أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية














المزيد.....

حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2723 - 2009 / 7 / 30 - 04:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


من المعروف عن نظام آل مبارك إنه يحاول الظهور بمظهر التدين ، من خلال بعض المظاهر ، مثل الإحتفال بليلة القدر بمسابقة عالمية لحفظ القرآن الكريم ، إلى تتبع بعض الكتاب ، و الشعراء ، و المدونين ، للزج بهم في السجون بتهم الردة أو النيل من الإسلام و شخصياته ، و الأمثلة متجددة ، بحيث لا حاجة لتذكير القارىء المتابع بها ، كما يسهل ملاحظة هذا المنحى من متابعة الإعلام الرسمي ، مثل المطبوعات الصحفية النظامية ، و المستقلة الأمنية ، و قنوات الإذاعة المرئية الرسمية .
فما الذي حمل نظام هذا نهجه ، على أن يمنح القمني ، جائزة رسمية لها إعتبارها في ميدان التكريم المصري الرسمي للإبداع ؟؟؟
يدخل بالتأكيد في السؤال عامل الوقت ، فلماذا تم هذا التكريم ، في هذا التوقيت ؟؟؟
الإجابة توجد في إدراك أهداف هذا النظام في هذه الفترة .
إنها الرغبة في تصفية كل ما تبقى من مظاهر الديمقراطية ، و ربما تمرير قانون الإرهاب ، ليكون بديل عن حالة الطوارئ التي تصم النظام أمام الخارج ، و تصفية كل الأعداء المحتملين للوريث .
إن ما أخشاه هو أن يصبح القمني بمثابة حريق الرايشستاج في ألمانيا في بدايات عهد هتلر .
ما أخشاه ، أن يحدث مكروه للقمني ، فيكون ذلك بمثابة الذريعة لتحقيق تلك الأهداف .
في فبراير 1933 ، قام النظام الهتلري بإحراق الرايشستاج ، أو مبني البرلمان الألماني ، و تم إلصاق التهمة بالشيوعيين .
و لكن لم يقف الأثر على الشيوعيين ، بل تبع ذلك - و في اليوم التالي لجريمة الإحراق - أن حمل هتلر - الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب المستشار ، أو رئيس الوزراء بمصطلحنا - الرئيس الألماني هندنبرج ، على إصدار مرسوم " من أجل حماية الشعب و الدولة " - لاحظ العنوان ، ثم لاحظ المضمون - يقضي بوقف العمل بالأجزاء السبعة من الدستور الألماني آنذاك ، و التي تضمن الحريات الشخصية و المدنية .
فكان أن نال من حرية جميع الشعب الألماني ، و ليس فقط خصومه من الشيوعيين ، و الإشتراكيين الديمقراطيين ، و الليبراليين ، و المحافظين المتدينين ، لأن تلك الحقوق التي أوقف العمل بها تمس الحرية الشخصية لكل مواطن ، و ليس فقط السياسيين .
نظام آل مبارك ، يسير على نفس المنوال الهتلري ، فهو يسعى لإستفزاز مناوئيه ، كما ذكرت سابقا ، في مقال أخر بعنوان : الإخوان لن يتهوروا لأن لديهم ما يخسرونه .
و تاريخ الإستفزازات السابقة ، و التي كان مصدرها نفس الوزير ، تشهد على هذا .
فإن لم يفلح الإستفزاز ، كما لم تفلح إستفزازات هتلر ، إذاً فلتكن الجريمة ، و لهذا كان من الضروري الإرتفاع بقيمة شخص ما ، يثير الجدل ، حتى لو أصابه أذى ، أو محاولة إصابته بمكروه ، كانت الضجة أكبر ، و كان المبرر أقوى للإجهاز على ما تبقى للشعب من حقوق ، و لإخراس أصوات المعارضة الحقيقية بكل أطيافها .
الموقف المصري الحالي ، من ناحية البنيان السياسي ، أسوء من الألماني في فبراير و مارس 1933 ، و أي ضربة للمعارضة المصرية الحقيقية ، و الأهم للحقوق الضئيلة و المتضائلة للإنسان المصري ، ستكون مؤلمة ، فقد كان لازال بإمكان الألمان ، أن يقول معظمهم : لا لهتلر ، في الإنتخابات البرلمانية التي جرت في الخامس من مارس من نفس العام ، حيث رفضت الأغلبية أن تمنح ثقتها له و لحزبه .
مصر في 2009 ، لا توجد بها إنتخابات حرة من البداية ، و الشعب المصري ليس لديه الفرصة لقول كلمته من خلال صندوق الإقتراع ، ليس فقط في 2009 ، بل و في 2011 ، لو إستمرت الأحوال كما هي .
أن الواجب الأن على كل القوى المعارضة الحقيقية الصادقة ان تهدأ الأجواء ، فلا تمهد الطريق لأي جريمة رسمية ، لأن أية جريمة رسمية ستمس الجميع .
علينا أن نفهم خصمنا ، و أن نركز على المهم .




#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الحضارات لا تبرهن على فشله حادثة قتل
- الإخوان لن يتهوروا لأن لديهم ما يخسرونه
- تحالف ديمقراطي مصري - عراقي ، بديل للتحالف المصري - السعودي
- ساركوزي يواري فشله بالبوركا ، أو البرقع
- الشارع الإيراني يضع حكام العرب و متطرفيهم في ورطة
- هبة الشارع الإيراني إثبات لخطأ أوباما
- إتعظوا من الدرس الإيراني و إختصروا ثلاثين عاما
- إنهم يضللونك يا أوباما ، القضية الفلسطينية ليست الأن
- أوباما ، لن نتبع نصائحك
- معسكرنا معسكر الحرية
- الدكتاتورية الأولى هي التي قامت ، الجمهورية الأولى لم تقم بع ...
- يوم المناضلة المصرية ، الثامن و العشرين من مايو ، من كل عام
- ليس إنتقام إلهي ، و لا محاولة إغتيال ، و تعازينا لآل مبارك ، ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية تحافظ عليه ...
- توعية شعبية تأتي بالديمقراطية ، و تربية ديمقراطية مستمرة تحا ...
- الدولة الفاطمية مصرية ، و مصرية فقط
- الساحة الخارجية لن نتركها للطغاة و المنغلقين
- إلى أوباما : رفع قانون الطوارئ هو المحك
- أسأت إختيار المنبر يا أوباما
- هل هذا تأكيد على أن مصر أصبحت مقبرة للمواد المشعة في عصر آل ...


المزيد.....




- الكونغو : بين أثار صدمة الحرب وأمل العلاج النفسي
- رأي.. سلمان الأنصاري يكتب: لبنان ولعنة التدخل في شؤون الآخري ...
- مكالمة هاتفية بين نتنياهو وبوتين.. وهذا ما ناقشاه بشأن سوريا ...
- الأراضي الفلسطينية .. شروط قيام الدول؟
- روسيا تحث على -توخي الحذر الشديد- بشأن التهديدات النووية إثر ...
- المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف يزور روسيا هذا الأسبوع
- لبنان: عون يتعهد بتحقيق العدالة بعد خمس سنوات من انفجار مرفأ ...
- بعد نشر حماس المقطع المصور للرهينتين.. ما مدى تأثير التحركات ...
- سودانيون يتضامنون مع أهالي غزة المجوّعين
- مؤسسات حقوقية تنتقد تنكر ويتكوف للمجاعة بغزة


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - حتى لا يصبح القمني ذريعة لجريمة رسمية