أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حامد حمودي عباس - ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علينا أن نفعل لانقاذنا كأمه ؟؟















المزيد.....

ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علينا أن نفعل لانقاذنا كأمه ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2644 - 2009 / 5 / 12 - 09:11
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


مرة اخرى يعود الشاعر العربي الكبير أدونيس ليضعنا على شفا هوة سحيقة لو انزلقت أقدامنا
واخذتنا الى غياهبها فسيكون العدم هومصيرنا المنتظر لا محاله .. حيث كتب في العدد 2641 من الحوار المتمدن مقالا وان كان - بمثابة الرد على آخرين سبق لهم أن حاولوا رفض رؤاه بشأن ( انقراض الحضارة العربيه ) - غير أنه تابع في مقاله ذاك مساره في السعي لاثبات حقيقة هذا الانقراض ، واضعا جملة مما يبدو بانه واقع فعلا من صور التردي العربي في كل شيء .
لقد سبق لي أن كتبت مقالا في العدد 2612 من الحوار المتمدن ، بعد ان قدر لي مشاهدة عرض على اليوتيوب يظهر فيه الشاعر ادونيس وهو يصرح لمحاوره بان الحضارة العربية قد انقرضت ، ابديت فيه احساسي بارتداد حاد ، ساقني للاعلان عن خوفي الحقيقي مما نحن فيه من مأساة انسانية خطيره ، فلو أن الحضارة العربية قد انقرضت فعلا ، فلأي هدف نسعى اذن نحن الذين نملأ الدنيا ضجيجا من أجل التغيير ؟ .. ولماذا كل هذا الزحام الشديد في رؤى ، نتقاتل حولها في أغلب الاحيان في حين أن ما ننشد له التطوير هو عبارة عن جثة هامدة لا حياة فيها ، بل ولا أمل لها بالنهوض من تابوت الموت ؟ .. لمن نكتب شعرا ونسطر أدبا وننتمي لاحزاب سياسية تتعارك على طول الخط لنيل قصب السبق بالحصول على السلطه ، ولماذا نشتم بعضنا بعضا ويحمل الكثير منا السلاح وآخرون القلم ، وفريق ثالث السلاح الابيض لشدة المواجهة في سوح الوغى والجميع يعلن بان هدفه هو الاصلاح وبناء الحياة الحرة السعيدة ؟ .. انها حقيقة لا تدعو الى الفزع تلك التي نقول عنها انقراض الحضارة العربية فحسب ، بل تجعل من المتفحص الواعي ميال لارتكاب زلل حاد في السلوك تحت وطأة ضغط الاحباط ، ناهيكم عن خلق ثنائية تضطرب عندها موازين الحياة عندما يقف بموجبها ضدان لا انسجام بينهما ، وهما الرغبة في التغيير والخلق والابداع من اجل ذلك التغيير عند احد الاطراف ، في حين يدعو الطرف الاخر من هذه الثنائية الى البحث عن حضارات حية اخرى ركبت متن التقدم لاستبدالها بالحضارة العربية المتوفاة ، والتي اصبحت ضمن تحنيط ابدي على ما يبدو ولا رجاء في عودتها للحياة مرة اخرى .
انني هنا لست بمعرض التحاور مع الشاعر ادونيس حول فكرته هذه ، غير انني ومع ايماني المطلق بان ما ساقه من حجج دامغه تثبت فعلا بأن الحضارة العربية أضحت وبعد طول احتضار هامدة على دكة غسل الموتى ، مع ايماني بذلك ، غير انني اكرر ما قاله أحد المعلقين على مقال ادونيس الاخير بهذا الشأن حين قال بما معناه .. هل علينا ان ننتحر ؟ .. نعم .. لو صدقنا مجبرين في ان حضارتنا قد انقرضت ، فماذا نحن فاعلون ؟ .. أين هو من يهدينا الى سبل اخرى لا تميتنا نحن البشر بعد ان ماتت حضارتنا ؟ .. ثم .. ولكي تطمئن قلوبنا ، ترى من هو الذي قتل فينا تلك الحضارة فخرب بيوتنا وجعلنا في لجة بحر هائج من الجهل ، وتردي الصحة وانتشار الامية ، وضعة نفوس اولي الامر منا حين سرقوا اموالنا بالباطل ، وتبعثرنا في المنافي ، وغرق المئات منا في البحار حين القوا بانفسهم فيها طلبا للجوء الى دول اخرى ؟ .. من مزق فينا تاريخنا ليضع لنا تاريخا آخر على مقاسات هواه ودعانا للانحناء لمقدس وضعه لنا بنفسه فاضاع فينا كل حمية هي من صفات البشر، فلم نكتفي بقتل خصومنا بل برعنا في التمثيل بجثثهم أشنع تمثيل ؟ .. من ذلك الذي صنع لنا نواميس اخرتنا عن ركب البشرية وعلمنا كيف نصنع لانفسنا زيفا اسمه تاريخ ، وخلق لنا احداث هي عبارة عن تآمر واغتصاب وخلق فتنه ، وحروب لفرض الايمان اعقبتها حروب للرده ؟ .. من هو الموغل فينا تمزيقا الى الحد الذي جعلنا مستهلكين لا منتجين ، تحاكي غرائزنا العالم بدل محاكاته بعقولنا فعرفوا عنا باننا نكاحين اصلاء ، لا تفوتنا ولا تنطلي علينا أية حيلة في الترصد لنساء الارض، حتى نأخذ منهن ما نريد ؟ .. من ذا الذي ضرب في علومنا وتد التخلف فجائت مناهج التعليم عندنا سخيفة تنقل لنا وبشكل سمج ما تتوصل اليه مدارك غيرنا ممن نعتبرهم كفارا وزنادقه ؟ .. لماذا ومنذ ما سمي بعصر النهضة الى اليوم ، يزداد العرب تراجعا في كل الميادين كما يقول أدونيس ؟ .
انها سلسلة من أسئلة لا نهاية لها ، محركها الاساس هو محاولة البحث عن مخرج لهذا الحصار الجاثم على رؤسنا نحن المساكين ممن قدر لنا ان نعي شيئا مما يدور حولنا ولو بقدر ، فنحن ما نحن الا انصاف أموات ، وليس صحيح ذلك التفريق بين موت الحضارة وموت البشر ، فما ان تموت حضارة الا ومات البشر معها ، ولا اهمية لفارق الزمن بين الموتتين .
السياسيون يمعنون بالتفائل احيانا فيضعون لنا سقفا زمنيا يقول لنا ستسعدون بعد حين ، وما عليكم الا أن تمنحوننا بركاتكم في صناديق الاقتراع .. وفقهاء الدين يتفننون بصنع ما لذ لنا وطاب في جنات عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين منا ، وعذابات شداد للمارقين ، حتى أتى زمن نعترف فيه بأننا أناس بلا حضاره ، ونحن على ما يبدو حقا كذلك ، لان كل المعطيات الناتجة عن معادلات حياتنا تثبت هذه الحقيقه . وعندما ندرك حقيقة الموت الحضاري في عالمنا المأزوم بكل شيء مكروه ، نتيقن من اننا حقا في أزمه .. ولابد لهذه الازمة المشتدة ان تفرقنا شيعا في يوم ما بين شعوب العالم المتمدن ، العالم الذي كتب لنفسه تاريخا آخر ، وسياقا آخر في السلوك ، ونظم لنفسه برنامج حياة لا يشبه ما لدينا من تيهان مشين لا يغني من جوع ولا يوصل الى هدف بعينه .
انني التمس من شاعرنا الكبير أدونيس ، أن يمنحنا فرصة فهم السبب الرئيس في تردينا الى هذه الدرجة ، ومن ثم .. ما هو الحل الامثل لامة تسير حثيثا نحو انقراض حضارتها بعد أن شخصنا بأننا بلا حضاره ؟ .. كيف لنا أن نحس بأمن مستقبلنا ومستقبل ابنائنا المساكين والذين أصبحوا مغلوبين على أمرهم تأكلهم أرصفة البطالة ، وتعبث بعقولهم حزم ألقات وحبوب الهلوسة والرديء من الخمور ، وتمزق نفوسهم البريئة صور النساء العاريات بعد ان حرمناهم نعمة الاختلاط بالجنس الآخر تيمنا بتعاليم سلفنا الصالح ؟ . لابد لنا ما دمنا على قيد الحياة وقبل أن تفنينا أرضة التخلف أن نعرف من هو الجاني الحقيقي في موت حضارتنا والساعي لموتنا بعدها ، ولابد من دراسة مستفيضة يساهم فيها كل العارفين بخفايا الامور – ومنهم الشاعر الكبير أدونيس – الهدف منها تقصي حقيقة ما يجب علينا فعله لتوفير أسباب انقاذ ما يمكن انقاذه . حينها سنكون قد نلنا براءة من ذنب السكوت عن قول الحق ، ونلنا شرف الشهادة على طريق البحث عن الحقيقه .




#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا يعاملون نسائهم ... وبهذه الطريقة نعامل نحن نسائنا .. فه ...
- ألمشهد العراقي من خلال بيان نيسان للحزب الشيوعي العراقي .
- منابر ألفتوى ألدينية وعواقب اجترار ألتاريخ ألبائس
- تجليات فكرية من وحي الواقع .
- معهد ألفنون ألجميلة في بغداد .. مهدد بالاغلاق وتحويله الى مؤ ...
- ألمهندس سلام أبراهيم عطوف كبه .. ومحنته مع وزارة ألهجره وألم ...
- مصادر فكر ألتنوير .. وضرورات ألتوحد لكسر شوكة ألمقدس .
- الاستاذ منير ألعبيدي وعقلية ألمثقفين ألحزبيه .
- أبشروا بزيارة قريبة لامير ألمؤمنين من ضواحي أفغانستان الى أل ...
- هل حقا أن أمتنا قد دخلت مرحلة ألانقراض ؟!
- آن ألاوان لاحياء ذكرى ألخالد فهد ورفاقه ، وتأسيس متحف يحكي م ...
- أنا والامام ألعباس .. وألطواشه !
- ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رمو ...
- سيبقى ألحزب ألشيوعي ألعراقي لونا مبهرا في نسيج ألحركة ألنضال ...
- أيها ألعراقيون .. لا تستغفلكم دعوات ألمصالحة فتعودوا ضحايا م ...
- مع خالص تحياتي للمرأة ألنموذج بيان صالح .. ألمرأة في بلادنا ...
- حجر آخر ..في المياه الراكدة للحزب ألشيوعي ألعراقي .
- أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار ...
- لندع أقلامنا مجندة من أجل صنع ألحاضر وبناء ألمستقبل .. تأسيس ...
- متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - حامد حمودي عباس - ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علينا أن نفعل لانقاذنا كأمه ؟؟