أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 10:01
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
لماذا الأن فقط إنفتحت عينا ساركوزي على البوركا ، أو البرقع ؟؟؟
إدارة ساركوزي إعتمدت على المبررات الأمنية في حربها على البوركا ، و لكن ألم يشاهد ساركوزي البوركا ، عندما كان وزير ناري للداخلية ؟؟؟
الإجابة على هذين السؤالين ، أرى إنهما يوجدان ، في التعديل الوزاري الذي أجراه ساركوزي مؤخراً ، و ذلك بقراءة التشكيلة الوزارية ، و توقيت التعديل ، و إستكشاف مبرراته .
من قراءة التشكيلة الوزارية الجديدة ، من السهل ملاحظة سير ساركوزي نحو اليمين ، و بما إنه يميني في الأصل ، أو على الأقل ينتمي ليمين الوسط ، فإن الإنتحاء الذي جرى مؤخراً بإتجاه اليمين ، يعني إقتراب نحو اليمين المتشدد .
أما الأسباب فهي الإخفاقات المتتالية التي مني بها ساركوزي .
ساركوزي جاء على مطية الآمال الكبيرة ، التي حدت حتى بقطاع لا يستهان به من الشباب الفرنسي ، من ذوي الأصول الشمال أفريقية ، إلى التصويت له .
ساركوزي وعد بنمو إقتصادي ، يكون مبني على تعديل جوهري في قوانين العمل ، و غيرها .
كذلك وعد بدور فرنسي أكبر في العالم ، فأعاد إحياء فكرة البحر متوسطية ، التي طواها النسيان ، و وعد بتقارب فرنسي مع أفريقيا ، و مزيد من الدور الفرنسي في الإتحاد الأوروبي .
بالتأكيد الشعب الفرنسي بدأ في تقييم إنجازاته ، بعد مرور هذه المدة الكافية في الرئاسة ، فلم يجد الكثير مما وعد به .
ساركوزي لا أشك إنه يعرف إنه خسر الطبقة العاملة ، و كثير من الطبقة الوسطى ، الذين صوتوا له بأمل الإصلاح الإقتصادي ، و مكافأة العمل ، و غيرها من الشعارات الإنتخابية الساركوزية .
لهذا قرر مغازلة اليمين المتشدد ، لتعويض الأصوات المفقودة .
إنها لعبة كل فاشل ، تحويل الغضب بإتجاه الخارج ، أو بإتجاه أقلية داخلية .
في مصر يلعبها آل مبارك ، منذ ثلاثة عقود تقريبا ، فهم إما يهاجمون الخارج ، أو أقلية مصرية ما ، حسب الوضع الداخلي ، و الظروف الخارجية .
ساركوزي ، و بحكم إختلاف فرنسا عن مصر ، لا يستطيع مهاجمة الخارج ، فكان أن فتح ملف البوركا الأن .
لا أريد أن يفهم من سياق المقال إنني أناصر البوركا ، و لكني أيضا لا أعاديها ، لأنني أؤمن بحرية الإختيار ، و هذا يتوافق مع ما جاء في الوثيقة الأساسية لحزب كل مصر ، الذي إنتمي له ، و التي ترفض فرض أي وجهة نظر دينية ، أو روحية ، على أحد .
كذلك لا أستهين بالمخاطر الأمنية التي قد تترتب على تغطية الوجه بالكامل ، و لكن أيضا أرى إنه كان بالإمكان سن تشريع ، يعطي الحق للشرطة للتأكد من شخصية أي شخص يغطي وجهه ، بأي دافع ، أكان ديني أو غيره .
أما على المدى الطويل ، فإن الحل يكون بالتوعية الدينية المستنيرة ، التي تغير مفاهيم الأجيال الحاضرة ، تدريجيا ، و تنمي أجيال قادمة تعرف صحيح الدين منذ البداية ، دون الحاجة لإستثارة مشاعر العداء لدى الأغلبية ، و مشاعر الشعور بالإضطهاد لدى الأقلية .
ما حدث ليس إلا تأكيد لفشل ساركوزي داخليا ، و ضوء أحمر يحذر من إتجاهه أكثر نحو اليمين المتشدد ، و هذا التحذير يجب أن يأخذه في الحسبان الناخب الفرنسي .
ساركوزي لم يجد إلا البوركا ، أو البرقع ، ليواري فشله .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟