أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - كيف سيرد الخليجيون على طهران؟














المزيد.....

كيف سيرد الخليجيون على طهران؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 00:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حين سـُئل الجيورجي يوسف ستالين أحد "قياصرة" روسيا الحمراء، وخليفة لينين، لماذا لا ترضي البابا وتسمح للكاثوليك بأن يصلوا في كنائسهم؟ أجاب: "وكم دبابة يملك البابا؟ فقالوا له، ولا واحدة، فقال: "لا تردوا عليه". (لكن وللأمانة التاريخية استطاع بابا آخر لاحقاً، وهو يوحنا بولس الثاني، من تفكيك الإمبراطورية الحمراء، عبر دعمه الروحي، وتدخله في بولندا، الذي كان شرارة تقويض تلك الإمبراطورية، على يد أحد عمال السفن في ميناء جدانسك، وهو ليخ فاليسا الذي أصبح لاحقا رئيساً لبولندا اللا شيوعية).

الهَـمّ، والاهتمام الأول، لدول الخليج، ومنذ قمتهم الخليجية الأولى، التي التأمت، في حينه، على خلفية الحرب العراقية الإيرانية، وكانت السبب في قيام هذه المنظومة الإقليمية، كان إيران، ومنذ قيام ثورتها، وليس بعد ذلك، ورغم أن الشاه هو من كان قد احتل الجزر في الخليج الفارسي، ولكن مع ذلك يكن هناك ثمة داع لانعقاد أية قمم، فـ: "زيت الخليجيين كان بدقيق الشاه يومها". ومنذ ذلك التاريخ والمنظومة الخليجية تذكر بالخطر الإيراني، وتضعه على رأس أولوياتها، ولكن من دون اتخاذ أية إجراءات عملية وفعلية ملموسة لوقف التمدد والتهديد "الفارسي، والصفوي"، كما تقول أدبيات تلك المنظومة، والأذرع الإعلامية المنبثقة عنها.

في الواقع الحال، ليس ثمة خطر إيراني واضح على دول الخليج، ولم يحدث أن قامت إيران بأي عمل عسكري مباشر ضد دول الخليج، والكلام عن الخطر الإيراني، ما هو إلا جزء من المساهمة في الحملة الأمريكية النشطة لشيطنة إيران نفسياً في عموم المنظومة الخليجية، تمهيداً لضربة محتملة، وتجنباً لردات فعل عنيفة في الشارع إذا ما حصلت الضربة. ومن هدد الخليج ذات يوم واعتدى على بلدانه هم "أشقاء" عرب دعمتهم نفس المنظومة، وكما يحصل اليوم من تدخل عسكري في أرض "شقيق" عربي آخر، في جنوب الجزيرة العربية، يتمتع بسيادة واستقلال دولي، ويحظى بدعم نفس المنظومة.

والتصدي لإيران منوط إلى حد كبير بتوافق، وإجماع داخل المنظومة الخليجية ذاتها، يبدو أنه غير ممكن، ولربما اكتنفه نوع من الخلاف، والانشقاق، والتباعد في المواقف حيالها، إذا ما أخذنا في الاعتبار، الصداقات القوية التي تربط بين بعض من دول الخليج وإيران، والمصالح المشتركة معها، كسلطنة عـُمان التي زارها السلطان قابوس، مؤخراً، معززاً، مكرماً، وسط مظاهر احتفاء غير عادية، ناهيكم عن الصداقة ذات الطبيعة الخاصة، أيضاً، التي تربط قطر، العضو الخليجي الصاعد، مع إيران، والتي قام بزيارة لها مؤخراً، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، والذي كان وراء دعوة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى القمة، ما قبل الأخيرة، والتي عقدت في الدوحة، وكان نجاد نجمها الأبرز وقتذاك.

في الواقع لا تتوفر معطيات عن ماهية وكيفية أدوات الرد الخليجية، ومدى نجاعتها في فرض تأثير وتحول على الموقف الإيراني، هذا فيما لو توفرت أصلاً، خاصة مع هذه التباينات، العميقة، والتي لا يراد لها أن تخرج للسطح، في المواقف الخليجية الداخلية، وفيما إذا كانت أية قرارات ستجد طريقها للتنفيذ مع إحجام البعض عن المضي أبعد في لعبة المواجهة والتصعيد الإقليمي هذا، الذي تتبناه بقوة بعض الأطراف الفاعلة في المنظمة الخليجية، وتلقى دعماً، من أطراف دولية، ترى مصلحة في تسعير المواقف وتأجيجها داخل الإقليم، ما يضمن لها ديمومة "حشر" الذات بين مختلف الفرقاء الإقليميين.

أن هشاشة هذه المنظومة أمنياً، وبرأينا المتواضع جداً، تتأتي، أولاً، وجود النفط الذي تحول إلى "محرقة" استراتيجية، وثانياً، والأهم افتقارها لأي عمق استراتيجي، وانكفائها على ذاتها، وعدم امتلاكها لآليات الردع الكافية، فـ " درع الجزيرة"، أصبح في حكم المرحوم عسكرياً، إضافة إلى ضعف العامل البشري الأهم، غير أن الخطأ الاستراتيجي الأفدح، كان عندما نأت بنفسها عن دول قوية في الإقليم كسوريا ومصر، التي كان من الممكن أن تجد فيها عمقاً استراتيجياً كبيرا، ومن الجدير ذكره، أن تلك المنظومة استشعرت الحاجة للعمق الاستراتيجي في أعقاب، غزو الكويت، غير أنها ، أيضاً، سرعان ما تراجعت عن ذلك، وعادت لسيرتها الأولى في أعقاب تحرير الكويت، رغم أنها وقعت مع سورية ومصر على إعلان دمشق للتعاون العسكري، والأمني، والإستراتيجي، في العام 1991، وكانتا قادرتين على الأقل إحداث ولو قدر ضئيل من سد هذا الفراغ الاستراتيجي الهائل في المنطقة، وذلك بما تمتلكه الدولتان من أثقال، ومكامن قوة، وأدوات ضغط متعددة في المنطقة.

السيل العرمرم من المقالات، والتحليلات، في الصحف التي تعكس وجهة نظر فريق شيطنة إيران، لا تتحدث عن طبيعة وآليات معالجة "الخطر" الإيراني المتفاقم، وتكتفي بالتهويل والإشارة إليه. غير أن الملاحظ، تماماً، أن ثمة ملفات ومسائل أخرى، وعلى درجة أقل من الأهمية، بقيت في حال من العجز والمراوحة في المكان، ولعقود ثلاث خلت، كالعملة الموحدة، والتعرفة الجمركية، والتنقل بالبطاقة بين دول الخليج....إلخ، ولم يتم حسمها، وهي تعتبر في متناول اليد، وبحكم المسيطر عليها، وليس كالشأن الإيراني الذي هو بالتأكيد، خارج سيطرة وقدرة هذه المنظومة مجتمعة، وأمر وشأن إيران، ولاسيما الملف النووي، استعصى على قوى إقليمية، ودولية، أكبر بكثير من منظومة الخليج الفارسي.

ويبقى السؤال الكبير قائماً: كيف سيرد الخليجيون على إيران؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافأة البرادعي
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود
- مآذن سويسرا: أظلمة لا أسلمة أوروبا
- الفقاعات النفطية: و هشاشة المنظومة الخليجية
- السيد وزير العدل السوري/المحترم:
- فصل الدين عن البداوة
- الغزو البدوي : أطول استعمار و احتلال بالتاريخ
- دروس القومية العربية
- سوريا : ملامح طالبانية


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - كيف سيرد الخليجيون على طهران؟