أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - سوريا : ملامح طالبانية















المزيد.....

سوريا : ملامح طالبانية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 15:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الوقت الذي شارفت فيه ما تسمى بالصحوة الدعوية البترولية بالوصول إلى نهاياتها، وأفول نجمها، وخفوت وجهها، بعدما أفضت إلى كوارث دموية في غير مكان، وعادت نيران تلك الصحوة التي أطلقتها الحقبة النفطية باعتبارها وجهها الثقافي، إلى موئلها وحضنها، على شكل تنظيم إجرامي ودولي بقض المضاجع الأمنية ليل نهار،في تلك الديار، وعلى شكل حرب حدودية مع جماعة ليست ببعيدة كثيراً فكرياً وتنظيمياً، عن تنظيم القاعدة، وعن تأثيرات ما يسمى بالصحوة الدينية التي تعني في أحد مضامينها وآلياتها الأساسية صداماً مجتمعياً وحضارياً مع الجميع في عالم انفتح على مصراعيه، نقول في هذه الأوقات، وفي الوقت نجت فيه سوريا نسبياً، ولعوامل وأسباب وخصوصيات سورية رائعة وعدة، من السقوط في ذاك الشرك الحضاري، في هذه الأثناء، ثمة من لم يزل بعد يحلم بجر سوريا ورميها في ذاك المستنقع، والشرك الرهيب.

وفي الوقت الذي نرى فيه بوادر صحوة ووعي تنويري وليبرالي، حتى، في المنظومة الخليجية التي صدّرت للعام كل هذا الغثاء والغم، مع صعود الحقبة النفطية، بتنا نسمع أصواتاً جريئة ومدوية من داخل تلك المنظومة، نفسها، لوضع حد لكل تلك الانجرافات التي بدا أن لا ضابط لها، والخرافات والخزعبلات والشعوذات التي فرملت الحداثة وعطلت التحديث وفق رؤى أسطورية بالية وبائدة وتشبث غريب بقوالب زمنية عفا الله عنها. وأمامي، ها هنا، سلسلة فذة ورائعة في جزئها السادس، للكاتبة السعودية الجريئة والمتألقة وجيه الحويدر، المقيمة في السعودية، بعنوان التوحش والتوحش المضاد في المجتمع السعودي، تلخص فيها بأسلوب سردي وشاعري وروائي رائع ما حصل من انحراف سلوكي وفكري وعقائدي حملته رياح تلك الصحوة المزعومة، وتؤرخ لحقبة النفط والمد الديني الذي جلب كل هذا البلاء والخراب والدمار، وبكل تداعياته الدموية، ليس على السعودية وحسب، بل في عموم ما يسمى بالوطن العربي، ناهيك عن المقالات الجريئة والناقدة، للأستاذة في الجامعات البريطانية، الدكتورة مضاوي الرشيد التي جمعتنا ذات يوم وإياها أكثر من جلسة فكرية وحوارية ساخنة حول نفس الموضوع والحديث. وقد تعمدت أن استشهد بسيدات سعوديات، وما أدراكم ما يعني أن تقوم سيدات سعوديات بنشاط ذهني وفكري وسياسي، في قلب مجتمع مغلق لأربعة عشر قرناً من الزمان، ولأبين الفرق بين هاتين السيدتين الرائعتين وما تحاول السلسلة التلفزيونية الأخطر باب الحارة من تقديم وجه المرأة السورية وتكريسها في أذهان المجتمعات التي تسمى بالعربية. إن إيراد اسمي تلك السيدتين يعني ثورة حقيقية في معايير المنطقة وتقاليدها والنظرة التاريخية السائدة غير اللائقة للإنسان بشكل عام، وللمرأة على وجه التحديد، وفي الوقت الذي تنشر فيه الكثير من المواقع والصحف السعودية دراسات جريئة حول صعود وهبوط الإسلام السياسي وتفضح أهدافه ومراميه، وما بين الإخوان والسعوديين ما صنع الحداد اليوم، في هذه الأثناء تغلق المواقع والصحف السورية "الثورية" والإشتراكية وجهها في وجه التنويرين والعلمانيين، بما يشبه عملية الطرد المركز وليس "اللامركزي"، والأسماء النمطية والتاريخية المؤبدة هي هي في الإعلام السورية وتزين صفحاته وبنفس الخطاب والمؤثرات، وكأن شيئاً لم يحدث في العالم من حولهم. ولقد آلمني، مثلاً، وحز في نفسي، ما حدث مع الأستاذ الكبير حسن. م. يوسف، الصحفي "التاريخي"، في جريدة تشرين، وهو من "عظام رقبة" الإعلام السوري المعاصر، وأحد رموزه الحاليين، فيه نما وشب وكبر، وهو الضيف شبه الدائم في تلفزيوننا الوطني السوري، حين تم منع مقال له في جريدة تشرين السورية، كان سيتناول فيه موضوع النقاب، في أوج الأزمة الناشبة على هامش تصريحات شيخ الأزهر المثيرة والجريدة حول القضية، والتي نجدد شكرنا له عليها، بأكثر، ربما، مما نشكر ونقر بأية ريادة للإعلام السوري، ورغم أن الأستاذ يوسف قام بتعديل وحذف أجزاء من المقال ( وهذه، وأيم الحق، أيها الأستاذ الكبير واحدة بحقك، وتحسب عليك، ورجاء، اعذرني، رغم احترامي الكبير لك فما كان من الواجب، البتة، والأصول المهنية والموقف والأمانة الأدبية أن تحذف أو تعدل حرفاً في ذاك المقال، ولجهنم نشروه أم لم ينشروه)، ومع ذلك رفض الإعلام السوري "الثوري الاشتراكي"، الموجه والمكرس للقضايا الجماهيرية حسب ما صُدعت رؤوسنا بهذا الخطاب المرير لعقود غابرة، نقول رفض تبنيه أو نشره، وقام الأستاذ من ثم بنشره في نشرة كلنا شركاء. والأنكى و"الأدق رقبة"، ولم نصل بعد إلى الحبكة و ذروة الإثارة التراجيدية الـClimax في هذا الفيلم السوري الطويل، ولم نخبركم به، بعد، وكله حسب رواية الأستاذ يوسف، الذي قال أنه في نفس اليوم كتب الأستاذ جهاز الخازن مقالاً في جريدة الحياة المملوكة للأمير خالد بن سلطان (الذي يقود الحملة العسكرية اليوم ضد "الحوثيين)، ً حول الموضوع يعلن من خلال عنوانه وبصراحة وجرأة، يبدو أن الإعلام السوري الثوري الاشتراكي، ، يفتقرها كثيراً أن النقاب عادة وليست عادة، وهي ليست من الإسلام بشيء وكنت بنفسي قد قرات قبلها، وقبل معرفتي بقصة الأستاذ يوسف، مقال الخازن على الشبكة العنكبوتية، ولا أخفيكم إعجابي بموقف الكاتب الجريء وفي موقع يفترض أنه يكتب في صحيفة "وهابية" كما هو شائع، وهذا ليس بذم لأحد على أية حال، طالما أن الوهابية أصبحت أكثر انفتاحاً ومرونة وتقبلاً للنقد ومناقشة المفاهيم السائدة، وتحول القيم أكثر من الصحف الثورية والاشتراكية الغراء.

وليس ببعيد عن قصة الأستاذ يوسف، هناك قصص وقصص وسير كثيرة، حصلت مع كاتب هذه السطور، حين كتبت مقالاً بعنوان "السلف الصالح" تناقلته عشرات المواقع في الشرق والغرب والشمال والجنوب، وليس فيه أي تجديف ولا كفر ولا إسفاف ولا تطاول على المقدسات أو الأنبياء، وحين رأى الزميل والصديق "السابق"، ( من غير اليوم)، علي جمالو، ( لا أدري لماذا لم يبق لي صاحب لا من المعارضة ولا من الموالاة؟) رئيس تحرير موقع شام برس، وما أدراكم ما شام برس، أهمية وشعبية المقالة وجرأتها، و صياغتها بطريقة دقيقة، ارتأى نشره في موقعه، لكن غضب الشارع، وليس غضب الله، نزل عليه وعلى الموقع، بعد آلاف الزيارات خلال سويعات قليلة، مع عشرات التعليقات الغاضبة والثائرة، ما اضطره لسحب المقال فوراً، مشفوعاً باعتذار ممن وصفهم هو، وليس أنا، بـ "القراء"، المهم ما علينا، ومن ذاك اليوم، وهناك حظر دائم على كاتب هذه السطور، لأسباب كثيرة، في ذلك الموقع وغيره، وتماشياً مع رغبة شارع قد تغلبه عاطفته عقله، ولكن لا مانع من الرضوخ، لا بل الاستسلام إليه.

وهناك العشرات من القصص، والدلائل والمؤشرات التي تدل على وجود محاولات متعمدة لخلق فجوة وهوة ثقافية بين قيم العصر والقراء، عبر خنق تلك الأصوات التنويرية والعلمانية، وحجبها، وتقديم ذاك الجانب المحافظ، والاحتفاء به على حساب مشاعر الملايين، ومن كافة الأطياف، الراغبين في رؤية وطن عصري منفتح على كافة التيارات والأفكار. وبالطبع لسنا البتة ضد إقصاء أو لجم أي كان، أو خنقه، وإبعاده عن المسرح العام، لكن طغيان تيار على حساب تيارات، وهيمنته على الجو العام، أمر غير وارد، ناهيك عن تداعياته الخطيرة وعلى غير صعيد، ومستوى، وإن إعطاء فرص متساوية للجميع في التعبير عن نفسها، وإخراجها من عوالمها السفلية المدفونة فيها، هو واجب وطني قبل أن يكون أمراً جد أخلاقي وضروري، والتوازنات مطلوبة على الدوام.

ومن تلك الملامح الطالبانية الخطيرة هو إغلاق وحجب مواقع علمانية ويسارية وعقلانية، تماشياً مع الموجة الظلامية غير الحضارية، البتة، التي تخيم على، وتلبد سماء المنطقة، ناهيك عن منع كتب ومنشورات فيها نفحات من نور ووهج واقعي تنويري، بعيد عن الخطاب الغوغائي الناري التسطيحي، وهذا ما حصل ولمسته مع كتاب الزميل والصديق أبيّ حسن، حين تم منع كتابه الجريء المثير للجدل "هويتي من أكون"، ( رغم بعض الملاحظات التي لا تخلو على الكتاب)، من معرض دمشق للكتاب في الصيف الماضي، في الوقت الذي كانت فيه رفوف المعرض تعج بمئات العناوين عن السحر والشعوذة والخرافات والأحابيل والتفانين والأساطير التي لا تدخل، لا بعقل، ولا بمنطق ولا بدين من الأديان، كما حدث مع شيخ الأزهر مع قضية النقاب حين انفجر الرجل، ولم يعد يحتمل كل ذاك الهراء والكذب والتدجيل. كما أن الهالة التي أحيط بها، ويحاط مسلسل مثل باب الحارة، الذي يظهر سورية العظيمة والسوريين ذوي الثقافات العظيمة المتنورة والمتعددة، بشكل نمطي رث مقرف ومهين، وإبراز صورة تيار بعينه يكرس إيديولوجيا بعينها، وتقديم ذلك على أنه صورة سورية اليوم، التي جسدتها مجموعة من الشخصيات "السطحية الـ Introvert، الموتورة والمريضة ودائمة الهذيان، والتي لا يمكن الوثوق بها ولا يوجد لديها أي عمق ثقافي وأبعاد حضارية وإنسانية، ولا قضية واحدة هامة وظاهرة لديها سوى رفع الصوت والشجار والترثيث والتحطيط وإهانة المرأة وتسليعها، والحط من قدرها، بما في كل ذلك من أكثر من إشارة ورسالة وبعد إيديولوجي ومضمون سياسي معروف المرامي والتوجهات والأثر النفسي لدى المتلقي والمتابع، وحتى الملاحظ الحيادي على الذوات.

كما كان هناك تصريحات علنية، مستقوية بالمناخ المظلم في المنطقة، وإرضاء للجهات النفطية التي يستكتب بها وتماشياً وتزلفاً وتنافقاً لخطابها، وقد كانت مؤلمة ومؤذية ومهينة لضحايا الاستبداد والمجازر العثمانية ضد الأرمن (وهناك نسبة لا بأس بها من الأرمن السوريين فارين وناجين من مذابح الأرمن لم يراع ذلك المثقف اللوذعي النحرير مشاعرهم ومعاناتهم ربما لاعتقاده وتصنيفه لهم بأنهم "أهل ذمة")، ناهيك عن أقليات سورية أخرى لم يكن وضعها أفضل بكثير من وضع الأرمن، مسؤول ثقافي سوري كبير يتغزل، على الملأ، بسلاطين آل عثمان هكذا وعلناً، ودون مراعاة لمشاعر الضحايا الذين فقدوا أحبة وأعزاء، ومن مختلف الاطياف السورية، ويكتب ذلك في صحف خليجية، وتعيد مواقع سورية وطنية نشر غزله وحبه وإعجابه بأولئك السلاطين واستخفافه بمشاعر الضحايا والمنكوبين. وثالثة الأثافي ربما تجلت في التجرؤ على طرح بنود ومواد ذاك المشروع الطالباني الذي يخجل الملا عمر أمير المؤمنين في إمارة طالبان الأفغانية، من تبني بعض منها، والذي تم تقديمه كمشروع أحوال شخصية في سوريا، دون اعتبار للتمايزات الثقافية والفكرية والعقائدية في وطن يعتبر رمزاً للتعايش والمحبة والسلم الأهلي. وتم مؤخراً رفع مناشدات، ومن عدة جماعات ومنظمات ومواقع وجهات ناشطة سورية مستقلة، عبر ثلاث مذكرات، إلى مراجع سورية عليا، لوقف العمل بالقانون المذكور الذي صدر مؤخراً، كما ذكرت نشرة كلنا شركاء، وهي كما أوردتها النشرة السورية، جمعية مكان، الجمعية الوطنية لتطوير دور المرأة ، رابطة النساء السوريات ، راهبات الراعي الصالح ، لجنة دعم قضايا المرأة ، لجنة المبادرة النسائية ، المنتدى الفكري ، منتدى سوريات الإسلامي ، منتدى المعارج ، الموقع السوري للدراسات والاستشارات القانونية، موقع الثرى الالكتروني ، موقع عشتار الالكتروني ، موقع كلنا شركاء الالكتروني ، موقع يارا صبري. (كلنا شركاء).

ورابعة الأثافي أتت من معارضة تدعي الوطنية حين حاولت أن تفرض وجهاً دينياً على إعلانها، وإبراز تيار فكري وعقيدي على السوريين دون غيره، واعتباره المخلص لسورية من كافة مشاكلها، ناهيك عن المشاريع المعلنة وغير الخفية للجماعات "إياها"، مما "تضمره" من رؤى مرعبة لسوريا وللسوريين حيث مجد أحد مساعدي زعمائهم مؤخرأً ابن تيميه وفتاويه الهادرة لدماء الأقليات، وكله علنا وعلى رؤوس الأشهاد ودونما خجل أو وجل مثل صاحبه المسؤول الثقافي، حين كتب مقالاً نعم أحفاد ابن تيميه ولا فخر. كما صدمت شرائح سورية غير محددة، وعلى غير صعيد، داخلاً وخارجاً، حيال التعميم الصادر عن مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري برقم 63 تاريخ 23/8/2009 الموجه إلى فروع الحزب في المحافظات ، والذي تضمن "تعريفاً عن جماعة الشيخ الباني وتلامذته من الأطباء والمهندسين والمعلمين والصيادلة، وأن هذه الجماعة تدعو لإقامة أمة أسلامية وليست عربية ، ولا تؤمن هذه الجماعة بتحرير المرأة، وتدعو إلى بقائها في المنزل وعدم اختلاطها بالرجل وتحرم وجود التلفزيون في المنزل. وأن موقف حزب البعث كما جاء في التعمبم من تلك الجماعة غير سلبي"، ( نقلاً عن كلنا شركاء).

ولا يخفى على أحد أيضاً النشاط العلني الذي تحظى به جماعة القبيسيات والتي استفاض الزميل والصديق نبيل فياض بالكتابة عنها، سابقاً حتى يبدو أنه استسلم، ولم نعد نسمع له صوت وهو واحد من تلك الوجوه السورية التنويرية الطيبة، لكن، وبكل أسف المعتم عليها (هل رآه أحد يتحدث يوماً، في وسيلة إعلام سورية،)؟ كما أن نشاطات تجمع النور اقتضت، في وقت سابق، تدخلات عاجلة، ومن جهات فاعلة، لتحديدها وتأطيرها وضمان عدم خروجها عن المسار المحددة لها. غير أن خامسة الأثافي ربما، وأكثر رعباً، طراً، هي في تبني صحيفة سورية، تخوين وتشويه وذم وقدح مجموعة من الكتاب والنشطاء السوريين، وما يجمع أربعة منهم، هوية مناطقية "محددة"، فيما يجتمع الخمسة معاً، في "ميولهم" الليبرالية والتنويرية والعلمانية، وهم إضافة لكاتب هذا السطور، ومع حفظ الألقاب، حمزة رستناوي، جهاد نصرة، لؤي حسين، وأبي حسن، وإفلات تلك الصحيفة من أية مساءلة وعقاب قانوني، ما يذكرنا كثيراً بدعاوي الحسبة التي يقيمها الشيخ البدري المصري ضد "أئمة" وإعلام العلمانية في مصر، وتكفيرهم وتخوينهم والتعرض لهم من دون الخوف من أن تطاله يد العدالة والقانون الوطني، الذي من المفترض أن يكون الجميع متساويين تحت ظله. وتبقى ظاهرة صديقي الشيخ الكوكي ( فـكّ الله كربه)، واحدة من الملامح الفارقة والمميزة للمضي في الطلبنة للانغماس في الأتون الظلامي، وبرأينا الشخصي كونه موظفاً في وزارة رسمية سورية، حتى لو كانت دينية، هو أكثر من مؤشر خطير، كي يخرج ليمثل سوريا والسوريين باعتباره "وجه" سوري نمطي عن السوريين "اليوم"، أمر فيه الكثير من الغرابة والدهشة، فيما هناك شبه خجل، وربما "نفض" يد من نفس التبني للأصوات العلمانية وإبراز صورتها وصوتها، باعتبارها أحد، نقول أحد، أوجه الطيف السوري المتنوع الجميل، وإن حلقة صديقي الكوكي عن السياحة، ونظرته للسياحة باعتبارها انحلالاً وزنا ولواطاً وتجارة أجساد وووو..إلى آخر المنظومة الخطابية الدعوية الصحوية المعروفة، فيه الكثير من التجني على قيم اعتادها وعرفها السوريون، وهي بالمناسبة أخطر بكثير من حلقته عن النقاب، والغريب أن لا وزارته، ولا وزارة السياحة السورية، المعنية مباشرة، بالموضوع، تجرأت وسءلت الشيخ الكوكي، عن أسباب محاولته تقويض مشروعها وأجندتها ونشاطاتها السياحية والإعلانية، وتنفير الناس من سورية والسياحة فيها، تلك الأجندة التي تكلف السوريين، لن نقول سوى الملايين، في عصر الأزمة امالية العالمية، التي يعز فيها القرش، على معظم المواطنين.... لقد طال بنا المقام كما المقال، وهناك الكثير في الجعبة من السهام، ولكنا نؤثر إبقاءها في مواطنها، كي لا نصيب بها أحداً على الإطلاق.

جمال سوريا، وتميزها، وتفردها، هو في تنوعها، وغناها، وثرائها الديمغرافي والحضاري وتسامح سكانها وتعايشهم على مر الأيام والسنين،، ومن غير ذلك كله، لن يبقى شيء اسمه سوريا، أو سوريين، و قوتها واستثنائيتها هو في ابتعادها عن تصور فاشل، سلفاً، ورث عقيم، ومن يعتقد يوماً أنه بإمكانه النوم، يوماً، في ثنيات تلك الجلالبيب، فهو ولا شك طيب، وحالم كبير.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله يجيرنا من الأعظم
- الدولة العربية القبلية
- كاتيوشا حوثية؟ أكثر من مجرد عصابة
- إلى الأستاذ سعد الدين الحريري/ المحترم:
- الحوثية و الوهابية الصدام المؤجل
- المحرقة الحوثية والحروب المنسية
- إلى سعادة الأخ وزير الداخلية القطري/ المحترم:
- رسالة من إخونجي
- إلى الرفيق الأمين العام لحزب الكلكة
- أكثرُ مِن مجرّد هِلال شيعي
- خفايا نضال مالك حسن الأصولية
- معارِكُهم الحضارية
- تهديد جديد بالقتل والمطالبة بإعدام نضال نعيسة من قبل جماعة ا ...
- السعودية بين فكي الحوثيين والقاعدة
- نضال مالك حسن بطل أم قاتل؟
- الشيعة قادمون
- العنصرية في خطاب المعارضة السورية
- هلِ الوحدةُ العربيّةُ ضرورية؟؟
- سوريا: انفتاح بلا حدود
- سايكس- بيكو أمانة في أعناقكم!!!


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - سوريا : ملامح طالبانية