أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مكافأة البرادعي














المزيد.....

مكافأة البرادعي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المعلوم تماماً أن إدارة معظم دول هذا الإقليم، وحتى تنصيب زعاماتها، في بعض الأحيان، يجب أن يحظى برضا من الدوائر الاستخبارتية النافذة في العالم، والدول الكبرى الفاعلة في السياسة الدولية. فشهادة "حسن السلوك" الدولية، والسيرة السياسية "الطيبة" المتوافقة مع التوجهات الغربية، هي من ضمن الأمور المطلوبة لإدارة بلد ذي ثقل كبير في المنطقة كمصر، التي حيدتها سياسات مبارك لمدة ثلاثين عاماً، وأخرجتها من دائرة الفعل والتأثير في المنطقة. ومن هنا، فليس لدى أمريكا وقت لتجريب أشخاص، وإخضاعهم لـ"بروفه"، وائتمانهم على "العزبة" المصرية ذات الدسم العالي سياسياً، من خارج نطاق كوادرها المجربة. أي أن كل ما يشاع عن توريث جمال مبارك، برأينا، هو رهن بالموافقة الأمريكية، لأن رجلاً "مجرباً" ومخلصاً، كالبرادعي، هو الأهم، والمرشح الأفضل بالنسبة لأمريكا، وليس بحاجة لأية تجارب لإثبات ولائه وإخلاصه، فالمغامرة ها هنا، وفي هذا الوقت بالذات، غير مسموح بها. وإن مجرد التلويح بترشيح البرادعي، حتى كلعبة في إطار إعلامي، هو إشارة أمريكية عن عدم رضا عن مبارك، أو أن صلاحية الرجل، وعمره الافتراضي قد انتهي فعلياً، وأصبح ورقة محروقة وعبئاً استراتيجياً على الأمريكيين، هم في غنى عنه، في هذه الحقبة المضطربة التي تعصف بالإقليم.

ويبدو أن الوقت قد أزف لمكافأة الرادعي وما خروجه المدروس من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا تمهيد، ربما، لدخوله قصر عابدين، فهو قد نفذ الإملاءات الغربية، لجهة العراق، على خير ما يرام، كما أنه اندفع بقوة، وحماس لا يوصف، في الحملة الموجهة ضد طهران، كما لم ينبس ببنت شفة للتهديدات التي طالت بلداً عربياً، و"شقيقاً"، وهو سوريا، وصلت حد الاعتداء على حرمة وسيادة أراضيه، وفي ذات الوقت، لم يخطر بباله أبداً أن هناك دولة في نفس الإقليم المكلف بتفتيشه نووياً، تستحوذ على أكثر من مائتي رأس نووي.

وبداية يمكن القول، لم يكن من العبث، والصدف، وجود رجل عربي ومسلم على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولمدة ثلاث ولايات متالية لخدمة وتمرير سياسات واشنطن الرامية للجم الدول العربية والإسلامية نووياً، وإطلاق يد إسرائيل، أو على الأقل عدم فتح أو التطرق لملفاتها النووية.، ومصداقية البرادعي تأثرت كثيراً بعدم تطرقه لهذا الموضوع طيلة فترة وجوده على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إذ لم يكن هناك أفضل منه للعب هذا الدور على خير ما يرام وفتح الباب على مصراعيه، لاحتلال العراق، رغم محاولته نفي ذلك مؤخراً عبر تصريحات إعلامية لا تقنع أحداً. وهو أعطى صك براءة للولايات المتحدة، كونه في الواجهة، من حيث أنها لا تستهدف العرب والمسلمين طالما أن ذراعها التنفيذية هو عربي ومسلم.

وأية مناكفات شكلية حصلت بينه وبين الأمريكان قد تكون من باب تعويمه وتقديمه للرأي العام كوجه يكون مقبولاً، وقابلاً للاستهلاك المحلي، يمتص النقمة الشعبية ويخفف من حدة الاحتقان الشعبي العام الذي خلفته حقبة الأسرة المباركية. فإذا كان السيد البرادعي مناهضاً للأمريكان Anti-American، وعروبي الهوى، كما يـُرَوّج، فهل لأي كان أن يخبرنا كيف تسنى له البقاء، فقط، لثلاث ولايات متتالية، غير مسبوقة، على رأس أهم منظمة دولية، في فترة شهدت أسخن مواجهات هذه الوكالة، وأكثرها اضطراباً وحساسية، ومهدت للغزو الأمريكي للعراق، الحلم الأكبر للتوراتيين على الإطلاق، في الوقت الذي منع مواطنه فاروق حسني من مجرد الاقتراب من منظمة لا "تهش ولا تنش"، كاليونيسكو، وسقط بدعم وتواطؤ أمريكي كما قيل في وقتها؟ إذن الرضا الأمريكي، والإسرائيلي، ربما، هما أهم ورقة يمتلكها البرادعي اليوم، وهي الورقة التي لا يستطيع أحد أن يقول لها لا لرئاسة مصر، أو يعترض عليها داخل الفريق الحاكم في مصر حين سترمي أمريكا بثقلها في الموضوع لاحقاً كما هو متوقع، وهو الذي خدم السياستين الأمريكية والصهيونية باقتدار، ومن هنا فلن تكون مهمة البرادعي، من منظور معين، سوى امتداد لحقبة مبارك لجهة الحفاظ على المصالح الأمريكية والإسرائيلية.

لقد وصلت مصر إلى شفير الهاوية، ونقطة اللاعودة، وحد الانفجار الشعبي العام، ومبارك لم يترك شيئاً، لـ"آخرته"، في علاقته مع الشعب المصري الذي أوصله للحضيض، وبات من الضروري، وربما الحكمة، خروج الأسرة المباركية، نهائياً، من حياة مصر، والإتيان بشخصية من خارج المنظومة العسكرية، والاستخبارتية، والعائلة الحاكمة، وتتمتع بسيرة مقبولة شعبياً، وغير مرتبطة بفساد الحاكم و"ربعه"، وليس هناك مثل البرادعي للقيام بهذه المهمة "الانتحارية"، على ما يعتقد.

على صعيد السياسة الخارجية، لن يكون البرادعي بعيداً جداًَ في سياساته عن الفريق الحاكم الحالي، وهو، ومن حيث المبدأ، وبالتأكيد، غير قادر على اللعب بتوازنات الإقليم الإستراتيجية، فهذه خطوط حمراء دولية قد تكلفه الكثير فيما لو فكر الإخلال بها، لاسيما لجهة الالتزام بأمن إسرائيل، وطالما أنه نفذ الأجندة الأمريكية النووية باقتدار، ويكفيه "فخراً"، أن غزو العراق التاريخي تم في عهد وولاية رئيس عربي ومسلم للوكالة الدولية للطاقة الذرية. أما على الصعيد الداخلي، فإن الإرث، والتركة المباركية، والأزمات المتراكمة، أكبر من حتى من "طاقة" البرادعي حتى لو كانت نووية التراث، ولن يستطيع أن يطعم المصريين لبناً وعسلاً بين طرفة عين وانتباهتها. أي أن الخاسر الوحيد في الحالتين، في حال بقاء مبارك، أو انتخاب البرادعي، هو الشعب المصري.

بالمطلق، ليست عملية تعويم البرادعي، سوى مكافأة ثمينة له، على أدائه الحسن والطيب، في خدمة المصالح والسياسات الغربية، والتحريض على العرب والمسلمين، قبل أي شيء آخر، وأياً تكن التطورات اللاحقة





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو اتحاد شرق أوسطي
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود
- مآذن سويسرا: أظلمة لا أسلمة أوروبا
- الفقاعات النفطية: و هشاشة المنظومة الخليجية
- السيد وزير العدل السوري/المحترم:
- فصل الدين عن البداوة
- الغزو البدوي : أطول استعمار و احتلال بالتاريخ
- دروس القومية العربية
- سوريا : ملامح طالبانية
- الله يجيرنا من الأعظم


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - مكافأة البرادعي