أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أحزابنا الشيعية والإنتفاضة الإيرانية















المزيد.....

أحزابنا الشيعية والإنتفاضة الإيرانية


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2872 - 2009 / 12 / 29 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يخفى على أحد مدى تأثير جمهورية ايران الاسلامية على الاوضاع في العراق الجديد بصورةٍ عامة ، ولا سيما على الأحزاب الشيعية المتنفذة . وذلك شيء منطقي لأن إيران إحتضنتْ معظم هذه الاحزاب لسنين طويلة بل ان بعض هذهِ التنظيمات مثل " فيلق بدر " الظهير القوي والمُنَظَم للمجلس الاعلى الإسلامي ، تأسسَ تحت الرعاية المُباشرة لفيلق القدس والحرس الثوري الايراني . وعلى الرغم من " التباعد " الحالي بين المجلس الاعلى الاسلامي بقيادة عمار الحكيم ، وحزب الدعوة الاسلامية بقيادة نوري المالكي ، وهما التياران الرئيسيان في ساحة الاسلام السياسي الشيعي ، وعلى الرغم من حميمية الصِلاتْ التأريخية بين المجلس الاعلى وإيران ، فان حزب الدعوة ايضاً لهُ علاقاتٍ متميزة مع ايران . ومع تزايد عدد الاحزاب والتيارات الشيعية في العراق في السنوات الاخيرة والتي بلَغَتْ العشرات، فان أصابع إيران ليست بعيدة عن تشكيل هذه الاحزاب وتمويلها والتأثير المُباشر على توجهاتها السياسية ، وربما يُمكن إستثناء ( حزب الفضيلة الإسلامي ) الذي يُجاهر بمعارضتهِ للتدخلات والتأثيرات الإيرانية . إضافةً الى العديد من ( الشخصيات ) السياسية الشيعية التي لها مواقف مُغايرة الى حدٍ ما للتوجهات السائدة مثل " أياد جمال الدين " و " وائل عبد اللطيف ". وأدارتْ إيران في السنوات الماضية لعبةً مُعّقدة على الساحة العراقية ، فهي كما يبدو لا تريد ان ينفرد حزبٌ شيعي واحد فقط بالسلطة ويمتلك قوة بحيث يستطيع " الإستغناء " عن الدعم الايراني ، بل ان من مصلحتها ان يكون هنالك مجموعة أحزاب متنافسة وكلها لأسبابٍ مُختلفة بحاجةٍ الى الجارة الشيعية القوية ! ، ولقد بدا ذلك واضحاً في " ظاهرة " التيار الصدري ، الذي أثارَ فوضى كبيرة منذ تأسيسه وأضعفَ حكومة الجعفري وبعدها المالكي وإعتقدَ الكثيرون بأن هذا التيار هو بالضد من إيران وان زعيمه " مقتدى " هو مشروع زعيمٍ شيعي وطني ، ولكن سُرعان ما تبخَرتْ هذه الآمال وسط العُنف الطائفي الذي شاركَ فيهِ التيار وتَوّجُهْ زعيمهِ حين ضاقتْ به السُبل الى إيران التي رَعتهُ وساعدتْهُ في " إكمال " دراستهِ الفقهية في قُم . الى جانب تغذية إيران للخلافات القائمة بين المجلس الاعلى وحزب الدعوة وإستعمال أحدهما في تحجيم الآخر وإجبار كليهما على الإعتراف الضمني ب " مرجعية " إيران وثقلها البارز في الشأن العراقي عموماً .
هنالك نقطتين بالِغتَي الأهمية في العلاقة الايرانية العراقية ، الاولى هي التداعيات المستمرة لإتفاقية الجزائر وحرب الثماني سنوات ، والثانية هي مسألة منابع المياه الموجودة في ايران والتي تُغّذي الروافد في العراق . وهذه الاخيرة مُحَددة بنهرَي الوند وكارون بدرجةٍ رئيسية إضافةً الى العديد من المصادر الاخرى ، وفي الواقع ان إيران في الآونة الأخيرة لم تلتفت الى المعايير الدولية في التعامل مع هذا الملف ولم تراعي مصلحة الجانب العراقي بل على العكس فانها حًولتْ مجرى نهر الكارون مما أدى الى إنخفاض مستوى المياه و إرتفاع درجة الملوحة في شط العرب ، وكذلك قطع ألإمدادات الداخلة الى منطقة خانقين من نهر الوند مما أّثرَ سلباً على الزراعة والبيئة . أما النقطة الاولى والشائكة والواسعة ، فهي " تَمّسك " إيران بكل الفقرات المُجحِفة للعراق الواردة في إتفاقية الجزائر 1975 ، إضافةً الى إستغلالها لتداعيات حرب الكويت وما أعقبها من حصارٍ على الشعب العراقي . في الوقت الذي [ زالَ ] فيه سبب المشاكل والحروب السابقة بين الجانبين والمتمثل في نظام صدام حسين الفاشي . ان مرور سبع سنوات تقريباً على التغيير الحاصل في العراق وسيطرة الاحزاب الشيعية الموالية لإيران بدرجةٍ او اخرى على مقاليد الحكُم ، كانت فرصة سانحة لتصفية الأجواء وإثبات حُسن النية من الجانب الايراني عن طريق ترسيم الحدود البرية وتقسيم المياه في شط العرب بصورةٍ عادلة وحل إشكالات الآبار النفطية على الحدود المُشتركة والتنازل عن التعويضات الجائرة للحرب لأنها في الواقع كانت حرب صدام ونظامهِ وليس من الإنصاف ان يتحمل الشعب العراقي وزر جرائم صدام . كان من المُؤمَل والمُرتجى ان تفعل إيران كل ذلك ، لكنها على العكس فاقَمَتْ من مشاكل العراق الجديد بتدخلاتها السافرة في الشأن الامني وترحيل مشاكلها الداخلية وصراعاتها مع الامريكان الى الساحة العراقية الى درجة التلويح بإنشاء مفاعل نووي على الحدود العراقية الايرانية .
السنوات الماضية أثبتتْ بما لايقبل الشك ، ان " شيعية " إيران لم تنفع في حل أي مشكلة قديمة او جديدة مع الحكومة " الشيعية " في بغداد ! وان " المذهب " الواحد لم ينجح في تقريب الشعبين الجارين مع بعضهما ، بل ان ( مصالح ) الدولة الايرانية بالذات هي الفيصل والمحك في العلاقات غير المتكافأة " بإعتبار ان العراق يمُر بمرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة الجديدة ولا يملك من القوة والإستقرار ما يؤهله لإقامة علاقات متوازنة " .
...........................................................
بعد ستة أشهر من الانتخابات الايرانية الاخيرة المثيرة للجدل ، ومع عدم توقف " المُعارضة " الايرانية عند حد المطالبة بإعادة الانتخابات ، بل وللمرة الاولى منذ ثلاثين سنة ترتفع أصوات صريحة منددة ب ( ولاية الفقيه ) وليس في العاصمة فقط بل في معظم المدن الكبيرة ايضاً وسقوط قتلى وجرحى ، كل ذلك يشير الى عمق الأزمة التي يمر بها نظام الحكم في ايران والمَديات التي يُمكن ان تصل اليها هذه الحركات المناوئة للحكم الثيوقراطي . لعلنا لا نُغالي إذا قلنا إنها بوادر إنتفاضة شعبية قد تصل الى مستوى ثورةٍ حقيقية خلال سنتين من الآن . فكما ان الشعب العراقي خسر الكثير من حاضرهِ ومستقبلهِ تحت حكم البعث الفاشي بزعامة صدام ، فان الشعب الايراني لم يربح شيئاً برحيل الشاه وقدوم الخميني وحكمه الديني المتزمت ، فكلا الشعبين فقدا الملايين من الشباب في الحروب المجانية ، وكلا البلدين اللذَين يمتلكان ثروات نفطية هائلة وإمكانيات زراعية كبيرة وطاقات بشرية ممتازة ، ومع هذا فانهما ما زالا من الشعوب التي تتجاوز فيهما نسبة القابعين تحت خط الفقر ال 40 % .
على الاحزاب الشيعية العراقية وخصوصاُ حزب الدعوة بفروعهِ والمجلس الاعلى الاسلامي والتيار الصدري ، ان تتعامل مع ما يجري في ايران وإستشراف المستقبل المنظور ، بحرفية وبراغماتية واضعين نصب اعينهم مصلحة الدولة العراقية فوق كل إعتبار ، بعيداً عن الحسابات المذهبية والطائفية التي إستغلتها إيران لحد الان فقط لمصالحها .
أعتقد ان التنسيق منذ الان مع رموز المعارضة الايرانية وتبادل الرأي معها حول مستقبل المنطقة والعلاقات العراقية الايرانية وأفضل السُبل لمعالجتها جذرياً ، سيكون أمراً مفيداً للطرفين . وحتى لو تأخر نجاح المعارضة الايرانية في إحداث تغيير في ايران ، أرى ان النظام الايراني الحالي سينظر " في حالة إيجاد الاحزاب العراقية لقنوات إتصال مع المعارضة الايرانية " سينظر بجدية وإحترامٍ أكثر الى أحزابنا التي آن لها الاوان ان تترجم عملياً : ان السياسة هي فن تحقيق المصالح الوطنية !





#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوضى الحكومات المحلية ، صلاح الدين نموذجاً
- 5% مكافأة !
- خذوا العِبرةَ مِنْ برلسكوني !
- التَحزب في الأجهزة الامنية العراقية
- عَزفٌ على - قانون - الإنتخابات !
- موازنة 2010 ، ملاحظات أولية
- ألمالكي .. ما لهُ وما عليهِ
- مجلس النواب ..الأقل إنتاجاً والأغلى اجوراً
- ..كُفوا عن الإذعان للمطالب الكردية !
- ليسَ دفاعاً عن الخمر !
- أيها العراقي ..هل تعرف هؤلاء ؟
- أخيراً ...قائمة مفتوحة
- إستجواب الشهرستاني في مكة !
- معَ مَنْ سيتحالف الكُرد ؟
- رسائل خاطئة
- مَنْ سيكون رئيس الوزراء القادم ؟
- الحركة الوطنية العراقية البعثية
- حكومة - رشيقة - في اقليم كردستان
- مِنْ أينَ تُموَل أربعين فضائية عراقية ؟
- المُسلسل المرير


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - أحزابنا الشيعية والإنتفاضة الإيرانية