لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 17:47
المحور:
الادب والفن
لا يظهر قوس قزح إلا إذا هطل المطر على شمس مشرقة ...
مع أنّ النساء من الجنس الذي رخصت له الحياة الحياء و الخجل ، فقد كان لخجل "سمير " الواضح عليه سمة رجوليّة بامتياز ...
فسمير ذو الأعوام الثلاثين كان متصالحا مع نفسه تماما ، مما لم يشعرني قط بأحقية النساء بالخجل.
أخبرني قصة تاريخية بوجودها ، بالهرب منها ، بتجريمها ، و تكفيرها...
عرّف عن نفسه ب : "سمير " ..منحوس لأني مختلف ، و محظوظ جدا لأني لم أقبل دفع ثمن لاختلافي .
عندما سألته عن المشكلة التي جعلته يزورعيادتي، ابتسم بحياء :
الحقيقة ..ليست مشكلتي ، بل مشكلة من حولي ...
و بسؤاله عن عمر هذه المشكلة ، أجاب ضاحكا :
أثريّة.. لكنها لم تستهلك قط ، لم يأتي مبشّر أو نبيّ بجوازها ، لا بل جرّمت تاريخيّا و دينيّا ...اعتبرت كدولة بلا مكان و لا زمان ، لكن لدينا شعار ..قوس قزح ...
صمت "سمير" لحظات عندما قرأ فهما لما جاء من أجله على وجهي ، ثم نبهني قائلا :
لديّ ميول ، و ليس ممارسات مثليّة . ثم صمت قليلا و أضاف :
سحقا.. لقد بدأت التبرير ...ربما هي عقدة الذنب التي جاءت بي إلى هنا ، و أنا أدّعي أن المشكلة في من حولي ...
أتعلمين يا سيدتي أن معظم ممارسات الجنس المثلي يقترفها متغايرو الجنس ، هنا يكمن العار ،عندما يتفننون في الممارسات الجنسيّة حد القرف ، و تمسي عقولهم بين أفخاذهم ، ثم يجرّمون من تنطق جيناته بميول مثليّة ، و يعتبرونه هو من يشوّه وجه حضارة الغلمان ...
ثم غيّر وضعيّة جلوسه ضاما يديه إلى صدره كمن يعتصر الشجاعة ليتحدث:
في بلادنا يا دكتورة ننسى النظام في كل شيء إلا في الاصطفاف مع القطيع .. ما من أحد يجرؤ على مغادرة قطيعه ، ليس خوفا من كلب القطيع الحارس ، بل خوفا من حوافر القطيع ذاته ...
مع الزمن يمسي الانتماء للقطيع شرفا ، و تقليدا ، و صلاة واجبة ، ملعون ابن ملعونة من تسوّل له نفسه باختلافها ، أو حتى برغباتها...
تزوجت "هدى " لأبقى مع القطيع ، لكنها خلقت لي مشاكل أكثر ، فمبرراتي التي كانت تتدافع في السرير ليلا كانت تبكيها ، و تجننها. كم حزنت عليها ، وهي تقول : تراني قبيحة أليس كذلك ، أخبرني عن أيّة مشكلة في شكلي و سأذهب إلى طبيب تجميل ليصلحها .
و"هدى " جميلة جدا ، و شكلها ليس أبدا عائقا في علاقتنا الجنسيّة ، أنا الذي لا تربطني بالنساء سوى العلاقات الأخويّة ..
و لست مذنبا في ذلك ، مع أنني مجرم بكوني تزوجتها .
أول أمس اتصلت بي من المستشفى ..أجرت عمليّة تكبير للصدر...
كنت في مصيبة زواج ، أصبحت في كارثة التزام أخلاقي بها بعد ما فعلته من أجلي ، هل تملكين حلولا لكل تلك المشاكل ...
تنهد "سمير" ثم أضاف :
لست "ليوناردو دافينشي " لأرسم موناليزا تنسي الجميع أنني مختلف ، لكني أؤمن تماما بأننا سنظل نحارب الاختلاف ، لأننا لم نتصالح بعد مع أنفسنا ...
يتبع...
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟