أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أوباما ، لن نتبع نصائحك














المزيد.....

أوباما ، لن نتبع نصائحك


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 01:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لازال معياري في تقييم الإدارات الحاكمة حول العالم ، هو بموقفها من القضية المصرية ، قضية ثمانين مليون مصري و أكثر ، يعيشون تحت إرادة طاغية ، و تحت رحمة عصابة لصوص ، و سبق أن أشرت لذلك أبان الحملة الإنتخابية الأمريكية في العام الماضي ، في مقال بعنوان : أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية ، و منشور في موقع الحوار المتمدن ، و في يوتيوب .
لهذا فإنني - و رغم شكري لأوباما على كلماته الطيبة بحق الإسلام ، و عن الحاجة للتعايش بين الحضارات و المعتقدات ، و عن الواجبات المتبادلة ، بين المسلمين و الولايات المتحدة - لا أستطيع تقييم خطابه تقييماً عالياً .
الخطاب لا يرقى لدي لدرجة وصفه بالتاريخي ، لأن الخطابات التاريخية تغير المواقف ، و تقلب الأوضاع ، لا تقننها .
الخطاب ، ليس إلا خطاب في أفضل الأحوال متوسط ، من حيث المضمون ، فهو يحمل بعض النوايا الطيبة ، مثلما يحمل الكثير من التجاهل للواقع الحالي في مصر ، و العالم العربي ، و أسباب ذلك الواقع ، و كذلك فإنه يحمل تناقضات ، تبرز من بين فقراته .
من تلك المتناقضات ، إعتراف أوباما بالخطأ التاريخي الأمريكي ، حين أسهمت الولايات المتحدة في سحق حكومة مصدق ، المنتخبة ديمقراطيا ، في إيران ، و دعم نظام حكم ديكتاتوري .
و لكن أليست الولايات المتحدة تكرر نفس الخطأ الفادح في مصر ، و الجزيرة العربية ، إلى اليوم ؟؟؟
هل الإدارات الحاكمة في الولايات المتحدة تفتح عيونها ، و تعترف بأخطائها ، فقط عند وصول أنظمة معادية لها لسدة الحكم ؟؟؟
كذلك تحدث أوباما في بدايات خطابه عن ضرورة الخطوات المتبادلة بين المسلمين و الولايات المتحدة ، و لكن لماذا يتجاهل أن تسعة و تسعين بالمائة - إن لم يكن أكثر - من أسباب الفجوة ، هي سياسية و ليست عقائدية ، تماما كما مع أمريكا اللاتينية ؟؟؟
المشكلة - كما هو معروف - في لبها سياسية و ليست عقائدية ، و بالتالي فإن حلها سياسي .
المشكلة مع الشعب المصري ، هي في الدعم الأمريكي للشاه المصري .
لهذا فإن أوباما لم يكن بحاجة لمثل هذه الديباجة الطويلة ، التي بدأ بها خطابة ، عن الإسلام ، طبيعته ، و رسالته ، و دوره التاريخي ، و الحالي ، لأن الإسلام ليس بحاجة لذلك الإعتراف ، فكان في تنويه قصير طيب الكفاية .
أما لجسر الهوة ، فكان فقط على أوباما أن يشجب قانون الطوارئ ، و التعذيب ، و إلى أخر القائمة المصرية المعروفة ، و يعد برفع الدعم الأمريكي عن الشاه المصري ، ليسمع تصفيق أحر بكثير من كل الذي سمعه ، يأتيه من خارج القاعة ، تصفيق تدوي به كل شوارع مصر و أزقتها ، تصفيق ثمانين مليون سجين .
تناقض أخر ، هو إعلان أوباما عن ضرورة إلتزام المعارضة بالطريق السلمي و بالقانون ، و ما إلى ذلك .
نحن نتفق و إياه في الشق الأول ، و هو الإلتزام بالطريق السلمي ، و لكن لنا أن نسأل بتعجب : كيف لنا أن نتبع الشق الثاني من نصيحته ، فنرضخ لقانون ، و هو جائر ، و كيف نقسم على إحترام دستور لا يحترم أدميتنا ؟؟؟
كيف لكاتب هذا المقال أن يعلن إحترامه لقانون يمنعه من الترشيح لإنتخابات الرئاسة القادمة ، و يمنعه ، و يمنع رفاق دربه ، من تسجيل حزب كل مصر ، و ممارسة النشاط السياسي علناً ؟؟؟
كيف لنا أن نعمل من خلال قوانين تكتب على هوى الأسرة الحاكمة ؟؟؟
ألم يثر الأمريكيون ضد التاج البريطاني ، و يشهروا السلاح في وجهه ، بسبب قوانينه الجائرة ؟؟؟
فلماذا علينا نحن الطاعة ؟؟؟
الشيء الذي يجب أن نقدره في أوباما ، هو صدقه ، فعلى الأقل لم يعلن أن لنا الحق في حكومات أفضل من الحالية ، و الحق في العيش بإحترام ، بينما في قرارة نفسه يؤمن بعكس ذلك كله ، كما فعل سابقه .
أوباما أعلن أن الدعم الأمريكي سيكون في ميادين الأعمال ، و الصحة ، و التعليم ، و لكنه تحاشى الإعلان عن أي دعم أمريكي رسمي عملي لحقوق الإنسان عامة ، و الديمقراطية ، و حقوق المرأة ، و حقوق الأقليات ، فقط إكتفى بالإشادة بتلك الحقوق ، و التنويه بها ، و بالتالي على هؤلاء الذين ينتظرون أن تأتي لهم تلك الحقوق على طبق أمريكي ، أن يفيقوا .
أوباما ، مثلما وجهت لنا كلمة ، فأسمع مني كلمة ، ترد على أشاراتك المتكررة ، بضرورة إحترام طبيعة كل بلد ، في إشارة مبطنة منك ، بأن الديمقراطية بشكلها المعروف عالميا ، لا تناسب شعوب المنطقة .
يا سيد أوباما : إختيار حاكمنا نعلم طريقه ، منذ أحمس الثاني و محمد علي الكبير ، و النضال ضد الظلم ، و الكبت ، و النهب ، بدأنا نضالنا ضده منذ زمن بعيد ، تشهد على ذلك ثورات الشعب المصري في القرنين السابع عشر و الثامن عشر ، و نضالنا من أجل الديمقراطية الحديثة بدأ مع ثورة 1805 ، و الديمقراطية مارسناها ثلاثين عاما .
الديمقراطية سنحصل عليها بأنفسنا ، كما حصل عليها أجدادنا .
آل مبارك ليسوا بأعتى من إبريس و مراد بك و البرديسي و خورشيد .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معسكرنا معسكر الحرية
- الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بع ...
- يوم المناضلة المصرية ، الثامن و العشرين من مايو ، من كل عام
- ليس إنتقام إلهي ، و لا محاولة إغتيال ، و تعازينا لآل مبارك ، ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية تحافظ عليه ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحا ...
- الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط
- الساحة الخارجية لن نتركها للطغاة و المنغلقين
- إلى أوباما : رفع قانون الطوارئ هو المحك
- أسأت إختيار المنبر يا أوباما
- هل هذا تأكيد على أن مصر أصبحت مقبرة للمواد المشعة في عصر آل ...
- رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً
- ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا تتغير ، لأن العالم يتغير
- ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق ف ...
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...


المزيد.....




- أمين عام حزب الله نعيم قاسم يرد على تهديدات اغتيال خامنئي وو ...
- شبكة CNN تحقق في الضربات الإسرائيلية على مسؤولين إيرانيين با ...
- بالشرق الأوسط.. مواقع أبرز قواعد أمريكا العسكرية بعد التلويح ...
- شبح حرب العراق يلوح في أفق الخلاف القائم بين ترامب ورئسية جه ...
- بوغدانوف: علينا حصر الصراع الإسرائيلي الإيراني وبذل كل ما في ...
- مصر توجه رسالة لواشنطن وطهران
- -روس كوسموس-: روسيا ستساهم في تحقيق أول رحلة فضائية لرائد إن ...
- بعد الإعلان عن اغتياله.. مستشار خامنئي: أنا حي ومستعد للتضحي ...
- عراقجي: لا تفاوض حول برنامجنا الصاروخي
- تقرير بريطاني: التفوق الجوي الإسرائيلي يهيمن.. لكن المعادلة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - أوباما ، لن نتبع نصائحك