أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - أوباما وفضيحة نوبل














المزيد.....

أوباما وفضيحة نوبل


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2795 - 2009 / 10 / 10 - 18:37
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


تبدو جائزة نوبل للسلام التي منحت يوم أمس بشكل مفاجئ تقريباً، للرئيس الأمريكي باراك أوباما، وعلى نحو ما، على الأقل، كجائزة ترضية، بعد خسارته المهينة في قبول ترشيح شيكاغو كمقر لأولمبياد 2016 وتبدو من هنا، كحالة تعويضية، بشكل رمزي ما، عن فشله الأولمبي لكنها تبقى في وجهها الأهم والأكبر والاهم تقديراً وتثميناً لإنجازاته الإسرائيلية ليس إلا، حتى الآن.

فالرئيس الأمريكي، وأي رئيس أمريكي، آخر، ومهما سما وعلا، فهو مجرد أسير اللوبي الإسرائيلي الذي له أياد غير خفية في هذه الجائزة الدولية. وأصبحت هذه الجائزة، كما غيرها، وثيقة الصلة بالبعد الإسرائيلي قوي النفوذ والتأثير فيها، وارتبط منحها إلى حد كبير بكل من خدم ويخدم إسرائيل، حتى لو كان مجرم حرب كمناحيم بيغن الذي أوغلت يداه بدماء الأطفال الفلسطينين، أو حتى رئيس مؤمن بالله كالمرحوم بإذنه تعالى أنور السادات، أو رئيس أمريكي سعى لتقديم خدمة العمر لإسرائيل كجيمي كارتر الذي كان له الفضل الكبير في إخراج مصر من دائرة الصراع كلياً، ويتكرر نفس السيناريو اليوم مع أوباما الذي يبدو أنه لم يشذ عن تلك القواعد "النوبلية" الصارمة حتى الآن، في "الالتزام بأمن إسرائيل"، وهذا بالمناسبة أهم وأول برنامج وشعار انتخابي أمريكي يرفعه جميع الرؤساء الأمريكيين.

ولا ندري في الحقيقة، ما هي، بالضبط، الدوافع والمعايير التي التي حدت باللجنة المختصة، واستندت عليها بمنح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي باراك أوباما، غير أننا ندرك تماماً أن لا إنجازاً ثورياً، ولا انقلاباً جذرياً، أو تغييراً جوهرياً طرأ على سياسة الإدارة الأمريكية من نواح عدة، أو أنها كانت قد تخلت عن سياسات سلفه "الصالح" بإذن الله ( على الأقل بالنسبة لعرب الاعتدال)، جورج دبليو بوش. فالملفات التي فتحها طيب الذكر لم تغلق كلها، لا بل أثبت السيد أوباما أنه خير خلف يحافظ على تراث خير سلف، ودائما من وجهة نظر الاعتدال العربية.

وبجردة بسيطة، وسريعة سندرك أن الصورة الإمبريالية السوداء لأمريكا في العالم، لم تتغير رغم شعار التغيير الكبير المطروح والذي كان الشعار الانتخابي. والرئيس أوباما لم يجر تغييراً جذرياً كبيراً في سياسة سلفه، مثلاً، إذ تعتبر رمزية وجود بيل غيتس وزير الدفاع الأمريكي الجمهوري وريث هذه الوزارة من إدارة بوش في إدارة أوروبا على أن السياسة الحربية الأمريكية باقية، ولم تتغير، ولذا لم يـُفعل الشيء الكثير حيال العراق الذي يبدو أنه دخل النفق المظلم الطويل ذاته، وما الانسحاب الرمزي إلى خارج المدن سوى حركة مسرحية تعني فيما تعني أن تترك العراقيون يقلعوا أشواكهم الخلافية بأنفسهم، كما تراجع السيد أوباما علناً، عن مهلة إغلاق سجن غوانتانامو، ويبقى السجال الحاد اليوم في أمريكا ليس عن الانسحاب ووقف الحرب في أفغانستان، بل حول إمكانية زيادة عدد القوات من عدمها، والأمر ذاته ينطبق على النفقات العسكرية، والحرب في باكستان، والأزمة مع إيران التي تقف إسرائيل وراء تسعيرها بقوة، والسياسات الأمريكية الكلاسيكية حيال الفلسطينيين هي هي، والأهم من هذا وذاك زيادة ارتماء الولايات المتحدة في أحضان أنظمة الاستبداد العربية وسلالاتها الأبدية وغضها الطرف عن الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، تحديداً، من بين الدول التي تعتبر من أوثق حلفاء أمريكا في المنطقة.

غير أن أهم إنجازين للرئيس الأمريكي هما فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، وأية واحدة منها، كافية، وهي من المواهب والمؤهلات والإنجازات التي تمكنه من نوبل. فقد تراجع السيد أوباما وبشكل مزر ومهين عن تهديده ووعيده الانتخابي لإسرائيل بضرورة وقف كافة أشكال الاستيطان، والتزامه بحزم لهذا الأمر، بما فيه النمو الطبيعي، الـ Natural Growth، كما وقف بشدة وراء منع مناقشة تقرير غولدستون الذي كان من المفترض أن يفضي إلى جرجرة زعماء إسرائيل، من مجرمي الحروب المتتالية وهم في نغس الوقت، ويا لمحاسن الصدف، من أصدقاء أوباما الأعزاء، إلى محكمة الجنايات الدولية، وما يدلل على وقوف أوباما وإدارته بكل ثقلها وراء طلب عباس إرجاء مناقشة التقرير هو ما جاء في صحيفة ها آرتس التي كشفت أن عباس هو من اتخذ قرار تأجيل التصويت على تقرير غلودستون، وذلك في "أعقاب زيارة القنصل الأميركي في القدس لمقر المقاطعة في رام الله، يوم الخميس قبل الماضي، ولقائه أبو مازن". وأشارت الصحيفة إلى أن قرار عباس جاء "دون الرجوع إلى أيّ من أعضاء اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير، أو اللجوء إلى الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض، ودون التشاور مع أحد". ونقلت الصحيفة عن مسؤولين فلسطينيين مستقلّين في رام الله قولهم إن: "القنصل الأميركي نقل طلباً قاطعاً لا لبس فيه، وبصيغة الأمر من وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، بالعمل على سحب مسوّدة القرار". وعقبـّت مساعدة وزيرة الخارجية، استير بريمر على الأمر بالقول: "نعرب عن ارتياحنا لقرار تأجيل البحث في تقرير غولدستون".

لا يبدو الأمر مغرياً أو مفرحاً كبيراً، على الأقل بالنسبة لأوباما، بقدر ما هو وضع علامات استفهام هول صلاته الإسرائيلية. ومن هنا، يبدو أنه ينبغي لأوباما أن يتلقى التعازي بدل التهاني والتبريكات بنيله الشرف النوبلي وانفضاح أمره مبكراً جداً إذ أن حماس اللجنة وفرحها به وبـ"إنجازاته" هي أكبر بكثير من طاقتها على تحمل "السر الكبير". ولا شك، أيضاً، بأن تكرار فضائح منح نوبل، وعدم غياب البعد الإسرائيلي عنها، بل تكريسه مرة بعد أخرى بحيث أصبح من أهم مستلزمات هذه الجائزة ومتطلباتها، قد أفقدها الكثير من بريقها، لا بل قد جعل منها، في اتساقها وتنميطها، ربما تهمة خطيرة، تتعلق إلى حد كبير بالولاء والالتزام بأمن وسلامة الكيان العنصري الاستيطاني الصهيوني.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأساة معسكر أشرف: ومسؤولية حكومة المالكي
- العربي الرخيص: مهزلة تبادل الأسرى
- C/V لمسؤول عربي
- سجالات وردود
- ليلة القبض على الثقافة العربية: وزراء ثقافة أم وزراء أوقاف؟
- وزراء ثقافة الطلقاء 2
- وزراء ثقافة الطلقاء
- حمار عربي أصيل!!!
- لماذا لا يستشهدون؟
- اسم على غير مسمى
- لماذا يُفرض الحجاب في الدول الدينية؟
- البكيني مقابل الحجاب والأكفان السوداء
- وإذا أنت أكرمت اللئيم تمرّدا
- الحكام أم المحكومون العرب؟
- باب الحارة: الإسلام هو الحل
- ما هي معايير الوطنية؟
- العَربُ وتهديد القيَمِ والحَضارةِ الغربية
- عبد الباسط المقراحي طليقاً
- لماذا العتب على جنبلاط؟
- هل السعودية بحاجة لمهرجان ثقافي؟


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نضال نعيسة - أوباما وفضيحة نوبل