أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 15:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
هل بقى للعراقيين شيء يخافون منه أو عليه ؟؟؟
هل يخاف العراقيون من تفجيرات إرهابية ؟
هل يتحاشى العراقيون تدخل الدول الأخرى في شؤونهم الداخلية ؟
أم إنهم يخافون من إقامة تحالفات خارجية تطوق بلادهم ؟
هل الرئيس العراقي ، أو رئيس الوزراء العراقي ، لا يريدان أن يفسد عليهما أحد خططهما لتوريث منصبيهما لأولادهما ؟
هل يخشى العراقيين من فتنة طائفية ، إن إشتعلت ، فلن تبقي و لن تذر ؟
أسئلة من الممكن أن تطول ، و لكن يمكن الإكتفاء بهذه القائمة القصيرة لبيان الرسالة المطلوبة .
العراق ليس هناك ما يخشاه ، فالتفجيرات الإرهابية أصبحت الخبز شبه اليومي ، و الدول الأخرى تتدخل في شؤونه ليل نهار ، إما مباشرة ، أو عبر وكلائها ، أو من خلال إعلامها ، الذي هو إما ظاهر واضح ، أو مستتر بغطاء عراقي ، أما التحالفات فقد قامت بالفعل ، فهناك التحالف السوري - التركي ، و التقارب السوري - السعودي ، و هو تقارب لا يعني الكثير في الواقع ، لأن النظامان السعودي و السوري إذا كانا يختلفان بشأن لبنان ، و فلسطين ، إلا إنهما متفقان بشأن العراق منذ اليوم الأول لسقوط نظام صدام .
و الديمقراطية تحول بين أي أفكار للتوريث ، بل هي الترياق الذي يحصن العراق ، و يؤكد على وحدته على المدى الطويل ، مثلما هي مصدر المتاعب الحالية .
و الفتنة الطائفية أدرك العراقيون إنهم من سيحترقون بها ، بعد أن لسعتهم بنارها من قبل .
القضية كلها سياسية ، و ليست طائفية ، كما يرغب الإعلام المعادي للعراق الديمقراطي ، في إظهارها ، حتى يقول أن الحل مستحيل .
و عندما تكون المشكلة في لبها سياسية ، فإن حلها ، أو الجزء الأكبر من الحل ، يكون سياسي .
ليس مطلوب من العراق أن يلغي الشق الأمني من الحل ، و لكن عليه أن يولي إهتمامه للجزء الأهم للحل .
إنني لا أستطيع تفهم لماذا هذا الإحجام العراقي الرسمي حتى الأن ، للإنتقال من خانة اللوم ، و من قبل العتاب ، إلى خانة الهجوم السلمي على نقاط ضعف كل الأنظمة المعادية للديمقراطية في منطقتنا ، برغم أن العراق لم يعد لديه ما يخشى منه .
الديمقراطية ، و حقوق الإنسان ، هي نقاط ضعف أخطر أعداء العراق ، فلو تحول العراق الديمقراطي إلى داعم للحركات العربية الديمقراطية ، و إلى ملجأ آمن للمعارضين السعوديين ، و السوريين ، و المصريين ، و غيرهم ، الذين يعانون من مطاردة مخابرات بلادهم لهم في منافيهم ، و تعاون أحد أجهزة الإستخبارات الأوروبية مع أجهزة إستخبارات بلادهم ، في إنتهاك واضح لمبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان ، و عندما يمنح العراق جوازات سفر للمعارضين الذين ترفض دولهم أن تمنح لهم جوازات سفر ، و عندما تنطلق فضائيات مصرية ، و سعودية ، و سورية ، معارضة ، من بغداد ، أو لنقل أصوات العرب الديمقراطيين من بغداد ، فإنه بذلك لن يحمي نفسه على المدى القريب فقط ، بل وسيؤمن مستقبله على المدى البعيد أيضا ، عندما تنجح تلك الحركات الديمقراطية في تحويل بلادها إلى ديمقراطيات راسخة ، و إقامة أنظمة تحترم حقوق الإنسان .
إن خطوة جريئة في الإتجاه الصحيح هي التي ستحمي العراق .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟