أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العراق .















المزيد.....

لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العراق .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2719 - 2009 / 7 / 26 - 09:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا زالت العواصف الرملية في العراق تمد باجنحتها السوداء لتكتم أنفاس الناس ، حاملة أطنان الاتربة لتزحف بها وبكثافة عاليه الى كافة أرجاء البلاد وبدرجات متفاوته . ولا زالت معها تنطلق أصوات المسؤولين في وزارات الري والزراعة والمعنيين بشؤون البيئة وهي تردد وبشكل يدعو للشفقة ، ما تسميه حلولا للمشكله ، معتمدة في ردودها على تكرار ذات الافكار المملة والتي لا تقترب أبدا من طبيعة ما يحدث لا من قريب ولا من بعيد .
فالساده في مديرية الانواء الجوية يدعون بأنهم لا تعنيهم أمور هي خارج نطاق صلاحياتهم الفنية والمقتصرة على التنبؤ بالحالة الجوية ولفترة لا تتجاوز ال 72 ساعه فقط ، في حين تنبري وزارة الزراعة للقول بأنها تراقب الحدث عن كثب وهي مقدمة على تشكيل لجان ستقوم أو قامت فعلا بزيارة الى ايران لاكتساب الخبرات في مقاومة ظاهرة التصحر ، أما وزارة الري فهي الاخرى ضحية للجزر الحاصل في مناسيب المياه ، ولا طاقة لها بالتصدي للجفاف الحاصل في قشرة الارض العليا ، ألامر الذي يؤدي علميا الى اثارة الغبار وهبوب العواصف الرمليه .
أما المواطن الضحيه ، فهو لا ينتظر وعلى أي حال من الاحوال أن يكون قادرا على تفسيرما هو فيه من محنة جادة تتعلق بمصيره وفي مناخ تصل درجات الحراة فيه الى حدود الخمسين ، ناهيكم عن تحالف مشكلة انقطاع الكهرباء والماء معا ليكونا بمثابة اضافات تزيد من تراجيديا الحزن واكساب المشهد مزيدا من الاسى .
كل الذين تابعت معالجاتهم للمشكله من مختصين في مجالات البيئة والزراعة والري ، ومن ضمنهم أولئك الذين تحدثوا من مواقعهم في الخارج كممثلين للهيئات الزراعية العراقيه في المنظمات الدوليه ، هؤلاء جميعا لم يقل أحد منهم بأن لب المشكله يكمن في انحسار الرقعة الزراعية في البلاد ، وعزوف الفلاحين أساسا عن احتراف مهنة الزراعه بفعل عدم توفر الرديف الصناعي والكيمياوي وكذلك الغياب الكامل لمقومات العمل الزراعي في العراق ، بحيث اصبح المنتوج الزراعي الموسمي ( وهو المعول عليه في اكساء مساحات كبيرة من الاراضي ) يستورد جميعه وبكافة انواعه من دول الجوار .
لقد كانت زراعة المحاصيل الموسميه من الخضر تغطي آلاف الكيلومترات من الاراضي وعلى امتداد الصحراء الواقعه بين محافظة البصره وحتى المناطق القريبة من بغداد ونفس الشيء بالنسبة للمناطق الغربية من العراق ، تسير معها والى جانبها فعاليات زراعة الرز ( الشلب ) وخاصة في مناطق محافظات النجف والقادسيه والمثنى ، وتشخص وبشكل بارز أشجار اليوكالبتوس المعمره مؤلفة أحزمة خضراء تطوق مراكز المدن .. في حين رفدت الدوائر الزراعية تجربة الزراعة المغطاة والمعتمده على مياه الآبار الارتوازيه وبشكل شجع الاف من المزارعين وموظفي الدوله على المساهمة في الاعمال الزراعيه .
كل ذلك اختفى وبشكل سريع بعد أن غابت الجهات الفنية ذات الخبرات العاليه لتحل محلها عناصر جل همها هو الاستفادة من عامل الوقت للاثراء على حساب مصلحة الجماهير المسحوقه ومنها جماهير الفلاحين الواسعه ، وانطلقت هنا وهناك التبريرات غير الحقيقية لما يحدث من ظواهر الاهمال الجائر للعنصر الزراعي عموما .
لقد بلغت حدود الانتاج الزراعي في العراق درجة الصفر في الكثير من جوانبها ، واصبحت السوق المحلية تعتمد في كافة نشاطاتها على المنتج المستورد تماما ، واقتلعت وبشكل مؤسف أشجار الفواكه لتتحول البساتين الى قطع سكنيه كونها اصبحت ذات مردود مادي عالي جدا قياسا بما تتطلبه اشجار الفاكهه من رعاية باهضة الثمن ، فضلا عن عدم توفر سبل تلك الرعاية أصلا وكما يحدث الان في بساتين ناحية الحسينيه في كربلاء ، وتراجعت انتاجية بساتين محافظة ديالى كثيرا بفعل التلوث في مياه نهر ديالى وعمليات التهجير القسري للكثير من أصحاب البساتين ، الامر الذي جعلهم بعيدين عن رعايتها والاشراف على انتاجها .
وساهمت ظواهر الاهمال الواسعه والتي طالت شبكة المبازل الرئيسية والفرعية سيما في مناطق جنوب العراق الى انحسار المساحات الصالحة للزراعه ، الى جانب قلة هطول الامطار وحلول مواسم صيفية جافة ترتفع فيها درجات الحرارة مما أدى بالضرورة الى غور المياه الجوفية بعيدا عن سطح التربه ، وبذلك توقفت عملية الخاصية الشعرية المؤدية الى ترطيب المناطق القريبة من سطح الارض ، كل ذلك ساهم في خلق أجواء ملائمه لاثارة الغبار وعدم صمود القشرة الارضيه الجافه أمام العواصف والرياح الشديده .
ان ظاهرة التصحر في العراق ليست شأنا سهلا أو ظاهرة عابره يمكن أن يجري تناولها بعجالات بائسه ، ويتم التظاهر بها من خلال برامج تلفزيونية يتبارى فيها القائمون على الشأن الزراعي والبيئي على اطلاق ألآراء المنقطعه عن الواقع ودون بناء حلول ملموسه ، فالمسألة تتعلق ببدايات خطيرة جدا أضحت أفقها واضحة ، وكان أولها تعرض المئات من الناس لحالات الاختناق بسبب العواصف الرملية الشديده دون ان تكون هناك أية اجراءات وقائية مضاده .
ولم يتم لحد الآن التحرك وبجد باتجاه وضع الحلول العلمية والمستندة على قراءات واقعية للجوانب الرئيسية والمؤدية الى زحف ظاهرة التصحر وبشكل لم يسبق له مثيل في البلاد .
وكمساهمة متواضعه على طريق انقاذ البلاد من هذه الحالة الخطيره ، أرى بأنه من الواجب التحرك بالاتجاهات التاليه –
أولا – الابتعاد نهائيا عن ميدان القاء التهم على الغير ، وازاحة مبدأ التنافس بين ممثلي الوزارات المعنيين بالامر ، وكأن ذلك انعكاسا للتنافس الضيق بين الاحزاب التي يمثلونها في دوائر الدوله ، فالقضية تتعلق بالمصير العام للوطن والشعب ، والجميع دون استثناء معنيون بامر حلها وبشكل عاجل .
ثانيا – الموضوع لا يتطلب نهائيا ايفاد لجان الى ايران للتحقق من التجربة الايرانية في مقاومة ظاهرة التصحر .. وما دامت الاسباب واضحه فالحلول هي الاخرى واضحة لا لبس فيها ، ولدينا من الكوادر العلمية الكفوءة وبعدد يكفي للخروج بنتائج مدروسة لما هو عليه الحال .
ثالثا – التوجه وبشكل عاجل الى اقامة دعوة مفتوحه تبلغ درجتها حدود الاستغاثة بذوي الكفاءة من ابناء العراق من اختصاصيين وفي كافة جامعات العالم فضلا عن الجامعات العراقية ، لوضع ورقة عمل مشتركه الهدف منها تشخيص الاسباب الحقيقية لهذه المشكلة الوطنية الكبرى والمساهمة في وضع الحلول الناجعة لها .. وعدم الاكتفاء بترديد اللقاءات التلفزيونية المكرره والتي أصبحت بابا مستساغا لابراز الذات يتحدث من خلالها من هب ودب واغلبهم لا علاقة لهم بالزراعة والري وعلوم التربة اصلا عدا عن كونهم مسؤولين حكوميين لا غير. فالموضوع كما أسلفت لا يحتمل التسويف والاطالة ومحاولة كسب الوقت لتأليف لجان تعقبها لجان وايفادات لاكتساب الخبرة من دول الجوار وصرف الملايين دون نتيجه .
ليس من دواعي الاخلاص لقضية الوطن أن تسيس قضية كهذه لها علاقة بحياة ابناء الشعب عموما وتعتبر بمثابة معبر سيؤدي لحدوث كارثة طبيعية لو تم اهمالها ، وليس من الوطنية أن يعاف المخلصون من اساتذة الجامعات والقادرين على ايجاد حلول مفيدة لايقاف هذا الخطر القادم بتسارع مخيف ، و ترك الامر بيد من ركبوا موجة اتخاذ القرار في شأن ليس لهم فيه باع ولا علم ولا نصيب من معرفه ، فالوقت قصير ، وثمن الاهمال وعدم التصدي لهذه الظاهرة سيكون باهض للغايه ، والجميع ممن لهم علاقة مؤسسة على مهارة فنية أو دراية علمية أو اختصاص دقيق في علوم التربة والزراعة والري والمناخ من العراقيين وغيرهم في كل انحاء العالم ، مدعوون وعلى عجل للمساهمة في انقاذ شعب العراق من ويلات ظاهرة التصحر وخطر الجفاف والموت تحت وطأة الجوع والخراب العام . وعلى جميع المتخصصين في مجال وضع برامج الاصلاح الزراعي من خلال تجارب فذة سابقه ، أن يعودوا الى سابق عهدهم في رعاية وتجديد تلك البرامج كي تعود للزراعة عافيتها من جديد كرافد مهم من روافد الحياة ، سيما وأننا نتذكر جمع من الاساتذة والذين كان لهم دور بارز وأسماء لامعه في معالجة الحالة الاقتصادية وفي مقدمتها الزراعة كبديل مهم من بدائل النفط ، ومعزز قادر على تثبيت الموازين التجارية لصالح البلاد .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم لمبادرة الدكتوره وفاء سلطان والدكتور سيد القمني في إحياء ...
- منشور خطير كاد يطيح بنظام الحكم في العراق
- أفكار حول إشكالية الهجرة من الريف الى المدينة في العراق .. م ...
- من مظاهر إنحسار الرقي العربي والاسلامي في بلدان اللجوء
- واحة من ذكريات عن مدينة كان يزهو العيش فيها .. وغدت خرابا تن ...
- بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذب ...
- سيد القمني .. مصر قالتها فيك قولة حق .. فالف مبروك .
- ألاستاذ شامل عبد العزيز .. وجهده المتميز لبيان تأثير التيارا ...
- في محافظة ديالى .. كانت لي هذه الحكايه .
- بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟
- مجتمعاتنا لم تمر بما يسمونه مرحلة الطفوله ، وأطفالنا هم مشار ...
- ألرشوة حلال .. والمرتشي له ثواب القبول .
- ألعار سيبقى هو المصير المحتوم لجبهة الفكر الرجعي المقيت .
- لمسات لشعار .. فليسقط الوطن ولتحيا المواطنه .
- متى تنتهي عهدة الانظمة السابقه عن ما يجري في العراق اليوم ؟
- وفاء سلطان .. مبضع متمرس ، لا زال يضرب في عمق الورم العربي .
- أنا والأبيض المتوسط ... والمفوضية الساميه لرعاية شؤن اللاجئي ...
- بين الانتصارات الحقيقية للمرأة في الكويت ... وزيف التمثيل ال ...
- من منكم يعرف ( صبيحه ) ... سمراء العراق ... ضحية الزمن المكر ...
- ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علين ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - لتتوحد كافة الجهود العلمية من أجل إيقاف ظاهرة التصحر في العراق .