أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد حسنين الحسنية - حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل














المزيد.....

حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2703 - 2009 / 7 / 10 - 08:38
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لو سُألت : من أكثر حكام العرب نفاقا ً؟
لأجبت : نظام آل مبارك ، ثم ملك نجد ، و الحجاز ، و ملحقاتهما ، عبد الله آل سعود .
الثاني منهما ، و أعني كبير آل سعود ، أرتدى الحلة الإصلاحية ، و أدعى إنه إصلاحي ، و لكن مكبل اليدين ، فماذا يفعل مع هؤلاء المتشددين الذين يجدهم في كل مكان في بلاده ؟
أما نظام آل مبارك فله سياستين ، بمثابة القدمين له ، أولهما تقوم على إثارة مشاعر الكراهية ، في مصر ، تجاه الغير ، أكان بين عنصري الأمة المصرية ، المسلمين ، و المسيحيين ، أو تجاه الخارج ، أياً كان أسمه .
و السياسة الأخرى ، هي مع العالم الحر ، الذي يظهر لهم نفسه بأنه ، و إن كان غير إصلاحي ، و غير ديمقراطي ، و لكنه صمام أمان ، فهذا الشعب الذي يحكمه - أي الشعب المصري - شعب متطرف ، عنيف ، كاره للغير ، و الديمقراطية لا تصلح له ، و فقط اليد الحديدية ، و الحذاء العسكري الثقيل ، هما ما ينفعا معه .
عمرو موسى ، هو جزء من القدم الأولى للنظام ، فلا نجد حادثة ، ممكن أن تستخدم لإثارة الكراهية ، إلا و رأيناه يتصدر لها ، مؤججاً لها ، و مضخماً لأثرها ، أو لمدلولاتها السلبية ، أو حتى مخترعاً لتلك المدلولات الكريهة .
في حادثة مقتل السيدة المصرية شيماء ، أطلق عمرو موسى ، تصريح خطير للغاية ، فإعتبر أن تلك الحادثة دليل على فشل حوار الحضارات .
كيف يسمح شخص ، في مثل منصبه الحالي ، لنفسه بإصدار مثل هذا التصريح ؟
و كيف تسمح المنظمة التي يترأسها ، بصدور قول كهذا من شخص يمثل واجهتها أمام الرأي العام الإقليمي ، و العالمي ، و أمام الجهات الرسمية في العالم ؟
الحادث ، الذي راحت ضحيته السيدة المصرية في ألمانيا ، حادث بشع ، لا جدال في ذلك ، و دليل على فشل الأمن داخل قاعات المحاكم الألمانية ، مثلما دليل على الأثر السيء الذي أدت إليه السياسات الإعلامية خلال الفترة من سبتمبر 2001 ، و إلى هذا العام ، بل و بالإمكان مد هذا التأثير الإعلامي السلبي إلى الوراء ، إلى حقبة السبعينيات من القرن الماضي ، و الكثير من الأفلام المنتجة من تلك الفترة ، و إلى عهد قريب ، تشهد على ذلك ، حيث تم تصوير العرب ، ثم المسلمين ، كإرهابيين ، و لصوص ، و شهوانيين .
لكن الفشل الأمني ، و تطرف بعض وسائل الإعلام ، و الإنتاج الفني ، شيء ، و القول بأن تلك الحادثة : دليل على فشل حوار الحضارات ، شيء أخر .
الحادثة ليست نتيجة سياسة ألمانية رسمية ، و لا حتى إتجاه ألماني شعبي عام ، مثلما كان الحال في ثلاثينيات ، و النصف الأول من أربعينيات ، القرن العشرين ، حين كان نظام الحكم الألماني آنذاك ، يعتمد على الكراهية كركيزة لحكمه ، لهذا ستظل الحادثة تمثل قلة .
حوار الحضارات ، لا يتأثر بحادثة فردية ، مهما كانت بشاعتها ، لأنه قائم منذ قديم الزمان ، حين بدأت الحضارات المختلفة ، تخرج من شرانقها ، و تنفتح على ما حولها ، فنجد آثار للحضارة المصرية القديمة في كافة ربوع الشرق الأوسط ، و في أوروبا الغربية ، و البحر المتوسط ، و كذلك وصلنا في مصرنا التأثيرات الحضارية الإغريقية ، و الرومانية ، و الآرامية ، و غيرهم .
و في العصر الذهبي للحضارة العربية إستمر هذا التواصل ، حين قامت بغداد ، و قرطبة ، بترجمة التراث الحضاري الإغريقي ، و الهندي ، و الفارسي ، و الآرامي ، ثم أضافت إليه ، و نقلته ثانية لأوروبا .
الحوار الحضاري يا أستاذ عمرو : لم يتوقف منذ فجر التاريخ الإنساني ، و لن يتوقف ، فمثلما لا تكسف الشمس لموت أحد ، فكذلك التواصل الحضاري لا يتم البرهنة على فشله بسبب مقتل أحد ، خاصة في عصر أصبحت فيه وسائل التواصل مع العالم متاحة بسهولة ، و بتكاليف معقولة ، و أصبحت هناك لغة شبه عالمية ، و إدراك لمعظم الإنسانية بضرورة إستمرار هذا التواصل .
رحم الله الفقيدة ، و لأسرتها عزائنا الحار ، و للسلطات الألمانية : نرجو أن تأخذ العدالة مجراها ، و للشعب الألماني : تصدوا لتيارات الكراهية بداخلكم ، حتى لا تستشري ، مثلما نتصدى نحن في مصر لها ، و للعالم : تأكد أن حوارنا معكم متواصل ، و التأثيرات الحضارية المتبادلة بيننا و بينكم ستستمر ، كما كانت دائماً منذ فجر الإنسانية .

أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسنية
بوخارست - رومانيا
حزب كل مصر
تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
09-07-2009




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان لن يتهوروا لأن لديهم ما يخسرونه
- تحالف ديمقراطي مصري - عراقي ، بديل للتحالف المصري - السعودي
- ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع
- الشارع الإيراني يضع حكام العرب و متطرفيهم في ورطة
- هبة الشارع الإيراني إثبات لخطأ أوباما
- إتعظوا من الدرس الإيراني و إختصروا ثلاثين عاما
- إنهم يضللونك يا أوباما ، القضية الفلسطينية ليست الأن
- أوباما ، لن نتبع نصائحك
- معسكرنا معسكر الحرية
- الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بع ...
- يوم المناضلة المصرية ، الثامن و العشرين من مايو ، من كل عام
- ليس إنتقام إلهي ، و لا محاولة إغتيال ، و تعازينا لآل مبارك ، ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية تحافظ عليه ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحا ...
- الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط
- الساحة الخارجية لن نتركها للطغاة و المنغلقين
- إلى أوباما : رفع قانون الطوارئ هو المحك
- أسأت إختيار المنبر يا أوباما
- هل هذا تأكيد على أن مصر أصبحت مقبرة للمواد المشعة في عصر آل ...
- رداء التضامن خير ، فليتدثر به كل مصري أولاً


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد حسنين الحسنية - حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل