أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - التصدعات التي خلقتها المقاومة في جسد الاحتلال الأمريكي للعراق















المزيد.....

التصدعات التي خلقتها المقاومة في جسد الاحتلال الأمريكي للعراق


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 08:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


كي ينجح الاحتلال الأمريكي للعراق كان لا بد به من ركيزة سياسية أساسية ، وهي محاولة إيجاد غطاء دولي للعدوان و رغم أنه فشل في تحقيق هذا الأمر في أروقة مجلس الأمن قبل العدوان فقد كان على ثقة تامة أنه سيحصل عليه بأثر رجعي بعد أن يشن عدوانه و يؤسس الحقائق الجديدة على الأرض كما حدث في تجربة العدوان على يوغسلافيا فعندما استحال تمرير قرار العدوان على يوغسلافيا في أروقة مجلس الأمن بسبب التهديد بالفيتو الروسي . شنت الولايات المتحدة عدوانها بدون الغطاء الأممي و بعدما فرضت الحقائق على الأرض عادت إلى الأمم المتحدة لتشرع ما فعلته بطريق غير شرعي و لم تتأخر الأمم المتحدة عن إعطاء الشرعية للوضع الجديد في كوسوفو و يوغسلافيا فاستدعيت قوات دولية من بقاع مختلفة من العالم أغلبها رمزي الطابع لتجميل الاحتلال الأمريكي لكوسوفو و تغطيته بالطلاء الأممي الأكثر قبولاً .
و لأول وهلة بعد سقوط بغداد بدا أن المخطط الأمريكي بالنسبة للعراق يسير نحو سيناريو مشابه للسيناريو اليوغسلافي . فالعدوان شن بدون غطاء أممي لكن سريعاً تمت العودة إلى مجلس الأمن و تم انتزاع قرار منه بشرعنة الاحتلال و إفرازا ته وبدا أن قوات دول مختلفة ستتدفق إلى العراق تحت يافطة دولية لتغطية الاحتلال الأمريكي فيسير العراق نحو النموذج اليوغسلافي ( لا يوجد اليوم من يتحدث عن قوات احتلال أمريكية في كوسوفو بل توصف على أنها قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة )
و خلال شهري أيار و حزيران بدا أن المعسكر المعارض للحرب قد بدأ يتصدع و أن أطرافه الثلاث الأساسية ( فرنسا ، ألمانيا ، روسيا ) قد عادت لتمد الجسور مع الولايات المتحدة كي ترضى الأخيرة عنها و تعطيها حصة من الكعكة العراقية . لكن الشهور اللاحقة حملت ما يمكن تسميتها بمفاجآت الميدان غير المتوقعة التي قلبت الأمور رأساً على عقب .............
لقد استطاعت المقاومة العراقية ، التي تصاعدت يوماً و راء يوم ، أن تكبد المحتل خسائر مادية و بشرية ضخمة . ووجهت بطرقها الخاصة التي يفهمها أصحاب العلاقة إنذارات لكل من حاول أن يمد يده إلى الساحة العراقية ، سواء كان من الأطراف العربية أو الإقليمية أو الدولية .فتوقف الانهيار في المعسكر المعادي للحرب و أحجمت الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة عن التدخل و تراجعت تركيا عن خطوة إرسال قواتها على العراق . و فضلت كل الأطراف الانتظار و الترقب بدل الدخول في مغامرة غير محسوبة العواقب . و لف تشيني و باول العالم من شرقه إلى غربه بحثاً عن قوات تساند قوات الاحتلال و تعطيها الطابع الأممي فلم يحصل سوى على مشاركات كوميدية كانت كافية لتشير إلى حجم المأزق الأمريكي . لم تترك الدبلوماسية الأمريكية باباً لم تطرقه من الأمم المتحدة إلى حلف شمال الأطلسي إلى الدول العربية و الإسلامية و الكل كان يكتفي بهز الرأس ، ما عدا هندوراس و الدومينيكان و تايلاند و الفليبين مما حول الأمر إلى كوميديا كما ذكرنا .
ثم تصاعدت المقاومة من جديد و تحت تأثير هذا التصاعد انتقلت الحركة إلى الاتجاه المعاكس فبدل أن تأتي قوات جديدة بدأ الحلفاء يهربون أو يفكرون بالهرب . لقد بدأ التصدع في معسكر الحرب فقررت اسبانيا ، و هي إحدى الدول الأساسية في معسكر الحرب ، سحب قواتها من العراق و تلتها الدومينيكان و هندوراس و ستكر السبحة خلال الشهور المقبلة لتشمل على الأغلب بقية الدول الأوربية بحيث لا يبقى في الميدان سوى الجندي الأمريكي و تابعه البريطاني .
و بعد أن كان الحديث في نهاية العام 2003 عن ضرورة تخفيض القوات الأمريكية بحلول آذار 2004 إلى النصف لأن الوضع الجيوستراتيجي للولايات المتحدة في العالم لا يسمح بإشغال هذا العدد الكبير من الجنود داخل العراق لفترة طويلة و إلا ظهر في العالم فراغ عسكري خطير يهدد سيطرة الولايات المتحدة على العالم بالتصدع . بدل تخفيض الجنود دخل نيسان مع طلب زيادة عدد القوات العاملة في العراق و ما يعنيه ذلك من نتائج جيوستراتيجية خطيرة تمس أمن الهيمنة الأمريكية على العالم أجمع .
و كل ذلك بفضل تصاعد المقاومة .......
لقد انهار الرهان الأمريكي القائم على شرعنة العدوان و إنشاء حكومة عميلة تضبط الوضع العراقي لصالح الولايات المتحدة و تضمن تدفق النفط بما يناسب مصالح الولايات المتحدة ، و على جلب قوات تأتمر بأمر القوات الأمريكية و تساهم بخفض التزام الولايات المتحدة العسكري في العراق . و كلمة السر وراء كل ذلك الفشل هي المقاومة .
انهيار الاحتلال من الناحية الأخلاقية :
لتبرير شن العدوان اعتمد المعتدون على أكذوبة أسلحة الدمار الشامل . و رغم كل النقاش الذي يدور الآن حول من السبب وراء اختلاق هذه الكذبة و هل كان الرئيس الأمريكي يعرف بالحقائق أم أنه خدع فأنا على اقتناع تام أن كل الأطراف في الإدارة الأمريكية و على كافة المستويات كانوا متأكدين أنه لا توجد أسلحة دمار شامل . لكن لا بد من سبب لتبرير الحرب أمام الرأي العام لإعطاء الحرب معنى أخلاقي فاختلقوا هذه الكذبة دون أن يساورهم أي قلق حول إمكانية افتضاح كذبتهم في المستقبل حين يحتلون العراق و لا يجدون فيه أسلحة دمار شامل. لأنهم كانوا يعتقدون أن الجميع سيصمتون بعد أن يصبح العراق بقبضة الولايات المتحدة و يتدفق النفط و تبدأ الشركات بالعمل هناك ، عند ذلك من سيتذكر هذه التفاهات ، تفاهات أسلحة الدمار الشامل ، و إذا تذكرها أحد سيبتسم ابتسامة إعجاب بهذه الإدارة التي تعرف كيف تختلق الأعذار و الحجج لتحقق مصالحها . و إذا طارد أحد المزعجين ، الذين يبحثون عن الحقائق المطلقة ، إذا طارد الكذابين فسيتم إسكاته بعقد إعمار أو بوسائل أخرى و بالأحرى لن يجد من يصغي إليه لأن الجميع سيكونون مشغولين بالوليمة النفطية العراقية أو بوليمة ما يسمى بإعادة الإعمار .
لكن ما لم يكن بالحسبان أن ينقلب السيناريو رأسا على عقب و بدل أن يصبح العراق منجم ذهب للنهابين أصبح يستهلك أموال و دماء الأمريكان و ذلك بفعل المقاومة المتصاعدة يوماً و راء يوم .
و بدأت الخلافات تدب بين تحالف اللصوص بسبب فشل عملية السطو فكل طرف يلقي بلائمة هذا الفشل على الطرف الآخر . و في هذا السياق انكشفت أكاذيب أسلحة الدمار الشامل .
و في خطوة تراجعية من أجل المحافظة على غطاء أخلاقي و لو كان هشاً للحرب تحول الخطاب الأمريكي لتبرير العدوان على العراق من كذبة أسلحة الدمار الشامل إلى التركيز على كذبة أخرى و هي تخليص العراق من غرف التعذيب و السجون و المقابر الجماعية ، و إقامة نظام حكم ديمقراطي . و انطلقت ميديا هائلة ركزت على المقابر الجماعية و صور الإعدامات التي كانت تتم في عهد النظام السابق و الهدف من كل ذلك هو خلق شرعية أخلاقية جديدة للاحتلال ، لا تعاطفاً مع مأساة الشعب العراقي و لا إشفاقاً على الضحايا .
كما قلنا كان الهدف خلق شرعية للاحتلال حتى و لو كانت شرعية مهزوزة لا يقبل الكثيرون بها ما دام الرأي العام الأمريكي الداخلي المسيطر عليه بواسطة وسائل الإعلام سيقبل بها و يعتبرها كافية في حال مشت الأمور على الأرض كما يرام ، أي إذا تدفق النفط و بدأت الشركات الأمريكية بنهب العراق . لكن الأمور تعثرت من جديد و صار الأمر ينذر بكارثة على كافة الأصعدة فبدأ هرب اللصوص الشركاء من السفينة الغارقة . و عبر التفسخ عن نفسه هذه المرة بنشر صور تعذيب السجناء العراقيين و اغتصاب العراقيات و امتهان كرامة الناس بهذا الشكل الفظيع الذي لم يكن ليفعله إلا دكتاتور دموي .
جاءت هذه الصور لتدق آخر مسمار في نعش الاحتلال من الناحية الأخلاقية . فالحرب لم تكن من أجل القضاء على أسلحة الدمار الشامل و بدل أن نخلص الشعب العراق من غرف التعذيب و المقابر الجماعية عملنا غرف تعذيب و مقابر جماعية . لم إذاً كانت هذه الحرب ؟ لا شك أن هذا هو السؤال الذي يسأله المواطن الأمريكي لنفسه . و سيصدمه الجواب أنها حرب لصوصية بحتة
و وراء تفسخ معسكر اللصوص كان تصاعد المقاومة هو المسؤول .
مخطأ من يظن أن هناك حريات إعلامية في الولايات المتحدة و أن نشر هذه الصور المرعبة جاء في سياقها لأن محطات الإعلام الأساسية مملوكة من احتكارات ضخمة متحالفة مع قطاعات اقتصادية أخرى و هي بالضرورة تعبر عن رأي طبقة سائدة في الولايات المتحدة . و إن نشر هذه الصور يعبر على أن قطاعات من الاحتكارات المسيطرة في الولايات المتحدة بدأت تتذمر من هذه الحرب التي وعدوها بأرباحها الهائلة فإذ بها تخسر كل دقيقة .
لقد انهار الاحتلال سياسياً بعجزه عن تغطية نفسه بغطاء داخلي أو عربي أو إقليمي أو دولي .
و انهار أخلاقياً بعجزه عن إيجاد مبررات لهذه الحرب عدا اللصوصية و السطو على مقدرات العراق . و لأن الحروب لا تكسب بالقوة العسكرية فقط فإن انهيار الاحتلال عسكرياً بات قريباً .
و كل ذلك بفضل المقاومة



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع العام
- بعد مرور سنة على الغزو أهداف و دوافع هذا الغزو
- حماقات علمية و أخرى سياسية
- دروس عملية تبادل الأسرى
- عبد الرحمن منيف يكتب روايته الأخيرة
- معنى أن تكون معارضاً
- طالبان من أفغانستان إلى باريس
- البطاطا و الفكر و أشياء أخرى
- إيران إلى أين ؟
- خيار البشرية اليوم : إما الهمجية أو مقاومة الإمبريالية
- عام جديد و طريق جديد
- وثيقة جنيف : كلما يأس العدو من كسرنا أعادوا له الأمل........
- ديمقراطية الفكر الإبادي التلمودي
- ثورة في جورجيا أم مجرد تغيير شكلي ؟
- ثقافة الجوع و ثقافة الشبع
- وحدة أطراف النظام الدولي
- أمريكا من انتظار القيامة إلى صنعها بالسلاح الذري
- حريق في الحديقة الخلفية للولايات المتحدة
- نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ثائر دوري - التصدعات التي خلقتها المقاومة في جسد الاحتلال الأمريكي للعراق