أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق في فرصة














المزيد.....

ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق في فرصة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2636 - 2009 / 5 / 4 - 07:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم وضوح الفارق في المعنى بين كلمتي الثوابت و المواقف ، إلا إنه في التطبيق العملي نجد أن البعض يخلط بينهما ، فيريد أن يضع المواقف في نفس موضع الثوابت .
الثوابت هي مجموعة المبادىء التي يعتنقها المرء ، فتكون له بمثابة الأساس الصلب ، الذي يرتكز عليه ، و الدرع الحامي .
بينما المواقف هي القرارات و السلوكيات الصادرة من المرء للتعامل مع البيئة المحيطة ، سواء الحالية ، أو حتى المستقبلية ، كإتخاذ قرارات معينة بناء على محاولة توقع المستقبل ، على أن تكون كل تلك المواقف محكومة بالثوابت .
الثوابت إذا هي كالأساس للبناء ، الذي لا يتم التلاعب فيه ، أو المساس به ، إلا في حالات نادرة ضرورية ، ضرورة قصوى .
إنها - إي الثوابت - هي المانعة من الإنسياق مع التيارات المتلاطمة ، و الغرق في الدوامات .
إنها هي التي تحصنك من سهام التهجم ، و النقد العنيف ، لأنك تؤمن ، و لا تخضع .
إنها القادرة على إخراجك من القطيع ، و جعلك شخص متفرد قائم بذاتك ، لا يعنيه ما يقوله الأخرون عنه ، و لا يخاف من أن يقف وحيداً في بعض الأحيان .
لو أصبح لكل شخص ثوابت ، لإختفت القطعان الحالية ، الذين تزدحم بهم الساحتين الثقافية و السياسية المصرية ، ليحل محلهم المجموعات الفكرية ، التي يجمع أعضائها إلتقائهم في الثوابت الشخصية ، و لتغيرت صورة المجتمع المصري للأفضل ، لأنه الإرتقاء من وضعية الأنعام إلى وضعية البشر .
عندما يجب الحديث عن مواقفنا من الإدارات الحاكمة للولايات المتحدة ، فإننا نجد أفضل مثال لهذا الخلط السابق بين الثوابت و المواقف ، الذي أشرت إليه عالية .
البعض قد يتصور إن نقدنا الحاد للإدارة الأمريكية السابقة ، هو ثابت و ليس موقف ، و إنه يجب بالتالي أن يستمر مع أي إدارة أمريكية أخرى ، و أن أي حيدة عن هذا الطريق ، إنما هي حيدة عن الثوابت .
هذا هو العمى الفكري ، أو الجنون ، الناتج عن الخلط .
أي ثوابت هذه التي تقرر على أي فرد ، أو هيئة ، ضرورة الهجوم بشكل دائم على فرد أخر ، أو هيئة أخرى ، و دون الأخذ في الإعتبار التغيرات الحادثة ؟؟؟
إن هجوم أعمى دائم كهذا المراد ، لا يمكن أن يكون نابع عن ثوابت ، أو مبادئ ، إنه محض عبث .
مواقفنا من الإدارات الأمريكية ، و أي إدارات أخرى ، يحكمه مدى قربهم ، أو بعدهم ، عن ثوابتنا ، أي مبادئنا .
كيف نهاجم إدارة قررت العودة لإحترام حقوق الإنسان ؟
كيف نهاجم إدارة قررت إحترام مشاعرنا ، و التعامل معنا كما تتعامل مع سائر أبناء الثقافات الأخرى ؟
كيف نهاجم إدارة تولي إهتمامها للبيئة العالمية ، و تعطي قضية التغير المناخي حقها من العناية ؟
كيف نهاجم إدارة قررت أن تكون نصيرة للكادحين في بلادها ، و أن تعطيهم من الأهمية ما يستحقونه ، بعد أن تناستهم الإدارة السابقة ، و دون أن يكون في ذلك معاداة للأغنياء ؟
أليس في تلك البادرة مناصرة للكادحين ، و سحب للبساط من تحت أقدام أنصار السوق المتوحش في مصر ، الذين يقف على رأسهم جمال مبارك ؟
أليس في كل الخطوات السابقة إلتقاء مع ثوابتنا ؟؟؟
إننا يجب أن نرحب بكل تلك الخطوات الإيجابية التي تعيد الولايات المتحدة إلى مجموعة الدول المتحضرة ، و لكن لا يجب أن نغفل عن المبدأ الذي وضعناه أبان الإنتخابات الرئاسية الأمريكية في 2008 ، و هو الموقف الأمريكي الرسمي العملي من القضية المصرية ، و الذي أشرت إليه في مقال سابق بعنوان : أوباما أو ماكين ، العبرة بالموقف من القضية المصرية .
إننا إذ نرحب بكل ما قامت به الإدارة الحالية ، إلا إننا ننتظر منها أن يكون لها تأثير إيجابي ملموس في الساحة السياسية المصرية ، و سوف لا نتوانى عن نقدها إن رأينا إستمرار لسياسة دعم الإستبداد و الفساد ، و لكن يجب أن نعطيها فرصة ، و لكن أيضاً يجب أن نفتح أعينها ، و ننبهها ، و نضغط عليها ، دون أن يكون في ذلك تراجع عن واجبنا في إسقاط النظام الحالي بأنفسنا ، و لكن قطع للدعم الذي يلقاه من الخارج ، و إنفتاح مع الخارج الذي يلتقي معنا .
ثوابتنا لم تتغير ، و لكن مواقفنا - الصادرة بالتأكيد عن مبادئنا الراسخة - من الأشخاص و الهيئات قد تتغير ، و ذلك بمدى قربهم أو إبتعادهم عن ثوابتنا .
للجميع الحق في فرصة - أو حتى فرص - و الأبواب لا تغلق أو تفتح للأبد .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم في عهد جيمي مبارك ، أكثر نخبوية
- إنه يوم كل الكادحين من اليمين إلى اليسار
- شجار آل مبارك مع منظمة حزب الله و جماعة الإخوان لا يعنينا
- ضرورة العودة لمبدأ وصاية الأمم المتحدة على بعض الدول ، و الص ...
- الخطأ في العراق و أفغانستان ، أن ذلك لم يتم بأيدي محلية
- الإصلاح الإجتماعي ، فصل شطبه البعض من أديانهم خوفاً من الرأي ...
- المواطن علم أن الطريق لن يستكمل ، فقرر عدم السير فيه
- العدالة ، و لو كانت دولية ، لا تتعارض مع الوطنية الحقة
- التقليديون لا يدخلون التاريخ يا ساركوزي
- إلى الولايات المتحدة : أفضل حافز لإيران رفع الغبن الديني في ...
- ليست هذه هي قاهرتنا المفقودة ، و ليس هذا هو التنوع الثقافي
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخر ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ وتجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة جدي ...
- السادس من إبريل دخل التاريخ و تجاوزه التاريخ ، لنبدأ صفحة أخ ...
- السلام لا يبنى على أنقاض حقوق الإنسان
- نعم على الأمريكيين في مصر توخي الحذر ، و لكن من النظام الحاك ...
- سنجعل مبارك يرتدي الجلباب الأزرق و يمسك بالنبوت و يرقص التحط ...
- إستعادة أسماء القرى المصرية القديمة ، إستعادة لتاريخنا و هوي ...
- إلى العقيد القذافي : إتحادنا الأفريقي هدفه الخير ، لا الإستق ...
- مبارك هو الإرهابي الأول في مصر


المزيد.....




- ستيفي نيكس تؤجل حفلاتها بعد إصابتها بكسر في كتفها
- من هو المستوطن الإسرائيلي المتهم بإطلاق النار على الفلسطيني ...
- الحكومة الإسرائيلية تصوت بالإجماع على إقالة النائب العام غال ...
- مقتل الطالب السعودي محمد القاسم طعنا في مدينة كامبردج البريط ...
- -اليد الميتة-.. ما هو سلاح روسيا النووي الانتقامي الذي حرك ل ...
- التين الشوكي -كنز غذائي- ربما لا يعرفه كثيرون
- غزة: تسجيل مقتل 94 شخصا اليوم وتأكيدات بأن المساعدات الملقاه ...
- في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت: عون يؤكد أن القانون سي ...
- قطاع غزة: مقتل عشرات الفلسطينيين قرب مراكز لتوزيع المساعدات ...
- ماذا نعرف عن متلازمة غيلان باريه المتفشية بين الأطفال في قطا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثوابتنا لم تتغير ، مواقفنا قد تتغير ، و لإدارة أوباما الحق في فرصة