أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - هكذا تنتحر الأحزاب الكبيرة














المزيد.....

هكذا تنتحر الأحزاب الكبيرة


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2785 - 2009 / 9 / 30 - 12:07
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من السهل تفهم الأسباب التي تدفع أحزاب تمثل أقليات عرقية ، أو دينية ، أو ثقافية ، للدخول في تحالفات ، تعطيها بعضاً من المشاركة في السلطة .
بالمثل يمكن تفهم الأسباب التي تدفع أحزاب تتشابه مع النمط السابق للدخول في أحلاف سياسية ، كالأحزب التي تمثل مناطق جغرافية ، أو شرائح إجتماعية - إقتصادية محدودة في المجتمع ، أو تمثل المصالح السياسية أو / و الإقتصادية لبعض الفئات .
و على نفس النهج من الممكن تفهم دواعي بعض الأحزاب الصغيرة ، التي و إن كانت تبدو عامة ، إلا أن برامجها لا تلقى قبول شعبي عام ، و فقدت الأمل في الوصول للسلطة بمفردها ، أو حتى قيادة إئتلاف .
و لكن ما الذي يدفع أحزاب كبيرة ، و عريقة ، و تمكنت من الوصول للسلطة لعدة مرات ، و لها قواعدها الإنتخابية المخلصة ، للدخول في تحالفات مع منافسيهم ، المختلفين معهم في النهج السياسي و الإقتصادي و الإجتماعي ؟؟؟
قد يكون هذا السلوك متقبل في أوقات الأزمات الحرجة التي تعصف بالأمم ، كما حدث في بريطانيا أبان الحرب العالمية الثانية ، حين قبل حزب الأغلبية آنذاك - حزب المحافظين - تشكيل حكومة وحدة وطنية ، و خصت الحكومة زعيم حزب العمال إتلي ، بالموقع الثاني في الحكومة .
و لكن أن يكون ذلك في وقت السلم ، و في وقت تأخذ الحياة مجرها الطبيعي ، فلا أراه سوى إنتحار لتلك الأحزاب .
إنه سلوك لا يمكن تفسيره إلا بتعطش بعض القيادات الحزبية للسلطة ، و لو كان ذلك في المقعد الثاني ، أو الثانوي .
إن إستعراض سريع لتاريخ التحالفات الكبرى في وقت السلم ، و الهدوء ، يؤدي بنا إلى إستخلاص نتيجة هي : إن التحالفات الكبرى ، أو حكومات الوحدة الوطنية ، لا ينتفع منها سوى الأحزب التي تمسك بالمنصب الأعلى ، و ذلك حين تنجح تلك الحكومات في تحقيق نجاحات ما ، أما في حالة فشل تلك الحكومات ، فإن اللوم يعم كل أطراف هذه التحالفات ، إنه مبدأ الحسنة تخص ، و السيئة تعم .
لو إستعرضنا أمثلة لذلك ، نجد في رومانيا الحزب الإشتراكي الديمقراطي ، تحول من حزب كبير ، إلى مجرد صانع للملوك ، أو لرؤساء الوزارات بمصطلحات عصرنا ، و بالطبع لا تنقص قيادات الحزب الذرائع لتبرير هذه السياسة ، أو هذا الطمع للمشاركة في السلطة بأي ثمن .
أما في مصر ، و على مستوى المعارضة ، حيث لا فرصة للوصول للسلطة ، إرتكب كل من حزب الوفد ، و حزب العمل الإشتراكي ، نفس الخطأ الفادح بتحالفهما مع الإخوان ، فقد تضعضع الأول منهما ، و إبتلع تيار إخواني الثاني منهما .
الحزب الإشتراكي الألماني وقع في هذا الخطأ ، لمدة أربع سنوات ماضية ، حين قبل أن يساند حكومة الحزب الديمقراطي المسيحي ، و لكنه جنى نتيجة فعلته في الإنتخابات التي جرت مؤخرا، 2009 ، فقد نسى معظم الناخبين الألمان حقيقة أن أي نجاح تحقق في الأربع سنوات الماضية ، كان بفضل تعاون ثنائي ، فتقدم للمقدمة الحزب الديمقراطي المسيحي ، الذي كان يقود الحكومة ، و في نفس الوقت خسر الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني ناخبيه المخلصين الذين إتجهوا لحزب اليسار ، فلا هو حافظ على قواعده الإنتخابية ، و لا هو كسب الأصوات المحايدة التي تدلي بأصواتها غالبا بناء على الأوضاع الإقتصادية ، و لا يحكم تصويتها أية عقيدة سياسية أو إقتصادية معينة .
لا أتوقع أن ينحدر الحزب الإشتراكي الديمقراطي ، الألماني ، لنفس الوضع الذي سقط فيه سميه الروماني ، لأنه يبدو إنه تعلم الدرس بسرعة ، بتصريح صدر عن قيادته مفاده أن الحزب سيكون أقوى في المعارضة .
لقد إستوعب الحزب الإشتراكي الديمقراطي الألماني الدرس ، و إن كان بعد أربعة أعوام ، و لكن المهم إنه إستوعبه ، فهناك أخرين لا زالوا يصرون على الإنتحار بأحزابهم ، للجلوس على مقاعد وزارية .
إننا في حزب كل مصر ، يجب نحن أيضا أن نستوعب هذا الدرس ، فلا تحالفات مع أخرين ، أكبر حجما ، سواء كان هذا التحالف في المعارضة أو في السلطة ، و إن كان علينا التفرقة بين التعاون من أجل إسقاط النظم الإستبدادية ، و بين التحالفات السياسية ، على أن حتى هذا التعاون يجب أن يدرس جيداً ، حتى لا يعلو منافس فوق هامات الباقين ، بينما هو واقف على أكتاف الأخرين .
علينا أن نتذكر دائما إننا حزب يمثل كل مصر ، و هدفنا خدمة كل المصريين ، من خلال برامج نتبناها ، هدفها تغيير الواقع المصري ، و ليس غرضنا ، و لا مبرر وجودنا ، دعم الأخرين المختلفين معنا لتحقيق برامجهم المختلفة عن برامجنا ، و أهدافنا .
يجب أن نبقي على تميزنا ، و تمايزنا ، فهذان مصدران لقوتنا .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران أقوى بغاندي إيراني
- السياسات العامة تواجه بإضرابات و تظاهرات عامة
- خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود
- إحقنوا الدماء العراقية بدعم المعارضات الديمقراطية العربية
- طريقان للعروبة ، لا ثالث لهما ، إما من الأصلاب ، أو بالمؤاخا ...
- مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري
- حتى يحين ذلك ، فإنني أعذر الكنيسة المصرية
- حروب مصر في عهد محمد علي هي حروب إستقلال و دفاع
- على العراق الديمقراطي أن يتحول للهجوم بإحتضان القوى الديمقرا ...
- حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية
- حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل
- الإخوان لن يتهوروا لأن لديهم ما يخسرونه
- تحالف ديمقراطي مصري - عراقي ، بديل للتحالف المصري - السعودي
- ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع
- الشارع الإيراني يضع حكام العرب و متطرفيهم في ورطة
- هبة الشارع الإيراني إثبات لخطأ أوباما
- إتعظوا من الدرس الإيراني و إختصروا ثلاثين عاما
- إنهم يضللونك يا أوباما ، القضية الفلسطينية ليست الأن
- أوباما ، لن نتبع نصائحك
- معسكرنا معسكر الحرية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - هكذا تنتحر الأحزاب الكبيرة