أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الشيعة قادمون














المزيد.....

الشيعة قادمون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2821 - 2009 / 11 / 6 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(قبل البدء، لا بد من إيراد ملاحظة هامة وهي إن صحت الرواية الإسرائيلية لقصة السفينة التي قيل بأنها تحمل أسلحة إيرانية لحزب الله، فإن ذلك سيكون، ومن دون أدنى شك، موضع فخر واعتزاز وتشريف لإيران ولكل مشارك بالعملية، وليس إدانة أو اتهام لها بأي حال، وكم نتمنى أن توجه مثل هذه "الاتهامات"، المشرفة لبقية ما يسمى بالأنظمة العربية التي في "بالكم"، وتعرفونها جيداً).

يقوم اليوم جزء كبير من خطاب سائد، عام وممنهج على التلويح بالخطر الإيراني والشيعي والتخويف ممن يسمون بالشيعة العرب بسبب ولائهم وميولهم الإيرانية وتحالفهم مع إيران ، ويذهب البعض لوضع ذلك في خانة الخيانة وما شابه ذلك من تعميمات. وربما سيصبح حديث الملك الأردني عن هلال شعي، كما مخاوف الشيخ القرضاوي، حقائق ملموسة.

والحق، إن النفوذ الإيراني، سياسياً ودينياً وعسكرياً، آخذ في التزايد في عموم المنطقة، ويحرز أكثر من إنجاز على صعيد الإطباق على المنطقة إيديولوجياً، وربما عسكرياً مستقبلاً، والشواهد كثيرة على ذلك في أكثر من مجال حيوي وحيز جغرافي من جنوب لبنان، إلى العراق، وصعدة، ناهيك عن "الخلايا الشيعية النائمة" في عموم المنظومة الخليجية الفارسية، التي يشكل السكان الشيعة نسبة معتبرة فيها، والتي قد لا تخفي ولاءها العلني لإيران جراء سياسات العزل، والإقصاء والتمييز والتهميش التي تتعرض لها في هذه البلدان، والخطاب العنصري التحريضي الموجه ضدهم رسمياً في وسائل الإعلام المملوكة للدولة ليس خفياً، كما أن الخطاب الديني الوقفي الرسمي الممول حكومياً، والذي ترعاه وتشرف عليه أجهزة حكومية يكفرهم ويعتبرهم روافضة وهراطقة ومبتدعة...إلخ، ويوغل في ازدرائهم والنظر إليهم باعتبارهم مواطنين درجة ثانية، ومن طبقات بشرية دونية وسفلى لا يجب أن تحظى بأي احترام، كما أن إقصاءهم عن المراكز الحساسة والوظائف العليا والهامة والحساسة في تلك المنظومة كالجيش والأمن والخارجية، يجعل لديهم تربة خصبة للنظر في ولاءات تنصفهم وتحترمهم وتعيد لهم توازنهم المفقود.

وفي حقيقة الأمر، فإن إستراتيجية تصدير الثورة المعلنة التي أطلقها الإمام آية الله روح الله الموسوي الخميني(1902-1989)، مع بدايات ثورته الإسلامية، جارية على قدم وساق منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في العام 1979، والتي كانت الحافز الأكبر لما سمي، لاحقاً، بالصحوة الإسلامية، وانبعاث براكين الفتاوى الفوضوي، وذلك عبر إطلاق أشهر فتوى أطلقت في القرن العشرين ضد الكاتب الإنكليزي الهندي الأصل سلمان رشدي مؤلف رواية آيات شيطانية الـ Satanic Verses من قبل الإمام الخميني نفسه. وقد ألهبت هذه الثورة الخمينية خيال كثيرين من دعاة وحملة المبادئ والفكر الديني، وما ابن لادن ورهطه سوى إحدى تجليات ذاك الإلهاب الذي يسكن مخيلة الحالمين، لإنشاء إمبراطوريات وممالك وإمارات إسلامية على النمط الإيراني.

وللحقيقة، أيضاً وأيضاً، فإن عامل المواطنة والانتماء الوطني لم يتبلور بعد ولم يتموضع أو يأخذ وضعه الطبيعي في معظم هذه المنظومات، كما لا زالت الانتماءات والولاءات ما قبل وطنية، وما قبل سياسية ومدنية، ناهيكم عن انتشار الديكتاتورية والاستبداد والفساد وتفاقم الظلم والإفقار الممنهج والنهب المنظم للثروات، في عموم المنظومة الشرق أوسطية، وهو ما يفتح فجوات كبيرة في الجدران الوطنية، ويحدث خلخلات بنيوية عميقة يمكن اختراقها بسهولة من قبل مغامر مثل جورج بوش، بداعي إحلال الديمقراطية واستجلاب حقوق الإنسان، أو بدواعي إقامة ممالك وإمارات دينية وأسطورية يسودها الحق والعدالة والمساواة وشرع الله، كما يزعم أصحاب التيار الديني في عملية اختراق وخلخلة البنى الوطنية الهشة والقابلة للتداعي والانهيار.

في عالم اليوم لم يعد بالإمكان تهميش أحد أو إقصائه أو النظر إليه باعتباره سقط متاع و" Second Hand"، ويغفل من الترتيبات والحسابات، ولا يمكن اضطهاد أحد أو ممارسة التمييز الديني والعرقي والثقافي ضده، فالحرب اليمنية المستعرة، اليوم، بين أبناء بلد واحد، تشكل المثال الأبرز على ذاك الاختلال العميق في البناء الوطني، والتداعي الكبير والخطير، وعلى الفجوة المواطنية الكبرى التي لم نعرف كيف ندملها بعد، والجدار المتداعي والمتآكل والذي يـُمـَكـّن أي كان من اختراقه والوصول إليه، وإحداث تلك الإرباكات والإحراجات، والتهديدات لسلامة وبقاء ما يسمى بأوطان، وهي بالقطع، ليست كذلك، من حيث النتيجة والممارسات.

لكن أخطر الأحداث قاطبة، هو ذاك الاختراق، والتغلغل الحوثي الرمزي بعيد الدلالات والقراءات في عمق الجنوب السعودي، الذي خلف قتيلاً وجرحى آخرين، لكن الجروح الأخرى في الذاكرة والقلب والوجدان، هي الأعمق والأكثر إيلاما، والمنذرة بتداعي وانهيار منظومات الأمن الإقليمية وامتداد وانتشار الحرائق الدينية، وعودتها إلى تلك البؤر التي خرجت منها، ذات يوم.

وإطلاق الأصوات لا يجب أن يكون باتجاه الخارج، وتحميله مآسي وممارسات الداخل، لا من خطر شيعي، ولا من غيره، بل باتجاه داخل لم يعد يقو على مقاومة عوامل التفتيت والتفجير الممنهج بسبب سياسات طائشة ولا مسؤولة، ولذا نرى هذه الانفجارات هنا وهناك، والتي قد لا تستثني أياً كان، وفي غير مكان. وحماية الأوطان لا تكون بتحميل أطراف خارجية مسؤولية انفجاراتها المجتمعية، بقدر ما تكون جراء إتباع سياسات، تـُعلـّي من قيمة المواطنة وقيم حقوق الإنسان، وتكرّس مبادئ العدل والأخوة والمساواة، ومن دونها، فالشيعة، كما غيرهم، قادمون، ولا محال.






#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنصرية في خطاب المعارضة السورية
- هلِ الوحدةُ العربيّةُ ضرورية؟؟
- سوريا: انفتاح بلا حدود
- سايكس- بيكو أمانة في أعناقكم!!!
- العثور على أكبر مقبرة عقلية جماعية في العالم: دعوى عاجلة على ...
- لا للشراكة الأوروبية
- لا تعتذر يا تركي السديري
- Never Trust Them لا تثقوا بهم أبداً
- سوريا وتركيا وبدو العرب
- نعم ليهودية إسرائيل
- ثقافة الأولمبياد
- هل المساجد لله؟
- أوباما وفضيحة نوبل
- مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الشيعة قادمون