أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح














المزيد.....

نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح


ثائر دوري

الحوار المتمدن-العدد: 624 - 2003 / 10 / 17 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 
تحاصرنا وسائل الإعلام ، التي تسيطر عليها الإمبريالية ، من الصباح إلى المساء لإقناعنا بأمر واحد  هو أنه لا إمكانية سوى لعالم واحد تحكمه عقيدة الربح ، و لا قيمة فيه سوى للمال و لتعظيم الاستهلاك و الأرباح . و في سبيل ذلك على الشعوب أن تتخلى عن ثقافاتها الوطنية فهي عائق أمام اندامجها في سوق كونية كبيرة محكومة بعقائد بيوريتانية – تلمودية ربوية لا تقيم وزناً سوى للمال . أما الأفكار التي تدعو لها الأديان و الثقافات الأخرى و الفلسفات الإنسانية ، التي أنتجها الفكر البشري .  من التضامن الاجتماعية ، إلى التوزيع العادل للثروة ، إلى احترام الناس و أفكارهم و أحلامهم بغض النظر عما في جيوبهم فهذا مما تعتبره العقيدة التلمودية أفكارا بائدة ، غير مفيدة ، معيقة للتطور الذي لم يعد يعني سوى تعظيم الثروات .
و من أجل الذهب و المال أباد الغربيون ملايين البشر من الهنود الحمر إلى أفريقيا إلى آسيا إلى الوطن العربي ، الذي يبرز اليوم كساحة صراع أساسية ضد هذا الفكر المتوحش الذي لا يهدف سوى إلى جمع المال و تعظيم الثروات دون أن يأبه للكلفة البشرية لمسعاه . إن منطقتنا العربية و حولها ظهيرها  الإسلامي تبدو اليوم نقطة الممانعة الرئيسية لهذا المشروع الهمجي و إن معارك العراق و فلسطين العسكرية ، و المعارك غير العسكرية التي تدور رحاها على كافة أرجاء الوطن العربي هي التي ستقرر مصير البشرية ، فإما الرأسمالية التلمودية و ما يعنيه هذا من فناء مؤكد للبشرية ، لأن كوكب الأرض يحتضر بعد أن عاثوا به فسادا و إفساداً فدمروا الغابات التي تمدنا بالأكسجين الذي نتنفسه . و بسبب انبعاثات الصناعات غير المنظمة ، و التي لا هدف لها سوى الربح بغض النظر عن كان ما تنتجه لزماً للبشرية أم لا،  يتم تدمير ثقب الأوزون الذي يحمي الحياة على الأرض من التأثير القاتل للأشعة فوق البنفسجية على كل أشكال الحياة . و بتوالي انبعاث غاز الكربون ترتفع حرارة الأرض و يتبدل المناخ من أقصى الجفاف إلى الفيضانات المدمرة و من الصقيع إلى الحر القاتل . و هكذا تدريجياً تتحول الأرض إلى مكان غير قابل لعيش البشر إن كان بسبب الحر أو بسبب القر . و تتحول كتل هائلة من سكان آسيا و أمريكا اللاتينية و أفريقيا إلى كتل معدمة  تموت جوعا أو تكاد بعد أن نهشها المرض و سوء التغذية و دمار بيئتها .
و بعد ذلك ينام أصحاب الأموال قريري العين كأن شيء لم يحدث و كأن الأمور ستستمر إلى الأبد بهذا الشكل . نعم فهم يحسبون أن طريقتهم في الإنتاج و الاستهلاك هي الوحيدة المتاحة و أن الحياة لا تستحق أن تعاش سوى من أجل جمع الثروات .
لكن للشعوب رأي آخر  فهي تعرف أكثر من غيرها أن للحياة وجه آخر لا يباع و لا يشترى بالمال و أنها تستطيع تنظيم حياتها بشكل أفضل بعيد عن المرابين و أصحاب رؤوس الأموال و بعيداً عن السعي نحو الربح الأقصى و عن الإنتاج من أجل الاستهلاك و لتعظيم الأرباح دون السؤال عن الكلفة الإنسانية و البيئية لذلك .
يوماً وراء يوم يتعاظم رفض البشر للسياسة الإمبريالية و قد كان العدوان الأمريكي على العراق مناسبة لإظهار هذه القوة الجديدة التي اضطر كوفي عنان أن يسميها ، القوة العظمى الثانية ، و هو يعني ملايين البشر الذين خرجوا إلى شوارع مدن العالم من أمريكا إلى جاكرتا و من أستراليا إلى روسيا معلنين بصوت واحد :
- لا للعدوان على العراق .
إن هذه الجماهير تعي أنها برفضها للحرب كانت تقول لا لهذا النظام الفاسد الذي لا يقيم اعتبارا للحياة البشرية و يدوس كل شيء في سعيه  لتعظيم ثروته . و يقيناً أن هذه الحركة ستتعاظم و ستصل إلى حد إزالة هذا النظام العالمي الفاسد الذي دمر الحياة على كوكب الأرض . و ستبني عالماً آخر يعلي شأن الإنسان و يعتبره الهدف الأسمى للحياة على كوكب الأرض . و ينظر إلى الأرض باحترام فلا يسيء لها باستهلاك مكثف و لا يخلق حاجات وهمية تساهم في دمارها . و يقيم نظاما تحقق الشعوب به ذواتها فتحافظ على لغتها و ثقافتها و حضارتها دون أن تكون مضطرة للصراع مع الآخرين .
إن الحرب الدائرة على أرض فلسطين و العراق هي مقدمة لإزاحة هذا النظام العالمي الفاسد لذلك ينبغي على كل المتضررين من هذا النظام ، و هم ثلاثة أرباع البشرية ، مد يد العون إلى كل أشكال المقاومة لهذا العدو الوحشي . لأنه إن هزم في هاتين البقعتين فلن تقوم له قائمة و لن يموت الناس بعد ذلك من الجوع أو المرض و لن تغرق المدن الساحلية و لن يتم تدمير كوكب الأرض . إن البشرية تخوض معركتها الحاسمة . فإما الفناء و الموت و إما القضاء على هذا النظام الفاسد

د. ثائر دوري



#ثائر_دوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية إلى كوبا


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثائر دوري - نعم هناك إمكانية لعالم آخر بديل لعالم الربح