما ميدان احداثيات هذا الصراع فلا تخرج عن مفترق الطرق بين القائمة المفتوحة والقائمة المغلقة ، ان نهاية مشوار الدورة البرلماني للسنوات الاربع الماضية قد اظهرت بوضوح عجز التشكيلة الحاكمة في ادارة الدولة بما تتطلبه عملية اعادة بناء العراق الجديد ، وبخاصة اعادة لحمة ابنائه التي مزقتها الصراعات الطائفية والعرقية والمحاصصات السياسية ، كما ان استشراس المفسدين وانتشارهم عمودياً فضلا عن امتدادهم الافقي ، كل ذلك ما هو الا نتيجة لوجود اناس غير اكفاء تسلطوا على راس مؤسسات الدولة ، اذ يعود ذلك اصلاً الى استغلال نتائج انتخابات مجلس النواب عام 2005 التي قامت على اساس القائمة المغلقة .
هذا التاسيس للممارسة الديمقراطية قد حولها الى مجرد وسيلة ( باج ) عبور وتجاوز قواعد وقوانين الديمقراطية ذاتها ، وكان قد جرى في ظل حمايتها مرور صفقات بين الفائزين الكبار كانت مفرداتها ، وضع الشخص غير المناسب على راس المسؤولية ، هذا ما عزز الفساد الاداري الموروث من النظام المباد ، وتبعاً لذلك انتشر الفساد المالي الذي يكاد يقصم ظهر العملية السياسية ، ولا تفسر لهذه الحالة غير كونها نتيجة للقائمة المغلقة ، التي غررت بالناخب واستغفلت النخبين بتنصيب اصحاب الشهادات المزورة في مناصب الدولة المسؤولة عن حياة الناس ومصير البلد ، الفشل كان الحصيلة النهائية ، ومن دوافع تبعاته المؤلمة ينطلق المواطنون العراقيون جميعاً للتمسك بالقائمة المفتوحة لغاية ازاحة المفسدين والفاشلين والمزورين عن عملية ادارة الدولة وبنائها من جديد .
ولعل مجسات الاشعار عن بعد بالخطر لدى ازلام القائمة المغلقة قد ارسلت احداثيات حجم وتأثير زخم المطالبة بفرض القائمة المفتوحة على مستقبل بقائهم في كراسي الحكم بعد الانتخابات التشريعية المقبلة ، اذ بات الناخب العراقي على بينة من الذي سيكون جديراً بتحقيقها ، كما استفاق من وهم احقية التصويت الى الطائفة او الى القومية او الى المذهب ، ومع ان النائب ينبغي ان يكون نائباً لكل ابناء الشعب ، ولكن نواب الطوائف قد فشلوا عن ان يكونوا نواباً لطوائفهم ولم يتلمسوا معاناة ابنائها من البطالة والعوز وسكن العراء الذي استفحل خلال الدورة البرلماية المنتهية والتي تمت على اساس التخندق والتجييش الطائفي والعرقي ، هذا وناهيك عن الضعف المتدني للخدمات ، وهنا لابد من وقفة تأمل وانصاف وذلك بعدم تجاهل الامن والذي تحققت فيه انجازات ملموسة ، وعلينا ان نوزع انصافنا بعدالة ونذكر بان هذا الانجاز الامني قد تحقق بفضل انخراط المواطنين في سلك القوات المسلحة من جيش وشرطة ورجال امن وبخاصة من ابناء الفقراء الذين اشتروا التوظيف في هذا السلك بمئات الدولارات !! .
ان ما تقدم من تحرك للارادة الشعبية نحو اعتماد القائمة المفتوحة قد جعل النخبة الحاكمة في مهب ريح هذه القائمة ، وعليه اخذت تعتمد سبل دفاعية مختلة كانت في مقدمتها اثارة المخاوف حول هذه القائمة ، بزعم انها تأخذ اصوات اهالي محافظة معينة وتعطيها الى نائب في محافظة اخرى ، دون ان تدرك بان هذا الادعاء يبث روح الانقسام بين ابناء الشعب العراقي ، ويلغي مبدأ ديقراطي هام جداً ينص على ان النائب هو نائب لكل الشعب وليس لمحافظته ، ومن الادعاءات الممجوجة الاخرى ، هو ان الكشف عن اسم المرشح يجعل الانحياز القبلي لاعباً في تغيير نتائج التصويت ، ودون ان تدرك ايضاً عدم جواز هذا الزعم الذي يتجاهل ارادة الناخبين ومصادرة حرية الاختيار ، ويعكس في ذات الوقت جهلاً مطبقاً في الممارسة الديمقراطية ، كما انه يحاول اعطاء حق التلاعب في العملية الانتخابية دون اي مسوغ قانوني .
ومن نافلة القول ان تعالي الاصوات الرافضة للتجاوزات على قواعد العملية الانتخابية تبشر حقاً بتزايد الوعي الديمقراطي لدى المواطنين وتخلق حالة احتراس مطمئنة من التلاعب بقانون الانتخابات ، الذي يواجه عملية إلغام خطيرة ، وذلك بإلغاء الدائرة الانتخابية الواحدة ، وزيادة اعمار المرشحين ورفع مستوى التحصيل الدراسي الى درجة اكاديمية ، الامر الذي يحرم فئة الشباب التي تحطم مستقبلها العلمي بسبب الحروب العبثية من حق الترشح ، فضلاً عن محاولات اعتماد التصويت السري لاخفاء ما يجب اعلانه ، والذي يعكس هروباً من واجب مكاشفة الناخبين بحقائق الامور ، كما ان محاولة اجبار الناخب على انتخاب ثلاث اسماء واعطاء الحق لرئيس الكتلة باختيار احدهم ، ما هو الا لغماً ناسفاً لاعتماد القائمة المفتوحة .
ان التشبث في سبيل البقاء على قمة الحكم دون اختيار المواطنين لن يؤدي الى الخروج من دائرة احتكار السلطة ، مما يخالف القواعد الدستورية ، ويؤسس لدكتاتورية من طراز جديد ، والامر متروك للناخب وحسن اختياره .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الانتخابات العراقية النافذ يتأبط ظلماً للناخب
- البرلمان العراقي .. نواب للشعب ام للقطاع الخاص ؟
- إئتلاف زائد إئتلافاً يساوي إئتلافاً واحداً
- محور العدالة الانتخابية يتكئ على الدائرة الواحدة
- الحزب الشيوعي العراقي .. سياسة التروي وسط صراع صاخب
- الطبقة الحاكمة العراقية .. علاقات بينية تمشي بلا قدم
- الإئتلاف الوطي المنشود في رسم طاولة التفاوض
- التيار الديمقراطي العراقي.. لاعب ام متفرج .. ؟
- تجاذبات عاصفة لانقاذ إئتلافات تالفة
- تجاذبات عاصفة لانقاذ ائتلافات تالفة
- اصلاح الامور من خلال اصلاح الدستور
- الامريكان والبعثيون .. مقاربات تمليها مصالح
- خلافات الساسة تضع العراق على سكة الضياع
- وساطة بايدن بضاعة بائرة
- قانون انتخابات جديد ام محاولة لاعادة انتشار الكتل الكبيرة .. ...
- خطوة من قبيل الانسحاب لها الف حساب
- النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية الفقيه
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية ولاية الفقيه
- دخان ابيض فوق المنطقة الخضراء


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - علي عرمش شوكت - النخبة الحاكمة في مهب ريح القائمة المفتوحة