أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - الاستاذ منير ألعبيدي وعقلية ألمثقفين ألحزبيه .















المزيد.....

الاستاذ منير ألعبيدي وعقلية ألمثقفين ألحزبيه .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل أن أشرع بالكتابة حول موضوع أثاره الاستاذ منير ألعبيدي في مقاله المعنون ( ألمثقفون والعقلية الحزبيه ) والمنشور في العدد 2640 من الحوار المتمدن .. وجدتني مرغما وتحت تأثير احترامي الشديد للشاعر والاديب وصاحب الهوية الوطنية المعروفه ابراهيم البهرزي أن اعرج على تعليقه المثبت على هامش ذلك المقال ، حيث آلمني جدا أن يكون هناك ما يدعو لكل هذا التطير المشحون بعدائية مسبقة تسوق احيانا لبناء افكار هي في حقيقتها بالضد من مبدأ المحافظة على عنصر التروي والهدوء في معالجة هكذا مواضيع حساسه ، اذ أنني وبتكرار أسفي لم أجد في تعليق الاخ البهرزي غير اشارات تتسم بالحدة غير المبررة والمبنية على آثار علاقة شخصية بينه وبين الحزب الشيوعي العراقي الى الحد الذي جعله يتذمر حتى من تسمية أحدهم والذي غنى خلال الاحتفالات المقامة بمناسبة ذكرى التأسيس الخامسة والسبعين في بساتين الهويدر بمطرب الحزب .. مع أن هذا ألامر لا يرقى الى اعتباره مثلبة يحاسب عليها رفاق الامس ولا يمكن اعتبارها جدية في الحوار والمساهمة في عملية التحديث ، بل وليس له علاقة بموضوع الاستاذ العبيدي أصلا .

لقد كتبت كثيرا عن ضرورة قيام الحزب الشيوعي العراقي بمراجعة جاده لطبيعة موقفه من العملية السياسية الجارية في العراق ، وكان توجهي في طرح افكاري على الدوام لا تهدف لعقد مناقشة فكرية تتعلق بمنهج الحزب الفكري او التنظيمي لعدم امتلاكي لهذا الحق باعتباري خارج التنظيم ، غير أنني ومعي الكثيرون ممن يحرصون على سمعة وتقدم جبهة الفكر اليساري عموما ، سعيت ولا أزال الى أن يعتمد الشيوعيون في العراق اسلوبا يعكس للجماهير المسحوقة والمتضررة من جراء العسف المستشري اقتصاديا واجتماعيا والمسلط من قبل احزاب الاسلام السياسي صاحبة الحظ الاوفر في السلطه توجهاتهم للوقوف الى جانب ابناء الشعب وبشكل لا يوحي بالخوف او التردد ، الامر الذي يجعلهم في موقعهم الطبيعي وليس في موقع المتفرج والبعيد عن مراكز القرار. هكذا باعتقادي يجب أن تتم محاورة الجهة التي كنا ولا نزال ننتمي الى نهجها فكريا وهو ما نصرح به جميعا ، لا أن تأخذنا المواقف الشخصية الى ابتكار الشتائم والاتهامات .

وأعود ثانية الى لب الموضوع الذي طرحه الاستاذ العبيدي في مقاله ، لاطرح عليه جملة من التساؤلات بقصد طلب المعرفة لا غير ، ما علاقة الحزب الشيوعي العراقي باسقاط الجنسية عن مبدعين عراقيين وفي كل الفترات التي حدث فيها ذلك .. ألم يكن أغلب من عمدت السلطة الى اسقاط جنسياتهم هم من المحسوبين على أنصار هذا الحزب ان لم يكونوا من أعضائه ؟ .. ثم .. ان كان ليس من الطبيعي أن يصار الى التقليد الاعمى لسياسة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وعكس مظاهر تلك السياسة على واقع بلداننا ، فلماذا اذن يصبح من المشروع اسقاط ما جرى لسولجنستين من حيف على موضوع السياب العراقي مع الاختلاف الواضح في القضيتين ؟ ..

انني ومن خلال معلوماتي المتواضعه والتي قد لا ترقى الى سعة المعلومات المتوفره لدا الاستاذ العبيدي ، استطيع القول بأن كافة المراحل التي مر بها الحزب الشيوعي العراقي عبر تاريخه الطويل لم يكن موقفه من المبدعين على اختلاف مشاربهم غبر انهم مراكز لاستثارة الجماهير وتحريضهم على ركوب موجة التصدي للانظمة الجائرة ، فكانت الاغنية .. والنشيد.. واللوحة والشعر الفصيح والقصيدة الشعبيه ، وكانت الاهزوجة الفلاحية المعبره .. ولمعت العشرات من الاسماء الفنية والتي بقيت رغم قدم تاريخها وحتى بعدها عن الساحة العراقية عالقة في اذهان الناس شيوعيين كانوا ام غيرهم من الوطنيين المنتمين الى تيارات فكرية اخرى ، ومن المؤكد بان الاستاذ العبيدي يحمل في ثنايا ذاكرته عددا لا يستهان به من هؤلاء الافذاذ يحفظهم عن ظهر قلب لم يكونوا منتمين تنظيميا للحزب الشيوعي وقفوا معه في خندق واحد ، وتحملوا سوية مع اعضائه المنتمين قساوة الاجراءات التعسفية من قبل السلطات الغاشمه وعلى مر تاريخ العراق السياسي .
وكي انتفع اكثر من حيث المعرفة .. اسأل عما سأل عنه زميلي الدكتور عدنان عاكف فيما يخص قضية السياب ، أين هي دلالات الموقف الشائن للشيوعيين العراقيين من الشاعر بدر شاكر السياب ؟
وهل خضع السياب لفحص المتخصصين من " أدباء " و " فنانون " لديهم في الغالب مواهب متواضعه ومراكز حزبية مرموقه يستعملونها لتأويل القصائد واللوحات والنتاجات الابداعية تأويلا سياسيا عقائديا .. كما يقول الاستاذ منير ؟ .. أم أنه ضحية الحسد والغيرة ومحاولة الاسقاط كما يقول ايضا ؟ .. ألسياب شاعر كبير كتب لوطنه وترجم مشاعره الانسانية الذاتية ، وكان له انتماؤه السياسي المعروف ، واختلف مع هذا الانتماء واسباب هذا الاختلاف هي معروفة أيضا ، ولكنه لم يخضع لابتزاز أية جهة سياسية من ناحية التأثير على قيمته الابادعيه ، ولم تكن أية جهة بعينها قادرة على أن تضع السياب في غير موقعه الفني والابداعي ، وسيرته لا زالت معروفة في العراق والعالم ، وما يشار الى تحولاته الفكرية ومواقفه السياسية لا يعني الانتقاص من قيمته الابداعية بأي شكل من الاشكال ، وتبقى محاورته سياسيا بعيدة كل البعد عن عقد النية لقتل تاريخه وشعره وفنه الاصيل .

يبقى أن أعود مرة اخرى لاتفق مع الاستاذ منير العبيدي بأن ( مشاكل اليسار أغلبها داخلي ، ولم تكن العوامل الخارجية سوى عوامل مساعده كما ينص على ذلك منهج ماركس نفسه ) .. وهو ما يجعلني أؤكد ثانية بعدم جواز الاعتماد على طبيعة الصلة بين المثقف الروسي والسياسي في روسيا خلال حقبة تاريخية معينة والقياس بموجب هذه الصلة على نفس العلاقة بين الحزب الشيوعي العراقي والسياب ، ناهيكم عن أن للحركة الشيوعية في العراق نواميسها الخاصه من حيث سبل النضال لم تكن تماثلها أية سبل لذات الحركة لا في الوطن العربي ولا في العالم ، كون أن النظام المتسلط على رقاب العراقيين ولفترة طويله لا يوجد شبيه له في تصديه للحرية والديمقراطية والحقوق المدنية أي نظام آخر ، ومن هذا المنطلق كان للحزب الشيوعي العراقي صلته المتميزة بكافة المبدعين العراقيين سواء كانوا منتمين تنظيميا له أم أصدقاء ومناصرين ، ويكفيني القول هنا بأن هذه الصلة الحميمية أصبحت وبمرور الوقت لا يحكمها غير الثقة المتبادلة والمبنية على أسس الايمان بقضايا الوطن لا على مباديء الانتماء الحزبي وحسب .

ويحق لي ولاخرين ان يفهم ماذا يريد الاستاذ العبيدي والاستاذ البهرزي بالضبط من الحزب الشيوعي العراقي ، اذ انني واحد ممن أضاع خط الشروع لبناء أية فكرة محدده لما يطالبان به من خلال كتابات تبدو جلها عبارة عن عدم الرضا عن أي شيء ، وفي نفس الوقت أشير عليهما كأثنين ممن ضحوا من أجل تحقيق الاشتراكية ونصرة الفقراء في بلادنا أن يعودا الى محاكمة الاشياء بمنطق يبتعد عما من شأنه أن يتيح ( للاميين من الحزبيين ) الاساءة لهم وللثقافة عموما .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبشروا بزيارة قريبة لامير ألمؤمنين من ضواحي أفغانستان الى أل ...
- هل حقا أن أمتنا قد دخلت مرحلة ألانقراض ؟!
- آن ألاوان لاحياء ذكرى ألخالد فهد ورفاقه ، وتأسيس متحف يحكي م ...
- أنا والامام ألعباس .. وألطواشه !
- ألشيوعيون في العراق .. رموز نضالية عالية ألشأن لا تطالهم رمو ...
- سيبقى ألحزب ألشيوعي ألعراقي لونا مبهرا في نسيج ألحركة ألنضال ...
- أيها ألعراقيون .. لا تستغفلكم دعوات ألمصالحة فتعودوا ضحايا م ...
- مع خالص تحياتي للمرأة ألنموذج بيان صالح .. ألمرأة في بلادنا ...
- حجر آخر ..في المياه الراكدة للحزب ألشيوعي ألعراقي .
- أحمد الامير في قبره .. لا زال ينتظر مع ألجواهري ورفاقه قرار ...
- لندع أقلامنا مجندة من أجل صنع ألحاضر وبناء ألمستقبل .. تأسيس ...
- متى نستطيع رؤية نور في آخر ألنفق ؟؟
- سلام عادل ورفاقه ألميامين .. ليسوا بحاجة لاعادة ألاعتبار ، و ...
- مرة أخرى ... حول حق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج !
- ألمرأة ألعراقية وأمنيات ألدكتور كاظم حبيب .
- أين نحن وحق ألمرأة بامتلاك علاقات جنسية قبل ألزواج ؟!
- ألمرأة في البلاد ألعربية وألعراق خصوصا ليس لها تمثيل في ألبر ...
- لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - الاستاذ منير ألعبيدي وعقلية ألمثقفين ألحزبيه .