أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - إستراتيجية الجدران الفولاذية














المزيد.....

إستراتيجية الجدران الفولاذية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2868 - 2009 / 12 / 25 - 10:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن إسرائيل وحلفاءها الكبار، في المنطقة، قد استنفذوا كافة الفرص المتاحة لهم لقمع وتطويع إرادة الشعب الغزاوي، وفشلوا في ذبح مليون ونصف المليون غزاوي عن بكرة أبيهم، فتم تبني إستراتيجية الجدران العازلة لمنع المدد والأوكسجين والهواء لخنق الغزاويين، فواحد من الجنوب، وآخر من الشمال، لتجريبها، علها تفلح، فيما عجزت عنه خيارات القصف، وهدم المنازل، وتجريف الزيتون، وقطع الكهرباء، واستعمال الأسلحة المحرمة، والإبادات الجماعية، والفوسفور المنضب والأبيض، والتجويع والإرهاب والحصار...

وحين تشرع إسرائيل ببناء جدران الفصل العنصري، والتي مآلاتها، ومصيرها، ولا محال، هو السقوط والانهيار، فهذه هي حركة التاريخ، وحتمياته التي لا ترحم أحداً، ولا تجامل لا إسرائيل، ولا أمريكا، ولا الاتحاد السوفييتي الذي وبالرغم كل جبروته وقوته لم يستطع منع جدار برلين من الانهيار. فالويل، كل الويل، لكل من يقف في وجه حركة التاريخ وقوانيه الفيزيائية الصارمة التي ستذيب، ولا بد، الجدران الفولاذية الظالمة، نقول حين تشرع بذلك، فهي تعبر عن حالة عجز وهلع في مواجهة شعب أعزل، وتستنفذ في ذات الوقت كل ما الديها من أسلحة تطويعية. لكن أن يقوم الشقيق، وأي شقيق، إنه الشقيق الأكبر، المؤتمن على الأرض والعرض، ببناء جدار آخر للفصل العنصري، لتشديد الحصار وإحكام السجن الكبير ضد الغزوايين، في دعم واضح لإسرائيل، وانتصار لها، وتجريب عبثي لما عجزت عنه طيلة فترة احتلالها للقطاع، لقتل روح التحرر والمقاومة والانعتاق، ومن خلال حرب دموية ووحشية شنتها، أيضاً، في مثل هذه الأيام من العام الماضي، نقول أن يقوم الشقيق، أو "الشقيقة" الكبرى، ولا فرق، طالما أن "ملامح" الرجولة غائبة في الحالتين، عن هذا "الشقيق"، بمؤازرة إسرائيل، فإن هذا ما لا يمكن تصوره، أو السكوت عليه، ونعتقد أن نظام الفراعنة قد ذهب بعيداً وراء كل الخطوط الحمراء، لا بل تجاوزها جداً في علاقته العضوية مع هذا الكيان البغيض العنصري الغاصب.

نتفهم حاجة كل بلد للأمن الذاتي، وحقه في حماية حدوده واستقلاله وسيادة أراضيه، لكن أن تصيب أية إجراءات من هذا القبيل، بسوء وألم وجوع وحصار ومعاناة، شعباً آخراً، ولاسيما كشعب غزة الذي يعاني من أبشع استعمار دموي، فإن ذلك يخرج تلك الإجراءات من نطاقها الخاص، ليضعها في أطر أخرى، أخلاقية وقانونية وحقوقية، ويحولها إلى قضية عامة تهم كل الناس، باعتبار أن ذلك مساندة ومؤازرة علنية للاحتلال تصل حد التحالف معه لقمع وقهر إرادة شعب أعزل تحت الحصار.

لم يكف النظام المصري الحالي، وبكل أسف، عن منهجية "تهفيت" مصر ، و"هلفتتها"، و"بهدلتها"، و"تقزيمها"، وتبخيسها إلى أن تحولت إلى مجرد "بودي غارد "Bodyguard لإسرائيل، وليس أكثر من ساع في خدمة "التوصيل" الـ Delvery للرسائل "الشاليطية" الماراثونية التي يبدو أن لا نهاية لها.

ومع أننا، نتفهم حاجة النظام لاسترضاء الجانب الأمريكي، والإسرائيلي، لجهة حاجته ولهاثه المحموم وراء بعض الاستحقاقات والمشاريع"الشخصية والعائلية والخاصة"، التي تتعلق بمستقبل النظام المصري ومآلاته، وتمرير رغباته لتثبيت وجوده، وضمان استمرار يته بعد رحيل رمزه "الثمانيني"، الذي يأبى أن يترجل، أو أن يرحل بما تبقى من كرامة له ولشعبه ولبلده، إلا أنه لا يمكن لإنسان أن يتفهم تلك النزعات الغريبة، والانصياع التام، والتموضع الغريب، التي باتت تميز وتطبع وجه هذا النظام.

لكن لا يسع المرء، والحال، إلا أن يتذكر جدار برلين، والذي تمت إشادته لفصل برلين الشرقية عن برلين الغربية، ومع الكثير الفوارق النوعية بين هذا الجدار والجدران "المحلية"، ولاسيما لجهة البطش الدموي الإسرائيلي وتحلله من أية التزامات دولية، أو قانونية أو أخلاقية، فلم يستطع ذاك الجدار البقاء أو أن يقاوم حتميات التاريخ وروح التحرر وإرادة الحياة التي جرفته إلى غير رجعة.

فهل تستطيع هذه الجدران الأخيرة، ومهما علت واستطاعت، أن تقهر إرادة شعب تحت الحصار، وتقاوم قوانين التاريخ؟





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة لفضيلة الشيخ القرضاوي بأعياد الميلاد المجيد
- إلى زغلول النجار
- ماذا تبقى من ثورة الأرز؟
- الخليط الفارسي
- العلمانوفوبيا
- خليك ع النت
- كيف سيرد الخليجيون على طهران؟
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود


المزيد.....




- رغم إعلان ترامب لوقف إطلاق النار.. شاهد كيف كانت الدفاعات ال ...
- وسط إرباك حول توقيته.. وسائل إعلام من إيران وإسرائيل تُعلن س ...
- ترامب يُعلن دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ ويوجه -رجاءً- ...
- إسرائيل.. الكشف عن حصيلة قتلى الهجوم الإيراني على بئر السبع ...
- -فُرض على العدو بعد مهاجمة العُديد-.. شاهد كيف وصف التلفزيون ...
- رضا بهلوي من باريس: أنا مستعد لحكم إيران وعلى خامنئي أن يرحل ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على وقف لإطلاق النار
- فيما تتصاعد حرب الإبادة في غزة: المهمّات المباشرة لإسناد فلس ...
- حادثة الطفلة غيثة تشعل المغرب.. موجة غضب وتضامن
- ثمرة واحدة قبل النوم تُحسّن جودة نومك بشكل ملحوظ


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نضال نعيسة - إستراتيجية الجدران الفولاذية