أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟














المزيد.....

بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2683 - 2009 / 6 / 20 - 08:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يبدو أنني ، قد أصبحت مثار غضب من لم يعجبهم مساري الفكري ، مما اضطرني لتغيير بريدي الالكتروني مرتين خلال اسبوع واحد ، فعذرا للحوار المتمدن أولا ولاحبائي من القراء ثانيا ، وعسى أن يكون الامر قد بلغ استقرارا يمنحني حرية الكتابة والتواصل دون مشاكل .

في ذات السياق ، فانني بدأت أحس بعمق تلك الاشكالية المخزونة في دواخل من لا يرضيهم أن نشم عطرا من صنف آخر ، ويضايقهم تعمدنا – نحن عشاق الحياة – في ان نسلك سبل الجديد عند أي منعطف من دنيانا المليئة بمطبات الحزن المزمن .. ففي كل صفحات التاريخ العربي هناك ممن سجلت اسماؤهم في خانة المجون في السلوك والتفكير ، والمصيبة ان الكثير من هؤلاء قد اصبحوا ظاهرة تطلبت من المعنيين بدراسة الحالات المتميزه في سابق الازمان ، ان يتوقفوا عندهم بالدراسة والاستذكار ، بل ووجدت لهم من خلال مجونهم ذاك طفرات بارعه من الشعر والادب والغناء والرسم وحتى الخروج عن المألوف ، حينما شتموا المقدس واعلنوا كفرهم به على رؤوس الاشهاد .

كل مراحل التاريخ العربي حملت لنا صورا من العصيان الفكري المؤطر بحالات من التمرد .. وفي اغلب الاحيان يبدو ذلك العصيان هو الاكثر جدوى في بناء اركان الحياة ، لعلها حكمة ذات معنى تلك التي تضع العاصين على محيطهم في مواضع الصواب في القرار ، أم أن مقولة كل ممنوع مرغوب هي التي تحكم ظواهر كهذه ؟ .. لست أدري بالضبط .

ألمهم في الموضوع هو أنني أحس بالاختناق حد الشعور بالاقتراب من حالة الاغماء ، كلما انفردت مع نفسي وأنا أبحث عن معنى لحياة لا يعمرها الفرح الانساني المشروع ، وليس الفرح الموصوف بالنزق الاخلاقي من قبل دعاة الفضيله .. فأنا محاصر حتى الموت بمن لا يريدني حيا ولا ميتا ليهنأ بعذاباتي المستديمه ، ويتوعدني بالخلود في نار الله الموقدة لو تحقق لي موتا وبطريقة ما .. وأجدني في كل لحظة تغمرني مشاعر حب الاستفسار .. لماذا الموسيقى حرام ، والرياضة في الهواء الطلق خروج عن نواميس الهيبة وضربا من ضروب عدم الوقار ، ولماذا لا استطيع ممارسة حركتي اليومية استجابة لمتطلبات جسدي كما أشاء ، ولماذا علي أن احتسي البيرة الاسلامية الخاليه من الكحول رغما عني بحجة الحفاظ على صحتي وكرامتي ، ولماذا أحرم من السفر اينما أرغب ، وتمنع عني امكانية ارتياد ملاهي الليل ، ولماذا لا استطيع التمتع بمناظر زهر الحدائق دون ان ترقبني عيون الباحثين عن الزهد في الدنيا ، ولماذا علي ان اتلبس بلبوس الحزن وعدم التجرؤ على الابتسام في المحافل العامة .. لماذا قدر لي أن أكون مشاعا لنواميس سنها غيري وحاد عنها بارادته ليمارس العهر كما يريد ، في حين يمتشق سيفه ليحز رقبتي كلما رغبت بان امارسه على هواي ؟؟؟؟

ثم .. لماذا فرضوا علي وطنا لا يريد الاعتراف بي مواطنا .. ولا يرضى بهويتي .. ولا يعترف بجواز سفري .. ولا يدافع عني حينما يغتصبني غريب ؟؟ .. وطني .. ذلك المعتوه من بين كل الاوطان .. لا يرضى ان ينام في احضان دجلته وفراته ، ولا يهوى غير النار والدمار .. يمعن في نفسه وسكانه خرابا على طول الخط ؟ .. وعندما أفر والقي بعناوينه في أي بحر، يصرون على انتسابي اليه قسرا كي أموت فيه وتحت ظلال سجنه الكبير .

ترى .. هل هناك دنيا غير دنيانا هذه يمكن ان يكون لها معنى آخر يحمل فرحا وسعادة وتواصل بريء بين البشر ؟؟ .. وان لم تكن .. فما معنى ان يتم خلق دنيا تعمرها التعاسة والموت جوعا والقضاء تحت ضغط شضف العيش ؟؟ .. ما معنى ان تبقى بلادي رغم ما فيها من منابع المياه والنخيل والمعادن الثمينة ، وكل ما يقصونه على مسامعي من تاريخ يقال عنه بانه مجيد ، سابحة بدماء الارهاب والاحتلال والتهجير والقتل العمد ، وتسود فيها كل مظاهر التشرد والفناء ؟؟ .. ما معنى أن يموت كل الاصدقاء ، ولا تحمل مدينتي أي معلم من معالم التواصل البشري الحميم ، وما تبقى لي ، ومن حولي فقط ، هو تلك الوجوه الغريبة والتي لا تعرفني بحكم فرق السن ، فأبدو غريبا لا يتقبلني جيل باكمله ؟ ..

أين المفر ؟؟؟؟ .. ومتى الخلاص ؟؟؟ .. من أباح لهذا العالم أن يقسم نفسه الى ثلاث عوالم ، ولماذا اختارني وابنائي أن نكون ضمن أسفل درك فيه ؟؟ .

اذن .. ولكي أبقى حيا ، فلابد لي بأن أكون متأهبا لركوب هول غير المسموح به ، أكفر بكل القيم البائسة ، والتي وضعها لي فلاسفة الفكر الجبان ، حينما أمروني بالزهد والبقاء في دائرة الحرمان بحجة نصرة الفقراء .. حتى الفقراء يخذلون من ينصرهم ويذبحونه على دكة الوفاء لمقدسات السماء غير العالدلة أبدا .. انهم يذرفون الدموع على حالهم من جانب ، ويقبلون ايادي مستغليهم ويصفقون لهم من جانب آخر .. وما من باغي ولا متجبر أو طاغيه الا وكان سلم صعوده هم الفقراء .. هكذا هي اللعبة السمجة ، ولم تزل تدور احداثها حتى اليوم والى نهاية غير معلومه .

ومن يستنكر علي ارتكاب حماقات كهذه ، عليه أن يدلني على سبيل أقصر كي أعيش ، وعليه أن لا يشير علي ابتداء ، بأن أموت تحت وطأة الوهم الكبير بأن الله هو الرزاق العليم .. أو أنني علي الانتظار حتى يقذف في فمي كسرة من افضاله ذلك المتنعم بخيرات لي حق فيها معه قبل ان أكون متلقي للفضلات .. أو أنني علي الصبر والى حين يتحقق الحلم الكبير بحلول نتائج ثورة لا زالت في رحم المجهول ، ولا نعلم لها زمنا ستحل فيه لتعلن خلاصنا جميعا من العيش بين الحياة والموت في الدرك الاسفل من العالم .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجتمعاتنا لم تمر بما يسمونه مرحلة الطفوله ، وأطفالنا هم مشار ...
- ألرشوة حلال .. والمرتشي له ثواب القبول .
- ألعار سيبقى هو المصير المحتوم لجبهة الفكر الرجعي المقيت .
- لمسات لشعار .. فليسقط الوطن ولتحيا المواطنه .
- متى تنتهي عهدة الانظمة السابقه عن ما يجري في العراق اليوم ؟
- وفاء سلطان .. مبضع متمرس ، لا زال يضرب في عمق الورم العربي .
- أنا والأبيض المتوسط ... والمفوضية الساميه لرعاية شؤن اللاجئي ...
- بين الانتصارات الحقيقية للمرأة في الكويت ... وزيف التمثيل ال ...
- من منكم يعرف ( صبيحه ) ... سمراء العراق ... ضحية الزمن المكر ...
- ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علين ...
- هكذا يعاملون نسائهم ... وبهذه الطريقة نعامل نحن نسائنا .. فه ...
- ألمشهد العراقي من خلال بيان نيسان للحزب الشيوعي العراقي .
- منابر ألفتوى ألدينية وعواقب اجترار ألتاريخ ألبائس
- تجليات فكرية من وحي الواقع .
- معهد ألفنون ألجميلة في بغداد .. مهدد بالاغلاق وتحويله الى مؤ ...
- ألمهندس سلام أبراهيم عطوف كبه .. ومحنته مع وزارة ألهجره وألم ...
- مصادر فكر ألتنوير .. وضرورات ألتوحد لكسر شوكة ألمقدس .
- الاستاذ منير ألعبيدي وعقلية ألمثقفين ألحزبيه .
- أبشروا بزيارة قريبة لامير ألمؤمنين من ضواحي أفغانستان الى أل ...
- هل حقا أن أمتنا قد دخلت مرحلة ألانقراض ؟!


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟