صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 01:46
المحور:
الادب والفن
10
..... .... ... .. ... .....
زقزقاتُ العصافيرِ تغدقُ فرحاً
على حبورِ الأفنانِ
تناثرَت رذاذاتُ النَّوافيرِ
فوقَ روعةِ المروجِ
تلألأتِ الألوانُ كقوسِ قزحٍ
مسترخية بلذةٍ شفيفة
تحتَ رشرشاتِ الماءِ
غبشٌ خفيفُ الكثافةِ
كأنَّهُ تطايرَ من شفاهِ غيمةٍ عطشى
إلى اهتياجِ الأرضِ
تتعالى نوافيرُ الرُّوحِ
نحوَ جفونِ السَّماءِ
تلامِسُ بهاءَ الشَّمسِ
تضيءُ أعشاشُ العصافيرِ
وشاحَ اللَّيلِ
يعبرُ لحنُ الأرغنِ
تخومَ الوادي
حيثُ غبشُ أوَّلُ اللَّيلِ
يلملمُ مخاضَ القصيدة
خمائلُ الحنينِ تتمايلُ
فوقَ وشوشاتِ الصَّحارى
وحدُها رذاذات الموجِ
تنعشُ ظلالَ الأملِ النامي
في قلبِ العذارى
أمعنَ اللَّيلُ في أعماقِ البوحِ
سطعَ بريقُ الأماني
مهدهداً لواعجَ الذِّكرياتِ
أوتارُ القلبِ غرقى
في طيبِ اختمارِ المذاقِ
كلونِ سديمِ البحرِ
ارتسمَ بياضٌ شفيفٌ
على تكويرةِ بطنِ الغزالِ
يؤنسُ وشوشاتِ البحرِ
قلبُ عاشقٍ
طالَ انتظارهِ
لنكهةِ انتعاشِ العناقِ
حجارةٌ محفوفةٌ بالأسرارِ
ترصرصَتْ
فوقَ بوَّاباتِ العبورِ
جموحٌ على امتدادِ المكانِ
رشرَشَتْ عاشقة بوحها الدَّافئِ
فوقَ نداءِ العشبِ
جمرةُ العشقِ
تهدهدُ سكونَ العتمةِ
عبرَ القلبُ دكنةَ الوحشةِ
غيرُ آبهٍ برعونةِ الزَّوابعِ
تناثرَ ضياءُ البدرِ
فوقَ زبدِ البحرِ
هدوءٌ مندّى بالسَّوسنِ
خيَّمَ على براري الحلمِ
فقدَ السّنجابُ طريقَ الوصولِ
إلى دربِ الطَّريدةِ
تمايلت غزالةُ القلبِ
على صدرِ النَّعيمِ
تُبَلْسِمُ وجنةَ العاشقِ
من عذوبةِ القهقهاتِ
تتوغَّلُ ألحانُ النَّاي
في صحارى الحنينِ
فترقصُ الرُّوحُ
من زهوةِ الانتشاءِ
همسَ الحرفُ في أذنِ وردةٍ
جفلَتِ الوردةُ من روعةِ الهمسِ
تمنّتْ لو غفى الحرفُ
فوقَ خضمِّ المروجِ
مداعباً حبقَ الألقِ
تنمو مغائرُ غربتي
كأزهارِ الكرزِ
كأغصانِ النَّارنجِ
تحلِّقُ قبَّراتُ الحقولِ
فوقَ بكورةِ الكرومِ
حطَّتْ بلابلُ القلبِ
فوقَ جسورِ الحنينِ
غربَلَتِ الحنطةُ
تصفّيها من الشَّوائبِ
من كثافةِ الغبارِ
كيفَ اجتاحَتْ كلّ هذهِ الشَّوائب
حبّاتِ الحنطةِ
نحتاجُ غربالاً دقيقَ النُّعومةِ
ينقِّي خبزَنَا
من رمادِ الحياةِ
.... .... .... يتبع!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟