أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذبة بالاستقلال .. لا زلنا نبحث عن حل !















المزيد.....

بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذبة بالاستقلال .. لا زلنا نبحث عن حل !


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2696 - 2009 / 7 / 3 - 09:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انه لمن دواعي الغبطة أن ينشط ألبعض من كبار كتابنا ، ومن خلال موقع الحوار المتمدن ، في محاورة شأن هو ليس بالجديد على ساحة الحوار في منطقتنا ، بقدر كونه مثار اهتمام شرائح واسعه من الاجيال الحاضره ، تلك الاجيال التي بدت وكأنها أكثر حصة مما بلغته امتنا من هوان ، ولا يهم ان يكون ذلك الهوان هو من صنع الشعوب ام الحكومات ام الجن الازرق .. الحال التي بلغته شعوبنا أضحت وبشكل مريع تشكل ظاهرة أصبحت شبه مسلم بها من التردي والحركة باتجاه الخلف والاصرار على الاحتفاظ بكينونة الجمود ، أمام غليان مهيب تصدره تلك الحركة المهولة للمجتمعات المتقدمه وبلا انقطاع .

أعود لاقول بانه من دواعي الغبطة أن يبادر مثقفونا بركوب موجة الحوار بهدف الولوج الى اعماق المشكله ، وتقليبها وتفحص مكامنها البعيدة والقريبه ليعينوننا من خلال افكارهم الثاقبه على تحليل لوحة اختلطت علينا الالوان فيها وبشكل كبير .. ومن الجدير بالملاحظة في خضم هذا الكم الكبير من الافكار والآتي من مصادر لا يستهان بها من الكتاب غير العاديين ، هو أن المسألة في مجملها أضحت منحصرة في حيز المساجلة الشخصية أكثر من كونها حوار يهدف لبلوغ الحقائق المرتجاة .. وكي أكون أكثر وضوحا ، فأن مقالي السيد مختار ملساوي والسيد ابراهيم البهرزي والمنشورين في العدد 2694 .. الاول كان بعنوان ( شامل عبد العزيز والاستعمار ) والثاني بعنوان ( فلنترك اليهود .. ونقارن بين البعير .. والفيل والتنين ) قد شكلا منطلقا لتلاقح الكثير من الرؤى لمعالجة معاني أصبحت ذات دلائل مشوشة في اذهاننا نحن الباحثين عن تفسيرات مقنعة لما نحن فيه من حال لا تسر .. ولكن .. وللاسف ، فقد افقدتنا تلك اللحظات التي بدت فيه بعض الاتجاهات في الحوارمتشنجة وبشكل أفقدنا لذة المتابعه لشخصيات هم ممن ننتظرهم على نار، كي نتلقف منهم شذرات ما نحن بحاجة اليه من تحليلات جلها منطقية للاشياء ، حتى اضطر البعض ، وتحت تأثير الغضب الطاريء ، الى الاشارة للتعليقات لا باسماء اصحابها ، بل بارقام تسلسلها على هامش المقالات .

القضية واضحة لا لبس فيها البته ، أمتنا قد فقدت قدرتها على الحركة بين الامم ، وأصبحت مدعاة لعدم الاهتمام حتى من قبل اعدائها التقليديين ، كونها أضحت وبمرور الوقت لا تعدو عن كونها تجمع من شعوب تضمها بلدان مسماة لها موقع على الخارطه .
أمة لا تنتج بل تستهلك ، تستقبل القوانين لتطبقها على نفسها من دون ان تكون لها أية قوانين خاصه ، دساتيرها موضوعة من خارج حدودها ، لغتها غير محكية لا يمكن التفاهم بها بين شعوبها فهي مبعثرة بين لهجات محلية تبدو وكأنها رطانة اجنبية وليست عربية واحده .

ألمجد الذي لا زلنا نحمل ضنا بأن الاوائل من امتنا قد شيدوه لم ينكره حتى اعدائنا التقليديين ، فضلا عن أننا لم نترك حائطا من مبانينا ولا شارع من شوارعنا ولا حتى واجهة لمحلات بيع الحلوى الا وكتبنا عليها شيئا من ذلك الارشيف ( العظيم ) .. وبقيت المسألة حمالة أوجه ، منها هو أن ( المستعمر ) لا زال طامعا فينا وهو الذي سعى بنا باتجاه ما نحن فيه ، ومنها هو أننا نحن الذين ساهمنا في وضع انفسنا في ما نحن فيه حينما أعنا المستعمر على أنفسنا ، وبين هذه وتلك .. ماجت شتى الافكار ، وتنازعت شتى صنوف التوجهات والمعتقدات ، في حين لم يتشجع أحد ولحد الان ، على حد علمي ، الا القليل في أن يقول .. طيب .. ماذا علينا أن نفعل كي نخرج من هذه الدوامة المقيتة ؟ ..

قبل فترة قا م الاستاذ شامل عبد العزيز بعرض نص لمقابلة اجريت مع الدكتوره أحلام حسب الرسول وهي ناشطة نسوية سودانيه ، قامت السلطات بايداعها في مصحة عقلية كونها قد أعلنت رأيها بقوة وشجاعة متميزه ، وزعمت بأن الشعوب العربيه وكحل امثل لأزمتها المزمنه لابد لها بالعودة الى عهود الانتداب القديمه ، وبغض النظر عن موقفي مما ذهبت له تلك المرأة الشجاعة من آراء ، فقد أثارت في نفسي الكثير من التداعيات الفكرية متجسدة في حزمة من الاسئلة والتي اختصرتها في مقال نشر في موقع الحوار المتمدن بعنوان ( تجليات فكرية من وحي الواقع ) .
وكان موضوع حيرتي على الدوام هم ذلك الاصرار الغريب على التفاني في سبيل اظهار تجليات عافها التاريخ مسجلة في صفحاته ليضع عليها شارة الحفظ كونها أضحت يتيمة فقدت كل ما من شأنه ان يبقيها حية وتمتلك عنصر الديمومه .. اذ ما الفائدة حقا من التمسك بتراث حتى ولو كان متقدما في حينه لنبرر خيبتنا في كل شيء ؟ .. أليس من حق البعض ، ولنقل ممن يحملون في نفوسهم يأسا غير مرحب به من قبل المتفائلين ، أن يذهبوا لقراءة الواقع من طرف أكثر تلبسا بالمنطق ويقرروا بأن عهد الاستعمار كان افضل بكثير من عهود اطلق عليها بعهود التحرر الوطني من ربقة الاحتلال والهيمنة الاجنبيه ؟ .. آخذين بنظر الاعتبار ما حل بشعوبنا من ويلات فاقت كل تصور على أيدي وطنيينا ودعاة الاستقلال في بلداننا ؟؟ ..

لقد حكى لي احد الاصدقاء الجزائريين قصصا مروعه عن رؤوس كانت تعلق فوق اعمدة الاسواق العامه وهي تستقبل المتسوقين واصحاب المحلات فجرا وكأنها تقول لهم هاكم ثمرات كفاحكم ضد المستعمر الفرنسي ، ولا بأس في ذلك ما دمنا نحن مواطنيكم ولا ننتمي لعهد الاحتلال ، والاستاذ مختار ملساوي لابد وان يكون اكثر دراية مني في هذا المضمار، في حين قصصت أنا له بعضا مما كان عليه شعبنا في العراق طيلة فترة تحرره من مستعمريه من ابشع مظاهر العسف البشري البغيض ، ففي عهد الحكم الملكي المعروف بلا وطنيته حسب تعاليمنا المدرسية حينما كنا على مقاعد الدراسة الابتدائيه ، اتذكر بانني كنت اكلف وانا طفل بارسال وجبات العشاء الى الموقوفين من الشيوعيين والمرسله من قبل اهاليهم في الحي الذي نسكن فيه ، وكان من بينهم اقارب لي ، لاجدهم في حال لا يمكن ان يقاس عليه حال امثالهم في جميع العهود الجمهورية المتعاقبه ، فحين قدر لي ان اكون أحدهم فيما بعد وعلمت كيف يقوم الجلاد الوطني
باطعام لحم البشر لبشر آخر ، وكيف يقوم بارغام السجين على ان يلحس حذائه بلسانه ليلمعه وبدم بارد ، وحينما شاهدت بأم عيني كيف ان فرق الاعدام والتي هي من تشكيلات الجيش الوطني ايضا وهي ترمي بالرصاص اجساد الجنود المتراجعين من ساحات معركة مفروضة عليهم قسرا وبدون هدف بعينه ، وعندما بادرت جميع دول الاتحاد الاوروبي لاطفاء ديون شعب العراق جراء معاركه لثماني سنوات لنصرة جيرانه ودفاعا عن البوابة الشرقية للوطن العربي كما قيل ، في حين لم تبادر أي دولة عربية جاره من اطفاء تلك الديون .. ارغمت على التوقف عن ذلك الترديد الببغائي بشتم عهود الاستعمار والنيل من سمعة دوله بلا تروي ولا حساب .

ان الدماء تغلي في عروقي وأنا استحضر المئات من صور الاجرام اللاانساني كانت احداها بحق طفل رضيع أصر الطغاة ، وفي عهد من عهود التحرر من الاستعمار على القائه من فوق السلالم امام ابيه وامه لارغامهم على الاعتراف ، وعلى ماذا ؟، على الانتماء لصفوف حركة وطنية كابدا أعضاؤها الكثير من التضحيات في سبيل استقلال الوطن من الاستعمار وحكامه العملاء للاجنبي ! ناهيكم عن ذلك الخراب العام في بنية الوطن ونهب امواله العامه والاستهانة بكرامة مواطنيه ... انها اوضاع (منيله بستين نيله ) كما يقول اخواننا في مصرتلك التي نعيشها منذ ان اعلنت قواتنا المسلحة الغيوره في فجر ثارت فيه على الملكية والاستعمار، وكتبت لنا بعدها تاريخا على هواها وتعلمنا اناشيد الهتاف للعلم والوطن المفدى حيث لا علم لنا ولا وطن . والمصيبة الكبرى هي أننا تبعثرنا في بلدان رعتنا فيها حكومات ذات البلدان التي كنا نصفها بالمستعمرة والمحتله .

لا شأن لي بالتراث .. ولست متخصصا في عوالمه .. ولا ارغب في أن أكون محللا سياسيا وسط هذه الهبة العنيفة من التحليلات ، غير أنني سابقى ازاحم في ضجيجي كل محاولات الدوران على الحقيقة المرة التي نعيش ، كي افهم .. ماذا علينا ان نفعل كي نخطو اول خطوة على طريق السلامه ؟ .. كيف لنا بأن نستثمر أملا وجدته بارقا في سطور الكثير من الكتابات الواعيه وهي تضعنا امام بصيص من نور ؟ .. كيف لهذه الامة المعدمه والتي مات ثلاثة ارباع جسدها أن تعود لها الحياة ؟ .. ماذا علينا أن ننتظر ونحن تنسلخ عنا مشاعرنا بأن لنا أوطانا فتلهبنا الشمس المحرقة على ابواب سفارات العالم طلبا للجوء ؟ .. متى يقدر لنا أن نعاف بعيرنا لنركب دابة اكثر تطورا قبل ان نلحق بالفيل والتنين كما يحلم الاخ ابراهيم البهرزي ؟ ..

لا مفر ايها الساده من حقيقة واحد تواجهنا جميعا .. وهي أن أمتنا تحتضر وفي نزعاتها الاخيره ، والنواح على جسدها المسجى امامنا لا ينفعها في شيء عدا عن كونه ملهاة تكسب ملك الموت وقتا لقبض روحها على مهل ، وما علينا الا المساهمة في عملية البحث عن العلاج بعد ان اتفقنا جميعا على تشخيص العله .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد القمني .. مصر قالتها فيك قولة حق .. فالف مبروك .
- ألاستاذ شامل عبد العزيز .. وجهده المتميز لبيان تأثير التيارا ...
- في محافظة ديالى .. كانت لي هذه الحكايه .
- بين تمرد مشوب بالقلق .. ومصير مجهول .. هل من قرار ؟؟
- مجتمعاتنا لم تمر بما يسمونه مرحلة الطفوله ، وأطفالنا هم مشار ...
- ألرشوة حلال .. والمرتشي له ثواب القبول .
- ألعار سيبقى هو المصير المحتوم لجبهة الفكر الرجعي المقيت .
- لمسات لشعار .. فليسقط الوطن ولتحيا المواطنه .
- متى تنتهي عهدة الانظمة السابقه عن ما يجري في العراق اليوم ؟
- وفاء سلطان .. مبضع متمرس ، لا زال يضرب في عمق الورم العربي .
- أنا والأبيض المتوسط ... والمفوضية الساميه لرعاية شؤن اللاجئي ...
- بين الانتصارات الحقيقية للمرأة في الكويت ... وزيف التمثيل ال ...
- من منكم يعرف ( صبيحه ) ... سمراء العراق ... ضحية الزمن المكر ...
- ما هو السبب في انقراض حضارتنا ، كما يقول أدونيس ، وماذا علين ...
- هكذا يعاملون نسائهم ... وبهذه الطريقة نعامل نحن نسائنا .. فه ...
- ألمشهد العراقي من خلال بيان نيسان للحزب الشيوعي العراقي .
- منابر ألفتوى ألدينية وعواقب اجترار ألتاريخ ألبائس
- تجليات فكرية من وحي الواقع .
- معهد ألفنون ألجميلة في بغداد .. مهدد بالاغلاق وتحويله الى مؤ ...
- ألمهندس سلام أبراهيم عطوف كبه .. ومحنته مع وزارة ألهجره وألم ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حامد حمودي عباس - بين واقع مزري لأمة يقتلها ( محرروها ) .. وبين المشاعر الكاذبة بالاستقلال .. لا زلنا نبحث عن حل !