أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - المحرقة الحوثية والحروب المنسية














المزيد.....

المحرقة الحوثية والحروب المنسية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2828 - 2009 / 11 / 13 - 13:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو أن القوات الجوية السعودية المدعمة بتكنولوجيا غربية هائلة، حديثة ومطورة، تقوم، اليوم، بما عجزت عنه الآلة الحربية المتآكلة والمتهالكة لجيش الفريق على عبد الله الصالح الذي بدا حانقاً وغاضباً، كثيراً، وهو بتهدد ويتوعد الحوثيين، بالفناء والاستئصال والتقتيل، ورفض الصلح والحوار. تلك الآلة التي ما إن خرجت من حرب إلا ودخلت في أخرى، من حروب الاستقلال، إلى حروب الجنوب والشمال، وليس آخرها هذه الحرب الحوثية الرابعة التي أفقدتها كل قوة حيوية، وربما شرعية، باتت اليوم بحاجة كبيرة للبرهان عليها.

فهذه الحرب الشاملة التي تشمل القصف العنيف والمتكرر، وعلى مدار الساعة، تنبئ، ربما، بحجم آخر للحوثيين، أكثر تنظيماً وقوة وعدة وعتاداً، غير ذاك المستسهل الذي يحاول الإعلام تسويقه، على أنهم ليسوا سوى مجرد عصابة، ومجموعة صغيرة، يمكن تأديبها بسهولة، ما استدعى تدخل قوة إقليمية كبرى مساندة لحسم الصراع. لاسيما، أيضاً، أن تناقضات واضحة برزت خلال سير المعارك والمواجهات العسكرية، حيث ذكرت أوساط عسكرية وإعلامية، في أوقات مبكرة من المواجهات، وأسهبت في تصوير عملية تطهير شاملة للحوثيين، وطردهم من الجانب السعودي لجبل دخان، ما أوحى بانتهاء المواجهة أو أنها، على الأقل في طريقها للانتهاء، غير أن حدة القصف الحالي، واستمرار الصراع، لا بل تصعيده، يفند كل تلك البلاغات العسكرية، والتقارير والتسريبات حول نهاية مرتقبة ووشيكة للحرب. غير أن ما يزيد الأمور غموضاً والتباساً، هو الأنباء الصحفية الأخرى التي تروج لطلب حوثي من السعودية لوقف حربها، وفق صياغة توحي بشبه استسلام حوثي، ورفع للراية البيضاء أمام انتصارات سعودية سهلة وتحصيل حاصل وفي متناول اليد، وما دام الأمر كذلك، وعلى هذه الشاكلة، وسننساق مع هذه المزاعم، فلـِمَ لا تقوم السعودية على الفور بتلبية الطلب الحوثي هذا، وتوعز بوقف لإطلاق النار، فارضة شروط الاستسلام عليهم، وكفى الله المؤمنين شر القتال، لولا أن الأمور حسب ما يبدو أكبر مما أشيع حتى الآن؟ ولم هذا الإمعان والاستمرار في مواصلة القصف والعمليات الحربية إذا كان هؤلاء الحوثيون هم مجرد عصابة صغيرة وفلول متناثرة، تتوسل وقف عاجلاً إطلاق النار؟

غير أن الجانب الأخطر في القضية، ربما، هو الجانب والعامل المدني والإنساني والضحايا الأبرياء الذي هم الضحية الأولى، عادة، في هكذا مواجهات وحروب، الجانب الذي تجلى، حتى اللحظة في هذا التدفق والتزايد لأعداد اللاجئين والفارين من أرض المعركة. ومع غياب الشفافية المعتادة، وعدم توفر أرقام وبيانات دقيقة، عن أعداد الجرحى والقتلى، كما الفارين، وانعدام حملات أعمال إغاثة إنسانية منسـّقة ومنظمة تنشط تحت إشراف هيئات مختصة، وتقوم بعمليات إسعافية للمصابين والنازحين، الذين يعيشون أوضاعاً إنسانية ومعيشية غاية في الصعوبة، ما قد يمهد لكوارث وأوبئة ومجاعات جماعية، قد تخرج هذه الحرب من طابعها العسكري، والمواجهة البينية، بين جماعة "خارجة عن القانون"، حسب الخطاب الرائج، وقوة إقليمية سياسية ومالية كبرى، إلى نطاق حروب الإبادة، والجرائم ضد الإنسانية، وقد لا تكون ببعيدة، كثيراً، عما عرفناه من جرائم، وحروب إبادة، في البوسنة، والعراق، وغزة، السودان...إلخ، وسط صمت عربي مريب وغريب، ووقوف المجتمع الغربي المتباكي على حقوق الإنسان موقف المتفرج واللامبالي.

لا يمكن لتلك الأوضاع الدامية الحالية على الحدود اليمنية السعودية، وبوتائرها المؤرقة، وتداعياتها الإنسانية المرعبة، من الاستمرار والتصعيد، من دون وجود أكثر من ضوء أخضر ومن أكثر من جهة، وموافقات ضمنية هنا وهناك، وفي ضوء غياب مزمن لجامعة الدول العربية وشللها وتبعيتها وربما تواطؤها، واكتفائها بالدور التاريخي ككومبارس، "لا يهش ولا ينش"، وشاهد زور على كل ما جرى من مآس وكوارث وويلات في هذه المنطقة. وإن سقوط أية ضحية أخرى، ومن كلا الجانبين المتصارعين، هي مسؤولية الجميع، والمجتمع الدولي بلا استثناء. فالحياة البشرية مقدسة ومصانة، وهي أثمن ما في الوجود، ويجب الحفاظ عليها، ويبقى الاحتكام للسلاح عملاً غير محمود العواقب، ولا مضمون النتائج، وهو ولا شك قفزة في المجهول والفراغ،.

وإنها، وكالعادة، حروب الأغنياء ضد الفقراء، وحروب الأقوياء ضد الضعفاء، التي لا يأبه بها أحد وتكاد تصبح منسية. غير أن خيار وغرور القوة، كان قاتلاً، وانتحارياً، على الدوامً، وهناك عبر، ودروس كثيرة، لا تعد ولا تحصى، في ذاكرة التاريخ، والزمان.

وربما، فقط،، عندما تضع الحرب أوزارها، وينجلي غمامها، تعرف حقيقة الوضع الإنساني، هناك، وقبلها، أولاً، حجم وحقيقة وقوة الحوثيين بالذات، التي يحاول هذا الضجيج والغمام الإعلامي الكثيف التعمية عليها، وإخفاءها، وجنباً إلى جنب، مع أزيز الرصاص.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى سعادة الأخ وزير الداخلية القطري/ المحترم:
- رسالة من إخونجي
- إلى الرفيق الأمين العام لحزب الكلكة
- أكثرُ مِن مجرّد هِلال شيعي
- خفايا نضال مالك حسن الأصولية
- معارِكُهم الحضارية
- تهديد جديد بالقتل والمطالبة بإعدام نضال نعيسة من قبل جماعة ا ...
- السعودية بين فكي الحوثيين والقاعدة
- نضال مالك حسن بطل أم قاتل؟
- الشيعة قادمون
- العنصرية في خطاب المعارضة السورية
- هلِ الوحدةُ العربيّةُ ضرورية؟؟
- سوريا: انفتاح بلا حدود
- سايكس- بيكو أمانة في أعناقكم!!!
- العثور على أكبر مقبرة عقلية جماعية في العالم: دعوى عاجلة على ...
- لا للشراكة الأوروبية
- لا تعتذر يا تركي السديري
- Never Trust Them لا تثقوا بهم أبداً
- سوريا وتركيا وبدو العرب
- نعم ليهودية إسرائيل


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - المحرقة الحوثية والحروب المنسية