أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - نضال مالك حسن بطل أم قاتل؟














المزيد.....

نضال مالك حسن بطل أم قاتل؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 19:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بالكاد، وفي نفس اليوم تقريباً، الذي تم فيه الإعلان عن أسماء الفائزين باللوتري الأمريكي الخاص بالهجرة إلى أمريكا، والذي سيمنح بموجبه "الغرين كارد"، هذا العام لحوالي اثني عشر ألفاً من العرب، وغالبيتهم من المسلمين، تمهيداً لحصولهم لاحقاً على الجنسية الأمريكية، التي أصبحت ضربة حظ، و"ليلة قدر"، بالنسبة للبعض في ظل شبه انهيار للمشروع الوطني العام في المنظومة الشرق أوسطية، نقول في هذه الأثناء تماماً، قام الميجور والطبيب النفسي في الجيش الأمريكي نضال مالك حسن، "بطل" عملية قاعدة فورت هوود الأمريكية FORT HOOD ، والمفترض أن يعالج انحرافات وأمراض الجنود النفسية، بالانقضاض على زملائه، في تلك القاعدة العسكرية، في مقتل ثلاثة عشر منهم، وجرح ثلاثين آخرين بعضهم في حال الخطر. وكان المذكور آنفاً من ضمن أفراد أو مجموعة عسكرية ستتوجه قريباً إلى أرض العراق المحتل.

وعلى الفور بدأت الماكينات التحليلية عملها في نبش وتحليل أصل وفصل الرجل، والتلميح همزاً ولمزاً، إلى أصوله العربية والفلسطينية المسلمة. وكان أحدث تقرير للأسوشيتد برس نقلاً عن مصادر في الجيش، قد أورد أن نضالاً كان قد هتف بعبارة الله أكبر قبل أن يبدأ بإطلاق النار، وذلك حسب ما جاء في التقرير المذكور. وفي تقرير آخر لنفس الوكالة، أشار لمقابلة مع إمام سابق لأحد المساجد التي دأب نضال مالك حسن على الذهاب إليها خارج العاصمة واشنطن، قال فيها الإمام فيصل خان، أن نضال كان مسلماً ملتزماً، ويداوم على الصلاة، وأحياناً يأتي إليها في زيه العسكري. فيما عبر أفراد من عائلته عن شعور عميق بالصدمة وبأنهم في حال من الانكباب لتحري دوافع إقدامه على فعلته تلك.

وحتى لحظة كتابة هذه الكلمات، فما زالت أجهزة الإعلام الأمريكية تطلق على الرائد نضال مالك حسن صفة المشتبه به الـ Suspect، حرفياً، وليس القاتل، وهذا ما يفتح الباب واسعاً أمام شتى الاحتمالات والتحليلات والاستنتاجات، ويدفع باتجاه عدم اليقينية حيال هذا الحاد الأليم، أو أن ثمة لعبة أو ألعاب في إبراز وفبركة الحدث. ومع ذلك، ومع يقينية الأمر أم من دونها، يمكن القول بأن وراء الأكمة ما وراءها، وبأن هناك شيئاً، يطحن ويطبخ وراء هذه "الجعجعات" اللفظية التي تبدو غير بريئة في معظم الأحيان.

ومهما يكن من أمر، ومن حقيقة ولادة نضال مالك حسن على أرض أمريكية، واكتسابه للجنسية الأمريكية بحكم المولد، فإن هذه العملية الدموية غير المسبوقة في تاريخ الجيش الأمريكي، تظهر أن ثمة أشياء ومتطلبات وتدابير أخرى مطلوبة نحو عالم المواطنة الكاملة والانتماء، قد تكفل عدم خروج عن السياق كما هو الحال في أحدث الأفعال، ولاسيما في ظل خطاب التأجيج الإيديولوجي قابع خلف كل وسيلة إعلامية بصرية وكتابية مسموعة ومقروءة، ومع هيمنة ظاهرة لاستقطاب ديني حاد يجد تبريرات كثيرة في السياسات العدوانية والتدميرية والتخريبية للنيوكولونيالية الجديدة، ولن ننسى عامل ولادة وبروز كارتلات الإفقار الأممي المتضامنة، والمتحالفة فيما بينها، والتي لا عنوان ولا هوية ولا زمان ولا مكان أو انتماء لها والتي أفرزت هذه الأوضاع الاقتصادية العالمية المتأزمة، التي تلقي بظلالها القوية، ولاشك، على قضايا الهوية والانتماء، وتلقى استجابات تلقائية ومنطقية لدى بعض الهويات والثقافات التي تقدس العنف وتؤمن به كحل لمشاكل الحياة.

وتختلف الدوافع والتحليلات وتتداخل فيما بينها، وما دمنا في المجال الطبي والنفسي، حيث لا يجب أن يغيب عن بال الجميع الجرح الأطلسي النازف المفتوح والمؤرق، في كل من باكستان والعراق وأفغانستان، بحيث أصبحت هذه المناطق كابوساً قاتلاً، لمجرد التفكير به، بالنسبة لأي جندي وضابط في القوة الأطلسية، ودماء خمسة من الجنود البريطانيين لم تجف بعد في حادث شبه مماثل، وعلى يد شرطي أفغاني في إقليم هلمند الأفغاني، فهل كان لسان حال نضال حسن يقول، وربما إنقاذاً وتعاطفاً مع زملائه: "دعني أقتلهم من ها هنا، وأريحهم من كل هذا العذاب، وأوفر عليهم مشقة الترحال ووعثاء السفر الذي سيكابدونه لا للشيء إلا ليلقوا مصرعهم هناك"؟

لا شك، أيضاً، بأن كثيرين سيرون في الرائد الطبيب نضال مالك حسن، بطلاً ومجاهداً مقداماً استطاع الانتقام والاقتصاص لمئات الآلاف من الضحايا في فلسطين والعراق، لاسيما وأنه من المستحيل اقتلاع صور الممارسات اللا إنسانية والإجرامية لجنود الاحتلال هنا وهناك، من الذاكرة الجمعية الشعبية في عموم المنطقة. كما سيراه آخرون، ولاشك مجرماً وقاتلاً، وإرهابياً وإلى آخر هذه السلسلة الممجوجة والمعروفة، وستتدفق لذلك سيول التعليقات والأقوال.

وباعتقادنا الراسخ أنه ليس هذا، ولا ذاك، وأنه ليست هناك ثمة أزمة هوية، أو انتماء، الذي هو في النهاية قضية داخلية وروحية ونفسية بالدرجة الأولى، ومن هنا، تبقى قضية الهوية والانتماء والجنسية في محصلتها النهائية روتينية وإجرائية وشكلية، كون الولاء والانتماء إحساس بالدرجة الأولى، لا يمنح ولا يوهب من أحد، غير أن ثمة أزمة وإشكالية كبرى بادية في السياسات الغربية التي أصبحت وعلى نسق واحد مع الخطاب التحريضي الصحوي، تقوم بنفس الدور، وأصبحا سبباً في العنف والتطرف والإرهاب حول العالم. وأنه من سخريات القدر أن تنتج الأضداد المتصارعة والمتناقضة "ظاهرياً"، على الساح، نمطاً واحداً، ومنتجاً فريداً وهو هذا الكم الهائل من القتل والدماء والدمار، وأن تتفق جميعها على هدف واحد وهو حياة الإنسان، وتساهم معاً في إنتاج القتلة ودعم التطرف والإرهاب. ومن هنا فنضال ليس بطلاً، وقد لا يكون مجرماً في أحد المنظورات، وهو، بالدرجة الأولى، ضحية لأولئك وهؤلاء.





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيعة قادمون
- العنصرية في خطاب المعارضة السورية
- هلِ الوحدةُ العربيّةُ ضرورية؟؟
- سوريا: انفتاح بلا حدود
- سايكس- بيكو أمانة في أعناقكم!!!
- العثور على أكبر مقبرة عقلية جماعية في العالم: دعوى عاجلة على ...
- لا للشراكة الأوروبية
- لا تعتذر يا تركي السديري
- Never Trust Them لا تثقوا بهم أبداً
- سوريا وتركيا وبدو العرب
- نعم ليهودية إسرائيل
- ثقافة الأولمبياد
- هل المساجد لله؟
- أوباما وفضيحة نوبل
- مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - نضال مالك حسن بطل أم قاتل؟