أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - العراقيين وبرج خليفة














المزيد.....

العراقيين وبرج خليفة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2882 - 2010 / 1 / 8 - 00:47
المحور: كتابات ساخرة
    


نحنُ العراقيين أصبحنا نتَطّير من الصِفات الكبيرة والضخمة بعد أن شبعنا من الشعارات طيلة خمسين عاماً . تَعّقدنا من : الأكبر ، الأعلى ، الأعظم ، الأقوى ، الأسرع ... التي نسمعها كل يوم من هنا وهناك ، بالنسبة لي شخصياً ورغم إنبهاري الطبيعي ب " برج خليفة " في دُبي ، أراهُ مُجرد تباهي مُصطَنَع ومُبالغة في الإهتمام بالشكليات الفارغة ، فما الفائدة الحقيقية من وجود بنايةٍ فخمة ترتفع أكثر من 800 متر وتحتوي على أعلى طوابق في العالم وأعلى مطعم وأعلى وأسرع مصعد وأعلى نافورة ؟ وسط مجتمعٍ لا زالتْ البداوة فيهِ لها الكلمة العليا ؟ في بلدٍ لا يستطيع صناعة قطعة غيار فقط لآلةٍ بسيطة ؟ تُديرهُ فعلياً إدارةٌ بريطانية وغربية وبسواعد وكدح العمالة الآسيوية أساساً ؟ لا أقصد التقليل من إنجازات دولة الإمارات فعلى كل حال من الأفضل ألف مرّة ان يُصرَف البترودولار على الفنادق والأبراج والجُزر السياحية ورفاهية المواطنين على ان يُبّذرَ على الحروب والمغامرات الحمقاء كما حصل عندنا في العراق . ولكن إستثمار موارد الدولة في البورصات العالمية والاوراق المالية وبناء الابراج لا يُشّكل على الإطلاق إقتصاداً حقيقياً قوياً ، بل ان النظام المصرفي العالمي والامريكي خصوصاً قائمٌ على الهيمنة والتحّكُم بمقدرات العالم الاقتصادية والمالية وينخر فيه الفساد ، وخير دليلٍ على ذلك هو الفضيحة المُدوية لإنهيار كبرى المصارف العالمية والأزمة المالية المُفتَعلة والتي دفعَتْ وتدفع ثمنها غالباً الشعوب ودول الأطراف وكل حكام دول الخليج الذين إستثمروا بلا اية شفافية مئات مليارات الدولارات في المصارف الامريكية والغربية طيلة سنوات والتي ذهبتْ أدراج الرياح في دقائق معدودة ! . فقط أهمس في آذان أشقاءنا الإماراتيين والخليجيين عموماً ، بانهم وفق الواقع الحالي ورغم الأُبهة والبذخ والتنافس الفارغ على دخول كتاب غينيس ، انهم ليسوا بمنأى عن الإنهيارات المفاجئة الإقتصادية و المالية بفعل الهيمنة الرأسمالية المتوحشة والأزمات الإجتماعية و الثقافية الخطيرة الناتجة عن كونهم أصبحوا أقلية في بلدانهم وسط أكثرية من العمالة الآسيوية .
تَعّودتْ عقولنا وأسماعنا منذ الصغر أن نسمع ونقرأ بأننا " خيرُ اُمة " على وجه الأرض وان تأريخنا " كلهُ بطولات ومآثر وأمجاد " واننا اصحاب " رسالة خالدة " وان جيشنا هو رابع جيش في العالم من حيث القوة والبأس وان وطننا الذي شيدتهُ " الجماجم والدمُ " هذا الوطن " يَمْتدُ ويمتدُ " ! بهذهِ الشعارات الكبيرة والاوهام السخيفة إستطاع حكامنا ان يسوقونا الى مهالك ومآسي متتابعة ، فإذا بنا نكتشف بأن هنالك اُمماً أخْيَر منا وان ماضينا معظمه سرابٌ ومُبالغات وان رسالتنا جوفاء وان الاوطان لا تتمدد إلا بإحتلال أراضي دولٍ اُخرى ! . وأفقنا على شُبهِ وطنٍ ، مُحطَم البنى التحتية وشعبٍ فقير مُثخَنٍ بالجراح وسلطةٍ جائرة ظالمة مُجرمة ، أدتْ في النهاية الى إحتلالٍ أجنبي في 2003 .
و من سُخريات القّدر انه لا زالَ لنا نصيبٌ وافرٌ من الأرقام القياسية ولكن بالإتجاه المُعاكس ، فالعراق يتصدر اليوم قائمة دول العالم في الفساد المالي والاداري ، وفيه أكبر عدد من الصحفيين القتلى خلال السنين الماضية ، وسقطَتْ عليه قنابل وصواريخ في حَرْبَي الخليج أكثر مما سقطتْ على جميع الدول في الحرب العالمية الثانية كلها ، وفيهِ الان أكبر نسبة أرامل وأيتام ، وهو البلد النفطي الوحيد الذي فيه 20% من السكان تحت خط الفقر ، وطيلة سنة 2009 وهي السنة الأفضل منذ 2003 ، قُتلَ يومياً " 12 " عراقي مدني نتيجة التفجيرات الإرهابية عدا الجرحى .
أتمنى ان نتعلم من كل تجاربنا المريرة السابقة ، ان نتواضع قليلاً ، ان نفكر ملِياً قبل إطلاق الشعارات جُزافاً ، إذا فُزنا بمباراة كرة قدم أن لا نصرخ بأعلى صوتنا : هذا هو فريق العراق العظيم .. أُسود الرافدين .. سحقنا الفريق الآخر سحقاً ، انها مُجرد مباراة رياضية ! . لا نُريد ان نكون " أغنى " او " أقوى " دولة في المنطقة ، حان الوقتُ فعلاً ان نكون واقعيين ، سئمنا ومللنا وتعبنا ، نريدُ ان نكون مثل الآخرين وليس أحسن منهم ، نريدُ ان نعيش بسلامٍ وان نحيا بكرامة فقط ، ان نعمل وننتج ... ان نتعلم الفرح !





#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إكتمال النِصاب !
- نحنُ بحاجة الى - سلوك أخلاقي - وليس سلوك إنتخابي
- جلال الدين الصغير مُرَشحاً عن دهوك !
- أحزابنا الشيعية والإنتفاضة الإيرانية
- فوضى الحكومات المحلية ، صلاح الدين نموذجاً
- 5% مكافأة !
- خذوا العِبرةَ مِنْ برلسكوني !
- التَحزب في الأجهزة الامنية العراقية
- عَزفٌ على - قانون - الإنتخابات !
- موازنة 2010 ، ملاحظات أولية
- ألمالكي .. ما لهُ وما عليهِ
- مجلس النواب ..الأقل إنتاجاً والأغلى اجوراً
- ..كُفوا عن الإذعان للمطالب الكردية !
- ليسَ دفاعاً عن الخمر !
- أيها العراقي ..هل تعرف هؤلاء ؟
- أخيراً ...قائمة مفتوحة
- إستجواب الشهرستاني في مكة !
- معَ مَنْ سيتحالف الكُرد ؟
- رسائل خاطئة
- مَنْ سيكون رئيس الوزراء القادم ؟


المزيد.....




- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - العراقيين وبرج خليفة