أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - في اليمن و باكستان أرى مستقبل مصر للأسف














المزيد.....

في اليمن و باكستان أرى مستقبل مصر للأسف


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 12:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أصبح بالفعل لدينا نموذجان متقاربان يرسمان لنا مستقبل مصر ، و غدا من غير الضروري رسم نموذج تخيلي لهذا المستقبل .
نظرة إلى باكستان ، و اليمن ، لنتعرف ، من خلالهما ، على مستقبل مصر .
العوامل المشتركة التي تجمعنا بباكستان ، و اليمن ، عديدة منها : الفقر ، الأمية المتفشية ، البطالة العالية ، الفساد المستشري ، الحكام الإستبداديين ، النخب الحاكمة المغلقة ، الإرتماء في أحضان النظام السعودي ، و إعتباره القائد سياسياً ، و تسول بترودولارات ذلك النظام ، و تبني نموذجه المذهبي .
ربما لا حاجة للإسهاب في الحديث عن العوامل المشتركة الأولى ، و أعني الفقر ، و الأمية المتفشية ، و البطالة ، و الفساد .
أما بالنسبة للعوامل المتعلقة بنظم الحكم ، فيمكن الإيجاز بالقول : في باكستان ، و هي الأكثر تجربة في حقل الديمقراطية ، كان للحكم الإستبدادي تاريخ طويل بها ، و لعل أشهر شخصياته ، ضياء الحق ، و مشرف ، أما في اليمن فهناك علي عبد الله صالح ، و مصر لا تختلف عنهما ، بل هي الأكثر باعا في هذا الميدان ، فهي لم تخرج من قبضة الإستبداد ، منذ تأسست الديكتاتورية المصرية الأولى ، ديكتاتورية يوليو .
و كنتيجة بديهية للحكم الإستبدادي ، تكون النخب الحاكمة مغلقة ، و اليأس من المشاركة في الحكم ، و تنامي الشعور بالتهميش .
الأسوء ، هو عندما تتواكب كل تلك العوامل السلبية ، مع الإرتماء في أحضان النظام السعودي سياسيا ، و إقتصاديا ، و الأخطر تبني نموذجه المذهبي من أجل إستئصال النماذج المذهبية القائمة ، و التي تكون منخرطة في معارضة أنظمة الحكم الإستبدادية .
في باكستان كان ذلك واضحا في عهد كل من ضياء الحق ، و مشرف ، و في اليمن نهج علي عبد الله صالح نفس النهج ، و في مصر سار على نفس الخط آل مبارك .
في باكستان ، و في اليمن ، و في مصر ، تم إستيراد النموذج المذهبي السعودي ، لمحاربة التيارات السياسية ، و الدينية ، المعتدلة ، المعارضة للأنظمة الحاكمة الإستبدادية ، في ظل صفقة غير مكتوبة ، تنص على ترك الحكم للحكام ، و ترك المجتمعات لقادة هذا التيار الديني ، ليشكلوا هم تلك المجتمعات في القالب الذي يروقهم ، تحت حماية الأنظمة الحاكمة .
في مصر لاحظنا الوجه السياسي لتلك الصفقة في إنتخابات الرئاسة في 2005 ، حين بايعت الجماعة الإسلامية مبارك الأب ، و إعتبرته ولي الأمر ، و أن الطاعة واجبه له .
لكن التحالف يكون ناجح فقط في البداية ، حيث كل من الطرفين يحصدان النتائج التي تمنوها ، فالحكام يسرهم في البداية إضعاف خصومهم ، و دعاة التيار الوهابي ، يسرهم - في البداية أيضاً - نجاحهم في إيجاد موطأ قدم لهم في تلك المجتمعات ، و العمل تحت حماية السلطة القائمة .
لكن هذا الوفاق لا يستمر طويلا ، مع عدم إكتفاء هذا التيار بالدور الديني - الإجتماعي ، الذي إنيط إليه في الصفقة ، خاصة مع تبينه إن إستئصال التيارات المذهبية المنافسة ، و تحويل المجتمع بأكمله للصورة التي يريدها ، لا يحالفه النجاح الذي كان يتمناه ، برغم الدعم الرسمي الذي يتلقاه ، في ظل رفض تلك المجتمعات لهذا النموذج .
النموذج الوهابي يبدأ في إدراك أن صبغ المجتمعات بصبغته ، يحتاج إلى القسر ، و القسر الجماعي يحتاج الوصول للحكم ، كما إنه يبدأ في التململ من محالفة حكام لا يسيرون على نهجه .
عند هذه النقطة يبدأ الصراع ، الصراع على الحكم ، و الذي يأخذ أحد شكلين ، إما محاولة الإنقلاب على السلطة مباشرة ، مثلما حدث في مصر من قبل ، أو تدريجيا ، عبر السيطرة على مناطق جغرافية ، يبدأ التوسع فيها ، حتى يتم السيطرة على الدولة بأكملها ، و الشكل الأخير هو الذي نلاحظة في باكستان ، و في اليمن .
لم نصل بعد لتلك المرحلة ، مرحلة الصراع بين طرفي التحالف ، لأن التيار الوهابي المصري لازال ضعيف ، بعد الصدام الذي حدث في تسعينيات القرن الماضي ، و هو لازال يحتاج لرعاية الحكام .
لن تصبح مصر ، باكستان ، أو يمن ، في القريب العاجل ، و لكنها ستصبح بالتأكيد فيما بعد ، لو إستمر نفس السيناريو الحالي ، بل و سيأخذ الصراع نفس الشكل الذي يأخذه حاليا في باكستان ، و اليمن ، بعد أن تعلم التيار الوهابي في مصر درس التسعينيات ، و أدرك بأن محاولة الإستيلاء على الحكم مباشرة ، غير مجدية .
لهذا أتوقع أن يبدأ في تكوين جزر جغرافية له ، تكبر ، إلى أن تتصل ببعضها ، فتكبر الرقعة ، و تبدأ الموجهة .
عندما نتابع ما يحدث في باكستان ، و ما يجري في اليمن ، فإننا نتابع ما سيحدث في مصر ، إذا إستمرت مصر في السير على نفس الدرب الذي خطه لها آل مبارك بضيق نظرهم .
الديمقراطية الحقيقية ، هي الحل الأوحد ، الذي سينقذ مصر .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
07-01-2010




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوريث أصبح باهظ الكلفة لسمعة مصر
- محمد البرادعي و طريق مصطفى كامل
- هذا هو المطلوب من مرشح إجماع المعارضة
- جرابهم واسع ، و هدفهم تشتيتنا
- هل هي دعوة من أوباما لحمل السلاح للإنضمام للعالم الحر ؟
- أروهم بأس العراق الديمقراطي
- في رومانيا ، الإشتراكي يتصالح مع الدين ، و الرئيس الليبرالي ...
- لأن لا أمل مع جيمي أو فيه
- الثورة الشعبية السلمية هي الواقعية الديمقراطية الوحيدة الأن
- الطغاة يجب سحقهم أولاً
- صوت العرب الديمقراطيين من بغداد
- متلازمة ستوكهولم تشخيص فاسد و تسميمي
- الخطأ البريطاني الجسيم في الجزيرة العربية
- جيمي مبارك لم يحمل كفنه أمام الشعب المصري
- لتنفجر الأوضاع الحالية لتحقيق الديمقراطية ، و العدالة ، و ال ...
- هكذا تنتحر الأحزاب الكبيرة
- إيران أقوى بغاندي إيراني
- السياسات العامة تواجه بإضرابات و تظاهرات عامة
- خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود
- إحقنوا الدماء العراقية بدعم المعارضات الديمقراطية العربية


المزيد.....




- إيران توجه تهديدا لأي -طرف ثالث- يعتزم التدخل في الصراع مع إ ...
- كيف تجهل عدد سكان بلد تريد الإطاحة بحكومته؟-.. جدال حاد بين ...
- بيسكوف: الكرملين لا يعدل أجندته لتناسب الغرب
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد وحدة الصواريخ المضادة للد ...
- نتنياهو يعلق على تأجيل حفل زفاف ابنه
- ترامب: تعطيل منشأة -فوردو- الإيرانية أمر ضروري
- إيران تعلن تفكيك شبكة جواسيس إسرائيلية تشغل طائرات مسيرة في ...
- مقتل 76 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية المستمرة على قطاع ...
- -ميتا- تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
- أمنستي تناشد الهند وقف عمليات الترحيل غير القانونية للاجئي ا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - في اليمن و باكستان أرى مستقبل مصر للأسف