أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود














المزيد.....

خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2764 - 2009 / 9 / 9 - 14:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


على قدر التقدير العميق الذي يجب أن يكن لعهد محمد علي الكبير ، إلا أن لهذا التقدير حدود ، فمثلما هناك الكثير ، و الكثير ، من الإيجابيات ، إلا إن هناك بعض السلبيات ، التي يجب إلقاء الضوء على واحدة منها في هذا المقال .
سلبية ، أو بالأدق : خطأ ، لازلنا ندفع ثمنه ، ليس كمصريين فقط ، بل و يدفعه معنا أيضا سكان الجزيرة العربية ، و معظم المسلمين ، و بقية الإنسانية .
الخطأ في التعامل مع آل سعود .
أعتقد الأن أن القارئ الكريم يمكن أن يلحظ إنني و إن كنت أتكلم من نافذة الماضي ، إلا إنني لست ببعيد عن الحاضر .
لقد كانت بداية الأحداث في تكليف من الدولة العثمانية لواليها على مصر ، و أعني محمد علي الكبير ، بإبعاد آل سعود عن مكة المكرمة ، و المدينة المنورة ، و بقية الحجاز ، بعد أن فشل ولاة أخرين في القيام بذلك .
محمد علي أنجز تلك المهمة الشاقة بنجاح ، و لكنه لم يكتف بذلك ، فكان أن تعقب نجله إبراهيم باشا آل سعود إلى عقر دارهم بنجد ، و حاصرهم في عاصمتهم الدرعية ، حتى إستسلموا ، و تم إلقاء القبض على كبير آل سعود آنذاك ، و على أفراد الأسرة السعودية ، إلا أفراد قلائل تمكنوا من الفرار .
تعامل لا شك سليم ، يدل على عقلية إستراتيجية ، أدركت بأن الخطر يجب أن يتم التعامل معه من جذوره .
فالخطر لا يصح أن يقال إنه زال ، إلا حين يمكن الجزم بإنه تم إستئصاله من جذوره ، و إلا عاود الظهور .
محمد علي الكبير أتم ذلك ، و ظل محافظ على تلك السياسة ، طالما كانت له السيطرة على الجزيرة العربية .
لكنه إفتقد لهذه النظرة الإستراتيجية ، في التعامل مع الملف السعودي حين زالت السيطرة المصرية عن الجزيرة العربية ، و أعتقد إنه غلبت عليه روح التشفي ، و الإنتقام ، من الدولة العثمانية ، حين أرغمته بريطانيا ، و بقية الحلفاء الأوروبيين للدولة العثمانية ، على إجلاء الجيش المصري عن معظم الجزيرة العربية ، فأطلق سراح أسراه من آل سعود ، ليعودوا ليثيروا المتاعب للباب العالي .
فلو عدنا لسيرة أهم حاكم من حكام الدولة السعودية الثانية ، و أعني فيصل بن تركي آل سعود ، سنرى إنه عاد للجزيرة العربية حر ، في عام 1843 ، و حسب الرواية السعودية ، فإنه تمكن من الهرب من القاهرة ، مع أفراد من أسرة آل سعود ، و في رواية أخرى أن محمد علي أطلق سراحه ، و الرأي الأخير هو الذي أرجحه ، بالنظر لصعوبة الهرب ، و لتوقيته .
محمد علي في تعامله مع آل سعود بعد عام 1840 المشؤوم ، ظن أنه سيسبب بهم المتاعب لآل عثمان ، و أن الخطر سيظل بعيد عنه ، و عن دولته من بعده .
لقد بدأ محمد علي بسياسة موفقة في الجزيرة العربية ، و لكنه أنهاها بخطوة غير موفقة .
محمد علي ، مثل غيره من حكام العصر الحالي و سياسييه ، لم يدرك في ذلك الوقت ، أن التحالف ، أو حتى التعاون بدرجة محدودة للغاية ، مع طرف يعد خصم في وجهة النظر السياسية و / أو الدينية ، يعد خطأ كبير ، أحيانا ما يكون قاتل له ، مثلما لخصمه الذي أراد به الضرر بهذا التعاون .
لم يكن المطلوب من محمد علي القيام بإستئصال دموي لآل سعود ، كما فعل هو في 1811 مع المماليك بالقاهرة ، وكما فعل إبراهيم باشا أيضا مع المماليك في إسنا في 1812 ، فلا يمكن أن أقف شخصياً مع إراقة الدماء .
و لكن كان بإمكانه ، و هو الشخص الذي إشتهر بتجنب إراقة الدماء بأقصى ما يستطيع ، أن يظل متحفظ على آل سعود ، أكان في سجن ، أو بتحديد إقامتهم في دور ، أو حتى قصور ، و أن يبذل لهم الأعطيات ، كما كان يفعل حكام العصور الوسطى ، مع المستسلمين من قادة التمردات .
أو يرسلهم إلى الأستانة ، خاصة مع عودة السيادة العثمانية على الجزيرة العربية ، مع نصيحة بعدم السماح أبداً بعودتهم إلى الجزيرة العربية .
لنا الأن أن نتصور حدوث هذا المخطط .
لنا أن نرسم في عقولنا تصور لما يمكن أن يكون عليه الحال في مصر ، و الجزيرة العربية ، و بقية دول المنطقة ، و في العالم الإسلامي ، و في العالم ككل ، لو لم تقم لآل سعود قائمة أخرى بعد 1818 .
إذا كان من المستحيل العودة للوراء لتصحيح الخطأ ، فعلى الأقل هو درس للمعاصرين ، الذين يتعاونون مع خصومهم في النظريات السياسية و الدينية ، لكسب منافع قصيرة الأمد ، متصورين ، إنهم هم الذين يستغلونهم ، و إنهم يحكمون قبضتهم عليهم .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحقنوا الدماء العراقية بدعم المعارضات الديمقراطية العربية
- طريقان للعروبة ، لا ثالث لهما ، إما من الأصلاب ، أو بالمؤاخا ...
- مفاوضات يدفع ثمنها المواطن المصري
- حتى يحين ذلك ، فإنني أعذر الكنيسة المصرية
- حروب مصر في عهد محمد علي هي حروب إستقلال و دفاع
- على العراق الديمقراطي أن يتحول للهجوم بإحتضان القوى الديمقرا ...
- حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية
- حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل
- الإخوان لن يتهوروا لأن لديهم ما يخسرونه
- تحالف ديمقراطي مصري - عراقي ، بديل للتحالف المصري - السعودي
- ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع
- الشارع الإيراني يضع حكام العرب و متطرفيهم في ورطة
- هبة الشارع الإيراني إثبات لخطأ أوباما
- إتعظوا من الدرس الإيراني و إختصروا ثلاثين عاما
- إنهم يضللونك يا أوباما ، القضية الفلسطينية ليست الأن
- أوباما ، لن نتبع نصائحك
- معسكرنا معسكر الحرية
- الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بع ...
- يوم المناضلة المصرية ، الثامن و العشرين من مايو ، من كل عام
- ليس إنتقام إلهي ، و لا محاولة إغتيال ، و تعازينا لآل مبارك ، ...


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - خطأ محمد علي في التعامل مع آل سعود