أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - خطوة من قبيل الانسحاب لها الف حساب














المزيد.....

خطوة من قبيل الانسحاب لها الف حساب


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعتبر انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في مفهوم التحرر الوطني واسترجاع السيادة خطوة من هذا القبيل ، بعدها ينبغي ان يترتب الف حساب على طريق تحرر العراق من الاحتلال ، وتترافق مع هذه الخطوة الهامة اقاويل مفادها ان الارهاب سوف يعود الى الشارع العراقي ، ولا تفسير لذلك سوى انه محاولة للتمسك ببقاء الامور على حالها لكي لا تنعدم حجة الارهابيين باستخدام العنف وخلق الفوضى بوجه العملية السياسية ، والملفت للانتباه ان الذين يطلقون اشاعات التخويف هم ذات الدوائر السياسية التي كانت وما زالت ترفع لواء ما يسمى بـ ( المقاومة ) ضد الاحتلال ، غير ان الشعب العراقي وقواه الديمقراطية والوطنية سرعان ما قدموا الرد العاجل والذي تجلى في ماشهدته بغداد والمحافظات الاخرى من احتفالات ومهرجانات فرح عارم بمناسبة يوم خطوة الانسحاب ، والجدير بالذكر هو ان الفرح كان ليس لمجرد انسحاب قوات الاحتلال ولكنه كان تعبيراً جلياً جاء على السن المواطنين لاندحار الارهاب وفشل المراهنات الظالة لارجاع عجلة التاريخ الى الوراء .
ولا يمكن انكار ما ستتركه القوات المنسحبة من فراغ امني ، اذ انها تتمتع بقدرات قتالية وامكانات تكنولوجية حربية متطورة ، ما زالت قواتنا لم تصل اليها بعد ، الامر الذي سيوفر زوايا فرص للارهاب بالنفاذ منها ، هذه نقطة ينبغي ان يحسب لها حساب ، و الثغرة الاخرى هي مدى حصانة القوات العراقية من الاختراق ، اذا ما حسبنا ان جل القوات العراقية الحديثة التشكيل لم تراعى فيها القواعد والسماة الوطنية للانتساب الى هذه المؤسسة ، انما طغت اسس الانتماءات الحزبية والطائفية في عملية التشكيل الحديث ، وهذه الارتباطات الضيقة تشكل المنافذ الاكثر خطراً في امكانية الاختراق ، وهنا ينبغي التحوط .
ان خطوة الانسحاب من المدن لها اهميتها فهي بداية نهاية الاحتلال ولكنها لم تخرج عن عتبة الدار ، وفي حالها هذه تعلن عن تقلص الارهاب فقط وليس انهائه ، ان الاحتلال والتدخل الاقليمي المتمثل بتصدير الارهاب وخلق الفوضى متزامنان في الوجود ، ولكنهما ليسا متزامنين في الخروج من العراق ، وعلينا هنا ان نحسب الف حساب قبل ان نرى جلاء الموقف بصدد من الذي ينبغي ان ينتهي اولاً ، الارهاب ام الاحتلال ؟ ، والكثير من المتابعي يرون بان الارهاب المسمى بالمقاومة ، سوف لن يتوقف بل وسيزداد بعد ان تترك القوات الاجنبية الساحة ، وحقيقة تقال ان المعادين للعملية السياسية من الارهابيين الوافدين والمحليين من بقايا البعث الصدامي ليس لهم اية مشكلة مع الاحتلال ما عدا حؤله دون رجوعم الى السلطة ، وما كان يصدهم دون ذلك حسب تصورهم هي قوات الاحتلال ، فبخروجها ستترك فراغاً امنياً يمكنهم من العودة الى سدة الحكم عن طريق القوة ، وهذا ما يجعلهم يرون بالانسحاب الفرصة الذهبية للعودة عن طريق مواصلة العمل المسلح .
الاستبشار بتحرير الوطن من اثام وقيود الاحتلال ينبغي ان ينبعث من تحرير دواخلنا نحن ابناء هذا الشعب المنكوب التي طالما سباها منهج الاحتلال والاستحواذ والمصادرة لحق بعضنا من بعضنا الآخر المتسلط ، واذا ما باتت علاقات ذات البين لايصلحها ولا يوحدها هذا اليوم الخالد في تأريخ العراق الحديث ، فيعني ذلك اننا قد قصّرنا في اقل تقدير من حيث اعداد اهم مستلزمات التحرير ، فلا حل لمحنتنا العراقية الا بتهديم وازالة الاسوار الكونكريتية العازلة ليس في شورعانا وانما التي بنيت في نفوسنا للاسف الشديد ، وهذا ايضاً يتوجب علينا ان نحسب له الف حساب ، فأين المصالحة الوطنية وما زالت الخلافات هي وحدها التي تحقق الانتصارات .
اما حسابنا الذي يستحق ان نحسبه اكثر من الف مرة هو معالجة الامور الحياتية للمواطنين ، فلا يوجد اشد من اصحاب القضية سوراً لحماية الوطن والعملية السياسية من اية مخاطر تنشأ على اثر الانسحاب ، و يجب الا يغيب عن بال احد بان افراد القوات المسلحة هم من ابناء هؤلاء الذين يبحثون عن ملاذ السكن والعيش والتمتع بالحرية ، ودون ذلك ستختلف المعادلة فمن يراد منه ان يوفر الامن يستحق ان يتوفر لاسرته سبل الحياة الكريمة .



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط دماء الوطن فلا ترخصه جولة التراخيص
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية الفقيه
- دموع المرشد غسلت عنوان دكتاتورية ولاية الفقيه
- دخان ابيض فوق المنطقة الخضراء
- الانتخابات الرئاسية الايرانية بين زيف وحيف
- الانتخابات العراقية القادمة واسر هيمنة الطبقة الحاكمة
- كل السبل وارد استخدامها لاسقاط حكومة المالكي .. ولكن
- الدستور العراقي قاسم مشترك اعظم لايقبل التحجيم
- تصريحات كنباح كلب اطرش
- دولة المالكي .. في امتحان ام في محنة ؟
- اين ستلقي سفينة المالكي مرساتها لكي تنجو من الانقلاب؟
- مصائب الصابئة المندائيين !!
- نتائج انتخابات المجالس .. لدغة للناخب من جحر مرتين
- بطاقة تهنئة : بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس الحزب الشيوعي ال ...
- الدستور العراقي والموقف من عودة البعث الصدامي
- المصالحة مع الشعب العراقي وبإنصاف ضحاياه
- حقيقة ميل القوى التصوتية العراقية واختلاف التفسيرات
- الناخب العراقي ينتظر سماع صدى صوته
- استعصاء في مجلس النواب
- رهانات لاتتمتع بنصيب وافر


المزيد.....




- تخرج يوميًا للبحث عن طعام لوالديها المريضين وإخوتها وسط الجو ...
- السيسي: ما يحدث في غزة -حرب إبادة جماعية مُمنهجة-.. وانتقاد ...
- بعد سؤالها عن -أسباب الثقة في المصادر-.. أمن الدولة العليا ت ...
- هل أوفى ستيف ويتكوف بوعده للسيدة التي قابلها في غزة؟
- صحوةٌ بعد 6 قرون.. بركان روسي يثور لأول مرة منذ 600 عام
- قبل 20 عاماً انسحبت إسرائيل من غزة.. هل تعود إلى القطاع بقرا ...
- تقارير: إسرائيل تستعد لمرحلة جديدة من الحرب والسيطرة الكاملة ...
- شركة أرامكو السعودية تعلن تراجع أرباحها جراء انخفاض أسعار ال ...
- من مصدات السيارات إلى صناعة الأثاث.. ورش تركية تعيد تدوير ال ...
- 5 خطوات لحمايتك من الإجهاد مع تزايد الحرارة وتغير المناخ


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - خطوة من قبيل الانسحاب لها الف حساب